عبد الأحد مومند أول رائد فضاء أفغاني
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
عبد الأحد مومند أول رائد فضاء أفغاني ورابع رائد فضاء مسلم، صعد إلى الفضاء في رحلة استمرت 9 أيام عام 1988، وتحدث هاتفيا مع والدته والرئيس الأفغاني الأسبق محمد نجيب الله من الفضاء، طلب اللجوء إلى ألمانيا عام 1992 وحمل جنسيتها واستقر فيها وعمل محاسبا بقية حياته.
المولد والنشأةولد مومند عام 1959 في مديرية أندر بولاية غزني وسط أفغانستان، وينتمي إلى قبيلة مومند، أكبر القبائل البشتونية التي تعيش على طول خط ديوراند الفاصل بين أفغانستان وباكستان.
ينتمي مومند إلى عائلة فقيرة، وكان والده يشتغل في الزراعة وتربية المواشي، وعاش طفولته في مسقط رأسه في ظروف معيشية صعبة، وحالفه الحظ أن يتوجه إلى العاصمة كابل لإكمال دراسته الثانوية.
انتقل إلى الاتحاد السوفياتي للدراسة. وانتقل بعد سنوات من عمله لاجئا إلى ألمانيا، التي حمل جنسيتها وسكن فيها مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
الدراسة والتكوينبدأ دراسته الابتدائية في مسقط رأسه، وأكمل الدراسة الثانوية في مدرسة حبيبة في كابل.
انضم إلى كلية الفنون التطبيقية في جامعة كابل عام 1976، عن عمر ناهز 17 عاما وتخرج بعد ذلك بعامين قبل أن يتم تجنيده في الجيش عام 1978.
حصل مومند على منحة دراسية في الاتحاد السوفياتي لتدريب الطيارين، وحصل على مقعد في كلية كراسنودار العليا للطيران العسكري، ومدرسة كييف العليا للهندسة الجوية.
ويجيد مومند 3 لغات: البشتو والروسية والألمانية.
التجربة العسكريةعاد مومند إلى أفغانستان عام 1981، وترقى في الرتب، ليصبح طيارا في قاعدة بغرام الجوية.
ثم سافر إلى الاتحاد السوفياتي عام 1984 ليتدرب في أكاديمية غاغرين للقوات الجوية، في مونينو، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وبعد تخرجه عام 1987 اختير ليكون رائد فضاء في مشروع "إنتركوسموس"، وعند عودته عُيّن نائبا لوزير الطيران المدني.
مهمة رمزيةبعد 3 سنوات من دراسته في الاتحاد السوفياتي، أصبح مومند واحدا من 8 أشخاص اختيروا من بين مجموعة مكونة من 400 متطوع للمشاركة في برنامج "إنتركوسموس"، الذي يرسل طيارين من دول غير سوفياتية إلى الفضاء.
بعد تدريبات مكثفة، لبس مومند بدلة رواد الفضاء، وطار مع القائد فلاديمير لياخوف ومهندس الطيران فاليري بولياكوف إلى الفضاء الساعة صباحا 4:23 بتوقيت غرينتش في 29 أغسطس/آب 1988.
كان مومند جزءا من طاقم مركبة "سويوز تي إم-6" المکون من 3 أفراد، وكان الأفغاني الوحيد على متن المركبة. مكث الطاقم 9 أيام في محطة مير الفضائية عام 1988، وأجرى تجارب فيزيائية فلكية وجيولوجية.
توجه مومند إلى الفضاء في ذروة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، لذا فإن رحلته إلى مير ومشارکته كأول أفغاني في رحلة الفضاء (على متن مركبة فضائية سوفياتية) كان له أهمية رمزية كبيرة.
ويعدّ مومند "رابع مسلم يصعد إلى الفضاء"، وسبقه إلى ذلك:
السعودي سلطان بن سلمان آل سعود، الذي سافر إلى الفضاء مع طاقم أميركي. السوري محمد فارس، الذي سافر مع مركبة سوفياتية. الأذربيجاني موسى ماناروف، الذي رافق طاقما سوفياتيا.ومن الفضاء تحدث مومند مع والدته والرئيس الأفغاني الأسبق نجيب الله عبر الهاتف، فأصبحت البشتو هي اللغة الرابعة التي يتم التحدث بها رسميا في الفضاء، ويقول مومند للجزيرة نت عن هذه الرحلة: "تحدثت مع الرئيس الأفغاني الأسبق نجيب الله، وحضّرت الشاي الأفغاني للطاقم، وتلوت القرآن الكريم في الفضاء بناء على طلب الحكومة الأفغانية، كانت رحلة ماتعة وذكرياتها ما زالت عالقة في ذهني".
وقد أشاد بجهوده الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي عند استقباله في القصر الرئاسي عام 2013 إذ أخبره أنه "على الرغم من أنه كان يقاتل السوفيات عندما ذهب مومند إلى الفضاء، إلا أنه كان يشعر بالفخر والسعادة".
حلم تحقق وآخر لم يتحققيقول مومند للجزيرة نت إنه كان يحلم منذ طفولته أن يصبح طيارا، ويضيف: "رغم سنوات عديدة من الدراسة والإعداد، إلا أنك لن تعرف أن حلمك بالذهاب إلى الفضاء سوف يصبح حقيقة إلا عندما تكون على وشك دخول المركبة الفضائية".
ويضيف مومند: "أثناء حديثي مع الرئيس الأسبق نجيب الله من الفضاء قلت له إن أفغانستان جميلة جدا من الفضاء وإنها تبدو سلمية للغاية، الأفغان لا يحتاجون الحرب من فضلكم توقفوا عن القتال".
اللجوء في ألمانياسافر مومند قبيل 6 أشهر من انهيار حكومة نجيب الله عام 1992 إلى الهند لحل شكوى بخصوص خطوط أريانا الجوية، وقدم طلب اللجوء إلى ألمانيا لأنه كان هدفا باعتباره واحدا من أشهر الوجوه في العصر الشيوعي.
حمل مومند الجنسية الألمانية ویعیش هناك منذ 1992، وعمل محاسبا في إحدى الشركات الألمانية.
الجوائزحصل مومند على لقب بطل الاتحاد السوفياتي في السابع من سبتمبر/أيلول 1988، إضافة إلى لقب بطل الحكومة الأفغانية ووسام لينين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الاتحاد السوفیاتی إلى الفضاء رائد فضاء نجیب الله من الفضاء
إقرأ أيضاً:
بسبب خلاف ترامب وماسك.. "22 مليار دولار" في مهب الريح
باتت عقود حكومية أميركية مع شركة سبيس إكس بقيمة حوالي 22 مليار دولار مهددة وقد تواجه العديد من برامج الفضاء الأميركية تغييرات جذرية بسبب تداعيات خلاف متصاعد بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس دونالد ترامب.
تعود جذور الخلاف إلى انتقاد ماسك لترامب بسبب قانون لخفض الضرائب والإنفاق وسرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة.
فقد انتقد ترامب ماسك عندما تحدث الرئيس في المكتب البيضاوي، ثم في سلسلة من المنشورات على إكس، وجه ماسك انتقادات لاذعة لترامب، الذي هدد بإنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك.
وأخذ ماسك التهديد على محمل الجد، وقال إنه سيبدأ في "وقف تشغيل" مركبة الفضاء دراغون التابعة لسبيس إكس التي تستخدمها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).
لكن بعد ساعات، بدا أن ماسك تراجع عن تهديده. وردا على أحد متابعيه على إكس يحثه هو وترامب على "التهدئة"، كتب ماسك: "نصيحة جيدة. حسنا، لن نوقف تشغيل دراغون".
ومع ذلك، فإن مجرد تهديد ماسك بوقف تشغيل مركبته الفضائية يمثل سابقة من أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لناسا.
فبموجب عقد تبلغ قيمته حوالي 5 مليارات دولار، أصبحت كبسولة دراغون هي المركبة الأميركية الوحيدة القادرة على نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، مما يجعل شركة ماسك عنصرا محوريا في برنامج الفضاء الأميركي.
وأثار هذا الخلاف تساؤلات بشأن المدى الذي قد يذهب إليه ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في كثير من الأحيان، لمعاقبة ماسك الذي كان حتى قبل أيام يرأس جهود ترامب لتقليص حجم الحكومة الاتحادية عبر إشرافه على إدارة الكفاءة الحكومية.
إذا أعطى الرئيس الأولوية للانتقام السياسي وألغى عقودا بمليارات الدولارات لسبيس إكس مع ناسا والبنتاجون، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء التقدم في أبحاث الفضاء الأميركية.
ومن المرجح أن يؤدي سحب دراغون من الخدمة إلى تعطيل برنامج محطة الفضاء الدولية، الذي يشمل عشرات الدول بموجب اتفاقية دولية تمتد لعقدين. وتستخدم ناسا مركبة الفضاء الروسية سويوز كوسيلة نقل ثانوية لروادها إلى محطة الفضاء.