زي النهارده.. حصار القوات الصليبية لبيروت
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر علينا اليوم الإثنين الموافق 12 شهر مايو ، ذكرى حصار القوات الصليبية لمدينة بيروت، وجاء ذلك في 12 شهر مايو عام 1110.
حصار بيروت
سيطر الصليبيون على الموانئ الجنوبية بم، وبالتالي تمكنوا من قطع الدعم الفاطمي من البر للموانٍ الشمالية بما في ذلك بيروت. بالإضافة إلى ذلك، اضطر الفاطميون إلى توزيع قواتهم بما في ذلك 2000 جندي و20 سفينة في كل من الموانِىء المتبقية، حتى وصول الدعم الرئيسي من مصر.
واضطرت السفن التي تحمل حجاجاً مسيحيين إلى الأراضي المقدسة إلى الجنوح نتيجة العواصف في محيط عسقلان وصيدا وصور في أواخر عام 1102.ومن هنا أصبحت السيطرة على الثغور أمراً ملحاً لسلامة الحجاج، دعم ذلك وصول الرجال والإمدادات من أوروبا.
بداية الحصار
بدأت السفن الجنوية والبيزية في محاصرة الميناء في أوائل فبراير 1110، وحاولت السفن الفاطمية القادمة من صور وصيدا كسر الحصار دون جدوى. في هذه الأثناء، دمر المدافعون عن بيروت أحد أبراج الحصار، لكن المهاجمين تمكنوا من بناء برجين آخرين لاقتحام الأسوار.
ذكر وليم الصوري أن بالدوين وبرتراند أمرا القوادس من الموانٍ القريبة الخاضعة لسيطرتهما بحصار بيروت، أثناء بناء جميع أبراج الحصار والسلالم والجسور والمجانيق من أشجار الصنوبر القريبة. واضطر المدافعون إلى الدفاع عن الأسوار دون راحة نهاراً وليلاً لمدة شهرين، حتى تمكن بعض الصليبيين من التسلق فوق الأسوار لفتح البوابات للمهاجمين. ومع فتح البوابات، هرب السكان إلى الميناء، لكن الحصار أجبرهم على التراجع، فوقعوا محاصرين بين عدوين.
وفر الوالي الفاطمي فر ليلاً مخترقاً الأسطول الإيطالي إلى قبرص. واستولى بالدوين على المدينة عبر اقتحامها بعد حصار دام خمسة وسبعين يوماً في 13 مايو 1110. أوقع الإيطاليون مذبحة بين السكان، ولربما قُتل فيها 20 ألف عربي على يد الغزاة في بيروت.
احتفل بالدوين بعيد العنصرة في القدس بعد سقوط بيروت، ثم سارع مع برتراند إلى إمارة الرها لمواجهة غزو مودود بن التونتكين. واستولى على صيدا بمساعدة سيجورد الأول ملك النرويج بحلول نهاية العام.
ظلت بيروت في قبضة الصليبيين، الي ان أعادها صلاح الدين الأيوبي الي قبضته في عام 1187، ثم عادت لحكم الصليبيين مجدداً .عقب عشر سنوات، الي عام 1289 عندما استعادها السلطان المملوكي المنصور سيف الدين قلاوون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصليبيون
إقرأ أيضاً:
مدير منظمة إغاثية أمريكية: هذا أطول حصار على غزة وهذه لحظة الحساب الأخلاقي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة "إغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى الأمريكية"، شون كارول قال فيه إن بقاء غزة تحت الحصار لن يحسن فرص إقامة سلام مستدام في المنطقة.
وفيما يلي ترجمة لمقاله:
لم تعد حالة الطوارئ الإنسانية الشاملة في غزة تلوح في الأفق. إنها واقعة، وهي كارثية.
فقد مرّ أكثر من شهرين منذ أن قطعت "إسرائيل" جميع المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية عن غزة. وسلم برنامج الغذاء العالمي آخر مخزوناته من الغذاء في 25 نيسان/ أبريل. ويعيش مليونا فلسطيني في غزة، نصفهم تقريبا من الأطفال، على وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام.
في العيادات المؤقتة التي تديرها منظمتي الإغاثية، "إغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى الأمريكية"، تتزايد علامات المجاعة المطولة بشكل مقلق. خلال الأيام العشرة الماضية، بدأ فنيو مختبراتنا برصد الكيتونات، وهي مؤشر على الجوع، في ثلث عينات البول التي تم فحصها، وهي المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الحالات بأعداد كبيرة منذ أن بدأنا الاختبار في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. لقد استنفدت إمدادات الغذاء والوقود والأدوية أو شارفت على النفاد.
كل ساعة هي سباق مع الزمن - ولكن بدون الوصول والإرادة السياسية اللازمتين لإيصال المساعدات وإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة التي لا يمكن تصورها، فإن أيدينا مقيدة.
هذا هو أطول حصار شامل متواصل تتحمله غزة خلال الحرب.
تستغل "إسرائيل" الآن المساعدات علانية كأداة حرب؛ وقد أعلن كبار المسؤولين الإسرائيليين عن نيتهم الفعلية في استخدام التجويع كتكتيك للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين - وهو انتهاك واضح للقانون الدولي.
يخشى العديد من الفلسطينيين أن يكون ذلك أيضا جزءا من خطة لطردهم من غزة، وتحذر منظمات الإغاثة من أن الفلسطينيين قد ينتهي بهم الأمر في "ظروف احتجاز بحكم الأمر الواقع".
إن الحصار الإسرائيلي - وما يحيط به من تأخيرات متعمدة، ورفض، وإجراءات أمنية مفرطة - ليس مجرد فشل لوجستي. إنه نظام حرمان مُدبر. فقد أثبت وقف إطلاق النار قصير الأمد في كانون الثاني/ يناير عدم ملاءمته لتلبية الاحتياجات الإنسانية. فقد زادت المساعدات ابتداء من 19 كانون الثاني/ يناير، لكنها انقطعت تماما بحلول آذار/ مارس.
إن نية استخدام الجوع كوسيلة ضغط واضحة، وهي غير مقبولة.
مع اختفاء مخزونات الغذاء، يدعو قادة، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الكندي الجديد، وحلفاء "إسرائيل" في أوروبا وحول العالم، إلى الاستئناف الفوري للمساعدات الإنسانية. ومع ذلك، لم تعد كلماتهم أكثر من ذلك: مجرد كلمات فارغة ومتجاهَلة.
يوم الأحد، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطط لتكثيف حملتها العسكرية في غزة.
وبنفس القدر من الشؤم على الفلسطينيين، وافقت "إسرائيل" أيضا على خطة لترسيخ سيطرتها على المساعدات، من خلال مراكز أقامتها "إسرائيل" مع شركات خاصة تتولى الأمن.
ويبدو أن هذا جزء من جهد أوسع يشمل استمرار إغلاق معبر غزة مع مصر وحظر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المصدر الرئيسي للدعم الإنساني للفلسطينيين.
كما أن تضييق الخناق على المساعدات من شأنه أن يقوض الجهود الإقليمية التي تقودها الدول العربية لتحقيق انتعاش وإعادة إعمار حقيقيين من خلال تجاهل أو تأجيل خطط الأمن والحوكمة المجدية والمشروعة.
الخطر على عمال الإغاثة مستمر. في آذار/ مارس الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 14 عامل إغاثة ومسؤولا في الأمم المتحدة.
بالنسبة لمنظمتي، أصبحت الحرب مميتة في آذار/ مارس 2024 عندما قتلت غارة جوية إسرائيلية زميلنا موسى الشوا وابنه الصغير. قُتل ما لا يقل عن 418 من موظفي الإغاثة في غزة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، مما يجعلها المنطقة الأكثر دموية في العالم لعمال الإغاثة.
منذ خرق وقف إطلاق النار بقصف مكثف في 18 آذار/ مارس، دفع الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في غزة إلى جيوب أصغر فأصغر، موسعة بذلك المناطق العسكرية أو مناطق الإخلاء "المحظورة" إلى حوالي 70% من أراضيها.
يجب إلزام "إسرائيل" بإنشاء ممرات إنسانية مفتوحة وآمنة. فبدونها، يستحيل توسيع نطاق الإغاثة، لأن كل تسليم هو مخاطرة بحياة المدنيين وعمال الإغاثة. ورغم الحاجة الماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتدفق المساعدات، إلا أن ذلك لن يكون كافيا.
يجب وضع خطة، ليس للإغاثة فحسب، بل للإنعاش أيضا، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في منطقة حرب أو تحت حصار دائم.
يتطلب الإنعاش الحقيقي اتفاقا سياسيا يضمن الوجود الفلسطيني والأمن وتقرير المصير. إن وصول المساعدات الإنسانية ليس مجرد ضرورة أخلاقية، بل هو شرط أساسي لأي أمل في مستقبل أفضل.
تخيلوا غزة حيث تُعاد بناء المنازل، وتتدفق المياه النظيفة، ويعود الأطفال إلى المدارس، وتستطيع العائلات مرة أخرى حصاد الطعام من أراضيها. قد تبدو هذه الرؤية بعيدة المنال بعد عقود من الاحتلال العسكري الإسرائيلي والحصار والحروب المتكررة التي ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية.
لكننا ساعدنا في تحسين حياة الفلسطينيين في غزة من قبل، ويمكننا فعل ذلك مرة أخرى. ما يعيق الطريق ليس القدرة، بل السياسة المتعمدة التي تسد الطريق إلى الكرامة الإنسانية الأساسية.
عندما نتحدث عن السلام، يجب أن نسأل: ما هو نوع المستقبل الذي نتصوره إذا تُرك شعب بأكمله يعاني من الجوع؟ لن يكون الإسرائيليون أكثر أمانا بينما تظل غزة تحت الحصار.
لا يُبنى السلام المستدام من خلال الهيمنة، بل من خلال الكرامة والحرية والفرص والأمن المتبادل.
هذه هي لحظة الحساب الأخلاقي. هل سيكون العالم متواطئا في انهيار غزة، أم جزءا من تعافيها؟