أيمن الرقب: «القاهرة» استقبلت آلاف الجرحى في مستشفياتها.. والمصريون فتحوا منازلهم لأشقائهم
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادى فى حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن مصر موقفها واضح منذ اللحظات الأولى للحرب على قطاع غزة، إذ رفضت وأدانت كل ما يقوم به جيش الاحتلال من جرائم إبادة بحق أبناء الشعب الفلسطينى، فضلاً عن تحركها على جميع المستويات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، سواء عن طريق إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، أو استقبال الجرحى الفلسطينيين فى مستشفياتها.
كيف ترى دور مصر فى مساعدة الجرحى الفلسطينيين؟
- منذ الساعات الأولى لبدء الحرب على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر الماضى، تبذل مصر جهوداً كبيرة، وتلعب دوراً مهماً فى إدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطينى المحاصر داخل القطاع، ويمكن القول هنا إن أول 150 شاحنة اصطفت عند معبر رفح، استعداداً لدخول غزة، فى الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلى، كانت «مصرية 100%»، قبل بدء الدول الأخرى فى إرسال المساعدات، وحينها منع الاحتلال الإسرائيلى دخولها، ما اضطر الدولة المصرية إلى استخدام ورقة ضغط، أو ما سمته «الدبلوماسية الخشنة»، حيث اشترطت خروج الرعايا الأجانب عبر معبر رفح بعد إدخال المساعدات إلى غزة.
وأجبرت الولايات المتحدة على الموافقة على مطالبها بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل خروج الرعايا، فضلاً عن استقبال آلاف الجرحى عبر المنفذ، وتخصيص أول مستشفى ميدانى بشمال سيناء لتقديم الدعم الطبى للمصابين، إضافة إلى استقبال مئات الجرحى منذ الأيام الأولى للعلاج فى المستشفيات المصرية، كما أن الشعب المصرى فتح ذراعيه للأشقاء الفلسطينيين، وبعضهم فتح بيوتهم لإيواء فلسطينيين رافقوا الجرحى الذين يخضعون للعلاج بمستشفيات فى مصر.
وماذا عن الجهود الشعبية المصرية لدعم أهالى غزة؟
- شعب مصر محب للشعب الفلسطينى، ويمكن القول إن كل الشعب المصرى وقف كرجل واحد لدعم فلسطين، الأطفال والنساء، وكل مؤسسات الدولة المصرية، تبرعوا لدعم أهالى غزة، رأينا آلاف الأطنان من المساعدات، التى استطاعت الجمعيات الأهلية والتحالف الوطنى وغيرهما من المؤسسات جمعها لدعم غزة، تحت رعاية القيادة المصرية، التى وجهت منذ اللحظات الأولى بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى، فضلاً عن الأهالى الذين تسابقوا لدعم الجرحى الذين وصلوا إلى مصر، ونشعر دائماً نحن الفلسطينيين بأن مصر هى بلدنا الثانى، والشعب الفلسطينى دائماً يثمن دور مصر قيادةً وحكومةً وشعباً فى دعم قضيتنا على مدار عشرات السنين، فشعب مصر كريم، ورأيت بطولاته فى دعم أشقائه، المصريون فتحوا بيوتهم للفلسطينيين، فضلاً عن كرم أهالى سيناء.
كيف ترى دور الدبلوماسية المصرية فى دعم القضية؟
- يجب القول إن مصر هى الدولة الأكثر دعماً للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 75 عاماً، فموقفها ثابت لم يتغير، بل تبذل جهداً كبيراً لوقف العدوان على غزة، وأدركت مصر من البداية أن الاحتلال الإسرائيلى يبيت النية للذهاب إلى حدود بعيدة فى عدوانه على غزة، بعد هجوم 7 أكتوبر الماضى، وفى اليوم الأول من العدوان، أصدرت مصر بياناً قوياً أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلى يتحمل أحداث 7 أكتوبر، لأنه لم يلتفت لكل النداءات لوقف الضغط على الشعب الفلسطينى.
كما أكدت أن موقفها كان واضحاً من أحداث 7 أكتوبر، التى جاءت نتيجة السياسات الاستفزازية للحكومة اليمينية المتطرفة، وحاولت مصر كبح جماح الحرب، من خلال التحركات الدولية على مختلف الأصعدة، من بينها اهتمامها بعقد مؤتمر للسلام فى القاهرة؛ من أجل وضع العالم أمام مسئولياته، وكانت روايتها متطابقة مع رواية الجانب الفلسطينى، ما عزز موقفه، ومنع التآمر بشكل كبير على الموقف الفلسطينى، كما شددت مصر على أنه آن الأوان أن تكون هناك فرصة للفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة، فمصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومى، وبالتالى الدعم المصرى لفلسطين ثابت، ومن بين الثوابت التاريخية لمصر.
كيف ترى المساعى المصرية فى سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة؟
- هذه ليست المرة الأولى التى تسعى فيها القيادة المصرية بدبلوماسيتها إلى التوصل إلى اتفاق يقضى بوقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، فالقيادة المصرية لعبت دوراً أساسياً ومهماً فى الهدنة المؤقتة خلال شهر نوفمبر الماضى، وطوال الوقت تتحرك مصر دولياً للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإنهاء العدوان على غزة، ووقف قتل المدنيين.
وقد تحركت مصر بشكل كبير جداً لوقف الحرب، وشاركت فى الطواقم التى تتفاوض للوصول إلى اتفاق هدنة، وبذلت جهداً كبيراً لحقن دماء الشعب الفلسطينى، من خلال التواصل مع جميع الجهات والأطراف لوقف العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطينى، وكان آخرها الوصول إلى هدنة لمنع اجتياح رفح ووقف الحرب، لكن رغم إعلان حركة «حماس» موافقتها على مقترح الهدنة وتبادل الأسرى والمحتجزين، إلا أن مجلس الحرب فى حكومة الاحتلال، بقيادة «نتنياهو»، صمم على دخول رفح ومحور «صلاح الدين» والمناطق الشرقية، بل والسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطينى، فى الوقت الذى كانت فيه «القاهرة» تستضيف وفوداً من جميع الأطراف، بهدف الوصول إلى رؤية لنزع فتيل الأزمة، ولكن «نتنياهو» لا يوافق على وقف العدوان، لأن إنهاء الحرب يعنى انتهاء مسيرته السياسية.
اتفاق وقف إطلاق النارعلى مر التاريخ لم تلتزم دولة الاحتلال الإسرائيلى بأى اتفاقات، فلا توجد ضمانات لالتزامها، وقرأت النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو عبارة عن 3 مراحل تقضى بتبادل المحتجزين، ووقف العمليات فى غزة، وجاءت موافقة «حماس» على الورقة المصرية لوقف إطلاق النار بمثابة «ضربة فى الرأس» لبنيامين نتنياهو، الذى يعلم جيداً أن إنهاء الحرب على غزة تعنى نهايته، والآن الكرة فى ملعب حكومة الاحتلال الإسرائيلى، ولكنى أثق فى قدرة القيادة المصرية على إتمام الاتفاق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 13 ألف مصاب الاحتلال الإسرائیلى الشعب الفلسطینى وقف إطلاق النار قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
السلطات المصرية تحتجز وترحل مشاركين بقافلة الصمود من مطار القاهرة (شاهد)
ذكرت وسائل إعلام مصرية، أن قوات الأمن المصرية احتجزت عشرات التونسيين والفرنسيين والجزائريين، بمطار القاهرة لمشاركتهم بقافلة الصمود المتجهة إلى غزة.
وأضافت أن الشرطة المصرية اقتحمت فندق داونتاون وفندقا آخر وسط القاهرة، حيث يقيم أعضاء الوفد الفرنسي المشارك في القافلة، قبل أن ينقطع الاتصال بهم.
مغاربة بتأشيراتهم يتم ترحيلهم من مصر فور وصولهم مطار القاهرة. pic.twitter.com/RPMxrWr4lS — hassan bennajeh - حسن بناجح (@h_bennajeh) June 11, 2025
وفي وقت سابق كشف موقع مدى مصر، أن سلطات مطار القاهرة بدأت بالفعل في توقيف وإعادة عدد ممن قدموا للمشاركة في المسيرة، بينما تم ترحيل آخرين كانوا قد وصلوا إلى مصر بالفعل.
ونقلت عن المحامية الجزائرية فتيحة رويبي، إن الأمن المصري يحتجز منذ صباح اليوم 40 جزائريا منعهم من دخول مصر عقب وصولهم إلى مطار القاهرة للمشاركة في المسيرة، بينهم ثلاثة محامين.
كما أعادت سلطات مطار القاهرة أعادت أكثر من عشرة أشخاص من الوفد المغربي، وصلوا اليوم بهدف المشاركة في المسيرة، فيما رحل مواطنين من تركيا كانوا قد وصلوا إلى القاهرة للمشاركة في المسيرة، بعدما رصدهم يحملون أعلام فلسطين خارج فندق إقامتهم.
وفي وقت سابق قالت منصة رصد التونسية إن أمن مطار القاهرة يحتجز وفدا نسائيا تونسيا قادما للمشاركة في قافلة الصمود.
تم توقيف اكثر من 60 مشاركا في #قافلة_الصمود من الجنسية الجزائرية في مطار القاهرة بـ #مصر لأكثر من 24 ساعة مع حجز جوازات السفر و الهواتف !! pic.twitter.com/3XRi3fQehX — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) June 12, 2025
وفي أول تعليق رسمي، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا، الأربعاء، حول ما يُعرف إعلاميًا بـ"قافلة الصمود" المتجهة إلى قطاع غزةالمحاصر، عبر معبر رفح، مؤكدة أنه: لا يُسمح لأي وفد أو قافلة بعبور الأراضي المصرية نحو رفح، إلا عبر التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية، وبما يراعي الإجراءات الأمنية المعمول بها في المناطق الحدودية الحساسة.
وعبر بيان رسمي، شددت الخارجية المصرية على أنّ: "تنظيم الدخول إلى أراضي الدولة يتم وفقًا لقواعد وضوابط قانونية وأمنية محددة، تشمل الحصول على الموافقات اللازمة عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة".
وأضاف البيان، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أنّ: "مصر تثمن مشاعر التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني، وتقدر المبادرات الإنسانية، لكنها ترفض تجاوز الإجراءات المنظمة لهذا التضامن".
وبحسب البيان ذاته، شدّدت مصر على موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والرافض للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فيما تؤكد على "أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع والسماح بالنفاذ الإنساني من كافة الطرق والمعابر الإسرائيلية مع القطاع".