محمود عثمان رزق
10/13/2024
بسبب حَملٍ خالف قواعد العلم الطبيعي، وخالف قواعد الحمل والإنجاب في العرف الإجتماعي الإنساني، قالت سيدتنا مريم العذراء عليها السلام عندما حملت بالمسيح عليه الصلاة والسلام : ﴿ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا ﴾، وفي الحقيقة إن الإنسانية في هذا القرن والذي سبقه أحق من أمنا مريم بهذا القول وتلك الأمنية.
أطفال في وسط هذه المعارك حيارى لا يدرون ماذا يدور من حولهم، لا يفهمون لماذا وكيف وأين وحيث. فقر مدقع ودمار كأن الواقعة قد وقعت وبُعث من في القبور. كراهية وحنق وضغائن وتنازع لا يستطيع علم ولا تاريخ ولا منطق أن يبررها، ولكن "آه لو أه تفيد مجروح" إنّه الإنسان ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾. نزوح بالملايين من مدن وقرى كان يأتيها رزقها وهي آمنة فأصبحت كانها لم تغن بالأمس. ضربت لشعوبها وعودٌ وأحلامٌ وردية ظاهرها فيه الرحمة، ومن باطنها يأتينا العذاب المبين. إنسانية تتعلم وتصنع ما يضرها ولا ينفعها وقد تعوّذ المصطفى الرحمة المهداة للعالمين من "علم لا ينفع" البشرية في دنياها وآخرتها وهو دعاء عظيم لو كنتم تعلمون.
أيهما أنفع للبشرية الحمقاء القنبلة النووية أم المحراث؟ وأيهما هو صاحب العلم النافع مخترع المحراث الذكي أم مخترع القنبلة النووية الغبية؟ إلا يدل هذا الدعاء من المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أن الدين خير للبشرية وأنه نبي للعالمين؟ إن هذه الإنسانية للأسف فقدت العقل والدين والعدل والمنطق، وبالتالي فقدت الرحمة والإنسانية والإخاء والمحبة والمصداقية، وهي الآن تذوق وبال أمرها مما تعلمته من هاروت وماروت، ولا تلوموني ولوموا أنفسكم، هذه بضاعتكم ردت إليكم بما كسبت أيديكم! ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولن تجد لسنة الله تحويلا. إننا أمام واقع مر قد جعل الحليم حيرانا، من ياترى ستساعد؟! وكيف تساعد؟ ومن تدفن؟ ولمن تدعو؟ ومن تأوى ومن تترك؟ وعلى من تصلي....الخ وتكاثرت الظباء على خراش ولا يدري خراش ما يصيب..... وشتان بين الظباء الحسان والمصائب اللعان.
إن هذان القرنان لملعونان، فقد شهدت فيهما الإنسانية ما لم تشهده في تاريخها العريض، مئات الملايين من القتلى، وخراب ودمار تعجز عن وصفه كلمات من يستنطق الصخر العصيا، وتضيق عن حصره صفحات السجل العراض، وكأني بكل من عاصر هذين القرنين يردد مع العذراء قولها: ﴿ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا ﴾
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
يعيش قطاع غزة اليوم، كارثة إنسانية غير مسبوقة مع اشتداد الأمطار جراء المنخفض الجوي العميق، بالتزامن مع استمرار الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للعام الثالث على التوالي، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف نازح قسريًا في خيام مهترئة ومساكن مدمرة، معرضين لتهديد مباشر على حياتهم مع دخول فصل الشتاء، تفاقمت المأساة الإنسانية بفعل المنخفضات الجوية، التي أدت إلى غرق آلاف الخيام والمساكن، وأسفرت أمس عن وفاة 13 مواطنًا، من بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة انهيار المنازل المدمرة وغرق الخيام، إلى جانب استشهاد 4 وإصابة 10 آخرين نتيجة استهداف الاحتلال. ويصل عدد ضحايا الإبادة منذ أكتوبر 2023 إلى 70373 شهيدًا، وعشرات الآلاف من المفقودين، و171079 إصابة.
وأكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن نحو 850 ألف نازح في أكثر من 760 موقع نزوح - أي ما يعادل 40% من سكان القطاع - يواجهون خطر الفيضانات المباشر، بعد أن غمرت المياه أو غرقت أكثر من 27 ألف خيمة، ما ترك سكانها بلا مأوى. وحذر من مخاطر تداخل مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة، ويفاقم مأساة السكان، خصوصًا الأطفال وحديثي الولادة وكبار السن، الذين يواجهون البرد القارس دون مأوى أو تدفئة أو ملابس مناسبة.
وأشاد «عبد العاطي» بدور الطواقم الطبية والدفاع المدني، مشيرا إلى أنها تعمل بإمكانات محدودة للاستجابة لآلاف نداءات الاستغاثة، في ظل مواصلة الاحتلال عرقلة ومنع إدخال الخيام والمنازل المؤقتة والمعدات الثقيلة ومضخات المياه والمستلزمات الشتوية ومواد الإغاثة والإعمار والوقود من تداعيات الكارثة الإنسانية، ويحوّل المخيمات إلى ساحات موت يومية.
وأكد عبد العاطي أن ما يجري اليوم يشكل فصلًا جديدًا من الإبادة الجماعية، عبر مختلف الأدوات التي تشمل القتل الحصار والتجويع وترك المدنيين تحت وطأة الطقس القاسي، هذه السياسات والجرائم التي يتحمل المسؤولية الكاملة عنها دولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، كما أن العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية، الذي تفاقم مع دخول المنخفض الجوي، يعكس فشلًا أخلاقيًا وانهيارًا كاملًا لمنظومة القوانين والقيم الدولية، ويشكل تواطؤًا يشرّع استمرار حرب الإبادة، حيث يترك المدنيين بلا حماية أمام تهديدات الموت اليومي.
وشدد عبد العاطي على الحاجة لتدخل دولي عاجل وجاد لإنقاذ سكان غزة قبل فوات الأوان، فكل ساعة تمر تزيد حجم الكارثة، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية وأحرار العالم بالضغط والتدخل العاجل من اجل إلزام الاحتلال بإدخال جميع احتياجات القطاع، بما في ذلك خيام مقاومة للمياه والعواصف وكرافانات عاجلة، تضمن الحد الأدنى من الحماية والكرامة الإنسانية، وفتح جميع المعابر بشكل كامل ودون قيود لإدخال الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، وتوفير حماية دولية فعّالة للمدنيين ووقف استهداف مراكز الإيواء، وتمكين المؤسسات الإنسانية، وخاصة الأونروا، من العمل دون قيود، مع تحرك أممي عاجل لوقف الإبادة الجماعية وبدء عملية استجابة إنسانية عاجلة لإنقاذ حياة السكان.
اقرأ أيضاًأكثر من 250 ألف نازح بسبب الأمطار.. بلدية غزة: الأوضاع كارثية (عاجل)
وزير الخارجية يبحث مع «جوتيريش» جهود دعم مسار التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار فى غزة
مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة