قالت لجنة الفتوى مجمع البحوث الإسلامية، إن الفقهاء اتفقوا على أن شوال، وذا القعدة، وتسعا من ذي الحجة من أشهر الحج، واختلفوا هل أشهر الحج تقتصر على هذه، أو تشمل سائر شهر ذي الحجة؟.

«البحوث الإسلامية» يبدأ فعاليات المراجعات الدراسية للطلاب الوافدين بمدينة البعوث البحوث الإسلامية يفتتح أول فرع لإصدارات الأزهر العلمية

أوضحت لجنة الفتوى، أنه ذهب الإمام مالك إلى أن شهر ذي الحجة كله من مواقيت الحج، واستدل بقوله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ، حيث وصف الله تعالى مواقيت الحج بأنها أشهر، وأقل الجمع ثلاثة فتكون الثلاثة أشهر مرادة.

وتابعت: و ذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن أشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة .

وبينت لجنة الفتوى بالبحوث الإسلامية، أن الراجح: ما ذهب إليه المالكية من أن أشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة لما يلي:

1. إن هذا القول موافق لظاهر النص، وقول الجمهور يفتقر إلى تأويل، ومن المقرر أن ما لا يحتاج إلى تأويل أولى مما يحتاج إلى تأويل.

2- إن ما روي عن ابن عمر في تفسير قوله تعالى: "الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ، قَالَ: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرُ من ذي الحجة" معارض بمثله، فقد روي عن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: {الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}، هي: (شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الحجة).

أنواع الحج وصور أداء كل نوع

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صور أداء الحج متنوعة، فهو إمَّا أنْ يكون منفردًا بحيث لا تُؤدى العمرة في عامه، وإمَّا أنْ يكون جمعًا بين الحج والعمرة.

أوضحت الإفتاء، أن ذلك على ثلاث كيفيات:

أوَّلُها: التمتع: وهو أنْ يُحْرِم الإنسان بالعمرة في أشهر الحج من الميقات، ثُمَّ يفرغ منها ويتحلَّل، ثُمَّ يُحْرِم بالحج منْ مكة في نفس العام.

ثانيها: القِران: وهو أنْ يُحْرِم الإنسان بالعمرة والحج معًا، أو بالعمرة ثُمَّ يُدْخِلُ عليها نية الحج قبل أنْ يَشرَع في طواف العمرة، وذلك في أشهر الحج، ولا يتحلَّل بينهما؛ فإذا أحرم الحاجُّ بالتمتع أو القران لزمه أنْ يذبح هَديًا، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةٍ إذا رجع لأهله، إلَّا إذا كان منْ أهل مكة فلا شيء عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾ [البقرة: 196].

الحج والعمرة

ثالثها: الإفراد: وهو أنْ يُحْرِم الإنسان بالعمرة في غير أشهر الحج -سواء قبله أو بعده- ويُحْرِم بالحج وحده في نفس العام، ولا هَدْيَ عليه حينئذٍ، فإذا عزم المسلم على الحجِّ فإنَّه يبدأ بالإحرام من الميقات بالنسك الذي يريد أداء الحج عليه، فإذا أراد التمتع فإنَّه ينوي العمرة، ثُمَّ يتحلَّل منها، ثُمَّ يُحْرِم بالحج منْ داخل مكة المكرمة، وإذا أراد القِران فإنَّه ينوي العمرة والحج معًا ولا يتحلَّل إلا بعد نهاية النُسُكَيْنِ جميعًا، وإذا أراد الإفراد فإنَّه يُحْرِم بالحج فقط ثُمَّ بعد الانتهاء منه يخرج للحلّ -وليكن للتنعيم- وينوي العمرة ويأتي بها، وذلك كلّه في أشهر الحج، فإذا دخل الحاجُّ مكة بادر إلى المسجد الحرام، ويبدأ نسكه بالطواف والسعي، وهما للمتمتع وللقارن طواف العمرة، وللمفرد طواف القدوم، ثم يسعى المُتَمَتِّع والقارن لعمرتهما، ويجوز للمُفْرِد والقارن السعي مبكرا بنيّة سعي الحج فيسقط عنهما السعي بعد طواف الحج ويكون ذلك كافيًا للقارن عن سعي عمرته، ثُمَّ يتحلَّل المتمتع من العمرة، ويبقى القارن والمفرد على إحرامهما.

وتابعت الإفتاء: فإذا كان يوم التروية يُحْرِم المتمتع بالحجّ منْ داخل مكة، وَيُسَنُّ للحاج أنْ ينطلق إلى منى، ويُصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا للرباعية فقط بلا جمع، ثُمَّ يُصَلي الفجر يوم عرفة، ثُمّ ينفر إلى عرفة ضُحًى ويقف بها إلى غروب الشمس، ويُصَلّي فيها الظهر والعصر جمعَ تقديم وقصرًا، ويتوجَّه إلى الله تعالى في وقوفه خاشعًا ضارعًا بالدعاء والذكر وقراءة القرآن والتلبية، وعرفةُ كلها موقف إلا موطنًا يسمى بَطن عُرَنة، ثُمّ يدفع بعد ذلك إلى المزدلفة، فيُصَلّي بها المغرب والعشاء جمع تأخير وقصرًا للعشاء ويبيت فيها، ثُمّ يُصَلّي الفجر ويدعو الله عند المشعر الحرام حتى قرب طلوع الشمس، ويُسْتَحَبُّ أنْ يلتقط حصى جمرة العيد فقط منها، ولا جُناح على الحاجِّ أنْ يغادرها بعد منتصف الليل، ويشرع في أعمال يوم النحر وهي رمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ونحر الهدي للمتمتع وللقارن، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، وسعي الحج للمتمتع وللقارن والمفرد إذا لم يكونا قد سعيا بعد طواف العمرة أو القدوم بنية سعي الحج، ويتحلَّل الحاجّ تحللًا أصغر تحلّ به محظورات الإحرام إلا جماع النساء بفعل عملين من ثلاثة: الحلق أو التقصير، ورمي جمرة العقبة، وطواف الحج؛ فإن أدَّى الثلاث تحلَّل تحللًا أكبر تحلّ به كلّ محظورات الإحرام حتى جماع النساء، ثُمّ بعد ذلك يبيت الحاجُّ بمنى ليلتي الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، والمبيت بمنى سنّة عند السادة الحنفية، ويرمي الجمار الثلاث على الترتيب: الجمرة الصغرى، ثُمّ الوسطى، ثُمّ الكبرى، وذلك في أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بسبع حصيات لكل واحدة بدءًا من زوال الشمس إلى المغرب، ويجوز في حالة الزحام الشديد الرمي بعد المغرب، ويجوز أيضًا التوكيل عن المرضى ومَنْ لا يستطيعون الرمي لصغر أو عجز، فمَنْ تعجَّل في يومين فلا إثم عليه بشرط أن يغادر منى قبل غروب شمس يوم الثاني عشر، ثم يطوفُ طواف الوداع وهو سنّة عند المالكية، ويكون هذا آخر عهده بالبيت، وتنتهي بذلك مناسك الحج.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحج البحوث الإسلامية شوال ذي الحجة أشهر الحج البحوث الإسلامیة ی ح ر م بالحج أشهر الحج ذی الحجة

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يطلق حملة في رحاب الله بالعربية والإنجليزية في محافظات مصر

أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية بعنوان: «في رحاب الله»، للتوعية المكثفة بفضل الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، وكيفية الاستفادة من هذه الأيام، وذلك في إطار استراتيجية المجمع في جانب التوعية المجتمعية والعمل المستمر على الاستفادة من المواسم الدينية والمجتمعية في نشر الوعي بين الناس من خلال استخراج الدروس العملية وإسقاطها على واقعنا الحالي، وتنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د.أحمد الطيب_ شيخ الأزهر الشريف بتكثيف جهود التوعية خاصة الموسمية منها.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.نظير عيّاد: إن فعاليات هذه الحملة تستهدف بيان فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، وفضل العمل الصالح فيها، والتعرض لتلك الأعمال واستغلالها استجابة للمنهج النبوي في الاستفادة من هذه الأيام المباركات، وكيف يستفيد الإنسان من هذه الأيام في الوقوف مع النفس وتدريبها على المعاملة الحسنة مع الناس وأن تكون نفسًا نافعة لغيرها ولمجتمعها.

أضاف عيَّاد أن الحملة تركز على كيفية استغلال هذه الأيام الاستغلال الأمثل في كل ما من شأنه أن ينعكس إيجابًا على علاقة الإنسان بربه أولًا، ثم علاقته بمن يعيشون حوله في هذا المجتمع، فصلاح الفرد هو صلاح للمجتمع بأكمله، مع التركيز على الأعمال الصالحة التي يعود نفعها على المجتمع ككل مثل: الصدقة والأضحية وغيرها، وذلك من خلال مخاطبة الفئات العمرية المختلفة لأفراد المجتمع بما يتناسب مع احتياجات كل فئة.

أوضح الأمين العام أن الحملة يتم تنفيذها عن طريق وعاظ الأزهر الشريف وواعظاته من مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى النشر الإلكتروني على موقع المجمع وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية.

مقالات مشابهة

  • «البحوث الإسلامية» و«قومي البحوث الجنائية» يواجهان معا المشكلات الاجتماعية ودعم الحوار
  • "البحوث الإسلامية" و"القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" يوقعان بروتوكول تعاون
  • البحوث الإسلامية والقومي للبحوث الاجتماعية يوقعان بروتوكولًا للتعاون في عدة مجالات
  • أثناء تواجده بـالسعودية.. السياحة تحذر: حالة وحيدة تمنع الحاج من أداء الحج 2024
  • بعد إعلان غرة ذي الحجة.. تعرف على مواقيت أيام التروية وعرفة وعيد الأضحى
  • حجاج فلسطين يحرمون في آبار علي ويؤودون طواف القدوم
  • البحوث الإسلامية يطلق حملة في رحاب الله بالعربية والإنجليزية في محافظات مصر
  • بعنوان «في رحاب الله».. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعوية موسعة بالمحافظات
  • هل يجوز أداء الحج عن الحي والميت؟.. دار الإفتاء تجيب
  • من الإحرام لـ طواف الوداع.. ما هي مناسك الحج 2024؟