جوارديولا يُطلق «صرخة تحذير»!
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
مانشستر (رويترز)
رفض بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الاحتفال بفوز فريقه 2-صفر على مضيفه توتنهام هوتسبير، ليقترب من حصد اللقب الرابع توالياً في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في إنجاز لا سابق له.
وكان أداء الفريق بعيداً كل البعد عن المستوى المعهود لـ «السيتي»، وكاد أن تتلقى شباكه هدف التعادل في وقت متأخر، لولا إنقاذ الحارس البديل ستيفان أورتيجا، قبل أن يسجل إرلينج هالاند هدفه الثاني من ضربة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع ليحقق فوزاً غالياً.
وقال جوارديولا، الذي يتصدر فريقه المسابقة بفارق نقطتين عن أرسنال صاحب المركز الثاني، قبل الجولة الأخيرة من سباق حسم اللقب «لقد كنا سعداء في غرفة الملابس، لكنهم (اللاعبون) يعرفون أن الأمر لم ينته بعد، وستكون المهمة صعبة يوم الأحد، علينا أن نفوز في المباراة، لنحقق شيئاً لم يحققه أي فريق من قبل».
ويستضيف سيتي منافسه وستهام يونايتد يوم الأحد المقبل، بينما يستضيف أرسنال منافسه إيفرتون، وسيكون الفوز مهماً لحصد لقب الدوري السادس في سبعة مواسم.
وبينما تألق «السيتي» في ملعب كريفن كوتيدج يوم الأحد الماضي، خلال الفوز 4-صفر على فولهام، تراجع الفريق بشكل غريب في ملعب توتنهام الجديد.
وقال جوارديولا للصحفيين «تأثر الأداء بنتيجة الشوط الأول».
وأضاف «حين تفعل ذلك، ستخسر الدوري الإنجليزي الممتاز، في بعض الأحيان تغيب عن مستواك، إنهم بشر، وأنا أتفهم الضغوط، حتى أرسنال لم يلعب جيدا أمام مانشستر يونايتد، كانوا يعرفون أنهم إذا لم يحققوا الانتصار، لن يفوزوا بلقب الدوري».
وقال «سيكون الأمر نفسه يوم الأحد بالنسبة لنا ضد وستهام، سنشعر بالضغط، تذكروا مباراة أستون فيلا قبل عدة مواسم، كنا متأخرين 2-صفر قبل 15 دقيقة على نهاية المباراة، وسيرجيو أجويرو ضد كوينز بارك رينجرز، عندما أحرز في الدقيقة 93، إنه شيء طبيعي، أدعوهم للقيام فقط بما يتعين عليهم القيام به وهذا كل شيء».
وردد كايل ووكر مدافع توتنهام السابق كلمات جوارديولا قائلاً إن المشاعر كانت قوية.
وقال ووكر لشبكة سكاي سبورتس «نحاول التعافي والاستعداد للمباراة المقبلة، مواجهة وستهام ستكون مباراة نهائية أخرى، ونأمل أن نتمكن من كتابة تاريخ جديد لهذا النادي العظيم، إنها ليست مهمة يمكن تحقيقها بسهولة».
وأضاف «آمل أن نتمكن من تحقيق الفوز، إذا لم أستمتع بالضغوط، سأكون في الوظيفة الخطأ والفريق الخطأ».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي أرسنال توتنهام وستهام جوارديولا
إقرأ أيضاً:
منسيّو الوطن صرخة أهالي أطفال التوحد ومتلازمة داون
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في عمق المجتمع العراقي، تعيش آلاف الأسر معاناة قاسية لا تُرى، ولا تُسمع، ولا تُحكى كثيرًا، لكنها تنهش قلوب الأمهات والآباء يومًا بعد يوم. إنها المعاناة الصامتة لأهالي الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون، في بلدٍ يكاد يخلو من أي دعم رسمي حقيقي، وتغيب فيه الرعاية الصحية والنفسية والتربوية، وسط صمت حكومي ثقيل، وتجاهل مجتمعي مؤلم.
هذه العائلات تخوض معارك يومية على كافة الأصعدة؛ تبدأ من رحلة التشخيص التي قد تستغرق سنوات بسبب قلة الأطباء المتخصصين، أو بسبب جهل العائلة والمجتمع بهذه الحالات، إلى الصدمات النفسية التي يعيشها الأهل، ومن ثم رحلة البحث عن التعليم أو التأهيل أو العلاج، وكلها شبه معدومة في المؤسسات الحكومية.
الواقع يشير إلى فشل واضح في شمول هذه الفئة بخطط الدولة الصحية والتربوية. فلا توجد مراكز متخصصة كافية، ولا كوادر مؤهلة في المدارس الحكومية، ولا دعم مالي للعوائل ذات الدخل المحدود سوى راتب الرعاية المحدود ، ولا قوانين تُلزم الجهات المعنية بتوفير حقوق هذه الفئة. يتكفل الأهل وحدهم برعاية أبنائهم، من دون دعم نفسي أو مادي كافي ، فيضطر البعض إلى ترك العمل أو بيع الممتلكات أو الاستدانة لتوفير العلاج أو التعليم في مراكز خاصة، لا تتوفر إلا في بعض المدن الكبرى.
وعلى الرغم من الجهود الخجولة لبعض منظمات المجتمع المدني، والمشاريع الفردية لأشخاص مبادرين يملكون حسًا إنسانيًا عاليًا، إلا أن تلك الجهود تبقى محدودة وضعيفة، وغير قادرة على تغطية الكم الهائل من الحالات المنتشرة في أنحاء العراق. هذه المبادرات، رغم أهميتها، لا تُعفي الدولة من مسؤولياتها الدستورية والأخلاقية.
التوحد ومتلازمة داون حالتان تحتاجان إلى خطط شاملة متعددة الأبعاد تشمل الدعم الصحي والتربوي والاجتماعي والتشريعي. هؤلاء الأطفال قادرون على التعلم والعمل والاندماج في المجتمع إذا توفرت لهم البيئة المناسبة، لكن من دون رعاية ودعم، فهم وعائلاتهم يُدفعون إلى الهامش، وكأنهم خارج الحسابات الوطنية.
ان دور الحكومة في المستقبل يجب أن يتغير جذريًا، يبدأ من الاعتراف الرسمي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والاندماج المجتمعي، من خلال ؛
• إنشاء مراكز تأهيل وعلاج متخصصة في كل محافظة.
• إدماج الأطفال من ذوي التوحد ومتلازمة داون في المدارس عبر كوادر تربوية مدرّبة.
• تخصيص إعانات مالية شهرية لعائلاتهم.
• سنّ قوانين لحمايتهم من التمييز والإهمال.
• إطلاق حملات توعوية شاملة لتغيير النظرة المجتمعية تجاههم.
ختاما هؤلاء الأطفال ليسوا عبئًا، بل طاقة محبة وإنسانية قادرة على إحداث فرق حقيقي في المجتمع. إنهم (منسيّو الوطن) الذين آن الأوان لنعيدهم إلى دائرة الاهتمام، ليس منّة، بل حقًا أصيلًا لهم ولكل من يحمل قلبًا في هذا البلد الجريح.