الهند في عهد مودي: عدد المسلمين في البرلمان الهندي يتراجع سنويا مع تنامي قوة الحزب القومي الهندوسي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أخذت القوة السياسية لمسلمي الهند البالغ عددهم 200 مليون مسلم تتراجع في أكبر ديمقراطية في العالم. ومع اقتراب مودي على ما يبدو من الفوز بولاية ثالثة مدتها خمس سنوات، فإن التوقعات بالنسبة للسياسيين المسلمين مواطني هذا البلد، قاتمة.
لا تعد التوترات بين الهندوس والمسلمين في الهند جديدة، ولكنها ازدادت سوءًا في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يتبنى حزبه بهاراتيا جاناتا الحاكم أيديولوجية قومية هندوسية، فمنذ أن بدأ هذا الحزب في الصعود كقوة سياسية في منتصف الثمانينيات، تقلصت نسبة المشرعين المسلمين في البرلمان والمجالس التشريعية للولايات.
عندما تولى مودي السلطة في عام 2014، كان البرلمان المنتهية ولايته يضم 30 نائبًا مسلمًا، بينهم عضو واحد في حزب بهاراتيا جاناتا، ويشغل المسلمون الآن 25 مقعداً من أصل 543 مقعداً، ولا ينتمي أي منهم إلى حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينفي التمييز ضد المسلمين.
محمد عبد السلام هو المسلم الوحيد من بين حوالي 430 مرشحًا من حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية هذا العام، وفي حال فوزه، سيصبح أول عضو مسلم من الحزب منذ عام 2014 ، في مجلس النواب في البرلمان الهندي.
وقال سلام، وهو من مدينة مالابورام الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة: "إن حزب بهاراتيا جاناتا يسمح باستيعاب الجميع، الشعب بأكمله، وليس الهندوس فقط".
يشكل المسلمون اليوم 14% من السكان ويسيطرون على نحو 4.6% من البرلمان، أما الهندوس فيمثلون تسعة من أصل 10 أعضاء في البرلمان، و يشكلون 80% من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
تعرض للتمييزوقد وجد تقرير حكومي في عام 2006 أن المسلمين متخلفون عن الهندوس والمسيحيين وأفراد الطبقات الدنيا في الهند، في الإلمام بالقراءة والكتابة والدخل والحصول على التعليم، وقد حققوا بعض المكاسب منذ ذلك الحين، لكنهم لا يزالون في وضع غير مواتٍ بشكل كبير، وفقًا لدراسات مستقلة متعددة.
يقول علي خان محمود آباد، وهو عالم سياسي ومؤرخ في جامعة أشوكا في نيودلهي: "إن المسلمين في الهند يواجهون هذا التحول التدريجي من التهميش إلى الإقصاء... لا أعتقد أن أي ديمقراطية تحرم سياسيًا أو اجتماعيًا أو مجتمعًا معينًا من حقوقه، تبقى مستقرة".
إن منع المهاجرين المسلمين من الحصول على الجنسية، وإلغاء الحكم شبه الذاتي لكشمير ذات الأغلبية المسلمة، وبناء معبد هندوسي حيث هدمت حشود عنيفة مسجدًا، مثلت انتصارات سياسية لمودي على مدى العقد الماضي، مما عزز سمعته كزعيم يعطي الأولوية لمصالح الأغلبية الهندوسية في الهند.
في ظل العقد الذي قضاه مودي في السلطة، سن حزب بهاراتيا جاناتا أو اقترح قوانين مختلفة يعتبرها القادة المسلمون تمييزية، بما في ذلك القيود المفروضة على الزواج بين الأديان في بعض الولايات.
عنف شائعتعرض المسلمون للإعدام دون محاكمة على يد الغوغاء الهندوس، بسبب مزاعم أكل لحم البقر أو تهريب الأبقار، وهو حيوان يعتبره الهندوس مقدسًا، كما تم تجريف منازلهم والإضرار بأعمالهم التجارية، وإضرام النيران في أماكن عبادتهم.
وفي التجمعات الانتخابية الأخيرة، قال مودي إن المسلمين "متسللون" وإنهم "ينجبون الكثير من الأطفال"، وبدون دليل، اتهم حزب المؤتمر، المنافس الرئيسي لحزب بهاراتيا جاناتا، بالتخطيط لإعادة توزيع ثروات الهندوس على المسلمين، وقال محمود آبادي: "يتم التذرع بالناخب المسلم الآن كتهديد للهند، ولتعزيز أصوات حزب بهاراتيا جاناتا". ويعتقد العديد من المسلمين أن مودي يؤجج الانقسامات كاستراتيجية للحملة الانتخابية.
الناخب المسلم محمود بهاي خاطري: "من سيتحدث هنا؟ إذا تحدث أحدهم بصراحة، فسيكون في اليوم التالي في السجن أو سيُقبض عليه من منزله أو سيتم إرسال جرافة. لذلك لن يتحدث أحد خوفًا".
ويقول الخبراء إنه مع ازدياد قوة حزب بهاراتيا جاناتا أكثر من أي وقت مضى، أصبحت أحزاب المعارضة الهندية مترددة بشكل متزايد في ترشيح مرشحين مسلمين، خوفًا من تنفير الناخبين الهندوس.
ولكن عندما لا ترشح الأحزاب السياسية عددًا كافيًا من المسلمين، فإن القضايا المهمة بالنسبة لهم، من حقوق الأقليات إلى خطاب الكراهية، نادرًا ما يتم مناقشتها في البرلمان، كما يقول محمد سعد، وهو سائق سيارة أجرة مسلم في نيودلهي، وقال سعد: "أشعر أنه إذا تم انتخاب أي شخص (مسلم) لعضوية البرلمان، فعلى الأقل سيكون لدي هذا الأمل والإيمان بأنهم سيرفعون صوتنا هناك".
ويقول الخبراء إنه بينما يلتف الهندوس بأغلبية ساحقة حول حزب بهاراتيا جاناتا، فإن المسلمين يكافحون لتشكيل أجندة سياسية متماسكة.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقوميين الهندوس بعيدا عن الانفتاح على الآخرين "يخنق الديمقراطية ويسحب الخيار من الشعب".. مظاهرات عارمة في الهند ضد مودي قبيل الانتخابات يستثني المسلمين.. قانون الجنسية الجديد يشعل الجدل في الهند المسلمون برلمان ناريندرا مودي الهندوسية سياسة الهندالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة فلسطين روسيا إسرائيل حركة حماس شرطة غزة فلسطين روسيا إسرائيل حركة حماس شرطة المسلمون برلمان ناريندرا مودي الهندوسية سياسة الهند غزة روسيا فلسطين إسرائيل حركة حماس احتجاجات شرطة أسلحة الاتحاد الأوروبي فرنسا جو بايدن السياسة الأوروبية حزب بهاراتیا جاناتا یعرض الآن Next المسلمین فی فی البرلمان فی الهند مسلم ا
إقرأ أيضاً:
العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : بعد كلام الملك يسكت كل كلام
صراحة نيوز- لربما هو كلام كان قد أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حفظه الله، قبل ذلك أكثر من مرة، لكنه تكرار الملك لذات الموقف وذات الكلام وذات المشاعر مرة أخرى اليوم، يؤكد بأن الأردن لم ولن يحيد عن ثوابته تجاه القضية الفلسطينية؟ القضية المركزية بالنسبة إلى المملكة الأردنية، وتجاة الأهل، كما يسميهم دائما الملك، في قطاعي غزة.
وفي الوقت عينه، فإن جلالته يؤكد بأن الأردن القوي، الأردن الثابت والمستقر، هو الداعم الأكبر والسند الأقوى لفلسطين، كل فلسطين، وأهلها.
في لقائه الأخير مع عدد من الصحفيين والإعلاميين، أعرب جلالة الملك عن مشاعر الحزن التي تسكن نفس كل أردني تجاه الجرائم الفظيعة والبشعة التي تجري في غزة، وفي الوقت الذي كانت فيه الإغاثات الأردنية الأخيرة عبر الإنزالات الجوية، محط اهتمام كبير، ومع الأسف محل انتقادٍ وهجومٍ مؤسف أيضا، من بعض قادة فصائل فلسطينية وبالتحديد من بعض قادة حماس، فإن الملك يؤكد بأن الأردن يعي تماماً ويعرف بأن هذه الإغاثات، ومع هول ما يجري في غزة، لا تكفي، لكن الأردن، وكما كان دائماً منذ اندلاع الحرب في القطاع، لم يُفوّت فرصة، ولم يتوانى عن استغلال أي إمكانية يمكن من خلالها أن يغيث الأهل هناك، فمن هم على الأرض، ومن يتلقون الرصاص والصواريخ والقنابل، هم من يدفعون الثمن الأغلى من دمائهم ومن خوفهم ومن تعبهم ومن شقائهم، فالأولى إذن أن تصل المساعدات لهم ما أمكن، وأن لا يُتركوا للمصير المجهول والمصير الدامي الذي ما زالوا يواجهونه عبر سنتين كاملتين.
وأما في الشأن المحلي، فإن جلالته قال وبوضوح، إنه لا بد من عزل هذا عن ذاك، فاستمرار الحياة في الأردن بمظاهرها الطبيعية، ودوران عجلة الاقتصاد الأردني، لا تعني أبدا بأن الأردنيين لا يشعرون بأشقائهم في فلسطين، لكن البناء والتطوير والتحديث في الأردن ليكون دائما أقوى، هو خير تعبير عن دعمه لكل القضايا الإنسانية في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كلام الملك تقاطع تماماً مع الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي قادها جلالته في العالم، والتي نتج عنها وعود باعتراف دولي واسع بالدولة الفلسطينية، ولعل أهم تلك الوعود هو الوعد الذي أكدت عليه بريطانيا بأنها ستعترف قريباً بالدولة الفلسطينية، وإذا ما عدنا إلى التاريخ وقرأناه جيداً، فإن موقف دولة مثل بريطانيا كانت فيما مضى الداعم الأقوى لقيام دولة الاحتلال مثلاً، يعني بأننا على موعد مع انقلاب دولي كامل في الاتجاه الإيجابي نحو الدولة الفلسطينية التي تمثل الحلم للفلسطينيين، والتي ستكفل تلاقي كل الفلسطينيين تحت مظلة دولة ناجزة قابلة للحياة على وجه الأرض.
مواقف الأردن لا يمكن أن تكون أبداً محط تشكيك طالما أنها بهذا الوضوح الذي ما فتئ الملك عبدالله الثاني بن الحسين يعبر عنه بكل جرأة وبكل شفافية، والخلاصة أن الأردن الأقوى هو السند والظهر والمعيل لكل فلسطيني على أرض فلسطين الحبيبة المباركة، وبعد كلام الملك، فإن كل كلام يسكت.