غرفة دبي العالمية تستقطب 8 شركات متعددة الجنسيات إلى الإمارة خلال الربع الأول من 2024
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
حققت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، أداءً لافتاً خلال الربع الأول من عام 2024 على صعيد استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دبي، ودعم توسع الشركات العاملة بالإمارة في الأسواق العالمية، وذلك بما يحقق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
ونجحت غرفة دبي العالمية في استقطاب 37 شركة متنوعة ما بين متعددة الجنسيات وصغيرة ومتوسطة خلال الربع الأول من العام 2024 مقارنة بـ 25 شركة تم استقطابها
ذات الفترة من العام 2023، بنمو وقدره 48%، مما يجسد تنامي الجاذبية الاستثمارية التي تتمتع بها الإمارة عالمياً، وريادتها كوجهة مفضلة للأعمال والشركات في كافة القطاعات.
وتضمنت قائمة الشركات التي استقطبتها الغرفة خلال الربع الأول من العام الجاري 8 شركات متعددة الجنسيات، مقارنة بـ 5 شركات تم استقطابها في ذات الفترة من العام الماضي، بنمو يبلغ 60%، بالإضافة إلى 29 شركة صغيرة ومتوسطة بنمو 45% مقارنة بـ 20 شركة في نفس الفترة من 2023.
وساهمت الغرفة من خلال مبادراتها المتنوعة خلال الربع الأول من 2024 بدعم توسع 21 شركة عاملة بدبي إلى الأسواق العالمية، وذلك من خلال التصدير إلى هذه الأسواق أو عبر تأسيس وجود مباشر فيها بالإضافة إلى إبرام مشاريع مشتركة مع جهات محلية، وبالمقارنة مع 7 شركات تم دعم توسعها خلال الربع الأول من العام الماضي، بنسبة نمو وصلت إلى 200%.
وقال سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي العالمية: “نواصل الارتقاء بجهودنا لاستقطاب الشركات والمستثمرين الدوليين إلى الإمارة، بالتوازي مع تحفيز انطلاق الشركات المحلية إلى الأسواق العالمية الواعدة، مما يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)”.
وأضاف بن سليّم قائلاً: “تساهم شبكة المكاتب الخارجية التابعة للغرفة التي بلغ عددها 31 مكتباً بدور مركزي في الترويج لدبي كمدينة مثالية للأعمال والمواهب وأصحاب الثروات والشركات على مختلف أنواعها وتخصصاتها، بالتوازي مع توفير الدعم اللازم لمجتمع الأعمال المحلي في دبي للاستفادة من الفرص في الأسواق الخارجية، وتعد هذه المكاتب جزءاً لا يتجزأ من خططنا لترسيخ مكانة دبي وجهةً عالمية للاستثمارات الخارجية المباشرة، وقاعدةً للتوسع إلى أسواق العالم”.
وضمن مبادرة “فرص الأعمال تحت المجهر”، نظّمت غرفة دبي العالمية خلال الربع الأول فعاليتين لشركات القطاع الخاص بهدف استكشاف فرص الاستثمار والتجارة المتاحة في كل من السنغال والمغرب، بالإضافة إلى فيتنام وإندونيسيا. وتتيح فعاليات مبادرة “فرص الأعمال تحت المجهر” لمجتمع الأعمال في دبي فرصة التواصل المباشر مع قادة القطاعين العام والخاص في الأسواق الخارجية المختارة، حيث يطلع المشاركون في الفعالية على معلومات وافية حول الدول والمناطق التي يرغبون بالاستثمار فيها، مع استعراض آليات ومتطلبات ممارسة الأعمال مع الأسواق المستهدفة، والتعريف بواقع وآفاق كل منها، مع تلقّي التوصيات المناسبة عبر جميع مراحل توسعهم الخارجي، بدءاً من توفير البيانات السوقية والقطاعية وصولاً إلى تأسيس الشركات وإبرام الشراكات الاقتصادية والصفقات التجارية.
وتشكل مخرجات فعالية “فرص الأعمال تحت المجهر” نقطة ارتكاز لبرنامج مبادرة “آفاق جديدة للتوسع الخارجي” التي تتيح لشركات دبي فرصة الانضمام إلى البعثات التجارية التي تنظمها غرفة دبي العالمية إلى أسواق خارجية مختارة بعناية، وتنظيم فعاليات ولقاءات في هذه الأسواق بهدف استكشاف فرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية المشتركة.
كما عقدت خلال أول 3 أشهر من العام الجاري لقاءً موسعاً مع رواد أعمال إماراتيين في قطاعات متنوعة، وذلك بهدف دعم جهودهم للتوسع في الأسواق العالمية، وتسليط الضوء على البرامج والخدمات النوعية التي تقدمها الغرفة للارتقاء بتنافسية الشركات الوطنية في الأسواق الخارجية.
ونظّمت غرفة دبي العالمية في شهر فبراير على هامش معرض جلفود، لقاء أعمال استقطب 400 ممثلاً لشركات محلية وعالمية متخصصة في قطاع الأغذية والمشروبات. وتعرف المشاركون على أحدث البيانات وأهم التوجهات لقطاع الأغذية والمشروبات في الدولة. كما سلط اللقاء الضوء على الفرص الواعدة التي تتيحها دبي للشركات العاملة في القطاع بفضل إمكاناتها اللوجستية المتقدمة، وبيئة الأعمال العصرية التي تتمتع بها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: خلال الربع الأول من غرفة دبی العالمیة الأسواق العالمیة فی الأسواق من العام
إقرأ أيضاً:
المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
في خطوة أثارت موجة من القلق العالمي، أوقفت الصين في 4 أبريل 2025 تقريبًا جميع صادراتها من سبعة أنواع من معادن الأرض النادرة، إضافة إلى مغناطيسات قوية مصنوعة من بعض هذه المعادن.
وهذه الخطوة التي تمثل تحولا استراتيجيا في ملف سلاسل التوريد العالمية، تأتي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين والولايات المتحدة، وتُهدد بإحداث نقص حاد في مواد خام أساسية تدخل في صناعات تقنية وصناعية حيوية في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يرفع من منسوب التحديات أمام الصناعات الغربية ويثير مخاوف من توقف بعض المصانع.
تتكون معادن الأرض النادرة من 17 عنصرًا تقع قرب نهاية الجدول الدوري، وهي ليست نادرة بالمعنى الحرفي، ولكن استخراجها وفصلها يتطلب عمليات معقدة وشاقة، تشمل مراحل متعددة واستخدام مواد كيميائية قوية. تهيمن الصين على هذا القطاع، حيث تنتج نحو 70% من الإنتاج العالمي الخام وتعالج كيميائيًا حوالي 90% من الإنتاج العالمي، بما في ذلك كميات كبيرة من المعادن التي تستوردها من دول مثل ميانمار والولايات المتحدة نفسها.
السبعة أنواع من المعادن التي تم تعليق تصديرها، مثل الديسبروسيوم والتيربيوم والساماريوم، تُعرف بأنها معادن "ثقيلة" صعبة الفصل، وتُستخدم أساسًا في تصنيع مغناطيسات ذات مقاومة حرارية عالية، تدخل في صناعات تقنية متقدمة ومتنوعة.
عمليات التعدين وأثرها البيئيبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تُجرى عمليات استخراج معادن الأرض النادرة في وادٍ قرب بلدة "لونغنان" الصينية، حيث يتم استخدام مادة كبريتات الأمونيوم لاستخراج المعادن من الرواسب الطينية، وهي عملية تسبب تلوثًا بيئيًا بالغًا. يتم تحويل هذه المعادن إلى بلورات نادرة تُرسل إلى مصانع ضخمة للمعالجة والمعالجة الكيميائية.
حتى عام 2010، كانت عمليات التعدين تُدار من قبل مافيا محلية قبل أن تتدخل الحكومة الصينية لتنظيم القطاع، نظرًا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لهذه المعادن.
الاستخدامات الصناعية الحيوية لمعدن الأرض النادرةتدخل معادن الأرض النادرة في تصنيع العديد من المنتجات الأساسية، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية حيث تُستخدم المغناطيسات ذات القوة العالية في المحركات الكهربائية، بالإضافة إلى استخدامها في أنظمة الفرامل والتوجيه والمقاعد القابلة للتعديل.
كما تدخل هذه المعادن في تصنيع الإلكترونيات، التوربينات الهوائية، المعدات الطبية، والعتاد العسكري. مغناطيسات الأرض النادرة أقوى بحوالي 15 مرة من مغناطيسات الحديد لنفس الوزن، وتُصنع مغناطيسات مقاومة للحرارة من معادن مثل التيربيوم والديسبروسيوم، ما يجعل توقف توريدها مهددًا بتعطيل خطوط الإنتاج، كما حدث مؤخرًا في مصنع شركة فورد بشيكاغو.
تعليق متكرر للصادرات وأسباب القرار الصينيلم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الصين صادرات معادن الأرض النادرة كأداة ضغط. ففي عام 2010، أوقفت الصين صادراتها إلى اليابان خلال نزاع سياسي، مما دفع الأخيرة إلى بناء مخزونات استراتيجية وتعزيز شراكات مع شركات بديلة مثل Lynas في أستراليا.
أما القرار الحالي، فيأتي بسبب تصنيف بكين لهذه المعادن بأنها "ذات استخدام مزدوج" مدني وعسكري. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الساماريوم في الصواريخ بعيدة المدى، واليتريوم في أجهزة الليزر. وترى الولايات المتحدة أن الخطوة سياسية، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
رغم التوصل إلى اتفاق في مايو 2025 لخفض هذه الرسوم، ما زالت صادرات المعادن النادرة معلقة بحجة أنها تشمل دولًا عدة وليس فقط أمريكا.
تداعيات وقف صادرات المعادن النادرةيُعد تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة ورقة ضغط اقتصادية واستراتيجية قوية، ذات تداعيات واسعة على سلاسل التوريد العالمية. فقد أدى التعليق إلى نقص حاد في المواد الأساسية التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية، الإلكترونيات، الروبوتات، التوربينات، والمعدات العسكرية.
هذا النقص دفع الأسعار العالمية لبعض المعادن الأساسية مثل التيربيوم والديسبروسيوم إلى ارتفاعات كبيرة، ما أثر سلبًا على الصناعات المعتمدة عليها، وأدى إلى اضطرابات في الإنتاج وتهديدات محتملة لتوقف بعض المصانع في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما أثرت الأزمة على الصناعات العسكرية والتقنية، خصوصًا في تصنيع المقاتلات والطائرات بدون طيار والرقائق الإلكترونية، نظراً لاعتمادها على هذه المعادن في أنظمتها الحيوية.
ردود الفعل الغربية ومحاولات تنويع مصادر التوريدفي مواجهة الأزمة، تسارعت الدول الغربية في البحث عن مصادر بديلة لمعدن الأرض النادرة، متجهة إلى أستراليا وكندا، إضافة إلى محاولات لتطوير سلاسل توريد محلية مستقلة. كما لجأت بعض الشركات إلى استخدام مغناطيسات بديلة أقل كفاءة لكنها لا تعتمد على المعادن المحظورة.
أدت هذه الأزمة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الصين والغرب، وأثرت على المفاوضات التجارية المستقبلية، لكنها في الوقت ذاته شكّلت فرصة للدول المنتجة الأخرى، مثل أستراليا وماليزيا، التي استفادت من زيادة الطلب، لا سيما الشركات مثل Lynas.
بالإضافة إلى ذلك، دفعت الأزمة دولًا مثل اليابان إلى تعزيز مخزوناتها الاستراتيجية من معادن الأرض النادرة تحسبًا لمزيد من التعطيلات.
تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة كشف هشاشة سلاسل التوريد العالمية واعتماد الصناعات المتطورة على موارد استراتيجية تهيمن عليها دولة واحدة. وقد أبرز هذا القرار الحاجة الملحة للدول الغربية لتنويع مصادرها وتعزيز قدرتها على الاكتفاء الذاتي في المواد الحيوية. وبينما تستمر المواجهات الاقتصادية بين بكين والغرب، يبقى هذا الملف مفتوحًا على سيناريوهات متقلبة، تحمل معها تحديات وفرصًا في الوقت ذاته.