إسرائيل – نشرت قناة “I24” العبرية تقريرا عن مصر وإسرائيل وكيف استفزت العملية الإسرائيلية في رفح مصر لدرجة تهديد الأخيرة بالكف عن دور الوساطة، ما تسببت بأزمة بالعلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

وجاء في التقرير أن “إصرار الحكومة الإسرائيلية على إتمام العملية العسكرية في رفح قوبل باستياء مصري بالغ، وهددت مصر بالخروج من دور الوساطة لإعادة المختطفين وتداولت أنباء عن خفض التمثيل الدبلوماسي وإعادة النظر في اتفاقية السلام، كما رفضت القاهرة استمرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة طالما تسيطر إسرائيل على الجانب الآخر منه”.

وحسب المصدر نفسه فقد “أعرب مسؤولون كبار في الجانب الإسرائيلي عن قلقهم الشديد إزاء تفاقم الأزمة في العلاقات مع مصر، ووفقا لتقارير من صحيفة “هآرتس”، يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن مصر قد تنسحب من جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، مما يهدد التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما. واعتبر بعضهم الوضع الحالي مع مصر بالأسوء منذ بدء الحرب على غزة ، حيث أعرب المصريون في البداية عن تفهم لتخوفات إسرائيل الأمنية وسعيها لتفكيك قدرات حركة “حماس” العسكرية، لكن الموقف المصري بدأ يتغير مع إصرار الجانب الإسرائيلي على اجتياح رفح ضاربا بالتحذيرات المصرية عرض الحائط”.

تراجع إسرائيلي بعد تصعيد مصري

ووفقا للتقرير العبري فقد اعتبرت مصادر مصرية رسمية رفع العلم الإسرائيلي على الجانب االفلسطيني من معبر رفح وإصرار الجيش الإسرائيلي على توثيق هذه اللقطات بمثابة تحد واضح للإرادة المصرية، من هنا قرر الجانب المصري تصعيد مواقفه ضد إسرائيل وهو ما نقلته القاهرة إلى واشنطن، وصرح به الرئيس الأمريكي بايدن في تصريحاته، بأنه يخشى من عدم مراعاة اسرائيل للمخاوف المصرية من احتلال إسرائيل لرفح”.

جاء  في التقرير أيضا: “وعبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن أهمية التعاون مع مصر، وأكد على ذلك خلال محادثاته مع وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا، وطلب منهما إقناع المصريين بتجديد دخول المساعدات عبر معبر رفح. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا يهاجم تصريحات كاتس، محملة إسرائيل نتائج تدهور الوضع الإنساني في غزة. وردا على الموقف المصري، تدرس إسرائيل إمكانية إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر، وهي خطوة من المتوقع أن تثير انتقادات حادة من الأحزاب اليمينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية”.

تصعيد مصري هو الأول من نوعه ضد إسرائيل

وجاء في التقرير “وفي تصعيد آخر هو الأول من نوعه، أعلنت الخارجية المصرية يوم الأحد انضمامها إلى التماس جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي ستستمع قريبا إلى طلبات إصدار أوامر قضائية مؤقتة إضافية ضد إسرائيل. ربما لايكون لانضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا تأثير كبير على العملية القانونية حاليا، لكن وقف تعاونها في دخول المساعدات من معبر رفح طالما استمرت سيطرة اسرائيل عليه وغياب الطرف الفلسطيني سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني في غزة، وهو ما يجبر المحكمة الدولية على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد اسرائيل، مقارنة بما حدث في جلسة يناير الماضية”.

     تدرج الرد المصري وخط الأمن القومي الأحمر 

وأورد التقرير العبري أن رد الفعل المصري منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة جاء متدرجا “”يمكننا ملاحظة تدرج رد الفعل المصري الرسمي منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث بدأ بمتابعة السيسي للأحداث منذ أول يوم من داخل مركز إدارة الأزمات الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ثم إصدار مجلس الأمن القومي المصري بيانا شدد فيه على موقف مصر من رفض التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وأن أمن مصر القومي خط أحمر”.

وختم التقرير بالإشارة إلى أنه “مع تكرار القصف الإسرائيلي لمعبر رفح 4 مرات، وإصرار إسرائيل في بداية الحرب على رفض إدخال المساعدات الإنسانية بالتزامن مع قطع المياه والكهرباء والوقود عن سكان غزة، ودعوته لهم لإخلاء منازلهم بالأخص في شمال القطاع والنزوح باتجاه مصر، صرح السيسي بأن “رد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي”، وانحازت التغطية الإعلامية الحكومية المصرية للفصائل الفلسطينية بشكل غير مسبوق، ثم إعلان الحداد رسميا لمدة 3 أيام على ضحايا المستشفى المعمداني”.

المصدر: قناة “I24” العبرية

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: ضد إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية

على خطى كثير من الباحثين والمحللين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين، يسير الباحث العسكري والضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية الدكتور مايكل ميليشتاين في التحذير من أن إسرائيل تسلك مسارا انتحاريا على الساحة الدولية.

ويؤكد ميليشتاين أن إسرائيل تدفع بنفسها نحو عزلة متزايدة تهدد موقعها الإستراتيجي، وتضعها في مواجهة مع أصدقائها التقليديين، في ظل غياب أي رؤية سياسية أو إستراتيجية واضحة للخروج من الحرب المستمرة في غزة.

ويحمل المقال الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عنوانا لافتا: "هكذا تصبح إسرائيل دولة منبوذة"، ويقول فيه ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، إن إسرائيل لم تعد قادرة على مواصلة تعليق التدهور في صورتها الدولية على مشاجب "العلاقات العامة السيئة" أو "معاداة السامية"، بل باتت تواجه انهيارا إستراتيجيا ناتجا عن غياب البوصلة وغياب القيادة، وسط شعارات لا تنتهي عن "النصر الكامل" و"الحرب الأبدية".

عزلة متزايدة

ويشير ميليشتاين إلى أن إسرائيل ترد على التحديات الدولية المتزايدة بسلوك يشبه "الانتحار"، خاصة في ظل المداولات الدولية المرتقبة، وعلى رأسها الاجتماع المشترك الفرنسي-السعودي في الأمم المتحدة في 17 يونيو/حزيران الحالي، والذي يُتوقع أن يشهد توجها واسعا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

إعلان

ويقول: "رد إسرائيل هو التهديد باتخاذ خطوات أحادية الجانب، مثل ضم أراض في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ما لا يؤدي فقط إلى تقويض ما تبقى من علاقاتها مع الدول العربية ودفن إمكانية التطبيع مع المملكة العربية السعودية، بل يفتح الباب لسيناريو الدولة الواحدة"، وهو الذي يعتبره الضابط الإسرائيلي "الخطر الأكبر على الرؤية الصهيونية نفسها".

وفي وصفه لحال إسرائيل في المحافل الدولية، يلفت ميليشتاين إلى أن دولا حليفة مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا تجد صعوبة متزايدة في الدفاع عن إسرائيل، خاصة في ظل حربها على غزة، والتي لا يراها أحد -بحسب تعبيره – كحرب ذات هدف إستراتيجي واضح، بل كحملة مفتوحة تصاحبها تصريحات "مهووسة بالدمار والسحق" تصدر عن وزراء الحكومة.

ويضيف: "هذه الصورة تولّد انطباعا عن إسرائيل كدولة متطرفة لا تعبأ بالرأي الدولي، وتندفع خلف رؤى مسيحانية، ونتيجة لذلك يزداد الزخم في أروقة السياسة الدولية حول فكرة مقاطعة إسرائيل وتقليص العلاقات معها".

تآكل ونسيان

وفي هذا السياق، يرى ميليشتاين أن إسرائيل ترفض الاعتراف بأن ذكرى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتآكل وتنسى دوليا، ولم تعد كافية لتبرير استمرار الحرب في غزة، خاصة أن الصور التي تصل إلى الجمهور العالمي من دمار ودماء أصبحت المعيار الذي يتم عبره الحكم على إسرائيل وليس ما تزعمه من دوافع أمنية.

ويضيف: "لا يمكن مواصلة اتهام تراجع الدعم الدولي للدعاية ضد الفلسطينيين أو معاداة السامية، لأن العالم يرى بوضوح دولة تتحرك بلا إستراتيجية منظمة، وتتمسك فقط بشعارات القوة والغلبة".

وينتقد الضابط الإسرائيلي ما يسميه "الوهم الخطير" بأن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في كل سيناريو. ويذكّر بمفاجآت سابقة تمثلت في حوارات أجرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران، وتفاهماتها مع الحوثيين، وحتى المحادثات غير الرسمية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

ويشير إلى أن إسرائيل لا تزال تؤمن بأن حل قضية غزة يكمن في "ترحيل" سكانها، بينما هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتشبث بهذه الفكرة!

ويقول: "هذا التوجه لا يُقوّض فقط علاقات إسرائيل الدولية، بل يثبت أنها لم تستوعب بعد حجم التغير في المزاج الدولي".

تحذير ودعوات

من ناحية ثانية، يحذر ميليشتاين من أن الوضع في الضفة الغربية يتجه أيضا نحو انفجار سياسي ودبلوماسي، خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بفلسطين، وهو ما يعكس استمرار الفكر الإسرائيلي القديم الذي انهار في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي يقوم على إمكانية "إدارة" الصراع الفلسطيني من دون حله.

كما يحذر من غياب التركيز على التهديد الإيراني، ويقول إن إسرائيل قد تحقق مكاسب ميدانية في غزة لكنها ستخسر في المواجهة الأهم: "إسرائيل قد تحتل غزة، لكنها ستواجه ترسانة نووية إيرانية تشكّل التهديد الوجودي الأكبر الذي كان يجب أن تنصب عليه كل جهودها"، وفق تعبيره.

ويختم الضابط الإسرائيلي مقاله بدعوة صريحة لوقف "دوامة الحرب الأبدية"، مشددا على أن على إسرائيل أن تبدأ بمراجعة ذاتها، والاعتراف بضرورة إعادة تأهيل العلاقة مع العالم، وصياغة إستراتيجية طويلة الأمد تجاه غزة.

كما يدعو إلى معالجة "الصدمة المجتمعية" التي تعيشها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتوجه نحو مرحلة من التعافي الداخلي تتضمن إطلاق سراح المختطفين، وفتح حوار داخلي حول قضايا شائكة مثل العلاقة بين الدولة والحريديم، وبين العرب واليهود، وكذلك البدء بتحقيق وطني شامل في إخفاقات الحرب، مؤكدا أن الوقت يمرّ، وكل تأخير يجعل الفشل التالي أكثر خطورة.

مقالات مشابهة

  • استمرار فتح معبر رفح البري من الجانب المصري لليوم الـ 87 علي التوالي
  • ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية
  • جامعة القاهرة تدعم الرياضة المصرية بتعاون وثيق مع الاتحاد المصري لألعاب القوى
  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويعتبره تدخلا غير مقبول
  • الاحتلال يتجه لـتوسيع العملية العسكرية في غزة.. ومجازر متواصلة
  • زامير يوعز بتوسيع العملية العسكرية في غزة
  • بلدية غزة: حالة عطش شديد يعيشه المواطنون بعد تدمير 75% من الآبار
  • المرصد المصري للصحافة والإعلام يعلن قلقه إزاء الحكم الصادر بحبس الكاتب محمد الباز
  • الاحتلال يقلل من أهميته.. تفاصيل رد الفعل الإسرائيلي تجاه التحرك العربي في رام الله
  • دون أن تتبنى المقاومة العملية.. العدو الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق 3 صواريخ من غزة