لجريدة عمان:
2025-07-31@05:27:09 GMT

مستجدات نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

دشّنت شركة «OpenAI» التابعة لشركة «ميكروسوفت» الاثنين الماضي بتاريخ 13 مايو نسختها الحديثة لـ«شات جي بي تي» الذي أطلقت عليه «شات جي بي تي ٤»؛ لتكون نسخة متطورة من النموذج التوليدي «شات جي بي تي 4» تحمل بعض خصائصه إلا أن النسخة المستحدثة تتفوق على سلفها بعدة مزايا سنعرضها لاحقًا. تأتي هذه النسخة متاحة -وفقًا لما أُعلن- بشكل مجاني إلى حد معيّن؛ إذ أمكن للبعض تجربتها بشكل مجاني -في حين لم يتمكن البعض- دون الحاجة -في حال الاستعمال المحدود- لدفع شهري مثل نسخة «شات جي بي تي 4» التي تأتي مصحوبة بكثير من النماذج الذكية الأخرى مثل الخاصة بتوليد الصور والمقاطع المرئية، وسبق لنا الحديث عن نسخة «شات جي بي تي 4» ومقارنتها مع النسخة الأقدم «شات جي بي تي 3.

5» ومع نموذج «بارد Bard» التابع لشركة جوجل الذي تغيّر اسمه إلى «جيميني Gemini»، وكانت المقارنة استنادًا إلى عدة مفاصل منها بنية كل نموذج من حيث عدد البيانات المُستعملة في عملية التدريب والمتغيرات «Parameters»، وقدرات كل نموذج وكفاءته. نحن اليوم مع تطويرات جديدة تخص نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، وهذه المرة مع نموذج «شات جي بي تي» بنسخته الجديدة «٤» التي أحدثت دويًا رقميًا أيقظ المجتمع الرقمي وأفزع بعض أفراده، وهذا ما يفتح باب المنافسة بين الشركات الرقمية على مصراعيها؛ فنحن على موعد قريب -كما يتداول- مع تطويرات متسارعة أخرى في نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى خصوصًا التوليدية مثل نموذج «جيميني Gemini» الذي يُتوقع أن تُعلن شركة «جوجل» عن مستجدات نسخته القادمة التي ستسعى بواسطتها إلى دخول نادي المنافسة الرقمية مع غريمتها «OpenAI» خصوصًا بعد صدور نسخة «شات جي بي تي» الجديدة. سنحاول عبر هذا المقال أن نطَّلع على مستجدات هذا النموذج التوليدي المطّور، ونتعرف على بعض ملامحه وميَزاته التي تميّزه عن سلفه «شات جي بي تي 4»؛ لرفد الوعي الرقمي، والتعريف بتطويراته المتسارعة التي تسهم في تغيير أسلوب حياتنا وطابع تفاعلنا المجتمعي بكل زواياه.

قادتني تجربتي القصيرة -بعد يوم من صدور النموذج الأحدث- مع نموذج «شات جي بي تي ٤» عبر تجربة بعض خصائصه المميزة، وعن طريق أسلوب الحوار والتفاعل معه إلى فهم بعض ملامح هذا النموذج ومقارنته مع النموذج السابق «شات جي بي تي 4». من المهم أن نؤكد أنّ نسخة «شات جي بي تي ٤» تعدّ نسخة محسنّة من نسخة «شات جي بي تي4»، ويتركّز هذا التحسين في تطوير قدرات أكبر للنسخة التوليدية في معالجة اللغات الطبيعية، وتكمن أسباب هذا التفوق في مضاعفة كمية البيانات المستعملة في تدريب النموذج الجديد وكمية المتغيرات التي لم تصرّح الشركة المالكة للنموذج -حتى الآن- بحجم البيانات والمتغيرات المستعملة في تدريب النموذج الجديد إلا أنّها أقرّت أن الكمية زادت، وهذا ما يُفسّر سر التفوق. يتميّز «شات جي بي تي ٤» بدقته العالية في معالجة اللغة وفهم السياقات المعقّدة مقارنة بقدرات النسخة السابقة؛ إذ يستطيع «شات جي بي تي ٤» إنشاء إجابات ونصوص تتميز بالوضوح والمعلومات الدقيقة بسرعة عالية بما في ذلك الموضوعات ذات الطابع المعقّد الذي يمكنه أن يخوض حوارًا عميقًا فيها بلغة أكثر رصانة، وبتحليل أعمق عن نموذج «شات جي بي تي 4» ما يمنحه صبغة لغوية أكثر قربا للأسلوب البشري. كذلك نلحظ أن النموذج الجديد قادر على إنشاء سياق نصي طويل دون توقف معوق مقارنة بالنسخة السابقة التي كانت تفتقد هذه الميَزَة التي تُفقده خاصية المحافظة على اتساق المعلومات التي يتضمنّها النص.

إحدى أهم الميزَات التي أعطت النموذج الجديدة التفوق الاستثنائي امتلاكه لقدرات التحاور عبر النص والصوت والصورة رغم وجود هذه الخصائص في النموذج السابق إلا أن تفاعله الصوتي والمرئي لا يتسّم كثيرًا بطابع بشري مقارنة بالنسخة الأحدث، حيث وجدتُ تفاعلَ «شات جي بي تي ٤» مع المستخدم عبر الحوار الصوتي ذكيًا وسريعًا بعد تجربته ومقارنته بالنموذج السابق؛ إذ يمكن للمستخدم تحديد نبرة خاصة لصوت النموذج ولغة التحدث واللهجة بما في ذلك اللهجات العربية مثل: العُمانية والمصرية وغيرها التي شهدت تجربتها مع النموذج أثناء الحوار، وكذلك بواسطة الصورة -التي استطعت تطبيقها بشكل مذهل- التي بمجرد أن تصوّر صورة مباشرة للنموذج أو ترفعها من الصور المحفوظة وتطلب منه وصفها وتحديدها؛ فيكون تفاعله عاليًا ودقيقًا وسريعًا مقارنة مع النموذج السابق الذي يفتقد في حالات كثيرة دقة الوصف الذكي وكفاءته، وكذلك التفاعل مع المقاطع المرئية «الفيديو» -التي لم أجرّبها حتى اللحظة لعدم تفعيلها للجميع- التي أظهرت شركة «OpenAI» بعض المشاهد المرئية التي تعرض قدرات «شات جي بي تي ٤» مع التفاعل المرئي، منها قدرته على عمله معلما خاصا لطالب يساعده على تعلّم حل مسائل رياضية، وقدرته على مساعدة أعمى في توصيف دقيق للبيئة الخارجية. فيما يخص الأمان والخصوصية؛ فإن النموذج الجديد يتميّز بقدرة أفضل في التعامل مع البيانات والمعلومات -العامة والخاصة- من حيث مستويات الخصوصية والأمان وتقليل مخاطر تسريب المعلومات والهجمات السيبرانية بفضل التحديثات التي أُدخلت في خوارزميات النموذج.

يتبين لنا عبر هذا السرد المختصر الذي حاولنا بواسطته تتبع مسار تطويرات نماذج الذكاء الاصطناعي ورصد مستجداتها أنّ النمو الرقمي يشق طريقه بسرعة كبيرة نحو الذكاء الاصطناعي العام الذي يعبّر عن بلوغ ذكاء يتجاوز ذكاء الإنسان ووظائفه في الحياة؛ فنجد نموذج «شات جي بي تي ٤» عبر قدراته الحوارية السريعة والدقيقة أنه نموذج أقرب للطبيعة البشرية التي تملك قدرات التفاعل مع المشاعر والأحاسيس ما يُنبىء بقدرات أكثر ذكاءً للنموذج التوليدي القادم الذي من الممكن أن يكون «شات جي بي تي 5»، وحتى ذلك الوقت سنحاول تخصيص مقال آخر -بإذن الله- يأخذ طابع الحوار التفاعلي مع «شات جي بي تي ٤»؛ لنقترب أكثر من فهمه وتحديد ملامح ذكائه الرقمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی النموذج الجدید شات جی بی تی ٤ شات جی بی تی 4 الاصطناعی ا

إقرأ أيضاً:

خبراء يكشفون خطر الذكاء الاصطناعي على الدماغ

#سواليف

كشفت دراسة حديثة عن #مخاطر محتملة لبرامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، حيث قد تشكل تهديدا غير متوقع للصحة العقلية لبعض المستخدمين.

ورصدت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كينغز كوليدج لندن، ظاهرة جديدة أطلقوا عليها اسم ” #ذهان_الشات_بوت”، حيث قد تساهم هذه التقنية في “طمس حدود الواقع” لدى المستخدمين المعرضين للخطر وتؤدي إلى “ظهور أو تفاقم أعراض ذهانية.

وببساطة، قد يبدأ البعض، خاصة المعرضين نفسيا، في فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والمحادثات مع #الذكاء_الاصطناعي بعد استخدام مكثف لهذه البرامج.

مقالات ذات صلة حرارة الصيف تهاجم إطارات السيارات.. كيف تحمي نفسك من أضرار لا تُرى؟ 2025/07/30

ويوضح الدكتور هاميلتون مورين، أحد المشاركين في الدراسة: “نحن لا نتحدث عن خيال علمي هنا. هذه حالات حقيقية يبدأ فيها المستخدمون بتطوير معتقدات وأفكار غير منطقية متأثرة بتفاعلاتهم مع #الذكاء_الاصطناعي”.

وتكمن المشكلة في أن هذه البرامج مصممة لتكون ودودة، متعاطفة، وتجيب على كل الأسئلة بثقة عالية. وهذه الميزات التي تبدو إيجابية، قد تكون خادعة للأشخاص الذين يعانون أساسا من هشاشة نفسية أو استعداد للاضطرابات الذهانية.

ويشير البروفيسور توم بولاك، أحد معدي الدراسة، إلى أن “الذهان لا يظهر فجأة، لكن الذكاء الاصطناعي قد يكون العامل الذي يدفع الشخص الهش نفسيا نحو الحافة”.

في تعليق سابق خلال بودكاست في مايو الماضي، اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الشركة تواجه صعوبات في وضع ضوابط أمان فعالة لحماية المستخدمين المعرضين للخطر، قائلا: “لم نكتشف بعد كيفية إيصال التحذيرات للمستخدمين الذين يكونون في حالة عقلية هشة وعلى وشك الانهيار الذهاني”.

وفي الوقت الحالي، ينصح الخبراء باستخدام هذه الأدوات بحذر، خاصة من لديهم تاريخ مع الاضطرابات النفسية، مع التأكيد على أن الغالبية العظمى من المستخدمين لا يواجهون مثل هذه المخاطر. لكن الرسالة واضحة: الذكاء الاصطناعي، مثل أي تقنية قوية، يحتاج إلى فهم دقيق لآثاره الجانبية قبل أن يصبح أكثر تعمقا في حياتنا.

مقالات مشابهة

  • ابتكار جهاز جديد يفرز النفايات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • 89% من الإماراتيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
  • احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • خبراء يكشفون خطر الذكاء الاصطناعي على الدماغ
  • بداري يتفقد مركز بيانات متخصص في تطبيقات الذكاء الإصطناعي
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • لماذا لا يصلح نموذج أردوغان لسوريا اليوم؟
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟