شهد مقر عمالة إقليم الحوز يوم السبت 18 ماي الجاري، فعاليات الاحتفال بالذكرى ال 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. برئاسة عامل الإقليم، رشيد بنشيخي، وحضور أعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثلي التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثلي هيئات المجتمع المدني.

وتشكل هذه المناسبة فرصة للوقوف على مدى التقدم المحرز في إنجازات المرحلة الثالثة 2019-2023، واستشراف المستقبل تحت موضوع ذي دلالات ومسؤوليات وطنية عميقة: “ألف يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا”.

وذكر عامل الإقليم في كلمته الافتتاحية بحصيلة الإنجازات المهمة التي واكبت مسار المبادرة منذ إطلاقها، في 18 ماي 2005، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده. والأدوار التي اضطلعت بها السلطات الإقليمية وفق مقاربة تنموية وروح تشاركية تنسجم مع الرؤية الملكية المتبصرة، لترجمة برامج هذا المشروع واقعيا، مؤكدا على التزام السلطات الإقليمية التزاما تاما، بما ينسجم مع الحس الوطني العالي، بترجمة هذا الورش الوطني الكبير على أرض الواقع، استكمالا للإنجازات السابقة والحصيلة الإيجابية المسجلة.

ومثل الحفل فرصة لتقديم حصيلة البرنامج الرابع المتعلق بصحة الطفل والأم الذي يندرج ضمن نفس الإطار. حصيلتان إيجابيتان ونوعيتان بالنظر إلى مجموع الأنشطة والمشاريع المتعددة التي تم إنجازها، والتي كان لها دور محوري في الدفع بعجلة التنمية الترابية بالإقليم، اقتصاديا واجتماعيا وبشريا.

ويذكر أن الحصيلة الأولية لهذه المرحلة بإقليم الحوز، قد سجلت نتائج متقدمة تبعث على التفاؤل واستشراف المرحلة القادمة بروح العمل ومزيد من الابتكار. وبالفعل، فخلال الفترة 2019-2023، تم إنجاز أزيد من 1156 مشروع ومبادرة بتكلفة إجمالية تجاوزت 423 مليون درهم.

كما استحضرت هذه المناسبة أهمية البعد التواصلي، عبر تقديم عرض بخصوص استراتيجية التواصل من أجل تغيير السلوك الاجتماعي، إلى جانب عرض شرائط مصورة حول صحة الطفل والأم، توثق للمنجز في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

علاوة على ذلك، تم تقديم شهادات حية لمسيري مشروع منظومة الوسطاء الجماعاتيين، كآلية لتأهيل قطاع الصحة بالإقليم، بالإضافة إلى تدخلات جميع الشركاء.

وفي ختام الحفل تم القيام بزيارة ميدانية من طرف عامل الإقليم والوفد المرافق له، لدار الأمومة بآسني، حيث تم تفقد قاعة الولادة التي تم إصلاحها بعد تضررها جراء تداعيات زلزال 8 شتنبر الماضي، وتم أيضا توزيع حقائب تحتوي على جميع مستلزمات الرضع حديثي الولادة. ويهدف هذا المشروع إلى النهوض بوضع الأمومة والطفل بالإقليم، وتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة الاجتماعية.

وكان هذا الحدث الهام أيضا مناسبة لإعطاء انطلاق حملة تحسيسية تحت شعار: ” 1000 يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا ” والتي ستنطلق من 22 ماي إلى 22 يونيو 2024.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: للمبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة

إقرأ أيضاً:

دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي

مريم بوخطامين (أبوظبي)

كشفت دراسة ميدانية حديثة أجريت ضمن إطار برنامج «مرصد 2025»، التابع لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، عن تأثير ظاهرة الأخبار المضللة وتأثيرها المتزايد على الوعي المجتمعي، مع تسليط الضوء على أبرز المنصات والمصادر التي تسهم في انتشار المعلومات الزائفة، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأفراد، وتهدف الدراسة، التي ركزت على عينة من فئة الشباب، إلى قياس مستوى وعي المجتمع الإماراتي بخطورة الأخبار المضللة، وتحديد أبرز المنصات التي تنشرها، إلى جانب تقديم توصيات عملية للحد من الظاهرة، وتعزيز ثقافة التحقق الإعلامي.

تحذيرات مجتمعية
أوضحت منيرة عبدالله، مدربة ومستشارة أسرية وتربوية، أن النتائج أظهرت أن 75.8% من المشاركين يدركون حجم الخطر الذي تمثله الأخبار المضللة على وعي المجتمع، حيث وصفها أكثر من 41% بأنها «خطر كبير جداً». ونوهت بأن الدراسة بينت أن عدداً من المنصات تمثل البيئة الأنشط لتداول المعلومات الزائفة.
وأظهرت الدراسة أن الشباب بين 18 و35 عاماً، هم الأكثر عرضة لتأثير الأخبار المضللة؛ نظراً لكثافة استخدامهم لوسائل التواصل، في حين أن الأطفال والمراهقين يمثلون فئة حساسة تتطلب استهدافاً خاصاً ببرامج توعية وتربوية.
وبينت أن المشاركين أوضحوا أن السرعة الكبيرة لانتشار المعلومات (55.2%)، وضعف الوعي الإعلامي (34.5%)، من أبرز أسباب تفاقم هذه الظاهرة، مما يسهم في نشر الذعر بين أفراد المجتمع، ويؤثر على القرارات الاجتماعية والسياسية، ويقوض الثقة بالإعلام الرسمي.



مسؤولية وطنية
أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن برنامج «مرصد» في إصداره الخامس، يترجم توجهات دولة الإمارات نحو ترسيخ مجتمع أكثر وعياً ومناعة فكرية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مشيراً إلى أن حماية منظومة القيم في المجتمع الإماراتي مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية، لتعزيز مناعة الشباب بالقيم والوعي النقدي، وتحصينهم فكرياً عبر مؤسسات التعليم والإعلام والمجتمع المدني.
وأضاف ابن عنبر أن النتائج التي خرج بها «مرصد»، تعكس مستوى وعي الشباب الإماراتي وإدراكه للمخاطر التي تحيط به في الفضاء الرقمي، خاتماً حديثه بالتأكيد على أن دولة الإمارات، بقيادتها الملهمة ومجتمعها المتلاحم، قادرة على مواجهة هذه التحديات بقوة المعرفة ونفاذ البصيرة.
بدورها، قالت شيخة الحبسي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة تهدف إلى تمكين شرائح وفئات المجتمع من أداء أدوارها الأساسية، وبناء قدرات توظيف التقنيات الحديثة وإدارة مخاطرها، وتطوير القدرات المجتمعية في الريادة والابتكار وصناعة المستقبل، وتعزيز ثقافة وأنماط الحياة الصحية في المجتمع، ودعم جهود الاستدامة والمحافظة على بيئة صحية تعزز الروابط الاجتماعية في الأسرة والمجتمع، وتوسيع التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الثقافات والشعوب الأخرى، وزيادة اندماج ومشاركة شرائح المجتمع في خدمة الوطن ورفع مستوى مساهماتهم الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية والقيم الثقافية، والمساهمة في الحفاظ على استخدامات اللغة العربية في كافة المجالات.

مكافحة الظاهرة
من جهتها، قالت هديل البلوشي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة خرجت بعدة توصيات لتقليل مخاطر الأخبار المضللة، ورفع مستوى وعي الجمهور، من أهمها إطلاق برنامج وطني شامل للوعي الرقمي والإعلامي، يدمج مهارات التفكير النقدي في المناهج التعليمية، وتشديد القوانين الرادعة ضد ناشري الأخبار الكاذبة، وتفعيل العقوبات لضمان الردع، وتعزيز دور الإعلام الرسمي في كشف وتفنيد الأخبار المضللة، واستعادة ثقة الجمهور، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بالتحقق من المصادر، وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات مسؤولة في النشر، وتطوير أنظمة مراقبة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ورصد انتشار المعلومات الكاذبة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات في مواجهة الظاهرة.
 وأكدت البلوشي أن الدراسة أكدت أن مواجهة الأخبار المضللة، تتطلب تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية والتعليمية والمجتمع المدني، مشددة على أن الوعي، إلى جانب التكنولوجيا والقانون، يمثل خط الدفاع الأول في حماية المجتمع من آثار التضليل الإعلامي.

تأثير الشهرة
من جانبها، قالت شيخة الحبسي، من جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، إن الدراسة تتناول تأثير ظاهرة الشهرة على هوية الشباب وقيمهم، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى لفهم دوافع الشباب للسعي وراء الشهرة والمنصات التي تؤثر في تشكيل هذا التوجه، منوه أن الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت الاستبيان كأداة لجمع البيانات من عينة شبابية في الإمارات، كما تناولت الدراسة الأبعاد الاجتماعية، النفسية، والأخلاقية للشهرة، وركزت على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الظاهرة، والتي تهدف إلى قياس تأثير الشهرة على هوية الشباب الإماراتي، وتحديد القيم المتأثرة سلباً بالسعي وراء الشهرة، وفهم دوافع الشباب نحو الشهرة، ناهيك عن معرفة المنصات الأكثر تأثيراً، وتقييم ما إذا كانت الشهرة هدفاً رئيسياً للشباب.

أخبار ذات صلة «الهلال الأحمر» يدعم مشروعي الأضاحي وكسوة العيد في الحديدة وتعز حجاج الإمارات: خدمات احترافية ورعاية شاملة من «شؤون الحجاج»


برامج توعية
قال محمد أبوالعزم، مدير وحدة الاتصال المؤسسي والإعلام، بجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، إن الدراسة أظهرت نتائج عدة، منها تأثير الشهرة بشكل ملحوظ على هوية الشباب، خاصة القيم الأخلاقية والاجتماعية، ناهيك عن دوافع أخرى تشمل: المال، المكانة، التقدير، وإثبات الذات، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الشباب يعتبر الشهرة هدفاً رئيسياً.
وأوصى أبو العزم بأهمية تنفيذ برامج توعية حول مخاطر الشهرة السطحية وتعزيز القيم الأصيلة في التعليم والأسرة، ودعم المحتوى الرقمي الهادف والمؤثرين الإيجابيين، وإجراء دراسات مستقبلية لفهم أعمق وتأثيرات طويلة المدى، مشيراً إلى أن الدراسة أكدت أن الشهرة أصبحت ظاهرة تؤثر بعمق في هوية الشباب وقيمهم، مما يستوجب تدخلاً تربوياً ومجتمعياً منظماً؛ بهدف بناء جيل متوازن قادر على التمييز بين النجاح الحقيقي والشهرة الزائفة.

مقالات مشابهة

  • إقليم الحوز.. غياب المسابح يحيي خطر الموت غرقاً بالسدود والسواقي
  • عبر مركز سيطرة الشبكة الوطنية.. محافظ الفيوم يتابع انطلاق المرحلة الثانية من الموجة 26 لإزالة التعديات على أملاك الدولة ‎
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • وزير التربية والتعليم لـ سانا: التعليم ركيزة أساسية للتنمية وبناء سوريا الجديدة ‏
  • ياسمينا العبد تحتفل بعيد ميلادها الـ19
  • في الذكرى الـ 56 لبيان 9 يونيو 1969
  • منع احتفالات بوجلود بإقليم الحوز
  • اقليم كاريتاس المتن الثالث احتفل بقداسه السنوي
  • دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
  • وفاة حاجة من اقليم كوردستان بعد أداء الفريضة