فندق وإطلالة خلابة.. حيلة صينية للتجسس على أهم الأسرار العسكرية الأمريكية
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، عن الجهود الصينية المتزايدة للتجسس على واحد من أهم الأسرار العسكرية الأمريكية المتعلقة بطائرات "إف-35"، وذلك بالاستعانة بعائلة صينية وفندق صغير في قرية نائية قريبة من جبال الألب.
وذكر التقرير الذي حمل عنوان "غموض في جبال الألب، عائلة صينية، فندق سويسري، طائرات إف-35"، أن عائلة وانغ الصينية المكونة من الأب والأم والابن اشترت في عام 2018 فندق "روسلي" الذي يصل تاريخ بنائه لنحو قرن من الزمان.
ويقع الفندق في قرية "أنترباخ" بوادي جبال الألب ويتمتع بإطلالة رائعة من الأمام لمجموعة من الجبال المغطاة بالثلوج وشلال قريب.
وقالت الصحيفة إن المنظر من الخلف مختلف تماما وهو الذي لفت انتباه وكالات الاستخبارات الأمريكية.
وعلى بعد حوالي 30 مترا فقط من الجزء الخلفي للفندق، يقبع مدرج للطائرات وافق الجيش السويسري على تخصيصه ليكون قاعدة لعدة طائرات من طراز إف-35"، المقاتلة النفاثة الأكثر تقدما في العالم.
وتعاقدت سويسرا على شرائها ومن المقرر أن تصل بحلول عام 2028.
وأضافت الصحيفة أن مهبط الطائرات، المحاط بسياج جزئي فقط، متاح للمارة، لدرجة أن المزارعين في القرية يقودون أحيانا الأبقار عبره.
وبينت أن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي والبريطاني يشددون أن موقع الفندق المتميز قدم لأجهزة المخابرات الصينية موقع مراقبة مثاليا على الحافة الأمامية لحرب تجسس متصاعدة بين واشنطن وبكين.
وحذر المسؤولون الأميركيون بحسب الصحيفة من أن وكالات الاستخبارات الصينية تبذل جهودا هائلة للحصول على معلومات حول الطائرة الأسرع من الصوت، المصممة لاختراق المجال الجوي للعدو دون أن يتم اكتشافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية تتلخص في ما إذا كانت عائلة وانغ مهتمة بالفعل بالمنظر من أمام الفندق (الإطلالة على جبال الألب) أم من خلفه، حيث يقع مدرج الطائرات.
وسافر مراسلون من صحيفة "وول ستريت جورنال" بالقطار عبر سويسرا وقاموا بسحب وثائق تسجيل الأراضي والشرطة، وسجلات الإقامة ولفهم لغز الفندق.
كما تحدثوا مع المسؤولين السويسريين والصينيين والأميركيين والأوروبيين والتقوا بسكان القرية والجيران والموظفين السابقين في الفندق.
وينفي آل وانغ، الموجودون الآن في الصين، بشكل قاطع أن يكون فندقهم يخدم أي شخص آخر غير زوار القرية من السائحين.
وفي أواخر الصيف الماضي، داهمت الشرطة السويسرية الفندق واعتقلت وانغ الأب، لكنها أطلقت سراحه بعد تغريمه مبلغ 5400 دولار لمخالفات تتعلق بعمل الفندق.
اوختفت عائلة وانغ منذ ذلك الحين دون أن تترك أثرا، فيما أغلق الفندق أبوابه ولم يعد يستقبل السائحين.
ولفتت الصحيفة إلى أن سكان القرية لاحظوا قبل ذلك أن عائلة وانغ كانت تسافر إلى بكين لفترات طويلة، بما في ذلك خلال عطلة عيد الميلاد، وهو الوقت الأكثر ربحا في السنة حيث تزداد أعداد السائحين.
كذلك عمدت العائلة لإغلاق مطعم الفندق بعد فترة وجيزة من شرائه، ما أثار استياء سكان القرية.
ولم تكن زوجة وانغ تجيد اللغة المحلية وكانت تتواصل مع السكان المحليين والسائحين بالإشارات فقط، بينما كان الأب يتحدث الألمانية وعندما سُئل عن المكان الذي تعلم فيه، أخبر جيرانه الجدد أنه نشأ وهو ابن لدبلوماسي يخدم في ألمانيا وسويسرا.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن من بين الدبلوماسيين الأربعة الذين الذين خدموا في سويسرا خلال طفولة وانغ، كان اثنان منهم ملحقين عسكريين، وفقا للأرشيفات المحلية.
ومن بين الاثنين اللذين خدما في ألمانيا الغربية، غادر أحدهما فجأة بعد خمسة أشهر، بسبب إجازة مرضية، فيما وصل الثاني في عام 1969 كمراسل لوكالة الأنباء الصينية الرسمية قبل أن يجري تعيينه بمنصب السفير بعدها بفترة وجيزة.
ورفضت أجهزة المخابرات الفيدرالية السويسرية التعليق بالتفصيل، وبدلا من ذلك أشارت إلى أن الصين تستخدم جواسيس كمدنيين في سويسرا يعملون بشكل رئيسي متخفين كعلماء أو صحفيين أو رجال أعمال.
وكانت الصين أقرت في عام 2017، قانون الاستخبارات الوطنية الشامل، الذي ألزم المواطنين الصينيين بمساعدة وكالات التجسس التابعة لحكومتهم من فقرة تنص على أن "جميع المنظمات والمواطنين يجب عليهم دعم جهود الاستخبارات الوطنية ومساعدتها والتعاون معها".
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وضعت شرطا رئيسيا واحدا مفاده بأن سويسرا إذا أرادت الحصول على طائرات إف-35 فيجب أن تكون المنطقة آمنة، وهذا يعني أن وانغ وعائلته يجب أن يرحلوا.
وبحسب الصحيفة فإن الفندق معروض للبيع حاليا بمبلغ 1.8 مليون دولار، مضيفة أن لجنة محلية تلقت إخطارا في يناير الماضي يتعلق بظهور مشتر للفندق، والمفاجأة كانت أن المشتري الجديد هو الجيش السويسري.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "قد لا تُعرف أبدا حقيقة ما إذا كانت عائلة وانغ هم فعلا أصحاب فندق صغير أم أنهم سلاح سري في جهود بكين المستمرة منذ عقد من الزمن للاستيلاء على أحد الأسرار العسكرية الأميركية الأكثر حماية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصينية تجسس الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين تجسس أف35 صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبال الألب
إقرأ أيضاً:
كارثة في سويسرا.. انهيار جليدي يدمر قرية بالكامل
أعلنت السلطات السويسرية أن قرية "بلاتن" الواقعة في وادي "لوتشنتال" بجنوب البلاد تعرضت لدمار شبه كامل، بعدما انهار جزء ضخم من نهر جليدي جبلي، ما تسبب في انزلاق طيني هائل دفن معظم القرية تحت أطنان من الطين والصخور والجليد، وفق تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وأظهرت لقطات مصورة التقطت بواسطة طائرة مسيرة، بثها التلفزيون الوطني السويسري، مشهدًا كارثيًا لسهول واسعة من الطين والحطام تغمر أحياء كاملة من بلاتن، وتجرف معها مجرى نهر "لونزا" والغابات الجبلية المحيطة.
وقال ستيفان جانزر، رئيس الأمن في منطقة "فاليه" الجنوبية، لقناة كانال ٩ المحلية: "ما يمكنني تأكيده الآن أن نحو 90% من القرية دمرت أو غمرت. إنها كارثة كبرى حلت ببلاتن".
وكانت السلطات قد أصدرت أوامر بإخلاء القرية في 19 مايو، بعد رصد مؤشرات خطيرة على احتمال وقوع انهيار أرضي بسبب تصدعات في نهر "بيرتش" الجليدي، الواقع فوق القرية.
وبحسب البيان الرسمي لحكومة المنطقة، فقد تحققت أسوأ المخاوف بعد أن انفصل جزء كبير من النهر الجليدي، ما أدى إلى الانهيار الضخم.
وقال ماتياس بيلوَلد، رئيس بلدية بلاتن، في مؤتمر صحفي: "لقد فقدنا قريتنا. إنها الآن تحت الأنقاض.. لكننا سنعيد البناء".
وأكد ماتياس إبنر، المتحدث باسم السلطات المحلية في كانتون فاليه، أن شخصًا واحدًا ما زال في عداد المفقودين، مشيرًا إلى أن "كمية لا تصدق من الصخور والجليد انحدرت إلى الوادي".
وبحسب المشاهد المصورة، فقد دمرت العديد من المنازل الخشبية بالكامل، وانتشرت أنقاضها على سفوح الكتلة الأرضية المنهارة.
وأوضحت السلطات أن البنية التحتية للقرية تعرضت لأضرار جسيمة، بينما لا تزال المخاطر قائمة، خصوصًا مع انسداد مجرى نهر "لونزا" بسبب الحطام، ما يثير احتمالات حدوث فيضانات لاحقة في حال تراكم المياه خلف الانهيار.
الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر عبرت عن تضامنها مع السكان، ووصفت ما حدث بأنه "مأساة فقدان الوطن".
كما دعت أجهزة الطوارئ المواطنين إلى الابتعاد عن المنطقة بسبب "الخطورة الشديدة"، وتم إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى الوادي.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصور يوثق اللحظة المروعة لانهيار جزء من النهر الجليدي، حيث غطت سحابة ضخمة من الحطام والأتربة جانبًا من الجبل، بينما تدفقت الصخور والطين بسرعة نحو أطراف القرية.
تضم قرية بلاتن نحو 300 نسمة، وكانت مهددة منذ أسابيع، حيث رصد الجيولوجيون شقوقًا وتصدعات في الكتلة الجليدية.
ومع تحذيرات متكررة، جرى إجلاء السكان قبل تسعة أيام فقط من وقوع الكارثة، الأمر الذي حال دون وقوع مجزرة بشرية.