كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، عن الجهود الصينية المتزايدة للتجسس على واحد من أهم الأسرار العسكرية الأمريكية المتعلقة بطائرات "إف-35"، وذلك بالاستعانة بعائلة صينية وفندق صغير في قرية نائية قريبة من جبال الألب.

وذكر التقرير الذي حمل عنوان "غموض في جبال الألب، عائلة صينية، فندق سويسري، طائرات إف-35"، أن عائلة وانغ الصينية المكونة من الأب والأم والابن اشترت في عام 2018 فندق "روسلي" الذي يصل تاريخ بنائه لنحو قرن من الزمان.



ويقع الفندق في قرية "أنترباخ" بوادي جبال الألب ويتمتع بإطلالة رائعة من الأمام لمجموعة من الجبال المغطاة بالثلوج وشلال قريب.



وقالت الصحيفة إن المنظر من الخلف مختلف تماما وهو الذي لفت انتباه وكالات الاستخبارات الأمريكية.

وعلى بعد حوالي 30 مترا فقط من الجزء الخلفي للفندق، يقبع مدرج للطائرات وافق الجيش السويسري على تخصيصه ليكون قاعدة لعدة طائرات من طراز إف-35"، المقاتلة النفاثة الأكثر تقدما في العالم.

وتعاقدت سويسرا على شرائها ومن المقرر أن تصل بحلول عام 2028.

وأضافت الصحيفة أن مهبط الطائرات، المحاط بسياج جزئي فقط، متاح للمارة، لدرجة أن المزارعين في القرية يقودون أحيانا الأبقار عبره.

وبينت أن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي والبريطاني يشددون أن موقع الفندق المتميز قدم لأجهزة المخابرات الصينية موقع مراقبة مثاليا على الحافة الأمامية لحرب تجسس متصاعدة بين واشنطن وبكين.

وحذر المسؤولون الأميركيون بحسب الصحيفة من أن وكالات الاستخبارات الصينية تبذل جهودا هائلة للحصول على معلومات حول الطائرة الأسرع من الصوت، المصممة لاختراق المجال الجوي للعدو دون أن يتم اكتشافها.



وأشارت الصحيفة إلى أن القضية تتلخص في ما إذا كانت عائلة وانغ مهتمة بالفعل بالمنظر من أمام الفندق (الإطلالة على جبال الألب) أم من خلفه، حيث يقع مدرج الطائرات.

وسافر مراسلون من صحيفة "وول ستريت جورنال" بالقطار عبر سويسرا وقاموا بسحب وثائق تسجيل الأراضي والشرطة، وسجلات الإقامة ولفهم لغز الفندق.

كما تحدثوا مع المسؤولين السويسريين والصينيين والأميركيين والأوروبيين والتقوا بسكان القرية والجيران والموظفين السابقين في الفندق. 

وينفي آل وانغ، الموجودون الآن في الصين، بشكل قاطع أن يكون فندقهم يخدم أي شخص آخر غير زوار القرية من السائحين.

وفي أواخر الصيف الماضي، داهمت الشرطة السويسرية الفندق واعتقلت وانغ الأب، لكنها أطلقت سراحه بعد تغريمه مبلغ 5400 دولار لمخالفات تتعلق بعمل الفندق.

اوختفت عائلة وانغ منذ ذلك الحين دون أن تترك أثرا، فيما أغلق الفندق أبوابه ولم يعد يستقبل السائحين.

ولفتت الصحيفة إلى أن سكان القرية لاحظوا قبل ذلك أن عائلة وانغ كانت تسافر إلى بكين لفترات طويلة، بما في ذلك خلال عطلة عيد الميلاد، وهو الوقت الأكثر ربحا في السنة حيث تزداد أعداد السائحين. 

كذلك عمدت العائلة لإغلاق مطعم الفندق بعد فترة وجيزة من شرائه، ما أثار استياء سكان القرية.

ولم تكن زوجة وانغ تجيد اللغة المحلية وكانت تتواصل مع السكان المحليين والسائحين بالإشارات فقط، بينما كان الأب يتحدث الألمانية وعندما سُئل عن المكان الذي تعلم فيه، أخبر جيرانه الجدد أنه نشأ وهو ابن لدبلوماسي يخدم في ألمانيا وسويسرا.



وبحسب تقرير الصحيفة فإن من بين الدبلوماسيين الأربعة الذين الذين خدموا في سويسرا خلال طفولة وانغ، كان اثنان منهم ملحقين عسكريين، وفقا للأرشيفات المحلية. 

ومن بين الاثنين اللذين خدما في ألمانيا الغربية، غادر أحدهما فجأة بعد خمسة أشهر، بسبب إجازة مرضية، فيما وصل الثاني في عام 1969 كمراسل لوكالة الأنباء الصينية الرسمية قبل أن يجري تعيينه بمنصب السفير بعدها بفترة وجيزة.

ورفضت أجهزة المخابرات الفيدرالية السويسرية التعليق بالتفصيل، وبدلا من ذلك أشارت إلى أن الصين تستخدم جواسيس كمدنيين في سويسرا يعملون بشكل رئيسي متخفين كعلماء أو صحفيين أو رجال أعمال. 

وكانت الصين أقرت في عام 2017، قانون الاستخبارات الوطنية الشامل، الذي ألزم المواطنين الصينيين بمساعدة وكالات التجسس التابعة لحكومتهم من فقرة تنص على أن "جميع المنظمات والمواطنين يجب عليهم دعم جهود الاستخبارات الوطنية ومساعدتها والتعاون معها".

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وضعت شرطا رئيسيا واحدا مفاده بأن سويسرا إذا أرادت الحصول على طائرات إف-35 فيجب أن تكون المنطقة آمنة، وهذا يعني أن وانغ وعائلته يجب أن يرحلوا.

وبحسب الصحيفة فإن الفندق معروض للبيع حاليا بمبلغ 1.8 مليون دولار، مضيفة أن لجنة محلية تلقت إخطارا في يناير الماضي يتعلق بظهور مشتر للفندق، والمفاجأة كانت أن المشتري الجديد هو الجيش السويسري.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "قد لا تُعرف أبدا حقيقة ما إذا كانت عائلة وانغ هم فعلا أصحاب فندق صغير أم أنهم سلاح سري في جهود بكين المستمرة منذ عقد من الزمن للاستيلاء على أحد الأسرار العسكرية الأميركية الأكثر حماية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصينية تجسس الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين تجسس أف35 صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبال الألب

إقرأ أيضاً:

الصين تطالب الولايات المتحدة بإلغاء مبيعات أسلحة إلى منطقة تايوان

بكين-سانا

طالبت الصين الولايات المتحدة بإلغاء خططها الجديدة لبيع أسلحةلمنطقة تايوان الصينية والكف تماماً عن تزويدها بالأسلحة بأي شكل من الأشكال.

وكانت تقارير تحدثت عن موافقة وزارة الدفاع الأمريكية حديثاً على مبيعات أسلحة تبلغ قيمتها نحو 300 مليون دولار أمريكي لتايوان.

ونقلت وكالة شينخوا عن “تشانغ شياو قانغ” المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية قوله: “إن مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى منطقة تايوان الصينية تنتهك بشدة مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة وخاصة بيان 17 آب”.

وأضاف: “إن هذه الخطوة تقوض بشكل خطير سيادة الصين وأمنها، وتشكل تهديداً خطيراً للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ونحن من جانبنا نشعر باستياء بالغ حيال مبيعات الأسلحة الأمريكية لمنطقة تايوان الصينية ونعارضها تماماً”.

وقال تشانغ: “إن مسألة تايوان هي الخط الأحمر الأول الذي لا يجب تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية”، مشدداً على أن دعم القوى الانفصالية الساعية إلى ما يسمى استقلال تايوان لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وسيدفع تايوان إلى وضع خطير، وسيضر بالولايات المتحدة نفسها في نهاية المطاف.

وأضاف تشانغ: “إن جيش التحرير الشعبي الصيني كثف التدريب العسكري وعزز الاستعداد القتالي لحماية السيادة الوطنية للصين ووحدة وسلامة أراضيها”.

مقالات مشابهة

  • شبوة.. حريق هائل يلتهم واجهة فندق "أوسان" السياحي بعتق (صور)
  • إصابة 4 أساتذة أمريكيين طعنا في ولاية صينية.. هل الهجوم عابر؟
  • فندق البندر روتانا يعلن عن عروض خاصة بمناسبة عيد الأضحى
  • الخارجية الأمريكية: تعرض أربعة محاضرين أمريكيين بجامعة صينية لهجوم بسلاح أبيض
  • الليلة تبدأ من 493 جنيهًا.. 33 صورة ترصد أرخص فندق في الغردقة 2024
  • فندق ماندارين أورينتال الدوحة.. جوهرة الضيافة في براحة مشيرب
  • ما هي القنبلة الأمريكية المفضلة لدى الاحتلال في قتل الفلسطينيين؟
  • ورشة عمل ليبية صينية حول تكنولوجيا الحفر وصيانة الآبار النفطية
  • الصين تطالب الولايات المتحدة بإلغاء مبيعات أسلحة إلى منطقة تايوان
  • من 493 لـ178 ألف جنيه.. 68 صورة ترصد أرخص وأغلى فندق في الغردقة 2024