ألغت محكمة النقض المصرية، السبت، قرارا سابقا بإدراج لاعب كرة القدم الشهير محمد أبو تريكة، و1525 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة المصرية، على قوائم "الإرهاب".

وبحسب ما ذكره المحامي، خالد علي، فإنّ المحكمة قضت بإلغاء قرار محكمة الجنايات عام 2018، وإعادة الطلب المقدم لإدراجهم إلى دائرة أخرى بمحكمة الجنايات لنظره من جديد.



ماذا يعني ذلك؟
‌يُشير قرار محكمة النقض إلى أنّ إدراج أبو تريكة وقيادات الإخوان على قوائم الإرهاب لم يُصبح نهائيًا، وأن القضية ستُنظر مرة أخرى من قبل محكمة مختلفة.

ما هي تداعيات هذا القرار؟
يُعدّ هذا القرار بمثابة انتصار كبير لأبو تريكة وأنصاره وقيادات الإخوان والمعارضة، ويُمثل خطوة هامة في اتجاه مراجعة أحكام قوائم الإرهاب في مصر.

لكن بحسب قيادات بجماعة الإخوان ومحامين ومحقوقيين تحدثوا لـ"عربي21": يبقى من المبكر التكهّن بنتيجة إعادة النظر في طلب إدراج أبو تريكة وقيادات الإخوان على قوائم الإرهاب.

وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، وهو وكيل بعض المدرجين على القائمة، إن محكمة النقض قبلت الطعن على قرار محكمة الجنايات الذي صدر العام الماضي 2023 بعد تجديده عام 2018 بإدراج المتهمين في قضية تمويل جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهابيين لخمس سنوات حتى عام 2028.
الحمد لله
اليوم محكمة النقض قضت لصالحنا بإلغاء قرار محكمة الجنايات بالإدراج على قوائم الإرهاب فى القضية ٦٢٠ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة.

وهى القضية الشهيرة باسم لاعب الكرة (أبو تريكه) والتى تضم ما يزيد على ١٥٠٠ متهم، وتم إدراجهم منذ ٢٠١٧ بموجب حكم محكمة الجنايات، وقضت النقض حينها… pic.twitter.com/5buecv0hCn — Khaled Ali (@Khaledali251) May 18, 2024
تسلسل أحداث القضية المبهمة
تعود هذه القضية، التي تصفها المعارضة بأنها مسيّسة، إلى عام 2014 حيث أدرجت المحكمة جميع المتهمين فيها (أكثر من 1529 شخصا) على قوائم الإرهاب والإرهابيين والتي تم استحداثها بقانون الكيانات الإرهابية، وترتب عليها التحفظ على أموالهم ومنعهم من السفر وسحب جوازات سفرهم ووضعهم على قوائم ترقب الوصول.

هذا القرار هو الثاني من نوعه منذ إلغاء قرار الإدراج على قوائم الإرهاب عام 2018 ولكن لأسباب مختلفة، إلا أن النيابة العامة تحايلت على الطلب وقررت محكمة جنايات القاهرة إعادة إدراج جماعة الإخوان على قائمة الكيانات الإرهابية.

كما أعادت إدراج أسماء الأشخاص المتحفظ على أموالهم من قِبل لجنة حصر وإدارة أموال الجماعة والذين سبق إدراجهم على قائمة الإرهابيين منذ 12 كانون الثاني/ يناير 2017، وذلك لمدة 5 سنوات في قضية جديدة حملت رقم 620 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا.

في نيسان/ أبريل 2023 نشرت الجريدة الرسمية قرارا جديدًا لمحكمة جنايات القاهرة بإعادة أبو تريكة و1525 شخصًا آخرين، على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات تبدأ من تاريخ صدور القرار، بناء على طلب من النيابة العامة.

تمتد بعض الآثار المترتبة على قرار الإدراج إلى ورثة المتهمين، وهو ما يفسر استمرار شمول القرار أسماء كل من المتوفين الرئيس الراحل، محمد مرسي، والداعية الإسلامي المتوفى العلامة يوسف القرضاوي، وغيرهم.

ما الأثر القانوني لإلغاء قرار الإدراج؟

علّق رئيس حزب الأصالة السلفي، إيهاب شيحة، على حكم محكمة النقض بالقول إنه لم يعترف يوما بها ولم تعنيه يوما هذه القائمة بل كنت أعتبرها محل فخر أن نصنفه سلطة 3 تموز/ يوليو 2013 بأنه "إرهابي".

وتساءل شيحة، في تغريدة على موقع "إكس" "والآن وبعد 10 سنوات من الإدراج على القوائم صدر حكم محكمة النقض بإلغاء هذه القائمة التي كنت مدرجا بها من اليوم الأول في 2014، ولدي تساؤلات مشروع بل حقوق مستحقة".


وأضاف: هل ثبت لمحكمة النقض أن الأحكام السابقة مسيسة وظالمة، هل سيرد اعتبار من التعامل معهم 10 سنوات باعتبارهم إرهابيين بالباطل؟ وماذا عمّن توفاهم الله؟ وهل سيطلق سراح المعتقلين منهم، وهل سيسمح لأمثالي بالخارج بالعودة إلى بلدنا مصر، هل سوف تُرد الأموال؟ والأموال والشركات المصادرة والتي قاموا بتسجيلها وإدخالها صناديقهم السرية لأصحابها؟".
لم أعترف بها ولم تعنيني يوما هذه القائمة بل كنت أعتبرها محل فخر أن تصنفني سلطة 3يوليو 2013ارهابيا
والآن وبعد 10سنوات من الإدراج على القوائم صدر حكم محكمة النقض بإلغاء هذه القائمة التي كنت مدرجا بها من اليوم الأول في2014
لدي تساؤلات مشروعة????????????
ليست تساؤلات بل حقوق مستحقة???????????? pic.twitter.com/lJFql7vwJx — Ihap Shihe ???? (@ihapshihe) May 18, 2024
أهداف النظام من القضية؟
قلّل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عبد الغفار أشرف، من أثر القرار، وقال: إن "القرار باطل من الأساس، وكل القرارات التي قامت بها سلطات الانقلاب هي مخالفة للقانون والدستور ولا تتماشى مع المنطق، والهدف منها هو تصفية حسابات وانتقام سياسي".

وبخصوص الأثر القانوني للقرار، أوضح لـ"عربي21": أن "هو إعادة نظر الطلب المقدم من النيابة العامة بإدراجهم إلى دائرة أخرى بمحكمة جنايات القاهرة، والجولة لم تنته، والنظام لم يرتدع والظلم لم يرفع والحقوق لم ترجع، لا يوجد منطق في إصدار قرار الإلغاء الذي لن يتم تنفيذه وسيعاد إلى جولة أخرى، ولن يعيد للمظلومين مقدار خردلة".

وتوقّع القيادي الإخواني أن "لا يحدث أي تغيير في مجمل سير القضايا، كما أن القضاء والشرطة وكل مؤسسات الدولة بما فيها الدينية والمالية تأتمر بأمر السلطة وتحقق مآربها، ومازال رئيس البلاد يحكم بالحديد والنار ويكرم البلطجية (نخنوخ والعرجاني وغيرهم) ومازال يعتقل عشرات الآلاف بدون تهم حقيقية، ومازال في اجتماع جامعه الدول العربيه يتحدث عن أمن المواطن الإسرائيلي، ويعتقل الطلاب المتضامنين مع غزة".

تغول السلطة على القضاء
اعتبر مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، قرار محكمة النقض، بأنه "عنوان الحقيقة وكاشف عنها في لحظة غير مسيسة، ويجب أن يستعيد القضاء استقلاله ونزاهته والخروج من عباءة النظام".


ورأى في حديثه لـ"عربي21": "أن حكم محكمة النقض اليوم صدر قبله أحكام ذات صلة وتضمنت أسباب مشابهة وبنفس المنطلق وهو إلغاء قرارات الإدراج على قوائم الإرهاب، ولكن من خلال أذرع النظام القضائية مثل النيابة أعادت الإدراج مرة أخرى آخرها عام 2023".

واعتبر بيومي أن "الدائرة التي أصدرت الحكم قد أدت واجبها ويبقى أن تؤدي الحكومة واجبها وتنفذ صحيح القانون، ولا تتحايل على القانون وتراوغ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية مصر الاخوان المسلمين ابو تريكة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على قوائم الإرهاب حکم محکمة النقض محکمة الجنایات الإخوان على الإدراج على هذه القائمة قرار محکمة أبو تریکة

إقرأ أيضاً:

إفلاس الإرهاب.. لماذا ظهر العولقي بوجهه واستهدف مصر والأردن؟

في تحوّل لافت يكشف عن حالة من اليأس والتخبط، أطل علينا زعيم القاعدة في جزيرة العرب، سعد العولقي، بوجهه لأول مرة عبر "مؤسسة السحاب"، ليدعو صراحة إلى عمليات إرهابية في مصر والأردن، ويحرض على اغتيال قادة ورؤساء عرب.

هذا الظهور العلني، الذي يمثل خروجًا عن الأعراف التقليدية للتنظيمات الإرهابية في التخفي، ليس مجرد حدث عابر، بل هو مؤشر صارخ على حالة الإفلاس الفكري والعملياتي التي وصل إليها الإرهاب.

فلماذا قرر العولقي، في هذا التوقيت بالذات، أن يكشف عن وجهه ويصوب سهامه تحديدًا نحو مصر والأردن؟.. الإجابة تكمن في محاولات يائسة لإعادة إحياء جسد تنظيم خارت قواه، وتأتي في سياق استهداف مباشر لمحور الاعتدال العربي الذي يمثل شوكة في حلق التنظيمات المتطرفة.

مصر والأردن ليستا مجرد دولتين، إنهما ركيزتان أساسيتان للاستقرار في المنطقة، ولهما دور محوري في قيادة الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. استهدافهما بهذه الدعوات الإرهابية ليس سوى محاولة لزعزعة أمنهما الداخلي، وتقويض علاقاتهما الاستراتيجية، وإشاعة الفوضى التي تعد البيئة الخصبة لازدهار الإرهاب.

القاعدة تدرك جيدًا أن صلابة هذين البلدين وتمسكهما بسيادتهما ووحدة شعوبهما يمثل عائقًا رئيسا أمام مخططاتها التخريبية.

ما يثير السخرية، ويؤكد على غباء هذا الإصدار وادعاءاته الفارغة، هو ربط العولقي "الوحدة العملياتية بين التنظيمات الرئيسة في إفريقيا" بتحرير القدس. هذه المغالطة الساذجة تكشف عن حجم الاستغلال الرخيص للقضايا المقدسة، وفي مقدمتها قضية القدس وفلسطين، لتبرير وجود هذه التنظيمات الإرهابية التي لم تقدم للقضية الفلسطينية سوى التشويه والضرر. هل يعقل أن جماعات سفكت الدماء، وهدمت الأوطان، وروعت الآمنين، تدعي فجأة أنها حامية للقدس؟ هذا التناقض الصارخ لا ينطلي إلا على عقول تائهة.

لعل هذا الظهور المفاجئ للعولقي يأتي في سياق محاولات التنظيم اليائسة لسد الفراغ الذي خلفته الضربات المتتالية التي استهدفت قياداته. فالتاريخ يشهد أن قادة التنظيمات الإرهابية، بمن فيهم قيادات القاعدة في جزيرة العرب، قد تساقطوا تباعاً تحت ضربات مكافحة الإرهاب، التي شملت عمليات دقيقة بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل شخصيات بارزة مثل أنور العولقي عام 2011، وناصر الوحيشي عام 2015، وقاسم الريمي عام 2020.

إن ظهور العولقي الحالي، وهو زعيم جديد نسبياً، يمثل محاولة لإظهار استمرارية التنظيم، ولكنه في جوهره إقرار بحالة الإفلاس القيادي التي يعاني منها بعد أن خسر معظم رموزه.

التوقيت الذي اختارته القاعدة لهذا الظهور ليس عشوائيًا، ففي ظل التوترات الإقليمية الراهنة، تسعى هذه التنظيمات لاستغلال أي فراغ أو ضغط لتعيد ترتيب أوراقها، وتجنيد المزيد من الأتباع الذين يعانون من تضليل فكري. وهو ما يدفعنا للتفكير مليًا في مدى وجود أجندات خفية تستغل هذه التنظيمات كأدوات لتحقيق مصالح معينة، بما يخدم أجندات بعض القوى التي ترغب في بقاء المنطقة في حالة دائمة من الفوضى وعدم الاستقرار.

إن الرسالة واضحة من هذا الإصدار: الإرهاب في حالة إفلاس، ويحاول أن يرتدي أقنعة جديدة ليكسب معارك وهمية. الهدف الرئيس من هذه التحركات الدعائية هو خلق حالة من الارتباك في ذهن الشباب والاتباع، وتصوير التنظيم كضحية للمؤامرات الخارجية لخلق "مظلومية" زائفة أمام أنصارهم ومحبيهم، في محاولة يائسة للتغطية على جرائمهم البشعة وتاريخهم الأسود من سفك الدماء والخراب. لكن وعي الشعوب العربية وتكاتفها، وإصرار دولها على المضي قدمًا في طريق التنمية والاستقرار، هو الرد الحاسم على كل هذه الدعوات الظلامية.

مستقبل المنطقة سيُكتب بأيدي أبنائها المخلصين، وليس بأيدي دعاة الكراهية والدمار.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تشطب سوريا من قائمة «البلدان المارقة» وتحركات تمهّد لرفعها من قائمة الإرهاب
  • المغرب..عفو ملكي يشمل 1526 سجيناً بمناسبة عيد الأضحى
  • ترامب يكشف سبب عدم إدراج مصر ضمن قوائم حظر السفر: «شريك موثوق»
  • إفلاس الإرهاب.. لماذا ظهر العولقي بوجهه واستهدف مصر والأردن؟
  • مصر أكتوبر: الإخوان يعيشون حالة من الإفلاس السياسي .. وعلينا توحيد الصف خلف القيادة السياسية
  • نظام جديد للأسهم الأجنبية..الرميح: شركات آسيوية تبحث الإدراج في السوق السعودية
  • الخارجية تُدين عرقلة أمريكا قرار مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة
  • الخارجية: عرقلة أمريكا وقف العدوان الصهيوني على غزة تؤكد أنها شريكة في كل جرائمه
  • الأمور لديهم تحت السيطرة.. ترامب يكشف سبب عدم إدراج مصر ضمن القائمة الجديدة لحظر السفر
  • البيانوني يروي لـعربي21 شهادة مرحلة مفصلية في تاريخ الإخوان بسوريا