الجزيرة:
2025-07-30@02:07:17 GMT

كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟

موسكو- في خضم معارك ضارية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده بدأت في إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف لمنع هجمات القوات الأوكرانية على المدن الحدودية في روسيا، في خطوة لم تتضح معالمها بعد، ويستبعد محللون روس أن تؤدي إلى الحماية الكاملة.

وشدد بوتين على أن القيادة الروسية ليس لديها خطط للاستيلاء على خاركيف، واصفًا التحركات الحالية للقوات الروسية في المقاطعة بأنها جاءت ردا على الهجمات المنتظمة التي تشنها القوات الأوكرانية على المناطق الروسية.

 وأوضح ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن كلام بوتين يدور حول الحاجة إلى منطقة عازلة على الحدود مع أوكرانيا، بحيث تكون الأراضي الروسية بعيدة عن متناول أي أسلحة معادية، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتين عن ضرورة إنشاء منطقة أمنية لحماية بيلغورود ومناطق أخرى داخل روسيا من هجمات القوات المسلحة الأوكرانية.

ففي مارس/آذار 2023، أشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو "ستضطر في مرحلة ما، عندما ترى ذلك مناسبا، إلى إنشاء منطقة عازلة معينة في الأراضي الحالية التابعة لنظام كييف، والتي سيكون من الصعب التغلب عليها بوسائل التدمير التي يستخدمها العدو".

خريطة تظهر مناطق تقدم القوات الروسية على محور خاركيف (الجزيرة) حدود المنطقة العازلة

لكن ما لم يكن واضحًا في كلام بوتين هو حدود هذه المنطقة العازلة، وهل يمكن أن تتوسع مع الوقت؟ وما الذي سيعنيه إنشاؤها بالنسبة إلى الجانب الأوكراني؟

يشير مراقبون روس إلى أن إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف، لن يكون كافيا لصد الهجمات على المناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا بنسبة 100%، ولكن يمكن التقليل منها عن طريق حرمان القوات الأوكرانية من فرصة توجيه القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

ولهذا الغرض، لا مفر من السيطرة على مدن "فولتشانسك" و"ليبتسي" و"فيليكي بورلوك"، وإنشاء منطقة أمنية على شكل دائرة نصف قطرها يتراوح بين 25 و40 كيلومترًا.

في نفس الوقت، يرى مراقبون عسكريون آخرون أن نطاق المنطفة العازلة يجب أن لا يقل عن 300 كلم، نظرا لاستخدام أوكرانيا المسيرات في شن الهجمات على المناطق الحدودية الروسية، فضلا عن احتمال اللجوء للصواريخ بعيدة المدى ضدها.

وكما يوضح للجزيرة نت محلل الشؤون العسكرية، نيكيتا غروموف، فإن تحريك الحدود مسافة 25 كلم داخل العمق الأوكراني، سيؤدي إلى حل مشكلة قصف بيلغورود باستخدام الطائرات بدون طيار والمدفعية الخفيفة وقذائف الهاون.

حسابات عسكرية

لكن الحماية الكاملة من استخدام قذائف من عيار 155 ملم أكثر صعوبة، إذ يبلغ مدى إطلاق بعض النماذج الغربية منها حوالي 40 كلم، وهو ما يعني أن إجراء حسابات عمق المنطقة العازلة يجب أن يكون على هذا الأساس، يوضح غروموف.

بموازاة ذلك، يلفت المحلل الروسي إلى ضرورة عدم استبعاد عامل الطيران الحربي الأوكراني وإمكانية استخدام راجمات صواريخ هيمارس، وعليه، فإن حماية المناطق الروسية من احتمال استخدام هذه الأنواع من الأسلحة ضدها تتطلب تحريك الجبهة مسافة 60 أو حتى 80 كيلومترًا، وإشباعها بأسلحة الدفاع الجوي.

ويؤكد المتحدث على أهمية منطقة ليبتسي لخلق نقاط ضغط على المنشآت العسكرية في خاركيف، موضحًا أن نشر أسلحة روسية فيها سيؤدي إلى فقدان القوات الأوكرانية فرصة استخدام وسط وشمال خاركيف كمركز لوجستي.

أما السيطرة على فيليكي بورلوك الواقعة في الوسط بين فولتشانسك وكوبيانسك، فستسمح للقوات الروسية بخلق نفس نقطة الضغط على كوبيانسك نفسها، مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق أكبر.

رسائل سياسية

محلل الشؤون السياسة، سيرغي بيرسانوف، يشير إلى رسالة سياسية تضمنها حديث بوتين عن المنطقة العازلة، إذ جاء حديثه من الصين التي تتنازع مع واشنطن على قيادة العالم، لا سيما في الاقتصاد.

ويتابع بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يواصل تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، ولهذا السبب يشير الرئيس الروسي إلى ضرورة إنشاء وتوسيع منطقة عازلة.

ووفقًا له، من السابق لأوانه تحديد كيف ستبدو هذه المنطقة، وكيف ستكون حدودها، لكن الرسالة بحد ذاتها واضحة للغاية وتحمل لهجة التصميم على تحرك عسكري جاد.

ويتابع بأن بوتين لم يعط أرقاما محددة، لكنه أوضح مبدأ تشكيل هذه المنطقة. ووفقاً لهذا المنطق، إذا قام الغرب بتزويد أوكرانيا بصواريخ يصل نصف قطرها إلى 300 كلم، فسوف تقوم روسيا بتعميق المنطقة العازلة كذلك إلى 300 كلم.

وحسب بيرسانوف، فهذا الكلام يعني وجود احتمال أن تضطر روسيا إلى إنشاء منطقة "آمنة" تكون خاركيف داخل نطاقها.

ويشير إلى أن طول الحدود الروسية الأوكرانية يبلغ آلاف الكيلومترات بتضاريس مختلفة تماما، تشمل غابات وسهولا ومستنقعات، وبالتالي يجب أن تكون هناك "منطقة رمادية" حيث لن يكون هناك مدنيون ولا وحدات "معادية"، ويضيف "مثل هذه المنطقة ستجعل من الممكن إبقاء الجانب الأوكراني بعيدا، فضلا عن القضاء على مخاطر تسلل المجموعات التخريبية وهجمات قذائف الهاون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات القوات الأوکرانیة المنطقة العازلة إنشاء منطقة منطقة عازلة هذه المنطقة

إقرأ أيضاً:

16 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف روسي عنيف يستهدف منطقة زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 16 شخصاً على الأقل وجُرح أكثر من 35 آخرين، فجر الثلاثاء، في هجوم روسي عنيف، استهدف منشأة إصلاحية في منطقة زابوريجيا، الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، وذلك وفقا لما أعلنته السلطات المحلية والجيش الأوكراني.

وقال حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر بيان نشره عبر تطبيق "تلغرام"، إنّ: "القصف الروسي أسفر عن تدمير مباني المنشأة بالكامل، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل السكنية القريبة"، مشيراً إلى أنّ: "الضربات نُفذت باستخدام قنابل جوية شديدة الانفجار، في ثماني غارات متتالية".

من جهته، ندّد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بالهجوم، واصفاً إياه بـ"جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا بحق المدنيين"، وكتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "نظام (فلاديمير) بوتين، الذي يطلق التهديدات ضد الولايات المتحدة عبر أبواقه، يجب أن يُواجه بضربات اقتصادية وعسكرية تُجرده من القدرة على شن الحروب".

ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من تفاصيل الحادثة أو أعداد الضحايا. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى لحظة نشر التقرير.


مسيّرات أوكرانية تضرب العمق الروسي
في المقابل، أفاد حاكم منطقة روستوف الروسية، يوري سليوسار، بمقتل مدني في هجوم أوكراني نفذته طائرات مسيّرة ليل الإثنين- الثلاثاء، قد استهدف عدة مناطق في جنوب روسيا.

وذكر سليوسار، عبر "تلغرام"، أنّ: "الهجمات طالت مناطق سالسك، وكامنسك شاختينسكي، وفولغودونسك، وبوكوفسكي، وتاراسوفسكي"، مشيراً إلى أنّ: "قنبلة من طائرة مسيّرة سقطت على سيارة في شارع أوترافسكي في مدينة سالسك، ما أدى إلى مقتل السائق الذي كان بداخلها".

كما أعلنت شركة السكك الحديد الروسية عن سقوط حطام مسيّرات على محطة سالسك، ما تسبب في إلحاق أضرار بقطار ركاب وآخر للشحن، دون وقوع إصابات بشرية.

إلى ذلك، تأتي هذه التطورات الميدانية في سياق الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، والتي بدأت في 24 شباط/ فبراير 2022، إثر قرار الكرملين شنّ عملية عسكرية شاملة بحجة منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته أوكرانيا تدخلاً سافراً في سيادتها.

وبعد أشهر من اندلاع الحرب، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا الاتحادية، وهي: دونيتسك، ولوهانسك، وخيرسون، وزابوريجيا، في خطوة وصفتها كييف والدول الغربية بأنها "ضم قسري وغير قانوني"، وقوبلت برفض دولي واسع.


وبعد إقرار الضم من قبل مجلس الدوما الروسي، فرضت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو، لكن الأخيرة ردّت بعقوبات مضادة واستمرت في تصعيدها العسكري، متجاهلة الضغوط الدولية.

وفي 22 آذار/ مارس 2024، شنّت القوات الروسية أكبر ضربة استهدفت البنية التحتية لشبكة الكهرباء في أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أسفر عن انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي وتضرر منشآت حيوية.

مقالات مشابهة

  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية
  • روسيا تعلن التزامها بـالحل السلمي للقضية الأوكرانية
  • 16 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف روسي عنيف يستهدف منطقة زابوريجيا الأوكرانية
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة وتعزيز تسليح البحرية الروسية عقب مناورات واسعة
  • مناورات «عاصفة يوليو».. بوتين يعلن إعادة هيكلة شاملة وتعزيز تسليح البحرية الروسية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها
  • الدفاع الروسية: ضربنا مواقع لإنتاج المسيرات والتحكم بالدرونات بعيدة المدى الأوكرانية
  • بوتين: العلاقات الروسية القيرجيزية تسهم في استقرار الفضاء الأوراسي