قد تنتهي مشاكل ذراع Windows أخيرًا. كجزء من مبادرة Copilot + AI PC الجديدة للشركة، والتي تتضمن أسطحًا جديدة وأنظمة شريكة تشغل شرائح Snapdragon X Elite من Qualcomm، تقول Microsoft إنها أعادت بناء المكونات الأساسية لنظام التشغيل Windows 11 لدعم الأجهزة المستندة إلى Arm والذكاء الاصطناعي بشكل أفضل. يتضمن ذلك نواة جديدة ومترجمًا جديدًا، والأهم من ذلك، محاكيًا يسمى "Prism" لتشغيل تطبيقات x86 وx64 الأقدم.

ومع ذلك، سوف يغفر لك الشك. منذ إطلاق جهاز Surface الذي يعمل بنظام Windows RT في عام 2012، أثبتت Microsoft أنه لا يمكن الوثوق بها في تقديم تجربة نظام تشغيل لائقة على Arm. لم يتمكن هذا الجهاز من تشغيل تطبيقات x86 القديمة (من يريد القيام بذلك في نظام التشغيل Windows، أليس كذلك؟)، وكان أبطأ بكثير من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المزودة بوحدات المعالجة المركزية Intel وAMD. تحسن Windows on Arm ببطء على مر السنين، لدرجة أنه أصبح لديه محاكاة قابلة للخدمة على Surface Pro 9 5G. لكن هذه القائمة ما زالت غير قادرة على مواكبة نظيرتها المجهزة بمعالج Intel، خاصة عندما كانت تكافح لمحاكاة التطبيقات الشائعة مثل Chrome.

تقول Microsoft إنها أعادت صياغة برامج جدولة Windows 11 للاستفادة من إمكانات Arm وأحمال عمل الذكاء الاصطناعي. هناك أيضًا نموذج جديد لحساب برنامج التشغيل يتعرف على المحركات العصبية بشكل يشبه الطريقة التي يرى بها Windows وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات، بالإضافة إلى واجهات برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي المضمنة مباشرة في نظام التشغيل. في الأساس، لا ينبغي أن تبدو أجهزة Arm وكأنها فكرة لاحقة ويجب أن يتمكن المطورون من الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي بسهولة أكبر.

وقال بافان دافولوري، رئيس قسم Windows والأجهزة في Microsoft، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر: "لذا، فنحن نقوم بشكل فعال ببناء ثنائيات ونوافذ تم تحسينها مع أعباء عمل معينة". "الفائدة بالنسبة لنا من ذلك هي أن هناك أشياء معينة نعلم أن العملاء الذين لديهم أجهزة كمبيوتر Copilot+ سيفعلونها بشكل مستمر، ويمكننا حقًا التركيز على تحسين تلك السيناريوهات والتأكد من أن استجابة الجهاز تمثل تحسنًا ذا مغزى."

بفضل وحدة المعالجة العصبية القوية الجديدة (NPU) في شرائح Snapdragon X Elite، يمكن لأجهزة الكمبيوتر الشخصية Copilot+ تشغيل أكثر من 40 تريليون عملية في الثانية، وهو مقياس لأداء الذكاء الاصطناعي للرقاقة، أي أكثر من أربعة أضعاف الأداء الذي تقدمه أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعمة بالذكاء الاصطناعي اليوم. تدعي Microsoft أن هذا هو ضعف الأداء الذي يقدمه جهاز MacBook Air وMacBook Pro من Apple.

بينما تعمل Microsoft على توفير المزيد من تطبيقات Arm الأصلية لنظام التشغيل Windows 11، فمن الصعب إنكار أهمية دعم البرامج الأقدم. وهنا يأتي دور محاكي Prism. تدعي Microsoft أنها قامت بتحسين عدد التطبيقات التي تدعمها، وأنها أسرع بنسبة 20 بالمائة تقريبًا من محاكيها السابق. قالت Microsoft في منشور بالمدونة إن أي تطبيقات x86 وx64 تعمل تحت المحاكاة مع معالجات Snapdragon X Elite Arm تكون أسرع بأكثر من ضعفي الأجيال السابقة من Windows التي تعمل على Arm.
"عندما تجمع بين محاكي Prism الجديد مع الأداء الأولي والتحسينات في وحدات المعالجة المركزية نفسها، فإننا نكون في مكان حيث لدينا تطبيقات أصلية رائعة ونحن أيضًا في مكان يتمتع فيه اتساع كتالوج التطبيقات أيضًا بأداء هائل قال دافولوري: "يمكن مقارنته ببقية ملكية Windows اليوم".

تتيح وحدة NPU أيضًا لشركة Microsoft إضافة ميزات برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى Windows مثل Recall، وهي ميزة جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لاسترداد أي شيء رأيته تقريبًا على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وهو شيء تقارنه Microsoft بإعطاء جهاز الكمبيوتر الخاص بك ذاكرة فوتوغرافية. ميزة أخرى تسمى Live Captions توفر ترجمات فورية وفي الوقت الفعلي من 44 لغة إلى الإنجليزية عبر أي فيديو أو صوت يتم تشغيله على جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت تعلن عن Surface Laptop 5G بتصميم مألوف وترقية إستراتيجية
  • Microsoft تختبر واجهة Copilot Discover الجديدة في نظام Windows 11
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • القبض على فتي بتهمة تزوير صور عارية لزميلاته باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • دليل الويب.. جوجل تعيد ابتكار نتائج البحث بالذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطلق خاصية جديدة لتنظيم نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • تمكنك من قياس الملابس افتراضيًا.. «جوجل» تكشف عن ميزة باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • نواب ليبيا يشاركون في مناقشات البرلمان الأفريقي حول الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي
  • بدء دورة تدريبية لموظفي الكهرباء والمياه في مجال استخدام الكمبيوتر ووحدات التخزين