صحفي إسرائيلي يستشهد بآية من القرآن الكريم للإشارة إلى خلافات الاحتلال الداخلية
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
في الوقت الذي تشهد فيه الحلبة السياسية والحزبية الاسرائيلية حالة من الخلافات الداخلية الطاحنة، حيث تحول ما بدأ بوعد بحكومة طوارئ مقبولة من قبل قطاعات كبيرة من الجمهور الإسرائيلي بعد هجوم السابع من أكتوبر، إلى حكومة مشبوهة، منقسمة ومتضاربة، تصوّر دولة الاحتلال بأنها ضعيفة.
نير شوكو كوهين الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "المناوشات العامة بين أعضاء مجلس الوزراء الحربي أكثر من مجرد حدث محرج، لأن ما بدأ في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير يوآف غالانت، واستمر في معركة ردود الفعل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وانتهى في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير بيني غانتس، يشكل خطراً حقيقياً على أمن دولة إسرائيل، لأنها صبغت الحلبة السياسية والحزبية بمفردات الكراهية والاحتقار لهذا وذاك، ما يجعل فرضية تحقيق "النصر المطلق" مسألة غير واقعية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المستفيد من معركة الطين القبيحة بين القادة الإسرائيليين هم أعداؤهم في قوى المقاومة، والمسؤولية في هذه الحالة تقع على عاتق رئيس الوزراء الذي يفشل في منع ابتكار الحيل واللف والدوران حتى أثناء الحرب، عادة ما يكون هو من يشعل نار الخلافات، وعندما تخرج عن نطاق السيطرة بالفعل، فلا يتصرف بمسؤولية ويطفئها، مع أن الآخرين المعنيين ليسوا معفيين من المسؤولية أيضاً".
وتساءل: "بماذا ساهم المؤتمر الصحفي لغانتس، لأنه إذا كان يريد الاستقالة فليتفضل، وإذا أراد الاستمرار في التهديد بالانسحاب من الحكومة، فبإمكانه أن يستسلم على الفور، مع أن أعضاء الكنيست من حزبه يضغطون عليه، ويطالبونه بالاستقالة الآن، لكنه أصبح مدمناً على الاستطلاعات والأرقام، فيما يواصل نتنياهو وشركاؤه المتطرفون السخرية منه، وطالما استمرت السجالات العلنية بين أعضاء مجلس الوزراء فإن نظرية بيت العنكبوت التي ابتدعها أعداء إسرائيل تكتسب مزيدا من المصداقية، رغم أنها قوة عسكرية قوية، لكن مجتمعها مدلّل ومرهق من الحرب، وذو مستوى منخفض من المرونة".
وأشار إلى أن "هجوم السابع من أكتوبر والأشهر الطويلة التي مرت منذ ذلك الحين عكست صدق نظرية العنكبوت، لأن المجتمع الإسرائيلي كشف عن انقسامه بالفعل، وإصابته بالجروح، وها هو يعض شفتيه، ويدفع أثمانا باهظة، وأمامه قادة ضعفاء، ما يستحضر أمامي الآية القرآنية (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا، وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)".
تكشف هذه القراءات الإسرائيلية المتلاحقة حول فشل الحكومة، وخلافاتها الداخلية، أن "نتنياهو بعد مرور سنوات طويلة على وجوده في السلطة، فإنها تحمل معها الكثير من الكوارث، والنتيجة الفورية لذلك هي تصاعد الأصوات الإسرائيلية التي تخاطبه: كفى، كفى، لأنه يقود الدولة ذهاباً وإياباً من فشل إلى إخفاق، دون هدف واضح، ودون وجهة محددة، الأمر الذي تسبب في أن الجمهور الإسرائيلي ذاته بات يعتاد على الافتقار للهدف، والأسوأ من ذلك كله اليأس والإحباط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الخلافات الاحتلال نتنياهو نتنياهو الاحتلال خلافات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن حفظ القرآن الكريم لا ينبغي أن يُختزل في التكرار والترديد المجرد، بل لا بد أن يكون حفظًا واعيًا، متصلًا بالتدبر والتفكر، مقترنًا بالعمل والسلوك، حتى يؤتي ثماره في بناء الإنسان وتهذيب المجتمع، خاصة في زمن تتزاحم فيه الفتن وتتشعب فيه التحديات، وتشتد فيه الحاجة إلى مرجعية روحية وأخلاقية تضبط حركة الحياة وتوجهها نحو الحق والخير.
جاء ذلك خلال كلمة مفتي الجمهورية، في احتفالية قرية أم الزين بمحافظة الشرقية؛ لتكريم حفظة كتاب الله، بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وعدد من المسؤولين والشخصيات العامة، ونخبة من القيادات الدينية والتنفيذية، وحضور شعبي كبير، في مشهد احتفالي يعكس ما للقرآن من مكانة في وجدان المجتمع المصري.
و أشار المفتي، إلى أن من مقاصد القرآن الكريم حفظ كيان الأسرة وبناء الإنسان على أسس راسخة من البر والرحمة، مؤكدًا أن من أعظم القيم التي رسخها القرآن الكريم وقامت عليها شريعته الغراء، الإحسان إلى الوالدين، بوصفه من تمام الإيمان، ومن حسن التربية التي تنعكس على تماسك الأسرة واستقامة المجتمع. واستشهد فضيلته بقوله- تعالى-: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
ولفت إلى أن بر الوالدين لا ينبغي أن يكون موسميًّا أو مشروطًا، بل هو خلق دائم، يتجلى في القول والفعل والدعاء، وفي رد الجميل بالوفاء، لا سيما حين يبلغ الوالدان الكِبَر ويشتد بهما الضعف، إذ يظهر البر في أبهى صوره وأصدق معانيه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن التمسك بأحكام القرآن الكريم والعمل بحدوده هو السبيل الأمثل للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي، في مواجهة موجات التفكك الأخلاقي والاضطراب الفكري التي باتت تهدد تماسك المجتمعات وتمايز هوياتها.
وشدد على أن القرآن الكريم يحوي من القيم والمبادئ ما يكفل بناء إنسان متوازن، يدرك واجباته قبل أن يطلب حقوقه، ويحرص على إعمار الأرض بقيم الرحمة والعدل، ويعلي من شأن العمل والإتقان والصدق.
ولفت إلى أن بناء الأوطان لا ينفصل عن بناء الإنسان، وأن الحافظ الحقيقي للقرآن هو من اتخذ من كتاب الله دليلًا يهديه، ومن تعاليمه ميزانًا يزن به أقواله وأفعاله، ومن آياته زادًا في دروب الحياة المليئة بالتحديات.
وفي ختام كلمته، وجّه مفتي الجمهورية التهنئة للحضور بمناسبة حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مذكرًا بما ورد عن النبي ﷺ من أنها “أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله”.
وأكد أن الاجتماع على تكريم حفظة كتاب الله في هذه الأيام المباركة؛ هو في ذاته صورة من صور العمل الصالح، وشهادة عملية على بقاء الأمة متمسكة بكتاب ربها.
من جهته، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به حفظة القرآن الكريم في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية، مؤكدًا أن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًّا بدعم الأنشطة الدينية والثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وبناء الإنسان على أسس من الفضيلة والانتماء.
وشهدت الاحتفالية في ختامها تكريم حفظة كتاب الله، وتوزيع الجوائز والهدايا، وسط أجواء من البهجة والإجلال، بحضور جماهيري واسع ضم مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، ممن جاءوا ليشهدوا هذا اللقاء الجامع تحت راية القرآن.