تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد خمسة أشهر من المكاسب أنهي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملات شهر أبريل منخفضًا بنسبة 4.16%، لكنه لم يفقد مستوى المؤشر البالغ 5000 نقطة بفضل مكاسبه في الربع الأول من عام 2024 التي تقدر بنحو 10.16%، كما أن المؤشر مرتفعًا منذ بداية العام حتي نهاية أبريل بنحو 5.57%.
يعتقد الخبراء أن السوق ربما يكون قد حصل أخيرًا على فترة استراحة مستحقة بعد تحقيق عائد إجمالي يزيد عن 30% على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على مدى الأشهر الـ12 الماضية وارتفاع بنسبة 27% منذ أدنى مستوياته أواخر أكتوبر، وهذا الأمر لا يدعو للخوف، فكل ذلك جزء من صحة الأسواق الصاعدة.


ومن جهة أخري، ساهم في التراجعات الأخيرة العديد من العوامل الجيوسياسية وارتفاع عائدات السندات الحكومية والتضخم ومخاوف السياسة النقدية، ومع ذلك قد لا يزال أمام الأسهم مجال للارتفاع مرة أخرى.
أسباب تراجع سوق الأسهم
أظهرت سلسلة من التقارير هذا العام أن التضخم والاقتصاد العام لا يزالان مرتفعان بأعلى من المتوقع، وقد أجبر ذلك المتداولين على تقليص توقعاتهم لعدد المرات التي قد يخفض فيها البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة هذا العام، ويراهن المتداولون إلى حد كبير على مرتين فقط لخفض سعر الفائدة بانخفاض عن توقعات بستة تخفيضات على الأقل في بداية العام.
وقد وصلت مؤشرات تداول الأسهم الأمريكية بالفعل إلى مستويات قياسية في الربع الأول من العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التوقعات بمثل هذه التخفيضات، فبدون أسعار فائدة أسهل ستحتاج الشركات إلى تحقيق أرباح أكبر لتبرير أسعار أسهمها، والتي يقول النقاد إنها تبدو باهظة الثمن بمقاييس مختلفة.
وأدى ارتفاع أسعار النفط هذا العام إلى زيادة المخاوف بشأن المزيد من الضغوط التصاعدية للتضخم، حيث ارتفعت أسعار النفط فوق مستوي 90 دولار للبرميل مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم العسكري المتبادل بين إسرائيل وإيران في أعقاب مقتل جنرالات إيرانيين في انفجار استهدف القنصلية الإيرانية في سوريا من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لكنه عاد للتراجع تقريبًا إلى ما كان عليه في أكتوبر بعد انحسار التوترات بين اسرائيل وإيران.
وفي الوقت نفسه، انخفضت عوائد سندات الخزانة في سوق السندات وارتفع سعر الذهب، وهو أمر نموذجي عندما يتجه المستثمرون إلى استثمارات تعتبر أكثر أمانًا، ومما زاد من التوتر صدور تقرير أولي يشير إلى تراجع المعنويات بين المستهلكين الأمريكيين، وهو تحديث مهم لأن إنفاق المستهلكين الأمريكيين هو المحرك الرئيسي للاقتصاد، وربما كان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن المستهلكين الأمريكيين ربما أصبحوا أكثر تشاؤما بشأن التضخم. 
في حين أن الجانب السلبي للاقتصاد الأمريكي المرن بشكل ملحوظ هو تضاؤل فرصة خفض أسعار الفائدة، فإن الجانب الإيجابي هو أنه ينبغي أن يساعد في دعم المبيعات والأرباح للشركات.
ربما يؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى خفض احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وفي الوقت نفسه، يعاني المستهلكون من ارتفاع فواتير البقالة وارتفاع أسعار المنازل والإيجارات، مما يترك أموالًا أقل في محافظهم للإنفاق.
قد يكون الحفاظ على الزخم السعودي لأسواق الأسهم بنفس الوتيرة السابقة أمرًا صعبًا، بالنسبة لاقتصاد يتباطأ فيه تراجع التضخم وقد يبدأ التوظيف في الانهيار ويبدو أن النشاط الاستهلاكي يتراجع وسط تشديد الائتمان.
هناك العديد من العوامل التي تجعل سيناريو الهبوط أكثر احتمالا:
أسهم التكنولوجيا الكبرى تحتاج إلى الصمود
قدمت شركات التكنولوجيا الكبرى التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي مثل Nvidia Corp دعمًا صعوديًا للأسهم، لكن هذا قد لا يكون مستدامًا.
يقول أحد خبراء السوق: لقد أدى أداء سهم شركة نيفادا في الأشهر الثلاثة الأولى إلى نقلها إلى ثالث أكبر سهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وكان جزءًا كبيرًا من الارتفاع الواسع النطاق الذي شهدته السوق مؤخرًا، وبالتالي إذا بدأت أسهم نيفادا أو أسهم "Magnificent 7" الأخرى في تفويت تقديرات الأرباح أو إصدار توجيهات أضعف من المتوقع، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تراجع عن المستويات الحالية.
معايير السوق الرئيسية تثير الارتباك
هناك مشكلة كبيرة أخرى تزعج المستثمرين وهي أن مؤشرات السوق المهمة خارج نطاق السيطرة، إن المستثمرين في سوق الأوراق المالية سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات يرون نفس الأشياء التي يراها الباقون، مع أن الاقتصاد الأمريكي يبدو فاترًا يجب أن يعلقوا آمالهم على التزام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام.
إن تأخر تخفيف السياسة النقدية طويل ومتغير، لذا فإن خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس من شأنه أن يشير إلى تحول البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى موقف توسعي ومتكيف، حتى لو بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في يونيو القادم لن يصل على الأرجح إلا في أواخر العام.
هناك أيضًا قائمة طويلة من القضايا المحلية والجيوسياسية التي تواجه السوق، بما في ذلك الحروب المستمرة في غزة وأوكرانيا والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر.
ويشير أحد المحللين إلى أنه "من الغريب أن يكون سعر خام غرب تكساس الوسيط أقل مما كان عليه في الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر، حتى مع استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتهديد الأسلحة بين الناتو وروسيا بشأن تصاعد أوكرانيا، تواجه الولايات المتحدة أيضًا انتخابات مثيرة للجدل في نوفمبر، كل هذا عدم اليقين هو السبب وراء وصول أسواق الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وكذلك الذهب".
قلق المستهلكين آخذ في الارتفاع
إن حالات التخلف عن السداد في بطاقات الائتمان الأمريكية آخذة في الارتفاع، حيث يلجأ المستهلكون إلى الائتمان لتغطية فواتير مثل المرافق والهواتف المحمولة والرهون العقارية والإيجار.
ارتفع إجمالي ديون الأسر الأمريكية بمقدار 212 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2023، وفقًا للبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وهذا يزيد بنسبة 1.2% عن الربع السابق، وتصل أرصدة ديون الأسر إلى 17.5 تريليون دولار وهو ما يمثل قفزة قدرها 3.4 تريليون دولار مقارنة بعام 2019، قبل تفشي جائحة كوفيد 19 مباشرة.
أفاد البنك الاحتياطي الفيدرالي أن ديون بطاقات الائتمان مرتفعة بشكل استثنائي، حيث بلغت 1.1 تريليون دولار في الربع الرابع، وفي الوقت نفسه، يبلغ معدل التخلف عن السداد السنوي لبطاقات الائتمان 8.5% مقارنة بمعدل التأخر في السداد بنسبة 3.1% على جميع ديون الأسر المستحقة.
التضخم يخيم حولنا
ومن غير المرجح أن تستمر أرقام التضخم في الولايات المتحدة في التحسن التدريجي، كما حدث في عام 2023، سيوفر ذلك سببًا كافيًا للاحتياطي الفيدرالي للتراجع عن إجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024 وأربعة تخفيضات في عام 2025، هناك فرصة قوية لأن نرى ضعفًا متجددًا في الأرقام الاقتصادية والأرباح مع انتقالنا إلى عام 2024، ولكن والقلق الأكبر هو أن أرقام التضخم بدأت في تجديد تحركها نحو الأعلى.
لا تزال بيانات التضخم تشكل محفزًا رئيسيًا للسوق، فإذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، فقد لا يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما هو متوقع، مما قد يؤدي إلى إبطاء ارتفاع السوق.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوق الأسهم خسائر أبريل تراجع سوق الأسهم معايير السوق البنک الاحتیاطی الفیدرالی خفض أسعار الفائدة هذا العام فی الربع فی عام عام 2024

إقرأ أيضاً:

«إتش سي» تتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة بالبنك المركزي دون تغيير

رجحت بحوث شركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار، قيام البنك المركزي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 24 و25%، وذلك في اجتماع يوم الخميس 10 يوليو.

وأوضحت إتش سي في تقرير، أنها تتوقع بعض الضغوط التضخمية خلال شهر يوليو الجاري، خصوصاً بعدما وافق البرلمان المصري على إجراء بعض التعديلات في قانون ضريبة القيمة المضافة لعدد من الأنشطة التجارية، بما في ذلك السجائر والتبغ، بما يرفع أسعار السجائر بنحو 16% خلال أيام، هذا بالإضافة لزيادة محتملة في أسعار الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

وأضافت، هناك مخاوف من ارتفاع التضخم العالمي، بسبب فرض تعريفات ترامب الجمركية، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه لا يفكر في تجديد مد العمل بوقف التعريفات الجمركية عن موعدها النهائي بعد 9 يوليو، مما يشير إلى احتمالية استئناف فرض تعريفات جمركية أعلى.

وأكدت هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بشركة إتش سي، أن الوضع الخارجي لمصر أظهر مرونة خلال فترة التوترات الجيوسياسية الإقليمية المضطربة خلال شهر يونيو الماضي، والتي تجلت في مرونة سعر الصرف الأجنبي حيث وصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه إلى 49.6 جنيه بنهاية يونيو، دون تغيير مقابل الشهر السابق له.

وتراجع قيمة مبادلة مخاطر الائتمان لأجل عام واحد لمصر إلى 301 نقطة أساس من 333 نقطة أساس في بداية العام، في حين بلغت صافي مشتريات المستثمرين الأجانب في السوق الثانوية لأدوات الدين الحكومية المصرية 1.2 مليار جنيه مصري في يونيو، وذلك بفضل العوائد الجذابة على أدوات الدين الحكومية المصرية، على الرغم من خروج بعض من استثمارات الأجانب بالأخص من أدوات الدين الحكومي خلال يونيو، بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، مما أدى إلى ارتفاع حجم تداول الإنتربنك بين البنوك ليصل إلى 800 مليون دولار في منتصف يونيو، وهو أعلى من المتوسط اليومي الذي يتراوح بين 150 مليون دولار و 250 مليون دولار.

وفي الصدد، ارتفعت تحويلات العاملين المصريين بالخارج لتقفز بنحو 39% على أساس سنوي في أبريل لتصل إلى 3 مليارات دولار، مع ارتفاعها بنسبة 77% على أساس سنوي في الأشهر العشرة الأولى من العام المالي 2024/2025 لتصل إلى 29.4 مليار دولار أمريكي، والذي عكس الثقة في سيولة النقد الأجنبي.

وعلى الصعيد المحلي، ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 49.5 في مايو من 48.5 في أبريل، ولكنه لا يزال دون مستوى 50.0 نقطة، مدعومًا بنمو القطاع الصناعي، إلا أن العديد من المؤشرات الرئيسية لا تزال تعكس تدهورا في ظروف قطاع الأعمال خلال شهر مايو.

وفي الوقت نفسه عكست جاذبية التدفقات الأجنبية في أدوات الدين الحكومي في مصر، حيث شهد أخر طرح لأذون الخزانة أجل 12 شهرا بعائد 24.833%، عائد إيجابي قدره 5.21% بناء علي تقديرنا لمتوسط للتضخم لمدة 12 شهرًا عند 16.03% (بعد خصم معدل ضريبة 15% للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين). كما انخفض متوسط معدل العائد المطلوب من قبل المستثمرين الأجانب على أذون الخزانة أجل الـ 12 شهرا إلى 27.2% من 28.0% في مايو.

خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة في مايو الماضي بنسبة 1% بعدما خفضها بنسبة 2.25% في أبريل، ليسجل سعر الإيداع نسبة 24% وسعر الإقراض 25%

اقرأ أيضاًقبل اجتماع البنك المركزي.. الدولار يواصل الانخفاض أمام الجنيه

قبل اجتماع الفائدة بالمركزي.. أسعار العائد على شهادات الادخار في 4 بنوك

اجتماع مهم لـ البنك المركزي المصري لتحديد أسعار الفائدة

مقالات مشابهة

  • توريس 2024 كسر زيرو أعلى فئة.. أسعار سوق المستعمل
  • معدل التضخم السنوي في تايلاند يتراجع للشهر الثالث
  • تباين في أداء أسواق الأسهم الأوروبية وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرارات الفائدة
  • تراجع في سعر الدولار اليوم أمام الجنيه المصري.. وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم
  • 0.81 % متوسط التضخم في عُمان بنهاية مايو
  • 0.81 بالمائة متوسط التضخم في سلطنة عُمان
  • البنك المركزي يجتمع وسط ارتفاع التضخم وتأخير مراجعة صندوق النقد
  • «إتش سي» تتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة بالبنك المركزي دون تغيير
  • المستثمرون الأفراد يتجهون إلى البيع بعد تحسن أسعار الأسهم ببورصة مسقط
  • لاغارد: أسعار الفائدة عند مستوى جيد