اعتراف 3 دول أوروبية بدولة فلسطين.. يصيب دولة الاحتلال بالجنون
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
قوبل اعتراف أسبانيا والنرويج وأيرلندا، بدولة فلسطين، بترحيب كبير، من الرئاسة الفلسطينية وفصائل مُنظمة التحرير، وبرود فعل "غاضبة" تصل إلى حد الجنون من قبل مسئولي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
حيث أصدر وزيرا الدفاع والمالية الإسرائيليين، قرارات عنيفة فور إعتراف الدول الأوربية الثلاث بدولة فلسطين، إذ أصدر وزير الدفاع قانونا عسكريا يلغي خطة "فك الارتباط" عن مستوطنات شمال الضفة الغربية، فيما كتب الآخر لرئيس الوزراء يُحرضه على فرض عقوبات اقتصادية قاسية على السلطة، عقابًا لها، بهدف خنقها ماليًا.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بقرارات هذه الدولة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وثمنت جهودها على صعيد تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي اخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أن اعتراف اسبانيا يعكس حرصها على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه، فيما أكدت أن جمهورية ايرلندا، طالما دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن قرار مملكة النرويج، يأتي تتويجا لمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني واتّساقا مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد والعيش بحرية وعدالة واستقلال.
منظمة التحرير الفلسطينية تشكر دول العالمورحبت مُنظمة التحرير الفلسطينية، عبر أمين سر لجنتها التنفيذية حسين الشيخ، باعتراف الدول الثلاثة بدولة فلسطين، وقال - في تصريح - "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرض له شعب فلسطين".
وأعرب الشيخ عن شكره لدول العالم التي اعترفت وستعترف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا هو السبيل للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
واعتبر الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن اعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج، بدولة فلسطين، ما هو إلا مقدمة، لاعتراف المزيد من الدول الوازنة بدولة فلسطين.
وأضاف أبو يوسف - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن العديد من دول العالم رأت بأم عينها، ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية، وهو ما حرك ضمائرها، في ظل تنكر حكومة اليمين المتطرف التي يرأسها بنيامين نتنياهو للحقوق الفلسطينية، وتبجحها صراحة برفض إقامة دولة فلسطينية.
ورحب أحمد التميمي، عضو تنفيذية المنظمة، ورئيس دائرة حقوق الإنسان فيها، في تصريح للوكالة، باعتراف الدول الأوروبية الثلاثة بفلسطين، وقال، إن الدبلوماسية الفلسطينية تعمل منذ سنوات طويلة على الاتصال بكافة دول العالم حتى يتحقق هذا الأمر، بحيث تكون لدولة فلسطين الصفة الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، شأنها شأن كامل الدول، والآن بدأ قطف الثمار، فيما يتعلق باعتراف الكثير من الدول، وما هي إلا المقدمة، إذ وعدت دول أخرى لها وزنها بالاعتراف بدولة فلسطين.
من جانبها، رحبت حركة فتح بهذه الاعترافات التاريخية وقالت إنها جاءت حصيلة لتضحيات الشعب الفلسطيني الجسيمة وصموده ونضالاته.
إلغاء خطة فك الارتباط رسمياوفي المقابل، ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، رسميًا خطة فك الارتباط عن مستوطنات تم إخلاؤها سابقا في شمال الضفة الغربية.
ونسبت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية إلى جالانت قوله: "لقد نجحنا في استكمال هذه الخطوة التاريخية.. .السيطرة اليهودية على الضفة الغربية".
وبتمرير وزير الدفاع الإسرائيلي لهذا القانون العسكري الجديد، يتم السماح للمستوطنين الإسرائيليين، بالعودة إلى هذه المستوطنات المخلاة، والمبنية على أراض فلسطينية تم الاستيلاء عليها في شمال الضفة الغربية.
وكانت خطة فك الارتباط، تم بموجبها إخلاء مستوطنات ومعسكرات للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، عام 2005. ونفذتها وقتذاك حكومة ارئيل شارون.
من ناحية أخرى، طالب وزير المالية الإسرائيلي المُتطرف بتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بفرض إجراءات عقابية "قاسية" ضد السلطة الفلسطينية، بما في ذلك مُقاطعتها ماليًا، في إشارة إلى وقف تحويل أموال المقاصة إليها وخنقها اقتصاديًا، وذلك بعد أن أعلنت ثلاث دول أوروبية اعترافها بدولة فلسطين.
وكتب سموتريتش - في خطاب لنتنياهو - "في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، أثار العديد من الوزراء، بما فيهم أنا، طلبًا لا لبس فيه باتخاذ إجراءات عقابية قاسية ضد السلطة الفلسطينية بسبب إجراءاتها الأحادية ضد إسرائيل، بما في ذلك سعيها للحصول على اعتراف أحادي الجانب ودعمها للقضايا القانونية ضد إسرائيل في لاهاي".
وأبلغ سموتريش نتنياهو أنه ينوي اتخاذ إجراءات فورية لوقف تحويل الأموال إلى الهيئة الإدارية الفلسطينية، ويقول إنه لن يمدد الضمانات والتعويضات الممنوحة للبنوك الإسرائيلية التي تحول الأموال إلى البنوك في الضفة الغربية.
وعلاوة على ذلك، دعا سموتريتش نتنياهو إلى فرض "عقوبات اقتصادية إضافية على كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وعائلاتهم" وإلغاء الترتيب المعروف باسم "المخطط النرويجي" المستخدم لتمويل رام الله بشكل غير مباشر.
ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على وزيري الدفاع والمالية فقط، إذ اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، باحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك لأول مرة منذ "طوفان الأقصى" في السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وأثارت اقتحامات بن جفير السابقة للأقصى ردود فعل غاضبة فلسطينية وإقليمية. وجاء الاقتحام بعد فترة وجيزة، من اعتراف أيرلندا والسويد والنرويج بدولة فلسطين، واستدعاء وزير الخارجية يسرائيل كاتس سفراء إسرائيل لدى النرويج وإيرلندا وإسبانيا للاحتجاج على اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين. وفي الوقت نفسه، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفراء إسبانيا والنرويج وإيرلندا "للتوبيخ" على خلفية هذه القرارات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين النرويج 3 دول تعترف بدولة فلسطين أسبانيا والنرويج وأيرلندا الرئاسة الفلسطینیة شمال الضفة الغربیة الشعب الفلسطینی بدولة فلسطین فک الارتباط دول العالم
إقرأ أيضاً:
دولة أوروبية تطرد وزراء الاحتلال الإسرائيلي وتحظر دعمه عسكريا
أعلنت سلوفينيا، يوم الخميس، فرض حظر شامل على تصدير واستيراد وعبور الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة اعتُبرت الأولى من نوعها على مستوى الدول الأوروبية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وجاء القرار بمبادرة من رئيس الوزراء روبرت غولوب، وصادقت عليه الحكومة خلال جلستها الأسبوعية. ووفق بيان رسمي صادر عن مكتب غولوب، فإن الحظر يشمل جميع أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، سواء كانت موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي أو واردة منه أو تمر عبر الأراضي السلوفينية.
رئيس الوزراء السلوفيني قال إن بلاده "هي أول دولة أوروبية تتخذ مثل هذا القرار"، مضيفًا أن سلوفينيا لم تصدر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أي تصاريح بتصدير السلاح نحو الاحتلال، على خلفية الجرائم المرتكبة في غزة.
ويأتي الحظر في ظل تصاعد الانتقادات الدولية إزاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، وفي وقت لم يتمكن فيه الاتحاد الأوروبي من اتخاذ موقف عملي ضد العدوان الإسرائيلي المستمر.
وسبق هذا القرار تحركات سلوفينية أخرى أثارت استياء الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلنت الحكومة في يوليو/تموز الماضي منع دخول وزيرَي المالية والأمن القومي في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووصفت تصريحاتهما الداعية إلى "الإبادة والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين" بأنها تمثل تهديدًا خطيرًا لحقوق الإنسان.
وكان البرلمان السلوفيني قد صادق في يونيو/حزيران الماضي على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة جاءت تماشياً مع مواقف مماثلة اتخذتها أيرلندا والنرويج وإسبانيا، تعبيرًا عن رفض القصف المتواصل على القطاع.
وفي السياق نفسه، استدعت وزارة الخارجية السلوفينية السفيرة الإسرائيلية المعينة حديثًا في ليوبليانا، روث كوهين دار، للاحتجاج على ما وصفته بـ"المأساة الإنسانية" الناجمة عن تجويع المدنيين ومنع دخول المساعدات.
ودعت الخارجية السلوفينية الاحتلال الإسرائيلي إلى "وقف فوري لسياسة القتل والتجويع بحق السكان في غزة"، مشددة على أن المساعدات يجب أن تُدخل بشكل عاجل ومنظّم تحت إشراف أممي مستقل.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد الأصوات الدولية والأممية المطالِبة بإنهاء الحرب والحصار المفروضَين على قطاع غزة، لا سيما بعد تزايد أعداد الشهداء المدنيين الذين يُقتلون جوعًا في ما بات يُعرف بـ"مصائد الموت" عند نقاط توزيع المساعدات التي تُشرف عليها جهات مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
وتشير آخر التقارير إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مباشر، أسفر حتى الآن عن وقوع أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة كارثية تفتك بالسكان في قطاع غزة المنكوب.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن