جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-16@13:03:03 GMT

مجلس الحرب الإسرائيلي.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

مجلس الحرب الإسرائيلي.. إلى أين؟

 

محمد رامس الرواس

من سُنن الله في الأرض أن المعارك التي يخوضها عباده المؤمنين لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من الجُند والسلاح، بقدر ما تحتاج إلى وجود فئة معينة ذوي إرادة قوية صامدة، جاهزين ومستعدين وصابرين، من أصحاب العزيمة والإيمان والإرادة الصلبة عند احتدام المعارك.

لقد أصبح مجلس الحرب الإسرائيلي المتطرف يفقد كل يوم واحدة من أدواته الاستراتيجية والعسكرية في حرب غزة، ويتساقط من حوله كل حين حلفاؤه المقربون ويتجنبه المجتمع الدولي، ولم يعد معه سوى الولايات المتحدة تناصره، فأصابه التخبط وفقدان السيطرة وعدم التركيز وعدم الاستماع حتى إلى أقرب حلفائه، وأصبحت رفح الفلسطينية التي كان يُهدد من عدة أسابيع بدخولها تؤرِّقه اليوم، في ظل ما يتكبده فيها من خسائر باهظة كان قد تم تحذيره منها من خلال تقارير تحليلية واستراتيجية وعسكرية.

لكن إصراره على دخول رفح الفلسطينية كان يقوده فيها قدره الذي أوقعه في معضلة كبرى لم يكن ليحتاجها فوق ما كان يعانيه من مظاهرات واحتجاجات داخلية من أهالي وذوي الأسرى الذي يطالبون بوقف الحرب فورًا، وعودة أبنائهم واستقالة الحكومة، هذا بجانب الاحتجاجات الطلابية التي انتشرت بشكل غير مسبوق بين طلبة الجامعات في أمريكا وأوروبا يطالبون بوقف الحرب ووقف دعم جامعاتهم لدولة الكيان الإسرائيلي، أضف إلى ذلك تقديم طلبات إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق بعض أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، جراء ما قاموا به من جرائم حرب، ناهيك عن ظهور المقابر الجماعية قرب المستشفيات بغزة والتي ارتكبها جيش الاحتلال، إضافة إلى نزيف الاقتصاد الإسرائيلي، وغيره الكثير من عوامل الانهيار وبوادر الفشل لمجلس الحرب وجيش الاحتلال وبالتالي للكيان الإسرائيلي.

"نبي الغضب".. هكذا ينادونه في الصحافة الإسرائيلية، إنه الجنرال المتقاعد إسحاق بريك، ذو الخمسة وسبعين عامًا صاحب النبوّة الشهيرة التي أطلقها قبل "طوفان الأقصى" تنبأ فيها بما سيحصل في السابع من أكتوبر، ولم يستمع إليه أحد حينها، لكن رئيس مجلس الحرب اجتمع معه قبل تحرك الجيش الإسرائيلي باتجاه رفح بغية احتلالها وتحرير الأسرى والقبض على قيادات حماس حسب زعمه، لكن الجنرال بريك نصحه بشدة حينها بعدم الإقدام على هذه الخطوة وأخبره أن رفح ستكون مصيدة كبرى للجيش الإسرائيلي، وقد تكون المسمار الأخير في نعش الجيش، فأحجم مجلس الحرب موقتًا لبعض الوقت عن قراره، لكن سبحان الله، أقدار الله أقوى من أي نبوة أو نصيحة، فقد تحرك جيش الاحتلال الإسرائيلي ووقع في مصيدة رفح، تلك المدينة الصامدة برغم الغارات الجوية والقصف المكثف الذي يرتكبه جيش الاحتلال إلّا أن المقاومة تلقنه على الأرض دروسًا تستنزفه يومًا بعد يوم وبدون توقف، لأن رفح المدينة التاريخية التي لا تتعدى مساحتها خمسة كيلومترات مربعة، والتي يعمل سكناها بالتجارة؛ كونها قريبة من المعبر الحدودي مع مصر، وبالصيد لقربها من شاطئ غزة، ذات المناخ الذي يميل إلى الأجواء الصحراوية، بينما سكانها من البدو والمهاجرين من شمال وجنوب غزة بموقعها التاريخي وبرجالها الشجعان، أصبح يتحقق فيها وعد الله: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين".

وللحديث بقية،،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تحقيق يكشف قتل الاحتلال 120 فلسطينيا أغلبهم من عائلة واحدة

أظهر تحقيق أجراه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين قصف مربعا سكنيا مكتظا بالسكان في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بقنابل ذات قدرة تدميرية هائلة، مما أدى لاستشهاد نحو 120 فلسطينيا، معظمهم من عائلة واحدة.

وكشف التحقيق -الذي استغرق عدة أشهر واستند إلى زيارات ميدانية متعددة لمكان الاستهداف وشهادات ناجين وشهود عيان وصور للأقمار الاصطناعية- أن الهجمات الجوية الإسرائيلية نفذت بأسلحة أميركية، واستهدفت المربع السكني الذي يعرف بمربع آل أبو عيدة والذي يضم مباني سكنية تؤوي مئات المدنيين والنازحين.

وقال المرصد -في نتائج التحقيق التي نشرت اليوم الخميس- إن الحادثة التي وقعت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد مدنيين، في إطار هجومه العسكري واسع النطاق الذي يشنه ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والذي يمثل جزءا من جريمة الإبادة الجماعية الأوسع التي يرتكبها ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا للمرصد.

وقدر المرصد عدد السكان الذين كانوا في المنطقة وقت استهدافها بأكثر من 500 شخص، وغالبيتهم من عائلة أبو عيدة. ويشمل هذا العدد السكان المقيمين في المنطقة بالإضافة إلى نازحين كانوا قد لجؤوا إليها.

تفاصيل التحقيق

وفي تفاصيل التحقيق، أسقطت طائرات الجيش الإسرائيلي حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل ومن دون سابق إنذار، ما بين 6 و8 قنابل ذات قدرة تدميرية عالية على مربع آل أبو عيدة، مستهدفة مباني سكنية متلاصقة يتراوح ارتفاعها بين طابق واحد و5 طوابق، إلى جانب روضة أطفال.

وفي غضون ثوان، سويت مبان بالأرض، وتعرضت مبان أخرى لدمار كبير، وخلف الاستهداف دمارا هائلا في المنطقة وأضرارا بالمباني المحيطة، إلى جانب حفر كبيرة في الأرض، شوهد منها 3 على الأقل، يصل عمقها إلى نحو 2.5 متر، ويصل قُطر بعضها إلى حوالي 10 أمتار.

وادّعى الجيش الإسرائيلي آنذاك أن طائراته استهدفت مركزا للقيادة والسيطرة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جباليا، وقضت على عناصر من الحركة، كما ادعى أنه حث سكان الحي على المغادرة من أجل تخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وفق تعبيره.

بيد أن التحقيقات التي أجراها المرصد الأورومتوسطي نفت وجود أي تحذيرات مسبقة من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقا لشهادات جميع الناجين وشهود العيان. وهو ما أكده أيضا فحص فريق المرصد لهواتف بعض سكان المنطقة حيث تبين عدم وجود أي إشعارات أو رسائل تطلب منهم المغادرة قبل الاستهداف.

وكذلك، نفى جميع الأشخاص الذين قابلهم فريق المرصد رؤيتهم أي عناصر مسلحة أو وقوع أي اشتباكات عسكرية في المنطقة قبيل الاستهداف.

وقال المرصد إنه لم يجد أي أدلة على وجود أهداف عسكرية أو عناصر مسلحة في محيط المربع السكني المستهدف وقت الهجوم الإسرائيلي.

السلاح المستخدم

أما فيما يتعلق بالسلاح المستخدم، فقد أظهر التحقيق أن هناك توافقا بين الأسلحة المستخدمة في الهجمات التي وقعت في جباليا في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، وتشابها في الأحجام وأنماط الدمار والآثار التي تركتها.

واستنتج عديد من خبراء ومفتشي الأسلحة أنها قنابل من نوع "جيه دام" (JDAM)، أو "جي بي يو 31" (GBU 31) أو "جي بي يو 56" (GBU 56)، التي يصل وزنها إلى حوالي ألفي رطل (900 كيلوغرام)، وهي من الأسلحة التي تزود بها الولايات المتحدة الجيش الإسرائيلي إما بالتصدير أو بالتصنيع المحلي بترخيص منها.

وخلص تحقيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على مربع آل أبو عيدة إما متعمد مباشر أو عشوائي مفرط، وكلاهما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفقا لنظام روما الأساسي.

كما أن هذا الاستهداف يعد جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد مجموعة من المدنيين، لأنه نفذ في إطار الهجوم العسكري الواسع النطاق والمنهجي الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على السكان المدنيين في قطاع غزة، وفقا لنتائج التحقيق.

مقالات مشابهة

  • ‏هنية: نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب رغم الوحشية التي مارسها الجيش الإسرائيلي في غزة
  • ‏بن غفير: قرار تطبيق هدنة في رفح لم يعرض على مجلس الوزراء
  • إسرائيل تهيّئ أميركا للحرب وحزب الله يتسلّح بـانتصاراته؟
  • خبير عسكري لـ"صفا": "إسرائيل" تتعمد جر جبهة لبنان لحرب شاملة
  • جيش الاحتلال يستعد للهجوم على لبنان.. وإسرائيل تدرس العواقب
  • ديفيد هيرست: بلينكن يجر الولايات المتحدة إلى أعماق المستنقع الإسرائيلي
  • خيار الاحتواء بين المفاوضات والحرب المحدودة في الإقليم
  • إعلام إسرائيلي: الشمال يحترق والاحتفالات قُطعت.. لا أحد في الحكومة يهتم أو يتصل
  • غانتس يكشف دور نتنياهو في عرقلة صفقة تبادل الأسرى
  • تحقيق يكشف قتل الاحتلال 120 فلسطينيا أغلبهم من عائلة واحدة