جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-16@09:44:24 GMT

وداعًا رئيسي ومرافقيه

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

وداعًا رئيسي ومرافقيه

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كان الضباب كثيفًا والهواء بارد والعاصفة قوية والرؤية شبه منعدمة، إلى أن حانت اللحظة الأخيرة فتلاشى كل شيء.

ارتطمت الطائرة وربما سقطت وسقطت معها أجسادنا بسرعة كبيرة جدا على الأرض التي كانت تجذبنا إليها بشدة، وشبت النيران من حولنا ولم يكن لنا حول ولا قوة.

هذا ما حدث عندما سمعنا أصوات المروحيات وأصوات الكلاب البوليسية وصوت الإسعاف من حولنا وكانت حالتنا الصحية سيئة جدا، ولم نستطع انتشال ما تبقى منا، بقينا تحت رحمة الله وتحت الثلوج المحيطة بنا في أرضنا العبقة بالتاريخ والمجد والعزة والكرامة والسلام.

تلك الأرض التي كانت يسكنها الحب والتفاؤل والتفاهم والأمل وهي التي تمنح الآخرين ذلك السلام الدائم أرضا وجوا وبحرا، وكم كانت مرآة للتعاضد والقوة ومثالا يحتذى به تلقن الدروس والعبر لكل من تسول له نفسه أن يتدخل في شؤون الغير وشؤون البلاد.

الأرض نفسها التي دفعنا حياتنا من أجلها كانت لها كلمة أخرى وشهدت الطبيعة والجبال والعواصف والضباب والمطر على المشهد الأخير، وشهدت الشطآن وحبات الثلج والأمواج والطيور المهاجرة ورائحة الزعفران الإيراني ومحطات الأمل على موت الأمل.

كانت القافلة الأخيرة التي تقل المسافرين إلى مثواهم الأخير سريعة جدا، وكانت ملطخة بدماء من فقدوا أرواحهم خدمة لوطنهم وخدمة لأرضهم وخدمة للشعوب العالم العربي والإسلامي كافة، ورغم أن الموت حق إلا أن الاحزان التي طالت شعوبنا وزنها كبير وضخم وعالي وحجمها أكبر بكثير من حجم أي خسارة أخرى، فرب رجل يكون وطن ورب وطن يكون رجل واحد ورب مستقبل على وشك الانهيار.

وعندما تكون هناك خيانة ما أو مؤامرة ما أو حكاية ما، يحسن الله عزاء البلاد والعباد في مصابهم الجلل وفي أحزانهم التي ستتوالى وفي نفوسهم الثكلى وفراقنا الأصعب.

الدولة لا تقام على الفساد ولا على الاتكال وإنما تقام الدولة على الثقة والحب والمودة والتفاهم والتلاحم واليد الواحدة والتعاون الذي يجمع كل الأطراف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ونحن كنا لحمة واحدة وضميرا متكلما واحد وكانت قوتنا محط أنظار الأشرار ومحط أنظار العالم أجمع، وكانت قوتنا وعزيمتنا عالية وكان بمقدورنا العطاء أكثر، إلا أن مشيئة الله قبل كل شيء كانت وحدثت، والأمر كله لله من قبل ومن بعد.

أصوات الإسعاف وأصوات البكاء وأصوات الوجع تنطلق من سماء حدود أذربيجان الإيرانية وتصل لأبعد نقطة في طهران وما يجاورها، لنسمع صوت انفجار كبير لحق بالطائرة المقلة لصوت الأمل الذي رحل.

إن الدول التي تبنى على التعاون والتضامن والاحترام المتبادل يسودها الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كل المجالات الحياتية والحيوية المحيطة بواقع الأمم وواقع الشعوب تبنى على أسس سليمة ومتينة وقوية، ولايمكن أن يطالها أي شيء، ولكن إذا ما دخل المجتمع دخيل آخر فستكون هناك مرحلة جديدة من الصراع بين الطرفين، وهذا أمر طبيعي جدا بالنسبة لمن يريد البقاء والاستمرار والعطاء في خدمة وطنه ودينه ومجتمعه وعقيدته.

السلام عليكم أيها العالقون في أذهان العالم بعطائكم وخيراتكم، والسلام عليكم يوم تبعثون ويوم اللقاء العظيم، والسلام على أرواحكم الطيبة الشهيدة المناضلة، والسلام على مجدكم الباقي إلى يوم يبعثون، والسلام على الأمن والأمان الذي كان يسود قلوبكم الطيبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بين تكبيرات العيد ودمع الفراق.. وداع مهيب لوالد نجم الأهلي السابق فى المنيا

شهدت قرية دماريس بمحافظة المنيا، اليوم السبت، مشهدًا مؤثرًا جمع بين فرحة عيد الأضحى المبارك وحزن الفراق، وذلك خلال تشييع جنازة والد نجم الأهلي السابق.

فقد أُقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة الظهر مباشرة، في مسجد أبو بكر الصديق بالقرية، بحضور أهالي القرية ومحبي اللاعب. وفور الانتهاء من الصلاة، انطلقت تكبيرات العيد المبارك، في مشهد مهيب جمع بين مشاعر الفرح بالعيد وحزن الفراق على الفقيد.

وبعد ذلك، اصطحب نجم الأهلي السابق جثمان والده في سيارة تكريم الموتى، متجهًا به إلى مقابر الأسرة شرق النيل. وعند الوصول إلى المقابر، ألقى النظرة الأخيرة على أبيه، وظل واقفًا بجوار القبر حتى تمّت عملية الدفن.

شيع المئات من أهالي قرية دماريس بمركز المنيا جثمان والد الكابتن أحمد رؤوف نجم النادي الأهلي السابق، ومدرب منتخب مصر للشباب الحالي، وذلكزهقب وفاته صباح اليوم.

وخرجت الجنازة من مسجد ابو بكر الصديق بالقرية، بحضور الكثيرين من أهالي القرية واللاعب، وتوجهت للدين بمقابر الأسرة شرق النيل، بينما استقل الكابتن أحمد رؤوف سيارة تكريم الموتى بجوار والده.

وكان قد نشر اللاعب خبر وفاة والده صباح اليوم عبر صفحته الرسمية قائلا: " إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبويا غي ذمة الله ".

ويعد أحمد رؤوف أحد أشهر مهاجمي القلعة الحمراء، وتولى ة مناصب بقطاع الناشئين بعد أعتزاله وتحقيقه ألقاب هامة مع الاهلي، إلى أن تولى مؤخرا مسؤولية مدرب منتخب مصر للشباب.

مقالات مشابهة

  • سياسيون يهنئون بـالأضحى.. وهذه تمنياتهم للبنان
  • بعد تصدر زبيدة ثروت التريند.. كم عدد زيجاتها؟
  • بين تكبيرات العيد ودمع الفراق.. وداع مهيب لوالد نجم الأهلي السابق فى المنيا
  • الحجاج يتوافدون إلى مسجد نمرة للاستماع إلى خطبة عرفة
  • مسجد نمرة .. الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع
  • بعد القبلة.. موقف محرج بين رئيسي وزراء بريطانيا وإيطاليا (فيديو)
  • جلالة السلطان يتبادل تهاني العيد ويدعو الله بأن يعيده على جميع المسلمين بالأمن والاستقرار والسلام
  • فتح طريق رئيسي بين تعز والحوبان بعد 9 سنوات من الإغلاق
  • العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي في الأيام القادمة
  • نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام