مؤرخ إسرائيلي يكشف تفاصيل تحقيق السلطات الأمريكية معه بسبب غزة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
نشر المؤرخ الإسرائيلي، إيلان بابيه، مقالا، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، قال فيه إن مسؤولي الحدود والهجرة في أمريكا، أوقفوه في المطار، وحققوا معه لمدة ساعتين عن الحرب في غزة، مستفسرا: "لماذا؟".
وأردف قائلا: "أنا مؤرخ إسرائيلي يعيش في بريطانيا، وأعرف بكتبي عن تاريخ فلسطين والشرق الأوسط والتي تتحدّى النسخة الرسمية الإسرائيلية للتاريخ.
وتابع: "كذلك، تحدثت أمام مجموعة أصوات يهودية من أجل السلام في ميتشغان، وذهبت للحديث مع الطلاب في مخيم الاعتصام بجامعة ميتشيغان، وبعد ثماني رحلة ساعات من مطار هيثرو أوقفني في مطار ديترويت عميلي أمن من وزارة الأمن الداخلي. وتقدم مني رجلان وأظهروا إشاراتهما الرسمية، وطلبا مني مرافقتهم إلى غرفة جانبية".
ويقول بابيه إن محاولاته الأولى لطلب توضيح حول سبب إيقافه تم تجاهلها، وكان من الواضح أن رجلي الأمن هما من طرحا الأسئلة وكان عليه أن يجيب، ولم يتلقّ حتى اليوم أي توضيح عن سبب إيقافه تحديدا.
ويقول بابيه إن الجولة الأولى من التحقيقات كانت تدور حول مواقفه من حماس، ثم طلب العميلان معرفة موقفه وإن كان ما تفعله "إسرائيل" في غزة هو إبادة جماعية، وما هو رأيه بشعار "فلسطين يجب أن تكون حرة من النهر إلى البحر"، و"قلت نعم، أعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. وبالنسبة للشعار، قلت إنني أعتقد بحق الشعوب بالحرية في أي مكان بالعالم".
ثم حقّق معه الأمن حول من يعرف في المجتمعين العربي والمسلم الأمريكيين. وطلبا منه أرقام هواتف، وأخذوا هاتفه لمدة طويلة، وطلبا منه الإنتظار حتى يقوما بإجراء اتصالات هاتفية قبل أن يسمحا له بالذهاب. ويقول بابيه: "النقطة من المشاركة في هذه التجربة، ليس الحصول على تعاطف ولا حتى تضامن، فهناك محن أسوأ في الحياة".
وأوضح "لكن الحادث لا يزال يثير قلقي، وهو جزء من ظاهرة أكبر وأخطر. لماذا تريد دول ليبرالية وديمقراطية في الظاهر تصنيف وتقييد أكاديميين يحاولون المشاركة في رؤيتهم المستنيرة والمهنية حول إسرائيل وغزة مع الرأي العام في شمال أمريكا وأوروبا؟".
وقال إن "مثالا عن هذا التصنيف هو رفض كل من ألمانيا وفرنسا السماح للدكتور غسان أبو ستة، عميد جامعة غلاسكو، مشاركته في مناسبات مشابهة كتلك التي شارك الكاتب فيها بالولايات المتحدة. فإلى جانب منصبه الأكاديمي، فقد مارس أبو ستة مهنته كطبيب في غزة، ولديه شهادة مباشرة حول ما يجري هناك على الأرض".
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن منع أبو ستة، نابع من محاولة ألمانيا "منعه من مشاركة تجربته في علاج المرضى بغزة ويهدد تعهد ألمانيا في حماية وتسهيل حرية التعبير والتجمع وعدم التمييز".
وبالنسبة لبابيه، فقد كتب أكثر من 20 كتابا حول دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين ويقول: "رغبت بتقديم سياق تاريخي وبحثي للوضع الحالي. وهناك الكثير من الباحثين المعروفين والمتمرسين القادرين على تقديم تحليل معمق ليس موجودا عادة في الإعلام الرئيسي، وممّن تأثروا بالتهديد أو احتمال حظر السفر عليهم".
وأكد بابيه، أن "هذا موضوع خطير للحرية الأكاديمية وحرية التعبير. ومن المفارقة أنه في سياقات أخرى، من المحتمل أن يواجه الأكاديميون حواجز على حرية التعبير في عالم الجنوب، وليس عالم الشمال. إلا أن الوضع ينعكس عندما يتعلق بموضوع فلسطين".
ومع العلم بهذا، فمن المنطقي ألا تجرؤ إلا دولة من عالم الجنوب، مثل جنوب أفريقيا على الطلب من محكمة العدل الدولية إصدار أمر قضائي ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ويعلق بابيه، بأن حظر السفر ضد الأكاديميين لا علاقة له بالمعرفة. فمن النادر ما استشارت الحكومة الأمريكية أو البريطانية خبيرا، ليس إسرائيليا أو مؤيدا لدولة الاحتلال الإسرائيلي لتقديم رؤية عن طبيعة الصراع في الاحتلال الإسرائيلي/ فلسطين وسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي الوحشية، خلال الـ 75 عاما الماضية.
وقال بابيه إن رئيس الوزراء البريطاني التقى اتحاد الطلبة اليهود منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر ولكنه رفض مقابلة الطلاب الفلسطينيين، ومنهم عدد كبير فقدوا عائلاتهم في غزة. كما أن استخدام تعريفات لمعاداة السامية كتلك التي حددها التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست كسلاح لإسكات أي مظهر للتضامن مع فلسطين.
وأردف: "ربما تعلم ريشي سوناك أن شعار "فلسطين يجب أن تكون حرة من النهر إلى البحر" ليس أحمقا أو متطرفا، كما اقترح في فترة سابقة لو كان مستعدا للتعلم والاستماع".
وتساءل الكاتب: "لماذا نتحدث عن هذا؟ فقد أنهيت قبل فترة كتابا بعنوان "اللوبي من أجل الصهيونية على جانبي الأطلنطي". وفي هذه العملية تعلمت أن البحث التاريخي المعمق، والذي انتهى يا للحسرة بكتاب طويل نوعا ما، قادر على شرح الرد البافلوفي (الرد السلوكي) للساسة الأمريكيين والأوروبيين على محاولات الناس ممارسة حريتهم في التعبير عن النضال الفلسطيني".
ويقول بابيه إن طول تجربة جماعات الضغط في الولايات المتحدة وبريطانيا يحول دون إجراء أي نقاش حر حول دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، وحتى في المجال الأكاديمي. وبالنظر إلى مسؤولية بريطانيا عن كارثة الفلسطينيين وتواطئها الحالي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، فإن القمع الحالي لحرية التعبير يحول دون تحقيق حل عادل في دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، ويضع بريطانيا على الجانب الخطأ من التاريخ وقال "آمل أن تغير أمريكا وبريطانيا مسارهما وتثبت أن خطأ توقعاتي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة غزة السلطات الأمريكية ايلان بابيه المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
من نوفمبر لأبريل.. نتنياهو يكشف كواليس التخطيط الإسرائيلي لقصف إيران
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة إنه أمر بوضع خطة هجوم في نوفمبر 2024، بعد وقت قصير من القضاء على الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، أحد أقوى وكلاء إيران.
التخطيط لقصف إيرانوأوضح نتنياهو، أنه في ذلك الوقت، توقعت إسرائيل أن تبدأ إيران بتطوير برنامجها النووي بسرعة.
في بيان مصور وُزّع على الصحفيين مساء الجمعة، قال نتنياهو إن الهجوم كان من المفترض أن يُنفذ في أبريل، لكن تم تأجيله.
وأشار نتنياهو، إلى أنهم أبلغوا الولايات المتحدة مسبقًا بخططهم لمهاجمة إيران.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن واشنطن كانت على علم بالهجوم ماذا سيفعلون الآن؟ أترك الأمر للرئيس ترامب"، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية.
الهجوم الإسرائيلي ضد إيرانيستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولين عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين في هجوم كبير على إيران.
وبعد ما بدا أنه موجة أولى من الغارات خلال الليل، واصلت إسرائيل استهداف المدن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك كرمانشاه وهمدان وقصر شيرين وكنغاور، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام تابعة للدولة.
أفادت إحصاءات غير رسمية نشرتها وسائل إعلام إيرانية تابعة للدولة بمقتل وإصابة العشرات في الغارات التي استهدفت العاصمة طهران أيضًا ولم تعلن السلطات الإيرانية بعد عن عدد القتلى.
وفجر اليوم الجمعة استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المنشآت العسكرية الإيرانية واغتال عدد من القادة العسكريين، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل استهدفت منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز وبرنامج الصواريخ الباليستية في البلاد.
وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، بينما قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إن مسؤولين عسكريين وعلماء كبارا آخرين قُتلوا أيضًا.
يدفع الهجوم المنطقة إلى مرحلة جديدة وغير مؤكدة كما يمثل مقتل كبار المسؤولين الإيرانيين ضربة قوية للنظام الديني الحاكم في طهران وتصعيدًا فوريًا للصراع مع إسرائيل.