عربي21:
2024-06-16@06:46:13 GMT

لوموند: ما هدف الاهتمام الروسي المتزايد في تونس؟

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

لوموند: ما هدف الاهتمام الروسي المتزايد في تونس؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن تناوب الطائرات الروسية في جزيرة جربة، بالقول إنه "يعد علامة من بين أمور أخرى على استراتيجية "التسلّل" متعددة الأوجه التي تتبعها موسكو على الأراضي التونسية".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المسألة طرحت أسئلة عديدة، هل أصبح مطار جربة، الملاذ السياحي الواقع في جنوب شرق تونس، مسرحا لتحركات جوية روسية غير عادية مؤخرا؟

أثار هذا السؤال بعض التوتّر في صفوف مراقبي التوازنات الإستراتيجية الإقليمية، بعد نشر مقال في صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، الأحد 19 أيار/ مايو، يفيد بهبوط طائرات "عسكرية روسية" في الأيام الأخيرة، على هذه الجزيرة الواقعة على بعد 130 كيلومترا من الحدود الليبية.



وبينما التزمت السلطات في تونس، الصمت بشأن الموضوع، نفت موسكو ذلك، الإثنين، في بيان صحفي، من سفارتها في ليبيا -وليس تلك الواقعة في تونس - واصفة المعلومات الواردة من صحيفة "لاريبوبليكا" بأنها "أكاذيب وتزوير". 

لقد كانت تونس مرتبطة تقليديًّا بالمعسكر الغربي، حيث يرتبط جيشها ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، ومن المؤكّد أن التطوّر المُحتمل المؤيد لروسيا في البلاد سيشكل تحولًا، على الرغم من أنه في هذه المرحلة يظل اقتراحًا نظريًّا للغاية. كما أن الانجراف للرئيس قيس سعيد، الذي ينتقد بانتظام "إملاءات" الغرب، لا يخلق "انفتاحا" و"نفاذية" أقل للخطاب الرائج في موسكو، على حد تعبير مراقب أوروبي في تونس.

من جانب آخر، يشير مصدر دبلوماسي غربي إلى أنه "كانت هناك عمليات دوران للطائرات الروسية في جربة، لكننا لا نعرف طبيعتها". وبحسب معلومات غير مؤكدة متداولة في أوساط المحللين الأمنيين في تونس، فإن هذه "طائرات شحن" و"طائرات مستأجرة" مدنية، وبالتالي فهي ليست بأي حال من الأحوال الطائرات العسكرية التي ذكرتها صحيفة "لا ريبوبليكا". 

وكان من المفترض أن تنقل بعض هذه الطائرات، وفقًا لهذه المصادر نفسها، روسا تابعين لشركة فاغنر الأمنية السابقة (المعروفة الآن باسم "فيلق أفريقيا") الذين جاؤوا لأخذ قسط من الراحة في جزيرة جربة.

وبيّنت الصحيفة، أن الطائرات الأخرى كانت ستتوقف هناك لأغراض التزود بالوقود. وقد تم رصد هذه التناوبات للطائرات الروسية في الجزيرة التونسية منذ حوالي سنة. 


في المقابل، يلاحظ العديد من المحللين أن الأمر ليس مستغربًا خاصة في ظل الانتشار الجديد للنفوذ الروسي في منطقة الساحل وليبيا، حتى لو كان البعد العسكري المباشر لا يزال غائبا.

الحركات البحرية
تشهد هذه المعلومات، على الرغم من أنها مجزأة وغير دقيقة، بشأن التحركات الجوية في جربة، على دخول موسكو بشكل سري إلى تونس. وهي مرتبطة بتحركات بحرية معينة، لا سيما تلك التي قامت بها سفينة الشحن الروسية ميخانيك ماكارين، الخاضعة للعقوبات الأميركية منذ الحرب في أوكرانيا، والتي رست في ميناء سوسة التونسي، نهاية آذار/ مارس الماضي، أثناء عودتها إلى مورمانسك بعد أن عبرت سواحل بنغازي (شرق ليبيا). 

وبحسب مواقع التتبع البحري، عادت السفينة مرة أخرى إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن المقرر أن تتوقف في صفاقس في حوالي 8 حزيران/ يونيو.

من الواضح أن العلاقة بين تونس وروسيا تتعزّز، حتى لو كان من السابق لأوانه الحديث عن تحول إستراتيجي. إذ بعد تأجيلها مرتين، على الأرجح تحت ضغط أمريكي، تمّت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى تونس أخيرًا يومي 20 و21 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في سياق ازدهار متزايد للتبادلات التجارية، التي كانت بالطبع غير متوازنة بشكل كبير لصالح تونس، كما ارتفعت واردات الحبوب الروسية بالفعل في سنة 2023 بزيادة قدرها 435 بالمئة مقارنة بعام 2022 لتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 1.1 مليار دينار (326 مليون يورو)، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، ضاعفت تونس وارداتها من "الفحم والنفط ومشتقاته" ثلاث مرات، مقارنة بسنة 2022. ومنذ غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، استوردت تونس كميات من النفط الروسي تجاوزت ما كانت عليه في السنوات التسع السابقة.

وسُجّل المزيد من التعاون السياسي، خاصة في المسائل الانتخابية بعد توقيع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهي المسؤولة عن تنظيم الانتخابات في تونس، مذكرة تعاون مع اللجنة الانتخابية الروسية في 15 آذار/ مارس. 


وفي هذا السياق توجّه فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إلى موسكو، للمشاركة في البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات الروسية التي جرت بين 15 و17 آذار/ مارس والتي فاز خلالها بوتين بنسبة 87 بالمئة من الأصوات من خلال عمليات تزوير واسعة النطاق، وفقًا لوسائل الإعلام الروسية المستقلة.

"أرض خصبة"
تشجّع القوة الناعمة الروسية هذا التقارب. لعدة أسابيع، ظهرت في تونس ملصقات إعلانية تروج للنسخة العربية من قناة روسيا اليوم، التي تمولها الدولة الروسية، وقد افتتحت قناة روسيا اليوم العربية مؤخرًا مكتبًا لها في الجزائر وعينت مراسلًا لها في تونس. 

وينظم البيت الروسي، وهو مركز ثقافي تابع للسفارة، بانتظام فعاليات حول ثقافة ولغة وتاريخ روسيا، ويشارك في الفعاليات الثقافية، مثل معرض تونس الدولي للكتاب.

وأوردت الصحيفة أنه في هذه المرحلة، لا يزال الوجود الروسي في تونس متواضعًا، على الرغم من أنه غير مقيد. بخصوص هذا يقول دبلوماسي غربي "الأرض الخصبة مواتية" بحيث يخدم استياء الرأي العام التونسي من "المعايير المزدوجة" للأوروبيين والأمريكيين في الحرب في غزة خطاب موسكو بشأن الغرب غير المؤهل أخلاقيا. 


من جانبه، يقول الباحث جلال حرشاوي، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، إنه "في سياق يتميز بالاختراق الروسي المزدوج في منطقة الساحل وليبيا، فإن قيس سعيد هو ثمرة ناضجة تنتظر السقوط في أيدي الروس وفقًا لقانون الجاذبية".

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه، مع ذلك، فإن تغيير النموذج الاستراتيجي ليس بالأمر السهل، بعد حصول تونس على صفة "الحليف الرئيسي من خارج الناتو" من قبل الولايات المتحدة في سنة 2015. ناهيك عن كونها عضو في "صيغة رامشتاين" التي تشكلت بمبادرة من حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية موسكو التونسية روسيا تونس روسيا موسكو الاراضي التونسية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الرغم من الروسیة فی فی تونس

إقرأ أيضاً:

لوموند: علامات تجارية أميركية تعاني من المقاطعة لدعمها إسرائيل

قالت صحيفة لوموند إن مقاهي ستاربكس ومتاجر ماكدونالدز في الشرق الأوسط ليست مهجورة بشكل كامل، ولكن نتائجها الفصلية أظهرت انخفاضا في المبيعات، ما يؤكد أن حملة المقاطعة ضد الشركات المتهمة بدعم إسرائيل ليست دون تأثير مؤلم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلتها في بيروت هيلين سالون- أن هذه المجموعة من الشركات المتهمة بدعم إسرائيل، تعاني من آثار حملة تشجع المستهلكين على الابتعاد عن منتجاتها، وهي حملة تحظى بشعبية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2معاريف: واشنطن مقتنعة بأن حسم صفقة الأسرى بيد السنوارlist 2 of 2مجلة إسرائيلية: هذا ما يكشفه خروج غانتس عن إستراتيجية إسرائيل الفاشلة بغزةend of list

وأشارت لوموند إلى أن دعم واشنطن غير المشروط لإسرائيل في حربها على غزة التي قتل فيها أكثر من 37 ألف شخص حتى الآن، يثير موجة من الغضب والسخط.

وأبرزت أن سلسلة ستاربكس تدفع الثمن منذ رفعها دعوى قضائية على اتحاد نقابات العمال المتحدين، لنشره رسالة تضامن مع فلسطين على شبكات التواصل الاجتماعي.

تغيير سلوك الاستهلاك

وقد أعلنت مجموعة الشايع الكويتية، التي تدير امتيازات ستاربكس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تسريح ألفي موظف نتيجة انخفاض المبيعات، كما أعلنت الشركة الأم عن انخفاض صافي الربح الفصلي بنسبة 15%، واعترف مديرها العام بأن هذا الأداء الضعيف، ناتج عن الانخفاض الكبير في المبيعات بالولايات المتحدة والشرق الأوسط، وأنه نتيجة "تصور خاطئ مرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة".

وتذكر شركة ستاربكس أنها ليست لديها "أجندة سياسية" وأنها ترفض "استخدام أرباحها لتمويل عمليات حكومية أو عسكرية في أي مكان".

وبحسب لوموند، فإن الضرر الذي يلحق بسمعة الشركة قد يدوم لفترة طويلة. وفي محاولة لإصلاح صورتهما، أعلنت ستاربكس الخيرية ومجموعة الشايع التبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لمنظمة "المطبخ العالمي" لتوفير مليون وجبة في قطاع غزة، تقول المراسلة.

وعانت مجموعة أمريكانا، التي تدير امتيازات الشرق الأوسط لسلاسل الوجبات السريعة مثل هارديز وكنتاكي وبيتزا هت هي الأخرى لنفس الأسباب، وأعلنت عن انخفاض أرباحها الفصلية بنسبة 50% تقريبا، مشيرة إلى "التوترات الجيوسياسية المستمرة" في الشرق الأوسط.

وأعلنت شركة ماكدونالدز أنها فشلت في تحقيق أهدافها الربحية للمرة الأولى منذ 4 سنوات، بسبب تضرر مبيعاتها بشدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن قدمت فروعها في إسرائيل وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين.

مسح الباركود

ونقلت لوموند عن الباحثة ستيفاني هوشير علي من المجلس الأطلسي للأبحاث، قولها إن قادة الأعمال في الشرق الأوسط قلقون بسبب "السخط تجاه السياسة الأميركية التي يُنظر إليها على أنها غير أخلاقية وتضر بقدرة المنطقة على التطور الاقتصادي"، خاصة أن تغيير السلوك الاستهلاكي يشكل بالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط الطريقة الأكثر فعالية للتعبير عن المواقف السياسية والأخلاقية.

وتوضح الباحثة أن "مقاطعة العلامات التجارية الأميركية طريقة لإظهار الغضب بشكل جماعي بشأن الوضع في غزة ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل".

وبالفعل تم إطلاق تطبيقات لمساعدة المستهلكين على اكتشاف العلامات التجارية التي لها علاقات بإسرائيل عن طريق مسح الرموز الشريطية، كما يتم نشر قوائم الشركات المطلوب مقاطعتها، وغالبا ما تكون هذه القوائم أكثر شمولا من تلك التي تقدمها حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي إس)، كما تقول لوموند.

وتعد سلاسل الوجبات السريعة وشركات الأغذية الأهداف الأولى لحملة المقاطعة، خلافا لشركات مثل غوغل وأمازون وأوراكل التي لم تتأثر إلا قليلا حتى الآن رغم أن حركة المقاطعة حددتها على أنها مرتبطة بإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • المسلمون يؤدون صلاة عيد الأضحى في مسجد موسكو الكبير
  • فرص وتحديات التقارب الروسي السوداني
  • بيسكوف: ردود فعل الغرب على مبادرة بوتين للسلام غير بناءة
  • موسكو: مصادرة الأصول الروسية يكلف دول السبع 83 مليار دولار
  • موسكو مستاءة من مصر بعد الكشف عن صفقة أسلحة لأوكرانيا
  • الغرب يفجر قنبلة اقتصادية بوجه روسيا.. فهل سترد موسكو بحرب مفتوحة؟
  • روسيا تمدد إجراءات انتقامية للرد على سقف أسعار النفط
  • لوموند: علامات تجارية أميركية تعاني من المقاطعة لدعمها إسرائيل
  • الخارجية الروسية: كل ما يفعله “الناتو” اليوم هو تحضير لصدام مع روسيا
  • الروبل الروسي يصعد أمام اليوان الصيني في بورصة موسكو