بغداد اليوم- ترجمة

كشف معهد راين للدراسات الجيوسياسية في تقرير نشرته اليوم الخميس، (23 ايار 2024)، عن تفاصيل المحاولات التركية للتحرك نحو الشمال العراقي بعملية عسكرية واسعة، مؤكدة ان رفض الحكومة العراقية واجهه ضغط من الولايات المتحدة الامريكية. 

وقال المعهد بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وخلال زيارته الى بغداد، طلب من الحكومة العراقية إقامة "غرفة عمليات عسكرية مشتركة" للسماح للجيش التركي بالتوغل الى عمق الأراضي العراقية تحت ذريعة "مطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني"، موضحة ان الطلب قوبل بالرفض من قبل بغداد.

 

وتابعت "بعد فشل محاولات اردوغان الحصول على موافقة بغداد لانشاء منطقة عسكرية عازلة داخل الأراضي العراقية، من المرجح ان تضغط الحكومة الامريكية على بغداد للموافقة على التدخل العسكري التركي خلال منتصف العام المقبل"، مضيفة أن "الحكومة الامريكية ستحاول أيضا تفادي التبعات الناتجة عن التحرك ومنها خرق السيادة العراقية واحتلال أراضي داخل الشمال من خلال تصوير العمليات التركية على انها تدخل غير رسمي ولكن مقبول به". 

المعهد اكد أيضا ان الحكومة العراقية "لا تملك مسوغات لاستهداف حزب العمال الكردستاني باي شكل من الاشكال لصالح تركيا التي تختلف معها على عدة ملفات أهمها المياه"، مشددة "حتى مع وجود الضغط التركي الاقتصادي من خلال مشروع طريق التنمية، الحكومة العراقية رفضت التحرك ضد حزب العمال الكردستاني". 

وأشار المعهد أيضا الى ان اردوغان "اصبح يخاطر" بتدخل وإدانة دولية وخصوصا من ايران في حال اقدامه على تنفيذ خطته العسكرية لاقامة منطقة عسكرية عازلة في عمق الأراضي العراقية دون الحصول على مباركة الحكومة العراقية، والتي استبعد ان تمنحها للحكومة التركية حتى مع وجود الضغط الأمريكي، بحسب وصفه.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان زار العاصمة بغداد في 22 من نيسان الماضي، وقال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الضيف ان "أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ، والتعاون بيننا مهم للأمن في المنطقة" مضيفا "ننطلق من الدستور العراقي ونتمسّك بعدم السماح لأيّ قوّة باستخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، مثلما لا نسمح بأي اعتداء على السيادة العراقية".

كما وقع السوداني وأردوغان، خلال الزيارة، على اتفاق الاطار الستراتيجي بين البلدين، الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الأراضی العراقیة الحکومة العراقیة

إقرأ أيضاً:

العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف

بقلم: سمير السعد ..

منذ تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وضعت نصب أعينها هدفاً سامياً يتمثل في حماية المجتمع العراقي من الأفكار المنحرفة التي تحاول النيل من أمنه ووحدته. وقد كان للعشائر العراقية الأصيلة، بما تمثله من عمق وطني وتاريخ مشرف، الدور الأبرز في دعم هذه الجهود والوقوف سداً منيعاً بوجه الفكر المتطرف، إذ ظلت على الدوام خط الدفاع الأول عن قيم العراق وثوابته.

اللجنة الوطنية، وبدعم مباشر ومتابعة حثيثة من مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، استطاعت أن ترسخ مفهوم الشراكة المجتمعية في مواجهة التطرف ، وانفتاحها على جميع شرائح المجتمع، أرست قاعدة متينة لعمل وطني منظم، هدفه تعزيز الوعي وبناء حصانة فكرية تحمي شبابنا من الانجرار خلف مسارات الانحراف.

وقد برز في هذا الإطار الجهد الكبير لرئيس اللجنة الوطنية، السيد علي عبد الله البديري، الذي قاد مع فريقه المتكامل عملاً ميدانياً مثابراً، بالتعاون مع اللجان الفرعية في المحافظات ولجنة القوة الناعمة المركزية، لتشخيص مكامن الخلل ومعالجتها بوعي فكري رصين وأدوات حضارية مدروسة. هذه الجهود أثمرت، وخلال فترة قصيرة، عن نتائج ملموسة في رفع مستوى الوعي المجتمعي والتصدي لخطابات الكراهية والانغلاق التي يتغذى عليها الفكر المنحرف.

ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا الانسجام الكبير والتعاون الوثيق مع مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية وتشكيلاتها في المحافظات، التي قامت بدور فاعل في مد جسور التواصل مع شيوخ ووجهاء العشائر، وتنسيق المواقف الوطنية، وتحويل المجلس العشائري إلى منصة دعم للاستقرار ونبذ التطرف، عبر اللقاءات المستمرة والبرامج التوعوية المشتركة.

إن هذا التعاون الوثيق بين اللجنة الوطنية والعشائر العراقية يجسد حقيقة أن الأمن الفكري مسؤولية جماعية، وأن الوطن لن يقف صامداً إلا بوحدة أهله. من هنا، فإن الواجب اليوم يحتم استمرار هذه الجهود، وتجفيف منابع التطرف، وتحصين المجتمع بنشر ثقافة التسامح والانفتاح، ليبقى العراق أرضاً عصية على الفكر المتطرف، عصية على كل ما يشوه قيمه النبيلة.

إن محاربة الفكر المنحرف ليست معركة سلاح فحسب، بل هي معركة وعي وقيم، ولن ننتصر فيها إلا بوعي العقول وتكاتف القلوب. فليكن صوت العراق واحداً في رفض التطرف ونبذ العنف، ولتظل العشائر العراقية واللجنة الوطنية ووزارة الداخلية ممثلة بمديرية شؤون العشائر يداً بيد حتى يشرق فجر العراق المتسامح الآمن

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • نائب:تركيا تخنق العراق مائياً وحكومة السوداني”تتوسل”!
  • العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
  • العراق بالمرتبة السادسة بالاستيراد من تركيا خلال الشهر الماضي
  • العراق سادساً بين أعلى الدول استيراداً من تركيا خلال شهر
  • بهدف احتواء الانقسام.. تقرير يكشف تفاصيل زيارة قاآني السرّية إلى العراق
  • هل تنجح تشكيلة الحكومة السودانية بالتعامل مع الملفات الساخنة؟
  • الرابحون والخاسرون من إلغاء تركيا اتفاقية تصدير نفط العراق
  • وزير الطاقة التركي آلب أرسلان بيرقدار: تزويد سوريا بالغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب يبدأ في الثاني من آب المقبل عبر ولاية كيليس التركية
  • تحذير من أمطار رعدية وعواصف محلية في هذه المدن التركية اليوم
  • الداخلية العراقية: تنسيق رفيع مع إيران لتأمين منفذ زرباطية خلال زيارة الأربعين