جنين بعد انسحاب الاحتلال.. تشييع الشهداء وتأهيل الشوارع والاستعداد لمعركة أخرى
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
من جديد، بدأ سكان مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة إعادة تأهيل شوارع ومنازل دمرتها آليات إسرائيلية خلال عملية عسكرية هي الـ72، منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وهذه الحال تتكرر في جنين مع انتهاء كل عملية عسكرية، إذ يخرج السكان ليتفقدوا بعضهم البعض، ويواسوا أسر الشهداء ويشيعون جثامينهم، ويتكاتفون لإعادة تأهيل ما يمكن تأهليه.
وفجر اليوم الخميس، انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها بعد عملية عسكرية جديدة استمرت نحو 48 ساعة.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها بلغت 12 شهيدا، بينهم 4 أطفال، فيما أُصيب 25 بجروح متفاوتة.
وفي موكب جنائزي مهيب شارك فيه آلاف الفلسطينيين، شيعت مدينة جنين ومخيمها شهداء العدوان الإسرائيلي.
وشارك مقاتلون من مختلف الفصائل الفلسطينية في تشييع الجثامين الذي انطلق من أمام مستشفى خليل سليمان الحكومي، وجاب شوارع عدة، قبل أن توارى الجثامين الثرى في مقابر المدينة ومخيمها.
وقال رئيس اللجنة الشعبية بمخيم جنين محمد الصباغ إن العملية العسكرية الـ72 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمنازل.
وأوضح أن الجيش دمر 7 منازل بشكل كامل، والمئات بصورة جزئية، وقد بدأت إعادة تأهيل الشوارع منذ الساعات الأولى من فجر الخميس.
وشدد الصباغ على أن البنية التحتية متهالكة في المخيم؛ جراء تصاعد الاقتحامات التي ترافقها أعمال تجريف وتخريب.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدت شوارع المخيم نشطة، وعادت عشرات العائلات إلى منازلها، بعد أن أجبرتها القوات الإسرائيلية على النزوح.
شهادات عن العدوان
وروى الفلسطيني نسيم أسود (60 عاما) مشاهد من الاقتحام والترهيب، قائلا "قام الجيش الإسرائيلي بتفجير المدخل الرئيسي للمنزل، ومن ثم المدخل الداخلي، وأدخل طائرة مسيرة، وعندما تأكد أننا مدنيون، ولا وجود لأي مسلح، طلب منا الخروج من المنزل".
وأضاف "تم أسر ابني البكر البالغ من العمر 17 عاما، واستخدامه كدرع بشري، وأُجبر على دخول عدد من المنازل في المخيم تحت تهديد السلاح".
وشدد على أن الجيش الإسرائيلي خلف دمارا في المخيم، ولا يوجد بيت لم ينله نصيبه من التدمير، "فما يجري عبارة عن تنكيل وتخريب وهدم".
بدوره، قال محمد حجير، والد الشهيد الطفل أسامة "تم قتل ابني بينما كان على دراجة نارية في طريقه للعمل".
وقبيل تشييع جثمان نجله، أضاف حجير "قتلوه دون ذنب ولم يكن مسلحا، بل كان طفلا مدنيا قُتل بدم بارد".
وتابع "الجيش دخل المخيم بقصد القتل، تم إطلاق النار على كل مَن تحرك في اللحظات الأولى للاقتحام، قتلوا المعلم والطبيب والطفل والمدني". وشدد على أن جيش الاحتلال يريد تهجير السكان وترك المخيم.
في الشارع العام وسط المخيم، يجلس العجوز الفلسطيني محمد زرعين على كرسي يراقب أعمال إعادة تأهيل الشوارع.
وقال زرعين "في كل مرة يقتحم الجيش الإسرائيلي المخيم يدمر كل شيء، يريدون أن يمل السكان من هذه الحياة والعيش في المخيم، لكنهم لن يستطيعوا كسر صمودنا".
وأردف "تم اقتحام بيتي من قِبل الجيش الإسرائيلي وتفتيشه والتدقيق بالبطاقات الشخصية".
وتابع "عشنا يومين تحت الرصاص والعمليات العسكرية التي يرافقها تدمير وتخريب واعتقال وقتل، في كل مرة نفقد ثلة من شبابنا".
وتوصف مدينة جنين بأنها عصية على الاحتلال، لا سيما مخيمها، الذي أضحى رمزا للصمود ويتعرض لعمليات عسكرية مستمرة في محاولة للقضاء على المقاومة فيه.
ويتواجد في جنين مقاتلون من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس وفصائل أخرى، وأمس الأربعاء، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه يواجه مقاومة في جنين شبيهة في قوتها بتلك التي يواجهها في قطاع غزة.
وباستشهاد 12 فلسطينيا في الاقتحام الأخير لجنين ومخيمها ارتفع عدد الشهداء في الضفة، بما فيها القدس المحتلة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 517، بالإضافة إلى إصابة حوالي 5 آلاف واعتقال 8 آلاف و840، حسب بيانات رسمية فلسطينية.
ويستمر التصعيد في الضفة بموازاة حرب إسرائيلية على غزة خلفت أكثر من 115 ألفا بين شهيدا وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی جنین ومخیمها مدینة جنین فی المخیم فی جنین
إقرأ أيضاً:
بالفيديو والصور: مجزرة إسرائيلية جديدة – عشرات الشهداء من منتظري المساعدات شرق خان يونس
استشهد وأصيب عشرات المواطنين، صباح اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .
وأكدت وزارة الصحة في غزة، أن عشرات الشهداء والاصابات تصل مجمع ناصر الطبي نتيجة ارتكاب الاحتلال لمجزرة كبيرة بحق المواطنين المنتظرين للمساعدات في محافظة خان يونس قبل قليل.
كما اعلنت مصادر محلية، استشهاد مواطنين اثنين برصاص قوات الاحتلال في محيط شارع 10 جنوبي مدينة غزة.
كما استشهد أكثر من 10 مواطنين منذ ساعات فجر اليوم أغلبهم في مدينة غزة وشمال القطاع.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلق الاحتلال كافة المعابر في 2 آذار/ مارس، مانعا إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما تصعد قوات الاحتلال حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبنا في القطاع.
ومنذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 184 ألفا بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إطلاق صواريخ إيرانية على إسرائيل وتحذيرات للجبهة الداخلية بالالتزام بالملاجئ الأمم المتحدة توجه نداء عاجلا إلى حكومات العالم بشأن غزة صحة غزة تعلن حصيلة الشهداء والجرحى خلال الـ24 ساعة الماضية الأكثر قراءة مبادرة "بحبح" تُحرك المياه الراكدة في مفاوضات غزة وسط تفاؤل حذر "فتوح" يُعقّب على خطة الاحتلال لهدم أكثر من 100 منزل في مخيم جنين ترامب: إيران تشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة 18 إصابة خلال تنفيذ الاحتلال عملية عسكرية داخل البلدة القديمة في نابلس عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025