فلكية جدة: رصد توهج شمسي سبّب عاصفة جيومغناطيسية
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
رصدت الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة الشمس يوم أمس توهجًا شمسيًّا قويًّا من الفئة (M8.3) مصدرة البقعة النشطة AR4114 وهو توهج قريب جدًّا من أن يصنف ضمن الفئة الأقوى إكس، وقد التُقط التوهج على شكل ومضة لامعة في الأطوال الموجية فوق البنفسجية الشديدة.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الإشعاع الناتج عن هذا التوهج تسبب في انقطاع مؤقت لموجات الراديو القصيرة في مناطق من قارة أمريكا الشمالية وخاصة الترددات التي تقل عن 20 ميغاهرتز، ويُرجح أن هواة الراديو لاحظوا فقدانًا مفاجئًا في الإشارة خلال دقائق من الانفجار الشمسي وهي ظاهرة تعرف بـ “انقطاع الاتصالات الراديوية الناتج عن التوهج الشمسي”.
وبين أن التوهج لم يكن الحدث الوحيد، فقد أعقبه انبعاث كتلي إكليلي وهو انفجار ضخم للغازات المشحونة من الهالة الشمسية.
أخبار قد تهمك «فلكية جدة»: اقتران القمر مع كوكب الزهرة.. غدًا 23 مايو 2025 - 2:37 مساءً “فلكية جدة”: القمر والزهرة وزحل يصطفون فجر الخميس 21 مايو 2025 - 1:22 مساءًوقال: “تشير النماذج الأولية إلى أن معظم مادة الانبعاث ستتجه شمال الأرض لكن جزءًا من طرفه (الطرف الجانبي أو الذيل) يتوقع أن يضرب المجال المغناطيسي لكوكبنا يوم 18 يونيو 2025”.
وأضاف: “يحتمل أن يؤدي هذا الاصطدام الجانبي إلى عاصفة جيومغناطيسية من الدرجة G1 (ضعيفة إلى معتدلة) حسب تصنيف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا)”.
وأشار أبو زاهرة إلى أنه قد تنتج عنها اضطرابات طفيفة في أنظمة الملاحة واتصالات الأقمار الصناعية ومشاهد محتملة للشفق القطبي في خطوط العرض العليا وتقلبات طفيفة في شبكات الطاقة الكهربائية في بعض المناطق الشمالية.
وأكد أنه ستحدث التوقعات خلال الساعات المقبلة، مع مزيد من البيانات المستلمة من أقمار رصد الشمس والمجال المغناطيسي، وقد يؤدي تطور الوضع إلى تصنيف العاصفة بشكل أقوى إذا زادت كثافة الانبعاث الكتلي الإكليلي أو غير مساره نحو الأرض بشكل أكبر، لافتًا النظر إلى أن الانبعاث الكتلي الإكليلي يمكن أن يستغرق من 1 إلى 3 أيام للوصول إلى الأرض حسب السرعة، وقد تحدث تأثيرات كبيرة إذا كانت في اتجاه مباشرة إلى كوكبنا.
وخلص أبو زاهرة في حديثه بالإشارة إلى أن العواصف الجيومغناطيسية G1 هي الأدنى في سلم من 5 درجات (G1 إلى G5) لكنها كافية لإحداث آثار يمكن رصدها.
يُذكر أنه عند حدوث انبعاث كتلي إكليلي في اتجاه الأرض تعمل طبقات الغلاف المغناطيسي على الحماية من الإشعاع الخطر لكن ذلك قد يسبب “اهتزازًا” في المجال المغناطيسي يعرف بالعاصفة المغناطيسية وهو ما تلتقطه الأقمار ومراصد الفضاء بدقة كبيرة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: عاصفة جيومغناطيسية فلكية جدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عروض فلكية استثنائية فى سماء يونيو.. ماذا سيحدث ؟
يشهد عام 2025 نشاطا فلكيا لافتا لكوكب المريخ، الذي يقدم خلاله سلسلة من الظواهر السماوية المبهرة لعشاق الفلك، حيث عرف العام تقلبات ملحوظة في سطوع الكوكب الأحمر، بالإضافة إلى اقترانات نادرة مع القمر وبعض ألمع نجوم السماء.
مشاهد نادرة لاقترانات الكوكب الأحمر مع النجوم والقمروكان المريخ قد افتتح العام بظاهرة نادرة تمثلت في مرور القمر أمامه مباشرة يوم 14 يناير، قبل أن يصل إلى أقرب نقطة له من الأرض بعد ذلك بثلاثة أيام فقط، إلا أن هذا الاقتراب كان ضعيفا نسبيا، إذ بلغ بعده عن كوكب الأرض نحو 96 مليون كيلومتر، بسبب وقوعه في "الأوج"؛ أي أبعد نقطة في مداره أثناء تلك المقابلة.
ورغم ابتعاد المريخ التدريجي عن الأرض منذ فبراير الماضي، إلا أنه ما زال يواصل "عروضه السماوية"، حيث ينتظر المراقبون في النصف الثاني من يونيو الجاري مشهدين لافتين يزينان السماء.
اقتران لافت بين المريخ و"قلب الأسد"في مساء اليوم الثلاثاء 17 يونيو، سيكون المريخ على موعد مع اقتران مميز مع نجم "ريغولوس" (Regulus)، المعروف عربيا باسم "قلب الأسد"، وهو ألمع نجوم كوكبة الأسد، وبدءًا من 13 وحتى 20 يونيو، سيظهر المريخ وريغولوس قريبين من بعضهما في السماء، بفارق زاوي يقل عن درجتين، على أن يبلغا أقصى تقارب لهما مساء 17 يونيو، حيث لا يفصل بينهما سوى أقل من درجة واحدة.
ويتوقع أن يكون هذا المشهد جذابا للعين المجردة، خاصة أن الكوكب والنجم متقاربان في السطوع، ما يمنحهما مظهر "التوأمين السماويين" فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، بلونين متباينين: المريخ بوهجه البرتقالي الذهبي، وريغولوس بلونه الأزرق المائل للبياض.
اقتران ثاني مع القمر نهاية الشهرومع اقتراب نهاية الشهر، يترقب محبو الرصد الفلكي مشهدا آخر مساء الأحد 29 يونيو، حيث يظهر الهلال الصاعد للقمر، بنسبة إضاءة 24%، قريبًا جدًا من كوكب المريخ في الأفق الغربي بعد الغروب.
وعلى الرغم من أن ظاهرة "الاحتجاب" – التي يمر فيها القمر مباشرة أمام المريخ – ستكون مرئية فقط من بعض مناطق أمريكا الجنوبية، فإن الاقتران سيكون مشهدا واضحا في أجزاء واسعة من أمريكا الشمالية.
وسيبدو المريخ وكأنه يلامس حافة القمر، بفاصل زاوي لا يتجاوز ثلث درجة في بعض المناطق، وهو ما يجعل الظاهرة فرصة مثالية للرصد سواء بالعين المجردة أو باستخدام المناظير البسيطة.
المريخ يبتعد تدريجيا عن الأرضبعد نهاية يونيو، سيواصل المريخ تحركه شرقا مبتعدا عن الأرض، ما يؤدي إلى تراجع تدريجي في لمعانه حتى يصل إلى القدر الثاني مع حلول الخريف.
وسيختفي بعدها عن الأنظار مؤقتًا في وهج الشمس خلال شهر نوفمبر، ليبلغ مرحلة "الاقتران الشمسي" يوم 9 يناير 2026، حيث يقف على خط واحد مع الشمس من منظور الأرض.
فرصة فريدة لعشاق الفلكتمثل هذه الظواهر الفلكية فرصة نادرة لهواة الرصد لتتبع تحركات المريخ وتغير مظهره خلال العام، خاصة أن مثل هذه المشاهد لا تتكرر سنويا بهذه الجودة والوضوح.
ويُنصح المهتمون بتحضير أدوات الرصد المناسبة والاطلاع على الخرائط السماوية لتحديد توقيتات وأماكن المشاهدة بدقة.