وثيقة سرية تكشف الخطة الأمريكية في غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
كشفت وسائل إعلام، الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس تعيين مسؤول ليكون كبير المستشارين المدنيين لقوة معظمها فلسطينية، عندما ينتهي الصراع بين إسرائيل وحماس، حسبما قال 4 مسؤولين أمريكيين، في إشارة إلى أن واشنطن تخطط للمشاركة بشكل كبير في تأمين مرحلة ما بعد حرب غزة.
مستشار مدنيوقالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، نقلاً عن مصادر لم تسمها إن “المستشار المدني سيكون مقره في المنطقة، وسيعمل بشكل وثيق مع قائد القوة، الذي سيكون إما فلسطينياً، أو من دولة عربية”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن واشنطن لاتزال تناقش حجم السلطة الرسمية التي سيتمتع بها هذا المستشار، لكن جميع المسؤولين، الذين منحوا عدم الكشف عن هويتهم للحديث عن تفاصيل المناقشات الحساسة للغاية، أكدوا أن ذلك جزء من خطة للولايات المتحدة للعب دور “بارز” في انتشال غزة من الفوضى اليائسة.
كما تُظهر المناقشات الخاصة بين البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية بشأن دور المستشار – والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا – أن “إدارة بايدن تتوقع أن تكون في قلب ما يحدث لغزة بعد فترة طويلة من وقف الحرب. وبالتالي، ستكون الولايات المتحدة مسؤولة جزئياً عما سيأتي بعد ذلك، بما في ذلك تحسين حياة 2.2 مليون فلسطيني يعانون في الأراضي المدمرة”، بحسب الصحيفة.
وقال المسؤولون، إن “المستشار لن يدخل غزة نفسها أبدًا، وهو مؤشر على الرغبة في تجنب أي إيحاء بأن الولايات المتحدة تسيطر على مستقبل القطاع”.
وأوضح التقرير، أن الولايات المتحدة لاعب رئيسي في الصراع، حيث تدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، بينما تضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. والآن، خلال مرحلة تخطيط مكثفة، تعمل الإدارة على جمع شركاء متعددين داخل الولايات المتحدة وخارجها للالتقاء حول أفكار لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب – أي الحفاظ على الأمن، وتجنب التمرد الذي يمكن أن يغرق القطاع في المزيد من الاضطرابات.
اليوم التاليوقال المسؤولون الأربعة إن “خطة المستشار هي واحدة من العديد من السيناريوهات التي تم طرحها لسيناريوهات “اليوم التالي”، والتي تشمل سيناريوهات أخرى تركز على تنمية اقتصاد غزة وإعادة بناء المدن المدمرة. وفي حين أن العديد من الخطط تتضمن نوعاً ما من قوة حفظ السلام، إلا أن المناقشات لا تزال محتدمة حول تشكيلها، والسلطات التي ستمنح لها”.
وأضاف المسؤول أن “هناك أيضاً اتفاق واسع النطاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية للمساعدة في تشكيل مجلس فلسطيني يضم فلسطينيين من غزة، ليكون بمثابة هيكل حكم مؤقت”، فيما تخطط إسبانيا وأيرلندا والنرويج للاعتراف بمثل هذه الدولة الأسبوع المقبل، وهي علامة لا لبس فيها على أن هناك اهتماماً متزايداً بين حلفاء الولايات المتحدة للضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
ووفقاً للصحيفة، “على إسرائيل أيضاً أن تدعم إنشاء القوة في غزة، وهو أمر يصعب الترويج له، حيث يعارض نتانياهو وحكومته اليمينية أي شيء يحمل ملامح الدولة الفلسطينية. ومع ذلك، ليس من الواضح ما هو البديل، حيث اتفق جميع المسؤولين على أن الظروف اليائسة في غزة تتطلب قوة لحفظ السلام”.
وثيقة سريةوالمخطط المطروح، يشبه الأفكار المتعلقة بالمستشار المدني وقوة حفظ السلام، التي تم طرحها في وثيقة سرية لوزارة الخارجية، حصلت عليها “بوليتيكو”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة لن ترسل قوات إلى غزة”، لكن الوثيقة تقترح تعيين مدني أمريكي “كمدير عام” للتنسيق مع إسرائيل والمساعدة في تدريب أفراد القوة وتقديم المشورة لهم. وستقدم واشنطن أيضاً دعماً استخباراتيًا ضد التهديدات، بخاصة من قبل حماس والمسلحين الآخرين في غزة. وستبدأ القوة صغيرة في “منطقة محدودة من المسؤولية” تركز في البداية على “مراكز المساعدة الإنسانية الرئيسية” ثم “تتوسع تدريجياً”.
وجاء في الوثيقة أيضاً بحسب ما نقلته “بوليتيكو”، أن “النطاق الجغرافي النهائي لمهمة المجموعة سيكون في جميع أنحاء غزة”.
وبهذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: “نحن لا نعلق على الوثائق المسربة المزعومة، والتي لا تعكس في كثير من الأحيان الوضع السائد في أي قضية معينة في الوزارة”.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نقل الأتربة.. رويترز تكشف عن عملية سرية لطمس جرائم الأسد
نفذ نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على مدى عامين قبل سقوطه عملية سرية لنقل آلاف الجثث من إحدى كبريات المقابر الجماعية المعروفة في سوريا إلى موقع سري يبعد أكثر من ساعة بالسيارة في الصحراء النائية، وفق تحقيق أجرته وكالة رويترز.
وبحسب التحقيق، نقل الجيش في عهد الأسد بين عامي 2019 و2021 آلاف الجثث لمعتقلين قضوا تحت التعذيب من مقبرة جماعية في القطيفة وحفر ثانية ضخمة في الصحراء خارج بلدة الضمير.
وأُطلق على عملية نقل الجثث من القطيفة إلى موقع آخر سري على بُعد عشرات الكيلومترات اسم "عملية نقل الأتربة".
وقال الشهود إن الهدف من العملية كان التستر على جرائم حكومة الأسد والمساعدة في تحسين صورتها.
ولم تفصح رويترز في تحقيقها عن موقع المقبرة الدقيق لتقليل احتمال عبث المتسللين بها، قائلة إنها ستصدر قريبا تقريرا خاصا يشرح بالتفصيل كيفية تنفيذ حكومة الأسد العملية السرية وكيف كشف الصحفيون عنها.
واكتشفت رويترز أن المقبرة الجماعية الواقعة في صحراء الضمير تضم ما لا يقل عن 34 خندقا بطول كيلومترين لتكون من أوسع المقابر الجماعية التي حُفرت خلال سنوات الثورة السورية ومواجهة النظام لها بالقمع.
وتشير روايات الشهود وأبعاد الموقع الجديد إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الأشخاص هناك.
وبدأت حكومة الأسد دفن القتلى بالقطيفة في عام 2012 تقريبا، مع اندلاع المواجهات المسلحة بين النظام والمعارضين.
وقال الشهود لوكالة رويترز إن المقبرة الجماعية ضمت جثث جنود وسجناء لقوا حتفهم في سجون الأسد ومستشفياته العسكرية.
أعوام من النقلونشر ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان صورا لوسائل إعلام محلية عام 2014 كشفت عن وجود مقبرة القطيفة وموقعها العام على مشارف دمشق. وقد تحدد موقعها الدقيق بعد بضع سنوات من خلال شهادات في المحاكم وتقارير إعلامية أخرى.
إعلانوقال شهود شاركوا في العملية إنه في الفترة من فبراير/شباط 2019 إلى أبريل/نيسان 2021، كانت تتحرك من القطيفة إلى موقع الضمير في الصحراء من ست إلى ثماني شاحنات محملة بالتراب والرفات البشري وذلك على مدى أربع ليال تقريبا كل أسبوع.
ولم تتمكن رويترز من تأكيد ما إذا كانت جثث من أماكن أخرى قد وصلت أيضا إلى الموقع السري، ولم تعثر على أي وثائق تشير إلى عملية "نقل الأتربة" أو المقابر الجماعية بشكل عام.
وقال جميع من شاركوا بشكل مباشر في العملية إنهم يتذكرون الرائحة الكريهة بوضوح، ومن بينهم سائقان وثلاثة من فنيي إصلاح السيارات وسائق جرافة وضابط سابق من الحرس الجمهوري التابع للأسد شاركوا فيها منذ بدايتها.
وقال الضابط السابق من الحرس الجمهوري إن فكرة نقل آلاف الجثث وردت في أواخر 2018 عندما اعتقد الأسد أنه اقترب من تحقيق النصر في الحرب السورية.
وأضاف الضابط أن الأسد كان يأمل في استعادة الاعتراف الدولي بعد تهميشه لسنوات جراء العقوبات واتهامات بالوحشية.
ونقلت رويترز عن سائقين قولهما إن القادة العسكريين أبلغوهما أن مغزى عملية النقل هو تطهير مقبرة القطيفة الجماعية وإخفاء أدلة على عمليات قتل جماعي.
وأفاد سائقون وفنيو إصلاح سيارات وغيرهم ممن شاركوا في عملية نقل الجثث بأن إفشاء أمر العملية السرية كان يعني موتا حتميا.
وشدد أحد السائقين على أنه "لا أحد يقدر يخالف الأوامر، وإلا أنت نفسك تنتهي في الحفر".
وبحلول الوقت الذي سقط فيه نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت كل الخنادق الـ16 التي وثقتها رويترز سابقا في القطيفة قد أخليت.
مصير مجهول للآلافوقالت منظمات حقوقية سورية إن ما يربو على 160 ألف شخص اختفوا في ظل جهاز الأمن الضخم للرئيس السوري المخلوع، ويُعتقد أنهم مدفونون في عشرات المقابر الجماعية التي أمر بحفرها.
ويمكن أن يقدم التنقيب المنظم وتحليل الحمض النووي تفاصيل عما تعرض له هؤلاء الأشخاص، مما يخفف من وطأة أحد أكثر الأحداث إيلاما في تاريخ سوريا.
ولكن في ظل نقص الموارد في سوريا، فإنه حتى المقابر الجماعية المعروفة غالبا ما تكون غير محمية ولم ينقب عنها أحد.
ولم يصدر قادة البلاد الجدد حتى الآن أي وثائق تتعلق بالأفراد المدفونين هناك، رغم المطالبات المستمرة من عائلات المفقودين.
حاجة للتأهيلمن جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين (حكومية) محمد رضا جلخي إن التحدي هو التعامل مع عدد كبير من المفقودين قد يصل إلى عشرات الآلاف.
وتابع أن "الحاجة اليوم إلى تأهيل كوادر متخصصة لأننا نتعامل مع ملف علمي يحتاج إلى كوادر متخصصة في الطب الشرعي والبصمة الوراثية، وهذا يحتاج إلى وقت لبناء هذه الكوادر".
وتعليقا على نتائج تقرير رويترز، قال محمد العبد الله المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة، وهي منظمة سورية معنية بتتبع المفقودين والتحقيق في جرائم الحرب، إن وقع نقل الجثث عشوائيا مثل ما حدث من القطيفة إلى الضمير كان كارثيا على عائلات القتلى.
إعلانوأضاف العبد الله أن "تجميع هذه الجثث معا حتى يتسنى إرجاع الرفات كاملا إلى العائلات سيكون أمرا معقدا للغاية"، ووصف إنشاء لجنة المفقودين بأنه خطوة إيجابية من الحكومة الجديدة.
واستطرد أن اللجنة تحظى بدعم سياسي، لكنها لا تزال بحاجة إلى الموارد والخبراء.