متابعة بتجــرد: عُرض الفيلم السعودي “نورة”، ضمن فاعليات الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، الخميس، بحضور أبطاله، كأول فيلم سعودي يشارك في المسابقات الرسمية بالمهرجان، إذ يُنافس ضمن عروض قسم “نظرة ما”.

وشهد عرض الفيلم، حضور جمانا الراشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومحمد التركي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، فضلاً عن عددٍ كبير من السينمائيين السعوديين والعرب.

وحرص المخرج توفيق الزايدي، قبيل عرض “نورة” الذي استقبله الحضور بموجة حارة من التصفيق، على توجيه الشكر إلى إدارة مهرجان كان السينمائي، لإتاحة الفرصة بعرض حكاية وقصة سعودية، لجمهور الدورة 77.

وحظي عرض الفيلم، بإقبالٍ جماهيري كبير، حيث نفذت تذاكر الحجز، بعد ساعاتٍ قليلة من فتح باب الحجز، ومن المُقرر عرضه مرة أخرى يومي 24 و25 مايو الجاري، ليكون هناك فرصة أكبر أمام الجمهور لمُشاهدته. 

“نورة” هو أول فيلم روائي سعودي طويل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا، وهي منطقة استثنائية ذات جمال طبيعي وتراث ساحر، وفي ديسمبر الماضي، خلال الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فاز بجائزة “فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي”، والتي تأتي بهدف الاحتفاء بالمواهب وصُنّاع الأفلام في المملكة، ودعم صناعة السينما المحلية وزيادة الوعي بمحافظة العلا، كوجهة سينمائية ومركز لصناعة الأفلام المحتضنة للمواهب الإبداعية.

كما فاز بالجائزة الأولى في مسابقة داو للأفلام، التي نظمتها لجنة الأفلام، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة خلال سبتمبر 2019، لدعم إنتاج الأفلام السعودية.

شخصية مركبة 

في جلسة حوارية، نظمتها هيئة الأفلام السعودية، على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، تحت عنوان “صُوّر في المملكة العربية السعودية: نورة”، كشف الفنان عبد الله السدحان، أنه تحمس للمشاركة في هذا الفيلم، لإعجابه الشديد بالشخصية، التي وصفها بـ”المركبة، وبها أداء تمثيلي عالٍ”.

ومن جانبه، أكدت الفنانة ماريا بحراوي، أنّ طبيعة شخصيتها تشبه شخصية “نورة” داخل الفيلم بشكلٍ كبير، وهناك عناصر مشتركة بينهما، قائلة: “نورة تحب الحياة، والفن، والعالم المنفتح، وأن تحلم أيضاً، وأنا في الواقع نفس الشيء منذ طفولتي، لذلك شعرت بتلك القواسم المشتركة داخل البلاتوه”.

أما الفنان يعقوب الفرحان، أبدى حماسه الشديد، كون الفيلم يواصل رحلته في العرض على شريحة أوسع من الجمهور، فيما وجه المخرج توفيق الزايدي، الشكر إلى مسابقة “ضوء لدعم الأفلام”، لأنها تُمثل نقطة البداية في دعم “نورة”.

تدور أحداث فيلم “نورة” في قرية بعيدة في المملكة العربية السعودية، في التسعينيات من القرن الماضي، حيث تقضي “نورة” معظم وقتها بعيداً عن عالم القرية، فيما يصل”نادر”، المعلم الجديد، إلى قرية نائية ويلتقيها، الشابة الشجاعة، التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن، بالمقابل يقدم لها عالماً أوسع من الاحتمالات خارج القرية، وتدرك أنه عليها الآن أن تترك عالمها بعدما تكتشف أن “نادر” ليس فقط مدرس جديد في القرية، لتجد مكانًا تحقق فيه ما تريد.

الفيلم بطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وعبد الله السدحان، وكتابة وإخراج توفيق الزايدي، وقد سبق وحصل سيناريو الفيلم على جائزة من مسابقة ضوء للأفلام التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة السعودية لدعم وتشجيع الجيل القادم من صانعي الأفلام السعوديين.

في كلماتٍ قصيرة عن رحلة فيلم طويلة ابتدأت بحلم طموح على أرض العُلا في المملكة، إلى ترشيح غير مسبوق في قلب كان الفرنسية، عبّر المشاركون في جلستهم النقاشية عن قصة وكواليس فيلم "نورة" في #مهرجان_كان_السينمائي#هيئة_الأفلام pic.twitter.com/m5nLCmNx8o

— هيئة الأفلام (@FilmMOC) May 22, 2024 main 2024-05-24 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: مهرجان کان السینمائی هیئة الأفلام فی المملکة

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية

دعني أسألك سؤالًا بسيطًا: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها تتر فيلم دون أن تضغط زر "تخطٍ"؟ هل تتذكر شكل الخط؟ اسم المصور؟ أو حتى صوت الموسيقى التي تنساب مع ظهور الأسماء واحدًا تلو الآخر؟ الأغلب – وأقولها بلا لوم – لا يفعل.
التتر صار شيئًا يشبه التحية الواجبة التي نقفز فوقها، كما نقفز فوق مقدمة كتاب مليئة بالإهداءات أو تنويهات الناشر.
لكنني أصدقك القول: التتر ليس مجرد قائمة أسماء.
إنه لحظة تأمل، جسر زجاجي بين الواقع والفيلم، بداية صامتة – أو صاخبة – تقول لك: "اجلس. سنبدأ رحلة صغيرة. تفضل واهدأ." وربما، فقط ربما، يكون التتر هو أجمل ما في الفيلم كله.
في زمن صارت فيه المتعة تُختصر، والقصص تُقضم بسرعة الوجبات السريعة، يظل التتر وفياً لطبيعته المتأنية.
هنا، لن نكتفي بالنظر إلى التتر من الخارج كغلاف أنيق، لكننا سنتسلل إلى قلبه، نفك خيوطه، ونتأمل في تلك اللحظات التي لا يتوقف عندها أحد... إلا من يحب السينما حقًا.
التتر – أو كما يسميه أهل الصناعة "الكريدتس" – هو ذلك المشهد الهادئ نسبيًا، الذي يظهر عادة في البداية أو النهاية، تتوالى فيه أسماء الأشخاص الذين قضوا شهورًا، وربما سنوات، في صناعة الفيلم الذي شاهدته.
أسماء تمر أمامك بسرعة، المخرج، الكاتب، مدير التصوير، مهندس الصوت، مساعد المخرج الثاني، وحتى من أحضر القهوة في الكواليس... الجميع يمر من أمامك، كأنها طوابير الجنود العائدين من المعركة.
لكن الغريب حقًا؟ أنك لا تتذكر معظمهم. وفي الحقيقة، لا أحد يلومك.
التتر لم يُخلق لكي يُحفظ، وإنما وُجد ليكرم من ساهموا في العمل الفني. مثل لوحة تذكارية على جدار طويل، لا يتوقف عندها أحد إلا إذا كان يبحث عن اسمه.
هناك من التترات ما يظهر في البداية، ويهيئك نفسيًا للدخول إلى عالم الفيلم. يضبط الإيقاع، يلعب بالموسيقى والألوان، يخبرك أنك على وشك أن تُفلت الواقع. وهناك تترات تأتي في النهاية، تتدفق معها الأسماء كموجة شكر جماعية، تضع يدها على كتف كل من ساهم في بناء الحلم.

في بدايات السينما، لم يكن هناك ما يُعرف بالتتر على النحو الذي نعرفه اليوم. السينما الصامتة كانت مشغولة بما هو أعقد، كيف تحكي دون صوت؟ كيف تُفهم دون شرح؟ فكانت أسماء الطاقم مجرد معلومات عابرة، بلا فن، بلا اهتمام.
ثم جاء عصر هوليوود الذهبي، وبدأ كل شيء يتغير.
صارت الأسماء تُعرض بخط جميل، والموسيقى ترافقها، وصار هناك إدراك بأن اللحظات الأولى في الفيلم لا تقل أهمية عن أي مشهد درامي داخله.
ثم أتى سول باس (Saul Bass)، رجل لم يكن مخرجًا لكنه غير شكل التتر إلى الأبد. مصمم جرافيك أعاد تعريف البداية السينمائية. جعلها تتحرك، تنبض، وتقول شيئًا من دون كلام. أعماله لأفلام هيتشكوك وكوبريك مثال يُدرس في تحويل التتر إلى قصيدة بصرية قصيرة.
ومع التطور التكنولوجي، بدأ المخرجون يستخدمون التتر كمساحة للتجريب.
في السبعينيات والثمانينيات، صار التتر لوحة فنية مستقلة. وفي التسعينيات، ومع دخول المؤثرات الرقمية، بدأت الألوان تتراقص، والخطوط تنكسر وتعود، والرسائل الخفية تختبئ خلف الصور المتحركة.
اليوم، في زمن المنصات الرقمية، صار التتر يصرخ كي يُرى. لم يعد أمرًا مفروغًا منه، وإنما محاولة للفت الانتباه وسط زحام "تخطِ المقدمة".
بعض التترات تهمس لك بما سيحدث، دون أن تفسد عليك المفاجأة. تأتي كالنبوءة الصامتة، لا تفهمها إلا بعد أن ينتهي كل شيء.
أحيانًا تكتشف بعد مشاهدة الفيلم أن التتر كان يحكي القصة من البداية، لكن بلغة رمزية. مشاهد سريعة، رموز، صور، موسيقى تتغير فجأة... كلها إشارات بأن الفيلم بدأ قبل أن تعرف أنت ذلك.
في بعض الأفلام، التتر هو المشهد الأول بالفعل. لا تمهيد، لا مقدمات... فقط إيقاع بصري وسمعي يأخذك من يدك، ويرميك في قلب الفيلم. وأحيانًا يكون وسيلة المخرج لقول ما لا يستطيع قوله في السيناريو. همسة سرية للمشاهدين الذين يعرفون أن السينما تُقرأ كما تُشاهد.

التتر لن يغيّر العالم، لكنه يظل، في هدوئه، من أصدق لحظات الفيلم.
هو تحية لكل من آمن بالقصة، وعمل على إخراجها للنور.
أن تُشاهد التتر، يعني أنك تُكمل الحكاية حتى آخر كلمة... حتى آخر نبضة.
ولربما، في زمن السرعة والتخطي، أن تكون من الذين ينتبهون للتتر... هو فعل نادر.
في المرة القادمة، قبل أن تضغط زر "تخطٍ"، جرب أن تبقى... فقط دقيقة…
في البداية يُرحب بك التتر، وفي النهاية يودعك... وبين الترحيب والوداع، هناك فيلم، وهناك روح… لا يراها إلا من اختار أن يُشاهد كل شيء، حتى الأسماء.

طباعة شارك الموسيقى التتر الكريدتس

مقالات مشابهة

  • «الزرفة» السعودي يتصدر شباك التذاكر
  • منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
  • “مهرجان أبوظبي للشطرنج” يستقطب 3 آلاف لاعب ولاعبة من 82 دولة
  • النصر يضم الحارسة الدولية نورة العذل حتى 2027
  • ضمن إستراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية ولتمكين ذوي الإعاقة.. “زين السعودية” الراعي الرقمي لبطولة البوتشيا المفتوحة
  • كشف قواعد ترشيح السعودية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم
  • “السعودية للكهرباء” تحقق نمواً بنسبة 22% في صافي الربح خلال الربع الثاني من عام 2025م
  • جاكي شان يُشعل مهرجان لوكارنو ويتسلّم جائزة العمر السينمائي وسط تصفيق حار
  • “جولف السعودية” وAon تتعاونان لدعم رياضة الجولف للسيدات خلال بطولة PIF في لندن
  • حماد يشارك في فعاليات النسخة الثانية من مهرجان “صيف بنغازي”