نقلت وكالة رويترز عن مصادر روسية قولها إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا من خلال وقف إطلاق نار يعترف بالخطوط الحالية للمعركة، وسط تصاعد الهجوم الروسي على خاركيف.

وكان بوتين ألمح الجمعة الماضية إلى أنه لن يلتزم بهدنة أولمبية وسيواصل المعارك في أوكرانيا خلال أولمبياد باريس، خلافا لرغبة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه هذه الهدنة.

وقال الرئيس الروسي حينها في ختام زيارة للصين استمرت يومين "إن هذه المبادئ الأولمبية -بما في ذلك الهدنة الأولمبية- عادلة جدا، لكن قلة من الدول احترمتها عبر التاريخ باستثناء اليونان القديمة".

وألمح إلى أنه نظرا لاستبعاد روسيا من ألعاب باريس بسبب حربها مع أوكرانيا، فإنه ليس عليها الامتثال لمبادئ اللجنة الأولمبية الدولية.

في السياق ذاته، انتقد مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين "مؤتمر سويسرا" حول أوكرانيا، قائلا إنه لا علاقة له بإيجاد طريق للسلام.

وأضاف المصدر ذاته أن الغرب لا يريد حلا وسطا لتسوية النزاع في أوكرانيا.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الأسلحة الأميركية تستخدم بالفعل ضد أهداف خارج منطقة القتال في أوكرانيا.

وكان 3 مسؤولين أميركيين صرحوا لرويترز أن بلادهم تعد حزمة مساعدات عسكرية، بقيمة 275 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل قذائف مدفعية 155 ملليمترا وذخائر جوية دقيقة ومركبات برية.

معارك شوارع

ميدانيا، أعلن قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي -اليوم الجمعة- أن القوات الروسية تواجه صعوبة في معارك الشوارع التي تخوضها في بلدة فوفتشانسك في منطقة خاركيف، مشيرا في الوقت ذاته إلى معارك "عنيفة" في 3 مناطق رئيسية بالشرق.

ومنذ العاشر من مايو/أيار، تواجه أوكرانيا هجوما بريا روسيا على منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، حيث اقتحم آلاف الجنود الحدود وحققوا أكبر تقدم ميداني خلال 18 شهرا.

وأُجلي حوالي 11 ألف شخص من منطقة خاركيف منذ بدء الهجوم الروسي قبل أسبوعين، وفقا لحاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وجاءت تصريحات سيرسكي في وقت أفادت شركة السكك الحديدية المملوكة للدولة عن ضربات استهدفت نظام النقل التابع لها بمنطقة خاركيف، مما أدى إلى إتلاف خطوط وعربات قطارات ومبان.

وأضافت الشركة "في الليل، استهدف مجددا البنية التحتية المدنية للسكك الحديد. وألحق القصف أضرارا بخطوط ومبانٍ وعربات شحن متوقفة وعربة قطار كهربائي".

ونشرت صورا تُظهر دخانا يتصاعد من عربة مدمرة وحطاما بجانب خطوط السكك الحديدية ومستودعا تطايرت نوافذه.

أهداف تالية

في هذه الأثناء، واصلت قطارات المسافات الطويلة وقطارات الضواحي رحلاتها، حسبما أفادت شركة السكك الحديدية.

وتعرضت مدينة خاركيف لضربات أودت بحياة 7 أشخاص الخميس، وفقا للسلطات الأوكرانية.

من جهة أخرى، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن النائب بالبرلمان فيكتور فودولاتسكي قوله اليوم إن قوات بلاده تسيطر على أكثر من نصف أراضي بلدة فوفشانسك الحدودية بمنطقة خاركيف.

وأضاف فودولاتسكي أن مدن سلافيانسك وكراماتورسك وبوكروفسك ستكون أبرز الأهداف التالية لموسكو بمجرد سيطرتها على فوفشانسك.

وخلال الليل، أطلقت القوات الأوكرانية صواريخ على شبه جزيرة القرم، مما أسفر عن مقتل اثنين "من المارة" حسبما أفاد الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منطقة خارکیف فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

من أين تحصل أوكرانيا على المال للحرب؟ وكيف ستسدد ديونها؟

كييف– يعد التمويل أحد أبرز هواجس وأولويات حكومة أوكرانيا الجديدة بقيادة يوليا سفيريدينكو وسط حاجة ملحة لتغطية نفقات الحرب وتسيير أمور الدولة.

تنفق أوكرانيا على الحرب ما لا يقل عن 4.5 مليارات دولار شهريا، وتبلغ موازنة الدفاع والأمن لديها نحو 54 مليار دولار، أو 61% من الموازنة الإجمالية البالغة قرابة 94 مليار دولار.

الأكثر إنفاقا

وحسب وزارة المالية الأوكرانية، وجهت البلاد 26% من ناتجها المحلي الإجمالي نحو قطاع الدفاع والأمن العام الماضي، وباتت -بذلك- على رأس قائمة دول العالم في هذا المجال.

تقول خبيرة الاقتصاد، والناشطة السياسية، روكسولانا بيدلاسا: "هذا كان في العام الماضي. نار الحرب ستنهش 31.1% من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع بنحو 200 مليار دولار في 2025″.

وأضافت بيدلاسا في تعليق للجزيرة نت: للمقارنة فقط. أنفقت روسيا 3 أضعاف ما أنفقته أوكرانيا على الحرب (149 مليار دولار)، لكن هذا لم يتعد 7% من ناتجها المحلي العام الماضي. تنفق إسرائيل 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي، ونحن ننفق أكثر بما لا يقل عن 20 مليار دولار".

أوكرانيا تنفق 61% من موازنتها على الحرب (وكالة الأناضول) خيار التمويل

يبدو أن الخيارات محدودة للغاية أمام الحكومة الأوكرانية لسد عجز سنوي بلغ نحو 40 مليار دولار في المتوسط خلال أعوام الحرب الماضية (2022-2024).

ولسد هذا العجز تعتمد البلاد على المنح والمساعدات الخارجية، والمزيد من قروض صندوق النقد الدولي لسد هذا العجز.

ويقول المدير التنفيذي لمركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية الأوكراني، دميترو بويارتشوك: "لتغطية العجز، تدفقت إلى أوكرانيا مساعدات مالية خارجية من الشركاء، جاءت على شكل منح مجانية وقروض ميسرة".

ويضيف في تعليق للجزيرة نت: دخلت نحو 98% من المساعدات الخارجية إلى ميزانية الدولة، وتم توجيهها بشكل رئيس نحو قطاعات التعليم والطب والمعاشات التقاعدية وعمل جهاز الدولة. وبفضل ذلك، تم توجيه اقتصاد أوكرانيا بالكامل تقريبا نحو الحرب".

إعلان حاجة متزايدة

لكن حاجة أوكرانيا تزداد مع استمرار واشتداد الحرب، وقد لا تكون مساعدات بحجم 40 مليار دولار كافية خلال العامين الحالي والمقبل، إذ قالت رئيسة الوزراء وليا سفيريدينكو إن "الحرب ستطول، وكييف تتفاوض مع المانحين للحصول منهم ومن صندوق النقد الدولي على قروض مجموعها 75 مليارا تحتاجها البلاد خلال العامين القادمين".

وتوقع البنك الوطني الأوكراني (البنك المركزي)، في تقرير نشر نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، أن تحصل كييف على 55 مليار دولار من الشركاء خلال العام الجاري.

ويقول أستاذ كلية كييف للاقتصاد، تاراس مارشالوك: زيادة الحاجة نابعة من ارتفاع نسبة التضخم بوتيرة تدريجية منذ بداية الحرب إلى ما تجاوز 100% في يونيو/تموز الماضي. وثمة حاجة لضخ 200-300 مليار هريفنا إضافية (4.7-7.1 مليارات دولار) في ميزانية الدفاع. والهريفنا هي عملة أوكرانيا.

رئيسة الوزراء الأوكرانية: الحرب ستطول وكييف تتفاوض مع المانحين للحصول على قروض مجموعها 75 مليار دولار (رويترز)

ويضيف في تعليق للجزيرة نت: "نظريا، تنتظر أوكرانيا تلقي نحو 58 مليار دولار من الشركاء في عام 2025. وأكبر مصادر التمويل الخارجي هي: برنامج القروض الميسرة المعتمد من قبل دول مجموعة السبع بـ39.6 مليار دولار، و 13.5 مليار دولار إضافية في إطار برنامج الدعم الأوروبي 2024-2027".

ويوضح مارشالوك أن كييف تأمل كذلك الحصول على أرباح الأصول الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية، البالغ حجمها 50 مليار دولار.

أبرز الداعمين

ولا تكشف وزارة المالية الأوكرانية حجم المساعدات الكلي الذي حصلت عليه البلاد منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، لكن دراسة أجراها معهد كيل للاقتصاد العالمي في ديسمبر/كانون الأول 2024 ذكرت أن أوكرانيا تلقت نحو 267 مليار يورو (313.6 مليار دولار) كمساعدات حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2024.

وحسب بيانات الدراسة، فإن حصة المساعدات العسكرية بلغت 130 مليار يورو (152.7 مليار دولار)، وحصة الدعم المالي 118 مليار يورو (138.6 مليار دولار)، في حين حصلت على 19 مليار يورو (22.31 مليار دولار) كمساعدات إنسانية.

وجاء لائحة أبرز المانحين والمتعهدين بتقديم مساعدات، وفق كشف نشرته وزارة المالية الأوكرانية في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي كالتالي:

الولايات المتحدة بنحو 140 مليار دولار الاتحاد الأوروبي بنحو 116 مليار دولار  ألمانيا بما يقارب 43 مليار دولار بريطانيا 27 مليار مليار دولار  دول النرويج واليابان وكندا وهولندا والسويد والدانمارك وفرنسا بإجمالي يقارب 108 مليارات دولار.

وبحسب الوزارة أيضا، فإن هذه الدول وغيرها تعهدت بتقديم ما يصل مجموعه إلى قرابة 410 مليارات يورو (481.6 مليار دولار).

كيف ستسدد أوكرانيا الديون؟

بالإضافة إلى ما سبق، حصلت أوكرانيا منذ بداية الحرب على 9 شرائح قروض من صندوق النقد الدولي وصل حجمها في بداية شهر يوليو/تموز الجاري إلى 10.6 مليارات دولار.

وتدفع هذه الأرقام الضخمة الأوكرانيين وغيرهم إلى التساؤل: هل هي ديون؟ وكيف ستعمل كييف على سدادها قريبا أو في المستقبل، ولماذا لا تعتبر همّا يشغل حكومة كييف، على عكس المتوقع؟

إعلان

ويجيب أستاذ كلية كييف للاقتصاد، تاراس مارشالوك على هذه التساؤلات، قائلا: "معظم المساعدات التي حصلت عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة كانت مجانية، ومع ذلك، تظل الديون من أكبر الأعباء التي سنواجهها. فحجمها تجاوز حاجز الـ190 مليار دولار في الربع الأول من العام 2025، أي ما يقارب نسبة 100% من الناتج المحلي".

مع ذلك، يقول مارشالوك في تعليق للجزيرة نت: "الحكومة لا تخوض في موضوع الديون، لأنه، وبسبب الحرب، حصلت على معظمها بشروط تفضيلية، تنص على عدم سداد جزء كبير من الديون إلا بعد سنوات عديدة، وعلى تحمل بعض الشركاء دفع تكاليف الفوائد جزئيا".

ويضيف "بعبارة أخرى، في السنوات الثلاثين المقبلة، لن نسدد هذه الديون. السداد سيكون على شكل امتيازات تفضيلية وخدمات تقدم للدول والجهات المانحة والمساعدة، وبالتالي لا تشكل الديون عبئا كبيرا في الوقت الحالي والمستقبل القريب"، على حد قوله.

ورغم هذه التسهيلات، يبقى اقتصاد البلاد في وضع صعب، فهو الآن في المركز الـ58 عالميا بعد أن كان في المركز 46 قبل الحرب، ويتوقع خبراء "فوربس" أن تعجز أوكرانيا عن تحسين موقعها خلال الأعوام الـ15 القادمة، إلا بمركز واحد فقط.

مقالات مشابهة

  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يقلص مهلته لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • من أين تحصل أوكرانيا على المال للحرب؟ وكيف ستسدد ديونها؟
  • الدفاع الروسية: ضربنا مواقع لإنتاج المسيرات والتحكم بالدرونات بعيدة المدى الأوكرانية
  • روسيا: السلام رهن بوقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة
  • قتلى بضربات متبادلة وروسيا تعلن تقدما جديدا لقواتها بشرق أوكرانيا
  • الحرب الروسية الأوكرانية| هجمات متبادلة بالمسيّرات.. وسقوط 5 قتلى
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم كبير في أوكرانيا
  • رئيس أوكرانيا يعترف: نخوض قتالا صعبًا حول بوكروفسك