القضية الفلسطينية المحور الأساسى فى مباحثات السلطان هيثم بن طارق مع الملك عبدالله الثانى وفلسطين حاضرة دوماً فى وجدان سلطان عُمان
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تسعى سلطنة عُمان والأردن إلى تعظيم الاستفادة من علاقتهما المتينة المستندة على الجوانب التاريخيّة والاستراتيجيّة الثقافية المشتركة.
وما لا شك فيه أن زيارة الـ«دولة» التى قام بها السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان إلى الأردن ولقاءه الملك عبدالله الثانى كانت حافزًا مهمًّا لرفع مستوى التّعاون بين البلدين فى مختلف المجالات خاصة فى الجوانب الاقتصادية والسياحية والتجارية والاستثمارية.
حملت الزيارة مضامين كبيرة فى ظل مستجدات إقليمية ودولية فهى تزيد من التنسيق الدائم المشترك بين البلدين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما القضيّة الفلسطينيّة، حيث اتسمت العلاقات الثنائيّة بالتوافق فى المواقف المصيريّة التى تهمّ الأمة العربية والتعاون فى كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار للبلدين والمنطقة بشكل عام.
القضية الفلسطينية فى وجدان سلطان عُمان
ولم يكن مفاجئاً أن تأخذ القضية الفلسطينية، وبشكل خاص الأحداث الفظيعة فى قطاع غزة، حيزاً كبيراً وأساسياً فى جلسة المباحثات الرسمية التى السلطان هيثم بن طارق مع الملك عبدالله الثانى، فقد كانت القضية الفلسطينية على الدوام فى وجدان سلطان عُمان إيمانا منه بعدالتها وإنسانيتها، وتحقيقا لرؤيته السديدة فى أن المنطقة لن تهدأ أو تستقر أو تتقدم دون حل نهائى وعادل لهذه القضية بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وموقف سلطنة عمان من القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف أو انحياز سياسى إنه موقف مبدئى وأخلاقى وقيمى وتصدح به سلطنة عمان فى كل مكان، فى الاجتماعات الثنائية على مستوى القادة أو أمام المؤتمرات الدولية مثل مؤتمرات الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان أو أمام القمة العربية أو على المنابر الدينية والاجتماعية، إنه موقف ثابت ومتناغم.
وتدعم سلطنة عُمان من أجل هذا الموقف الذى يتكئ على حق الشعوب فى استقلالها وفى أوطانها وفى أن تعيش بكرامة على أرضها وتساهم فى البناء الحضارى والإنسانى أى حراك إقليمى أو دولى من شأنه أن ينصف الشعب الفلسطينى الذى تعرض لأسوأ ظلم تاريخى بتواطؤ دولي- مع الأسف الشديد - وذلك لتحقيق أهداف أقل ما يقال عنها أنها ظالمة وتنظر بازدواجية مفرطة.
ترحيب عُمانى ودعم للقضية الفلسطينية فى كل المناسبات والقمم
ورحّبت سلطنة عُمان بالقرار الصادر عن حكومات النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، وأعربت عن أملها بأن تحذو حذوها بقية الدول التى لم تقم بعد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك نصرة لحق الشعب الفلسطينى بنيل الاستقلال والحرية وفقًا للقانون الدولى.
ولعل هذا الاعتراف يأخذ مع التحول الحاصل فى الوعى العالمى تجاه القضية الفلسطينية بعداً أكبر من بعده الرمزى خاصة مع انكشاف حجم الجرم الذى ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى والذى تحول إلى أسوأ عملية إبادة جماعية فى القرن الحادى والعشرين.
وكان واضحاً تطابق الآراء حول القضية الفلسطينية بين القائدين الكبيرين، فكلاهما يعمل من أجل وقف الحرب أولا لأنها حرب ظالمة وخارجة على كل القوانين الدولية ثم لأن وقف الحرب فى هذه اللحظة بات ضرورة إنسانية فى ظل تجاوز عدد ضحاياها 35 ألف شهيد، إضافة إلى الآلاف الذين ما زالوا تحت الركام ومئات الآلاف الذين تم تشريدهم وتهجيرهم من بيوتهم التى سويت بالأرض.
إن دعم سلطنة عمان للقضية الفلسطينية وتصدر موضوعها فى كل المناسبات والقمم التى يعقدها السلطان هيثم بن طارق، دليل واضح على التزام عُمان بالعدالة والسلام والقانون الدولى. ومن خلال الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو، فإن عُمان لا تنحاز إلى تطلعات الشعب الفلسطينى فحسب، بل تعزز أيضًا دورها كمدافع صلب عن السلام والاستقرار فى المنطقة. ويجب على العالم أن يستجيب لهذه الدعوات المطالبة بالعدالة وأن يعمل على إيجاد حل يحترم حقوق الشعب الفلسطينى وكرامته، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه أن يفقد المنطقة استقرارها ويعيدها إلى مربعات التطرف والغلو ويفتح ثغرات أغلقت أمام الإرهاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية السلطان هيثم بن طارق الملك عبدالله القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى هیثم بن طارق سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية السعودي: الفلسطينيون ينتهجون مسارًا إصلاحيًا رغم الظروف الصعبة.. وإسرائيل تُمارس العنف وتُضعف القضية
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية الطارئة بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، الذي عُقد بالأردن، أن المواقف الفلسطينية تتبنى نهجًا إصلاحيًا داخليًا حتى في أصعب الظروف، انطلاقًا من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني أولًا، ومن ثم تجاه جيرانها والمجتمع الدولي.
بن فرحان: أين التزام إسرائيل بحقوق الفلسطينيين؟وطرح الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات خاصة لقناة "العربية"، تساؤلًا مهمًا حول التزام إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنه لا يرى سوى العنف المفرط من قبل قوات الاحتلال، مضيفًا: «ما يحدث في غزة هو حرب إبادة، وفي الضفة الغربية هناك خطوات متتالية تهدف بوضوح إلى إضعاف القضية الفلسطينية».
لأول مرة.. السعودية تطلق طائرة الدرون "صقر" لخدمة الحجاج خلال موسم 2025 الصحة السعودية تطلق خدمة الاستشارات الطبية الافتراضية للحجاج على مدار الساعة بـ7 لغات
وأشار إلى أن مواقف السعودية واضحة في دعم الحل القائم على أساس الدولتين، مؤكدًا ضرورة أن تتبنى الدول الداعمة لهذا الحل مواقف عملية تعزز هذا المسار، مثل الاعتراف بدولة فلسطين، من أجل إرسال رسالة واضحة لإسرائيل بأن عليها الالتزام بإيجاد حلول حقيقية تُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية السعودي عن استغرابه من قرار السلطات الإسرائيلية منع الوفد الوزاري العربي-الإسلامي من الدخول إلى مدينة رام الله الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا التصرف يعكس بوضوح فهم إسرائيل للموقف الدولي، وإصرارها على المضي في سياسات ترفض إيجاد حلول سلمية للصراع.
وأكد أن على الدول التي تعلن دعمها لحل الدولتين أن تُترجم هذا الدعم إلى خطوات عملية، مثل الاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة مستقلة، حتى تكون الرسالة واضحة بضرورة إنهاء الاحتلال، والسير في طريق التعايش والسلام.
بن فرحان: المواقف الأوروبية لا تكفي.. ولا بديل عن حل الدولة الفلسطينيةوفي ختام تصريحاته، شدد وزير الخارجية السعودي على أن المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل لا تكفي، قائلًا: «بصفتنا عربًا ومسلمين، لا يمكن أن نقبل بأي حل لا يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
وجدد الأمير فيصل بن فرحان التأكيد على التزام المملكة العربية السعودية الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، والوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني.