وصفة الرئيس الصيني لفرض السيطرة.. جيش من العيون والآذان
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
لجأ الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إلى وصفة من عهد ماو تسي تونغ، عبر نشر جيش من الآذان والعيون لمراقبة وتعقب السكان وأطفال المدارس والشركات لمنع أي اضطرابات محتملة.
وينقل تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" أن مراكز الشرطة في بكين جدرانها مغطاة بالأوراق عن كل مبنى سكني وتتضمن أسماء وأرقام هواتف ومعلومات عن السكان، وكل ورقة فيها أسماء سكان بألوان ثلاثة: أخضر أو أصفر أو برتقالي.
وبحسب التقرير، الأخضر يعني جدير بالثقة، فيما الأصفر يعني أن الشخص المعني بحاجة إلى الاهتمام، والبرتقالي يتطلب "رقابة صارمة".
وهذا هو نوع الحكم المحلي الذي يريده الرئيس الصيني، حيث يقوم الضباط بدوريات في المباني السكنية للاستماع إلى الجيران في حال كان هناك نزاع.
ويقوم المسؤولون بتجنيد المتقاعدين الذين يلعبون الشطرنج في الهواء الطلق كعيون وآذان إضافية. وفي أماكن العمل، يطلب من أصحاب العمل تعيين "مستشاري سلامة" يقدمون تقارير منتظمة إلى الشرطة.
ولطالما استخدم الحزب الشيوعي الصيني جهاز المراقبة الأكثر شمولا في العالم ضد النشطاء وغيرهم ممن قد يعبرون عن استيائهم، وخلال جائحة فيروس كورونا، وصلت المراقبة إلى نطاق غير مسبوق، حيث تتبعت تقريبا كل السكان في المدن باسم الوقاية من العدوى.
ويسعى شي أن يجعل هذه السيطرة الموسعة دائمة، وأن يدفعها إلى أبعد من ذلك، إذ لم يعد الهدف هو مجرد معالجة تهديدات محددة، مثل الفيروس أو المنشقين، بل لترسيخ الحزب بعمق في الحياة اليومية بحيث لا يمكن لأي مشكلة، مهما بدت بسيطة أو غير سياسية أن تنشأ.
وقد وصف شي هذا الجهد بأنه "تجربة فنغتشياو لعصر جديد". وتم الاعتراف مؤخرا بضاحية تشانغجياوان ببكين في فيديو دعائي باتباع هذا النهج من المراقبة.
وتشير "فنغتشياو" إلى بلدة حيث شجع الحزب في عهد ماو، السكان على "إعادة تثقيف" الأعداء السياسيين المزعومين، من خلال ما يسمى بجلسات النضال حيث تعرض الناس للإهانة والإذلال علنا حتى اعترفوا بجرائم مثل كتابة الشعر المناهض للشيوعية.
ولم يدع شي، الذي يستحضر فنغتشياو بانتظام في الخطب الرئيسية، إلى إحياء جلسات النضال، التي تعرض فيها الجناة المفترضون للضرب أو التعذيب في بعض الأحيان. لكن الفكرة هي نفسها: تسخير الناس العاديين إلى جانب الشرطة لقمع أي تحديات للحزب ودعم شرعية الحزب.
وهي أيضا محاولة لتأكيد إرثه السياسي. وقد أشاد كبار المسؤولين بفنغتشياو كمثال على قيادة شي الحكيمة، في حين وصفها العلماءالصينيون بأنها "نموذج لعرض الحكم الصيني للعالم".
وتعزز الحملة قدرات بكين القمعية في وقت تتصاعد فيه التحديات، إذ مع تباطؤ الاقتصاد الصيني، تزايدت الاحتجاجات على الأجور غير المدفوعة والمنازل غير المكتملة. ودفعت التوترات مع الغرب بكين إلى التحذير من جواسيس أجانب منتشرين في كل مكان. كما شدد الحزب التدقيق في مجموعات مثل النسويات والطلاب ونشطاء حقوق المثليين.
وباسم فنغتشياو، زارت الشرطة التبتيين والأويغور والأقليات الأخرى في منازلهم، وروجت لسياسات الحزب. وطلب من الشركات تسجيل موظفيها في قواعد بيانات الشرطة. وألقى موظفو الحكومة محاضرات "مناهضة للعبادة" في الكنائس.
كما تنشر بكين أعدادا كبيرة من "المتطوعين الأمنيين"، معظمهم من المتقاعدين، خلال الاجتماعات السياسية المهمة أو العطلات. وهم مكلفون بضمان أن تبدو الشوارع منظمة: توجيه المشردين إلى الملاجئ، وتوبيخ أولئك الذين يلقون القمامة وتنبيه الشرطة إذا رأوا متظاهرين مشتبه بهم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هدوء نسبي في كشمير عقب 4 أيام من تبادل هجمات باكستان والهند
عمّت حالة من الهدوء النسبي إقليم "كشمير" المتنازع عليه بين باكستان والهند، عقب أيام من الهجمات المتبادلة بين البلدين، وانتهت بإعلان الولايات المتحدة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكر متحدث باسم الجيش الباكستاني خلال مؤتمر صحفي، أن بلاده قصفت 26 منشأة عسكرية هندية، فيما حلقت عشرات الطائرات المسيرة فوق مدن هندية كبرى، منها العاصمة نيودلهي، في عمليات هجومية السبت.
وعاد الهدوء إلى "كشمير" الخاضع للسيطرة الباكستانية، بعد انتهاء التصعيد العسكري مع الهند، والذي استمر 4 أيام، إلا أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها بالكامل بعد.
وساد الهدوء في المناطق القريب من خط المراقبة بـ"آزاد كشمير"، وهو الأكثر تأثرا بالاشتباكات التي اندلعت إثر الهجوم الهندي على باكستان في 7 أيار/ مايو الجاري، وانتهى السبت باتفاق لوقف إطلاق النار.
وبدأ السكان المحليون يعودون تدريجياً إلى حياتهم اليومية، مع فتح معظم المحلات التجارية.
وأثرت الاشتباكات، التي استمرت 4 أيام بين الهند وباكستان، بشكل كبير على حياة سكان المناطق الواقعة على خط المراقبة.
وتُظهر الأضرار الناجمة عن القصف المدفعي حجم الهجمات الهندية، التي أجبرت بعض السكان إلى النزوح مؤقتاً.
وذكرت مصادر محلية أن ما بين 1500 و2000 شخص نزحوا من المناطق القريبة من خط المراقبة، بسبب الهجمات الهندية.
وأوضحت المصادر أن معظم هؤلاء السكان نزحوا إلى مدينة مظفر آباد، عاصمة آزاد كشمير.
وقال مقصود أحمد، أحد سكان قرية "نوسيري"، القريبة من خط المراقبة، إن الجيش الهندي استهدف قريتهم فجر الأحد، ما أجبر السكان على النزوح.
وكشف أحمد، في حدثيه لمراسل الأناضول، أن الجانب الهندي قصف الليلة الماضية (السبت/الأحد) بعض المناطق رغم وقف إطلاق النار، مؤكدا أن سكان المنطقة يقفون إلى جانب الجيش الباكستاني.
والسبت، أعلنت الهند وباكستان التوصل إلى اتفاق لوقف شامل وفوري لإطلاق النار، بعد وساطة أمريكية، بحسب ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكر نائب رئيس الوزراء الباكستاني، وزير الخارجية محمد إسحاق دار، أن نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة للتهدئة ووقف إطلاق النار بين البلدين.
وفي تصريح لقناة "جيو نيوز" المحلية، أوضح إسحاق دار، أن وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار.
ويأتي الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد أن تصاعدت الأزمة بين البلدين الجارين النوويين بشكل غير مسبوق، بدأت على خلفية توجيه الهند في 7 مايو الجاري ضربات صاروخية استهدفت الأراضي الباكستانية، في أعقاب هجوم نفّذه مسلحون بمنطقة بهلغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، أدى لمقتل 26 شخصا في 22 أبريل/نيسان الماضي.
وقالت نيودلهي إن ضرباتها استهدفت 9 مواقع تابعة لجماعات مسلحة، في حين قالت إسلام آباد إن الضربات أصابت 6 مواقع مدنية وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وأعلنت باكستان أنها أسقطت 5 طائرات حربية هندية، منها 3 من طراز رافال الفرنسية، فيما قالت الهند إنها أسقطت طائرة باكستانية وهو ما نفته إسلام أباد.
وتصاعدت التوترات بعدما تعرّضت 3 قواعد جوية باكستانية منها واحدة قريبة للعاصمة إسلام أباد، إلى ضربات ليلة الجمعة، لتردّ إسلام أباد، فجر السبت، ببدء عملية أطلقت عليها "البيان المرصوص"، مستهدفة أكثر من 20 موقعا عسكريا هنديا في مناطق متعددة، ما أثار مخاوف من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة.
وقالت مصادر أمنية باكستانية إن المواقع المستهدفة تشمل أنظمة دفاع جوي، وقواعد جوية، ومنشآت لتخزين الصواريخ، كما أعلنت باكستان تدمير منظومة "إس400" الروسية الصنع تقدر قيمتها بـ1.5 مليار دولار، بعد ضربها بصاروخ فرط صوتي، فيما نفت دلهي صحة تدميرها.