لغز أقدم تكييف فرعوني.. كيف تعامل المصري القديم مع الموجات الحارة؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
الموجات الحارة في فصل الربيع سواء القصيرة التي لا تتعدى أيام، أو المستمرة بسبب تقلب الطقس في هذا الموسم والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، طرحت في أذهان البعض فكرة كيف كان المصري القديم يقضي يومه في الطقس الحار؟، هل عرف أجهزة التبريد؟، أم خطر بباله أساليب أخرى لتلطيف الأجواء الساخنة؟، وهو ما كشفه الباحث الأثري عماد مهدي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، موضحًا كيف كان المصري القديم يتعامل مع موجات الحر ويتكيف مع البيئة الجافة.
يوصف مناخ مصر بأنه حار جاف صيفًا ودافئ ممطر شتاءً، لكن المصريين قديمًا تحكموا في المناخ بأساليب عبقرية، بحسب مهدي، إذ كانت طبيعة البلاد جافة وبالتالي كان هناك موجات حارة لكن المصري القديم تغلب على صعوبة المناخ بحيل كثيرة، موضحًا: «مكنش زمان الحر موجود زي حاليًا لأنه كان بيحافظ على البيئة، كل بيت في مصر القديمة كان فيه بركة مياه فيها أسماك وورق البردي وزهر اللوتس وتحيط بها الأشجار المتنوعة مثل الجميز، النخيل، الدوم والخروع من كل ناحية، بالطريقة دي كان بيتحكم في المناخ بزرع الأشجار المثمرة وتطويع البيئة والحفاظ عليها».
تطور الإنسان المصري القديم في الهندسة المعمارية، وكان يصمم الغرف بطريقة مكيفة، بحسب«مهدي»: «في معبد دندرة شباك تهوية بمثابة جهاز تكييف بسبب تصميم الشباك ضيق على واسع، ودي طريقة هندسية في البناء كان بيستخدمها عشان تحول الهواء الساخن لبارد، واستخدمت الشبابيك في كتير من البيوت، وكان يجري بناء المنازل من الطوب اللبن لامتصاص الحرارة».
بجانب الوسائل السابقة، تميز المصري القديم بمعرفة الملابس المناسبة لفصل الصيف، فكان يرتدي الملابس الفضفاضة البيضاء: «معظم الآثار بتجسد ملابس المصري القديم، كان اللبس في الصيف أبيض فضفاض، وكان دايمًا بيظهر بالزي الصيفي لأنه بيعكس أجمل صورة للتناسق الجسدي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تكييف المصري القديم الموجة الحارة المصری القدیم
إقرأ أيضاً:
تلسكوب جيمس ويب يرصد أقدم مستعر أعظم في تاريخ الكون ويكشف تفاصيل المجرة المضيفة
تمكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي، بالتعاون مع مجموعة من المراصد الدولية، من رصد مستعر أعظم عمره 13 مليار سنة، وهو أقدم انفجار نجمي من نوعه يتم تسجيله حتى الآن.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) يوم الثلاثاء عن هذا الاكتشاف، الذي يسلط الضوء على النجوم والمجرات في مرحلة مبكرة جدًا من تاريخ الكون، حين كان عمره 730 مليون سنة فقط بعد الانفجار العظيم.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد أن كان أقدم مستعر أعظم معروف سابقًا يعود لعمر الكون 1.8 مليار سنة، مما يعني أن هذا المستعر الجديد يسبق سابقه بما يزيد عن مليار سنة.
وقد أتاح تلسكوب جيمس ويب، بفضل تقنياته المتقدمة، رصد المجرة المضيفة لهذا الانفجار، وهو ما يوفّر للعلماء فرصة فريدة لدراسة خصائص النجوم والمجرات في العصور الأولى من الكون.
ويظهر المستعر الأعظم في الصور التي التقطها التلسكوب على شكل نقطة حمراء صغيرة داخل مربع مُكبّر على يمين الصورة، وعُرف باسم GRB 250314A.
وتُظهر الصورة المحيطة مئات المجرات بأشكال وأحجام مختلفة، بينها مجرة حلزونية كبيرة تقع إلى يسار مركز الصورة، وهو ما يعكس تنوع البنى المجرية حتى في المراحل المبكرة للكون.
وأشار أندرو ليفان، أحد الباحثين المشاركين، إلى أن هذا الرصد يثبت قدرة تلسكوب جيمس ويب على اكتشاف نجوم فردية منذ أن كان عمر الكون نحو 5% فقط من عمره الحالي.
وقال: "خلال الخمسين عامًا الماضية، تم رصد عدد قليل جدًا من انفجارات أشعة غاما في المليار سنة الأولى بعد الانفجار العظيم، وهذا الحدث نادر للغاية ومثير جدًا."
ولم تكن خصائص هذا المستعر الأعظم مختلفة بشكل كبير عن المستعرات العظمى الحديثة، رغم التوقعات السابقة بأن النجوم المبكرة كانت أكثر ضخامة وأقل احتواءً على العناصر الثقيلة، وربما تختلف عن النجوم المعاصرة.
وقال نيال تانفير، المؤلف المشارك في الدراسة: "بدأنا البحث بعقول متفتحة، ووجدنا أن هذا المستعر يشبه تمامًا المستعرات العظمى القريبة التي نراها اليوم."
وشارك في هذا الرصد سباق دولي متكامل، بدأ برصد مرصد نيل جيريلز سويفت التابع لناسا لمصدر الأشعة السينية، مما ساعد تلسكوب جيمس ويب على تحديد موقع الانفجار بدقة، ثم شارك التلسكوب البصري الشمالي في جزر الكناري بإسبانيا، وامتد التحديد إلى التلسكوب الكبير جدًا في تشيلي، الذي قدّر عمر المستعر بـ 730 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، كل ذلك خلال أقل من 17 ساعة من اكتشاف الإشارة الأولية.
وتم منح فريق البحث ساعات إضافية لاستخدام تلسكوب جيمس ويب لدراسة انفجارات أشعة جاما الأخرى في الكون المبكر، إلى جانب دراسة المجرات التي تقع خلف هذه الانفجارات.
ويتوقع الباحثون أن يساعد هذا التوهج المستعر الأعظم في تحديد بصمات المجرات البعيدة وفهم تطورها المبكر، بما يعزز من قدرة العلماء على فهم الكون في مراحل نموه الأولى.
ويمثل هذا الاكتشاف قفزة نوعية في دراسة النجوم والمجرات القديمة، ويؤكد الدور الفاعل لتلسكوب جيمس ويب كأداة لا غنى عنها في استكشاف أسرار الكون المبكر، وفهم أصل النجوم والمجرات التي شكلت البنية الكونية التي نراها اليوم.