أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية بمواقفها في مختلف محطات عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023م، أنها شريك فاعل في قتل الفلسطينيين ومأساتهم الممتدة لعقود.

اصطفت أمريكا إلى جانب إسرائيل في مختلف المحافل الدولية واتخذت قرارات بالفيتو في مجلس الأمن، ووقفت ضد قرارات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات ضد محاسبة حكومة نتنياهو وقادة جيشه حول المجازر الدموية، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك باستمرار إمدادات السلاح والذخائر الأمريكية لجيش الاحتلال.

ويؤكد خبراء عسكريون أن الولايات المتحدة أمدت إسرائيل في حربها على الفلسطينيين، بالمعلومات اللوجستية والاستخباراتية اللازمة، كما وفرت غطاء سياسيا وإعلاميا ضد ملاحقة جنرالات جيش الاحتلال الدمويين، والمسؤولين بشكل مباشر عن مجازر ارتكبوها بحق الفلسطينيين، لدرجة نفي الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته لحقيقة عدد من المجازر.

وحتى بعد زيادة الضغوط الشعبية على العملية الإسرائيلية في قطاع غزة وما ظهر من تراجع موقف الولايات المتحدة من الدعم المطلق للعملية الإسرائيلية، إلا أن حقيقة الموضوع غير ما تعلن عنه أمريكا.

فقد حاولت أمريكا إظهار معارضتها لشن إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح واحتلال المدينة، غير أنها لم تعلن أنها ضد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى رفح، وتختلف مع إسرائيل فقط على طريقة الدخول.

وبحسب الخبراء العسكريين فإن الطريقة التى تتعامل بها الإدارة الأمريكية فى قضية رفح أوضح دليل على أكبر عملية خداع وتضليل تمارسها واشنطن بحق الفلسطينيين والعرب، بل بحق شعوب العالم التى تعارض العدوان الإسرائيلى والدعم الأمريكى المفتوح له طوال الوقت.

ويؤكد الخبراء أن أمريكا لا تعارض أى عملية عسكرية إسرائيلية فى رفح من حيث المبدأ، بل تختلف فقط على طريقة التنفيذ، كما أن الولايات المتحدة لا تعارض أى عمليات عسكرية محدودة أو متوسطة فى رفح، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة لم تصدر حتى بيان واحد يرفض أو يستنكر استيلاء قوات الاحتلال للجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل المدينة، الأمر الذى أدى إلى توقف دخول المساعدات من مصر، حيث يصعب تماما تأمينها وسط العمليات العسكرية وخوفا من أن يكون ذلك لتثبيت خطط نتنياهو هناك.

للمزيد.. مراقبون طالبوا الجنائية الدولية باعتقال بايدن.. واشنطن الداعم الأول للإرهاب في العالم

ولفت الخبراء إلى أن إسرائيل وبمشورة أمريكية غيرت تكتيكها فى رفح، وتمارس سياسة التحرك الهادى والقضم خطوة خطوة، حتى لا تثير غضب الرأى العام العالمى.

حقائق وأحداث تثبت أن الولايات المتحدة لا تختلف مع إسرائيل على قتل الفلسطينيين أو تدمير بيوتهم، تختلف فقط على الطريقة الغاشمة، وكثرة المشاهد الصادمة التى كانت سببا فى إثارة احتجاجات طلاب الجامعات العالمية خصوصا الأمريكية، مما قد يؤثر على فرص بايدن الانتخابية.

ورغم محاولات بعض قادة الإدارة الأمريكية تجميل الصورة الأمريكية المشوهة لدى الشعوب العربية والإسلامية، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنه لولا أمريكا لما كان بإمكان الكيان الاسرائيلي ان يتمادي في سفك دماء الفلسطينيين دون أن يجرؤ العالم على أن يقول له كفى.

تحذيرات المسؤولين في الإدارة الأمريكية وتحذيراتها المتكررة من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، هدفها منع العرب والمسلمين من الضغط لوقف العدوان، ودليل على تخوفات واشنطن على الكيان الاسرائيلي.

مشاركة أمريكا المباشرة، في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وكل فلسطين، كشفت أمام العالم أجمع، وخاصة أمام الراي العام الغربي، زيف وتهافت وكذب كل شعارات أمريكا والغرب عن القانون الدولى، وحقوق الإنسان، والعدالة، وحرية التعبير، والتي رفعها الغرب خلال العقود الماضية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: أن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مجزرة مروعة برفح.. الاحتلال يقتل أكثر من 20 فلسطينيا قرب موقع للشركة الأمريكية

استشهد 20 فلسطينيا  على الأقل، وأصيب 150 آخرون بإطلاق نار من آليات الاحتلال على الفلسطينيين قرب موقع مساعدات أمريكية غرب رفح جنوبي قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام أن قوات الاحتلال استهدفت فلسطينيين أثناء توجههم لتسلّم مساعدات من نقطة توزيع الشركة الأمريكية في مواصي رفح.

وقالت  وزارة  الصحة في غزة، إن 21 شهيدا و5 حالات موت سريري و30 إصابة "خطيرة جدا" وصلت إلى المستشفيات ضمن 179 ضحية لمجزرة الاحتلال قرب مركز لتوزيع المساعدات برفح.

وفي موقع تسليم "نتساريم" شمال منطقة النصرات وسط القطاع، تكرر مشهد القتل، بعد أن فتحت قوات الاحتلال النار على حشود من المجوعين، كانوا قد قدموا إلى مركز التوزيع، لاستلام المساعدات المزعومة. ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات.

#عاجل

22 قتيلا و120 جريحا برصاص الجيش الإسرائيلي أمام نقاط المساعدات بمدينة رفح . pic.twitter.com/DTwlYcv2S4 — روسيا | ????????RUSSIA NEWS (@RUSSIA_NEW5) June 1, 2025
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت ارتفاع عدد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى 17 شهيدا و86 مصابا و5 مفقودين حتى أول أمس الجمعة.

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال حول مواقع تسليم المساعدات الأمريكية- الإسرائيلية، إلى مصائد للموت والقتل الجماعي.

وقال المكتب في بيانه، إن ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسراً في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسياً من الاحتلال والإدارة الأمريكية، التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم.

وشدد الكتب على أن مشروع "المساعدات عبر المناطق العازلة" هو مشروع فاشل وخطير، يشكّل غطاءً لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية، ويُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم "الاستجابة الإنسانية"، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة.

وحمل بيان المكتب، الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن المجازر المستمرة في مواقع توزيع "المساعدات" التي تُنفذ تحت غطاء إنساني كاذب، كما حمّله ومعه الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب على غزة.

ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.


وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبدأ الاحتلال في 27 من أيار/ مايو تنفيذ خطة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، لتوزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.

ويتم توزيع المساعدات في ما تُسمى المناطق العازلة جنوبي غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجياع، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار، مخلفا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجياع في القطاع.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • مسرور بارزاني: بدأنا شراكة إستراتيجية مع أمريكا لتحويل كوردستان لمركز طاقة وابتكار
  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • أطباء بلا حدود: البداية الكارثية لتوزيع الغذاء تثبت أن الخطة الأميركية غير مجدية
  • مجزرة مروعة برفح.. الاحتلال يقتل أكثر من 20 فلسطينيا قرب موقع للشركة الأمريكية
  • مجزرة مروعة في رفح.. الاحتلال يقتل 30 فلسطينيا قرب موقع للشركة الأمريكية
  • مجزرة مروعة في رفح.. الاحتلال يقتل 30 فلسطينيا قرب موقع للمساعدات الأمريكية
  • مجزرة مروعة في رفح.. الاحتلال يقتل 20 مدنيا قرب موقع للمساعدات الأمريكية
  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين