سودانايل:
2025-07-29@21:07:37 GMT

ميثاق نيروبي.. المغزى في الحدث أم في النصوص؟

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

بقلم: كتب إبراهيم سليمان
في رده على انتقادنا توقيع حركتهم، اتفاق سياسي، مع الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح جعفر الميرغني، رئيس الحرية التغيير ــ الكتلة الديمقراطية، رغم علمهم أنهم ضمن جوقة المحرضين على تقويض الحكومة المدنية الانتقالية بقيادة د. عبدالله حمدوك، وأن حزب جعفر الميرغني ضمن المؤيدين لانقلاب الـ 25 من أكتوبر، والمساندين للجيش السوداني في حرب 15 أبريل، قال الأستاذ محمد الناير (بوتشر) الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، قال: "السياسية دروبها كثيرة".

نحاول أسقاط هذه الاستراتيجية على ميثاق نيروبي الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بين كل من رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية "تقدم"، رئيس الوزراء السوداني السابق، د. عبد الله حمدوك، ورئيس "حركة تحرير السودان"، عبد الواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية ــ قطاع الشمال وعبدالعزيز الحلو، كلٍ على حده، في العاصمة الكينية نيروبي مؤخرا، وهو إعلان سياسي لوقف الحرب وترتيبات تأسيس السلطة المدنية في السودان بالتعاون مع الجهود الدولية والإقليمية، بما في ذلك منبر جدة.
أهم بنود ميثاق نيروبي، تتمثل في تأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة، وفقاً للمعايير المتوافق عليها دولياً، تفضي إلى جيش مهني قومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية وطنية جديدة، يلتزم بحماية الأمن الوطني وفق الدستور، أي أن الميثاق تجاوز مرحلة إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية، وتمسك بالتأسيس، والتأكيد على الحكم الفدرالي، إما تمسك الحركات بالنهج العلماني وتثبيت حق تقرير المصير، فليس بجديد.
رغم أن دروب السياسة كثيرة ومتشعبة، كما ذكر الأستاذ محمد الناير، إلا أننا نرى أن إصرار رئيس حركة تحرير السودان الأستاذ عبدالواحد على توقيع د. حمدوك بصفته الشخصية، وهو في حقيقته رئيس تنسيقية "تقدم" تحصيل حاصل، وشرط شكلي، وذات الشيء ينطبق على توقيع الحركة بياناً سياسياً مع السيد جعفر الميرغني بصفته نائباً لرئيس الحزب الاتحادي وليس رئيساً لتحالف الكتلة الديمقراطية. كما نرى عدم اعتراف الأستاذ عبدالواحد بالحكومة المدنية الانتقالية عقب ثورة ديسمبر غير مبرر، للإجماع الشعبي والواسع لتلك الحكومة، رغم الإخفاقات اللاحقة. ثم أن د. حمدوك إن لم يكن رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية، ولم يكن رئيسياً لتنسيقية "تقدم"، ليس لديه صفة أخرى تؤهله لتوقيع بيان سياسي مع حركة ظلت تكافح لما يقارب الثلاثة عقود، ولم يكن شيئا مذكورا، رغم احترامنا له.
يبدو لنا أن الدروب السياسية التي تسلكها حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور، دورب ملتوية وغير سالكة، تكتنفها المراوغة الاستعراض السياسي. وأن الحركة لا زالت تراوح مكانها، بشأن الأوضاع المتدهورة بتسارع في البلاد، والمأمول منها أن تكون أكثر إيجابية.
ويبدو للمراقب، أن أهمية ميثاق نيروبي يكمن في توقيته، حيث فشلت مفاوضات الشأن الإنساني بين الحركة الشعبية بقيادة الحلو والفريق شمس الدين الكباشي ممثلا للجيش السوداني، بسبب تمسك الحركة الشعبية السعي للوصول إلى حل قومي يستفيد منه المتضررون والعالقون في مناطق الحرب في كافة أنحاء السودان، واشتراطها مشاركة قوات الدعم السريع في المفاوضات، حسب تصريح نسب لوزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم.
وما يزيد من أهمية ميثاق نيروبي، أنه تم التوقيع عليه في ظل حدة الاصطفاف السياسي بين مكونات المشهد السوداني، حيث انحازت حركتيّ العدل والمساواة السودانية بقيادة د. جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور السيد مني أركو مناي بالإضافة للشيخ موسى هلال رئيس حرس الحدود السابق إلي صف الجيش السوداني.
ورغم المسميات والصفات التي تم التوقيع بموجبها، فإن ميثاق نيروبي يصب في صالح تنسيقية "تقدم" والتي لها كيمياء مشتركة مع قوات الدعم السريع منذ الاتفاق الإطاري.
ومما يرجح أهمية مغزى ميثاق نيروبي على مضمون نصوصه، توقيت التوقيع عليه، قبيل الانعقاد المزمع للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية تقديم خلال الأسابيع القليلة القادمة، وبإمكان د. حمدوك لأن يلوح لرموز تنسيقية "تقدم"، أن موقف الزعيمين في جيبه، غض النظر عن الصفة التي وقع بها معهما.
لن يجد المراقب صعوبة، في استخلاص أن ميثاق نيروبي الموقع بين الدكتور عبدالله حمدوك من جهة، والأستاذين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور، باعدت المسافة بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والجيش السوداني، بينما كانت التوقعات تشير إلى التقارب من خلال مفاوضات جوبا للشأن الإنساني، والتي قصدت بها تحييد الحركة. وإن الأستاذ عبدالواحد بات أقرب لتقديم في أديس أبابا من د. جبريل ومني في الفاشر، رغم أن القائد كرجكولا لا يزال هناك بقواته المحسوبة لحركة عبدالواحد نور. أي أن كفة التحشيد راجحة على كفة مضمون الميثاق وجدلية نصوصه.
مما لا شك فيه، أن ميثاق نيروبي، يعتبر تعزيز مهم لجهود وقف الحرب، وتوسيع لمظلة المكونات الداعية لإنهاء حكم العسكر، وتأسيس الحكم المدني ــ الديمقراطي.
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 151//

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حرکة تحریر السودان الحرکة الشعبیة محمد نور

إقرأ أيضاً:

أوزين معلقا على رفض "تأسيس" حزب الحركة الديموقراطية الشعبية..ما نطالب به فقط هو بعض الإبداع في الاسم!

أصدرت المحكمة الإدارية بالرباط حكما قطعيا يقضي برفض التصريح بتأسيس حزب الحركة الديموقراطية الشعبية، الذي يتزعمه  القيادي المنشق عن الحركة الشعبية محمد الفاضيلي .

محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، صرح معلقا على القرار، بقوله: »إنه  ما من إشكال في تأسيس حزب جديد..كل ما نطالب به هو بعض الإبداع في الاسم! ».

وأضاف أوزين في تصريح خص به »اليوم 24″، إنه لا يمكن تسمية المشروع الجديد انشقاقا عن حزب الحركة الشعبية لأن الحزب المراد تأسيسه لا يتضمن أعضاء من المكتب السياسي أو من البرلمان بغرفتيه.

وحول اتخاذ هؤلاء الأعضاء قرار مغادرة حزب الحركة الشعبية وتأسيس حزب جديد، أوضح أوزين أن الخلاف جاء إثر عزل أحد الراغبين في تأسيس الحزب الجديد من البرلمان والجماعة التي كان يترأسها.

واعتبر أوزين بأن تأسيس الحزب الجديد ليس أكثر من محاولة تصفية حسابات ضيقة.

وفي تصريح ل “ال يوم24″ أكد محمد الفاضيلي أحد قادة المشروع الجديد أن السبب في رفض تأسيس الحزب يكمن في اسمه.

وحول النية في استئناف تأسيس الحزب أكد الفاضيلي أنه سيجري اجتماعا بمعية قادة المشروع من أجل تدارس الخطوات المقبلة واتخاذ قرار استمرار طلب تأسيس الحزب من عدمه.

وبخصوص دواعي الرغبة في إنشاء حزب جديد من طرف أعضاء كانوا منتمين لحزب الحركة الشعبية أوضح المتحدث ذاته أنه كان هناك خلاف عميق حول طريقة الترافع أمام الحكومة الحالية، مشيرا إلى أن البعض هدف فقط إلى تحقيق مصالحه الشخصية، و مؤكدا أن حزب « السنبلة » لم يعد يقوم بدوره كحزب في المعارضة.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت شهر ماي الماضي عن تسلمها ملفا رسميا لتأسيس حزب جديد تحت مسمى « الحركة الديمقراطية الشعبية ».

كلمات دلالية الحركة الديموقراطية الشعبية الحركة الشعبية المحكمة الادارية محمد الفاضلي

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة يلتقي “محمد بلعيش” ممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • مسيرة بجامعة ذمار تأييداً للخطوات التصعيدية للقوات المسلحة
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد في حكومته
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»
  • أوزين معلقا على رفض "تأسيس" حزب الحركة الديموقراطية الشعبية..ما نطالب به فقط هو بعض الإبداع في الاسم!
  • لن نفرط.. وزير “المعادن” السوداني يعلن الحرب على مهربي الذهب
  • بالأسماء.. ننشر تفاصيل الحركة العامة لضباط الشرطة بكفر الشيخ
  • انفصال فعلي".. حميدتي يعلن حكومة ومجلسا رئاسياً من قلب دارفور ويصعّد التحدي للجيش السوداني!
  • “تأسيس” يعلن عن حكومة موازية برئاسة حميدتي.. والتعايشي رئيسًا للوزراء