عربي21:
2025-05-11@18:55:59 GMT

تأثير غياب عبد اللهيان سياسيا على الحوثيين

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

عُرف عن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، الذي توفي مؤخرا، التزامه بنهج اللواء قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" السابق، في دعم "محور المقاومة" الذي يضم حلفاء طهران في الشرق الأوسط مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، حتى أن برلمانيا إيرانيا وصفه بأنه "سليماني آخر في الدبلوماسية".



ومع رحيله، يجادل البعض بأنه لن يكون هناك تأثير على الحوثيين كما غيرهم من الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة، على اعتبار أن هذه سياسة النظام الإيراني نفسه لتعزيز نفوذه الإقليمي، في المقابل يرى آخرون أن غياب عبد اللهيان يعني خسارة داعم رئيس لهم في دوائر السلطة التنفيذية للنظام الإيراني.

بعد تأكيد وفاة عبد اللهيان والرئيس إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيتهما، أعلن الحوثيون الحداد وإن بشكل غير معلن؛ من خلال تأجيل الاحتفال بالعيد الرابع والثلاثين لتوحيد اليمن الذي صادف الأربعاء الماضي، حتى انتهاء الحداد الرسمي في إيران.

علاقة مبكرة وأدوار متعددة

عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والسلطة بالقوة في ٢١ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٤، اعتبرت طهران ذلك امتدادا طبيعيا لثورتها. وفي ذلك الوقت كان عبد اللهيان نائب وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، وهو المنصب الذي سمح له بتعزيز العلاقة مع الحوثيين مبكرا وإدارة مهمة تحرير الدبلوماسي الإيراني المختطف حينها، نور أحمد نيكبخت، من خلال عملية معقدة شارك فيها عناصر من الأمن والاستخبارات الإيرانيين، وكانت تلك الأولى من نوعها على الأرض في اليمن.

وبعد تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، أصبح عبد اللهيان المدافع الشرس عنهم وصوتهم الدبلوماسي في مواجهة الدبلوماسية السعودية، وكان يتحدث بثقة بأن الرياض ستفشل وتبنّى سردية تربط بين تدخلها وزيادة الإرهاب.

وخلال بحثي في وسائل الإعلام الإيرانية مثل وكالات مهر وإرنا وفارس وتسنيم وقناة العالم، في الفترة ما بين سيطرة الحوثيين على صنعاء وحتى تعيين عبد اللهيان وزيرا للخارجية في ٢٠٢١، وجدت أنه كان أكثر مسؤول إيراني يتحدث في الشأن اليمني وكانت مواقفه أقوى بكثير من مواقفه سلفه آنذاك جواد ظريف، وكان يحرص في مقابلاته الصحفية وأنشطته السياسية واتصالاته الدبلوماسية على الدفاع عن الحوثيين بوصفهم مظلومين، ويتبنى أجندتهم على المستوى الإقليمي والدولي.

ويمكن تلخيص مضامين تلك المواقف في ثلاثة عناصر؛ الأول البعد القانوني الذي يستهدف ضرب مشروعية التدخل السعودي واعتباره "عدوانا"، والثاني البعد الاقتصادي الإنساني وهو إبراز قضية "الحصار"، والثالث البعد الحقوقي ويتعلق بالانتهاكات والجرائم التي تطال المدنيين بسبب القصف الجوي.

وبعد توليه وزارة الخارجية، أعلن عبد اللهيان اعتزامه تعيين سفير جديد لبلاده في اليمن بعد وفاة السفير السابق حسن إيرلو، في خطوة كانت تهدف لدعم الحوثيين، لكن هذا لم يحدث بعد ذلك لأسباب غير معروفة.

وفي ذلك الوقت، أبلغ البرلمان أنه يتطلع "إلى تعزيز إنجازات محور المقاومة. نحن فخورون بدعم حلفائنا"، وكان هذا التوجه يعكس التزامه بنهج سليماني في صياغة السياسة الخارجية للبلاد، انطلاقا من قناعته بأن الدبلوماسية اعتمدت دائما على جهود سليماني في الميدان التي جلبت الأمن والنفوذ لبلاده.

ذات يوم وصف عبد اللهيان نفسه بـ"جندي سليماني"، وتفاخر بأنه في كل مرة يذهب إلى دولة ما كمبعوث دبلوماسي وتفاوضي، فإنه يتشاور أولا معه للحصول على التوجيه اللازم. وكان معروفا عنه قربه من المرشد والحرس الثوري، ونتيجة لذلك سيكون لغيابه "تبعاته الإقليمية والدولية بشكل أو بآخر"، بحسب صحيفة مقربة من حزب الله.

وفي هذا السياق، سألتُ مصدرا حوثيا اشترط عدم ذكر اسمه، عن تأثير رحيل عبد اللهيان عليهم، فأجاب: "لا شك أنه سيترك أثرا وسنفتقد دوره السياسي الذي لطالما حمل قضية اليمن في أجندته الدبلوماسية، لكننا نعتقد أنه تأثير مؤقت لحين إجراء انتخابات، كما أن علاقتنا بإيران لا تتوقف على أشخاص رغم تقديرنا لدعمهم لنا، وإنما على النظام كمؤسسات".

فقدان داعم رئيسي

قاد عبد اللهيان حراكا دبلوماسيا مكثفا لإيقاف الحرب في اليمن، وعقد اجتماعات مع قيادات الحوثيين أكثر من سلفه ظريف، سواء في سلطنة عمان أو في طهران، وأشاد بما يقومون به في البحر الأحمر باعتباره دعما لغزة، وانتقد القصف الأمريكي البريطاني على اليمن على خلفية ذلك واعتبره انتهاكا لقرارات مجلس الأمن.

ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، إن الحوثيين "يخسرون داعما رئيسيا لهم في دوائر المؤسسة التنفيذية الإيرانية، وهم المليشيا الطارئة في محور المقاومة التي تحاول التشبث بهذا المحور للحصول على مزيد من المكاسب".

ويلفت الانتباه في حديثي معه إلى أنه على مدى سنوات الحرب كان عبد اللهيان ملجأ الحوثيين في إيران، وهو أول المسؤولين الذين يستقبلونهم وآخر مسؤول تتم مقابلته قبل مغادرة طهران، بالنظر إلى تولّيه ملف اليمن ودعم الحوثيين دبلوماسيا في مناصبه المختلفة.

استبعاد التأثير السياسي

وعلى العكس من ذلك، يستبعد الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، أن يؤثر غياب عبد اللهيان أو حتى رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية على اليمن وبقية مناطق نفوذ طهران في المدى المنظور، ويدلل على ذلك بـ"عدم حدوث أي تأثير بعد مقتل قاسم سليماني الذي كان يلعب دورا كبيرا في ترسيخ نفوذ طهران الإقليمي والتنسيق بين حلفائها ومنهم الحوثيون".

ويؤكد أن الذي يشكل السياسة الخارجية هو المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الذي يضطلع بدور المنفذ لهذه السياسة في اليمن وغيرها من مناطق النفوذ.

ويستدرك الباحث قائلا: "لكن بطبيعة الحال ما جرى في إيران بدأ يطرح تساؤلات حول ما إذا كان مقتل رئيسي نتيجة لمؤامرة داخلية وعمّا إذا كان مؤشر على صراع أجنحة داخلية لأن سيناريو من هذا القبيل قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في الداخل، وهذه الحالة ستنعكس بدورها على السياسة الخارجية في المنطقة لا سيما في اليمن. لكن حتى لو كان هناك صراع أو تنافس أجنحة داخلية ففي نهاية المطاف من يرسم السياسة هو المرشد والحرس الثوري ينفذها، وبالتالي من غير المتصور أن تتغير هذه الديناميكيات التي تشكل السياسة الخارجية فيما يتعلق باليمن".

وعلى عكس حلفاء طهران في لبنان أو العراق الذين يشكلون جزءا من حكوماتهم المعترف بها دوليا والتي لديها تمثيل دبلوماسي يدافع عنهم إقليميا ودوليا، لا أحد يعترف بسلطة الحوثيين دوليا سوى إيران، ولذلك هم بحاجة دبلوماسية عبد اللهيان النشيطة أكثر من غيرهم، وهذا هو التأثير السياسي عليهم في الوقت الراهن وسيتحدد أكثر في هوية من سيخلفه بعد الانتخابات.

x.com/mareb_alward

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني عبد اللهيان اليمن الحوثيين إيران اليمن الحوثيين عبد اللهيان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة عبد اللهیان فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مصر أكتوبر: الرئيس السيسي يرسخ مكانة مصر في السياسة الدولية

قال المهندس أحمد حلمي، نائب رئيس حزب مصر أكتوبر والأمين العام للحزب بالإسكندرية، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر في موسكو، إلى جانب 29 رئيس دولة، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، وتجسد تقدير المجتمع الدولي لمكانة مصر ودورها المحوري في محيطها الإقليمي والدولي.

المشاركة التاريخية تأتي في توقيت بالغ الدقة

وأوضح حلمي في بيان له، أن هذه المشاركة التاريخية تأتي في توقيت بالغ الدقة وسط أوضاع دولية وإقليمية شديدة التوتر، أبرزها التصعيد في الأراضي الفلسطينية والأزمات المتصاعدة في عدة مناطق، ما يجعل من مشاركة الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولي رسالة سياسية واضحة على أهمية مصر كطرف فاعل وشريك يحظى بالثقة والاحترام.

السياسة الخارجية المصرية المنفتحة

وأضاف أن هذه الزيارة تمثل امتداداً طبيعياً للسياسة الخارجية المصرية المنفتحة على العالم، التي تقوم على الاحترام المتبادل والثوابت الوطنية، مؤكداً أن النهج المتزن الذي يتبعه الرئيس السيسي يعزز من مكانة مصر كعنصر استقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار حلمي إلى أن العلاقات بين القاهرة وموسكو ليست وليدة اللحظة، بل تضرب بجذورها في التاريخ، بدءًا من التعاون في بناء السد العالي، وصولاً إلى الشراكات الحالية في مجال الطاقة، وعلى رأسها مشروع محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس.

الرئيسان السيسي وبوتين يؤكدان عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسياالرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مع نظيره الروسي على هامش الاحتفال بعيد النصر بموسكو |فيديو

وأكد أن هذه الزيارة تمثل فرصة قوية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة بعد نمو حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا، فضلا عن الطفرة الكبيرة في حجم الاستثمارات الروسية في مصر، ما يؤكد على متانة العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية.

وشدد نائب رئيس حزب مصر أكتوبر على أن اللقاءات الرئاسية المتواصلة التي يعقدها الرئيس السيسي مع قادة وزعماء العالم تؤكد أن مصر لم تعد مجرد طرف في معادلات السياسة الإقليمية، بل أصبحت رقماً فاعلاً لا يمكن تجاوزه في صياغة القرارات المصيرية، مضيفاً أن هذه المكانة هي نتاج لرؤية سياسية حكيمة تنتهجها الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، تقوم على تحقيق الأمن والسلام والتنمية.

طباعة شارك السيسي الرئيس السيسي مجلس النواب البرلمان اخبار

مقالات مشابهة

  • هل ستملي دول الخليج على ترامب شكل السياسة الخارجية؟
  • بعد حادث معرض القطامية.. القيادة تحت تأثير المخدر تقودك إلى خلف القضبان
  • معاريف: هل باع ترامب إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية مع الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • تأثير العمل ليلا على الصحة
  • سيارتك غرزت يا اخي تغريدة لسفارة أمريكا في اليمن تثير غضب الحوثيين
  • طوابير خانقة وأسعار مضاعفة وسط غياب الحلول..أزمة وقود خانقة تضرب مناطق الحوثيين في اليمن
  • ترامب اوقف تحركاً دولياً قبيل الغارات الجوية كان يهدف الى بدء عملية سياسية قائمة على تقاسم السلطة في اليمن بين الحوثيين والشرعية.. عاجل
  • ترامب يُحدث زلزالاً سياسياً ..إعلان مرتقب لدولة فلسطينية
  • مصر أكتوبر: الرئيس السيسي يرسخ مكانة مصر في السياسة الدولية
  • برلمانية: السياسة المصرية الخارجية متوازنة مع كل القوى العالمية