خبراء: نتنياهو يبحث عن فيتو أميركي جديد من خلال العودة لمفاوضات الأسرى
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجبرا على الذهاب إلى مفاوضات جدية مع المقاومة الفلسطينية ليس بحثا عن أسراه بل سعيا لتحصيل فيتو أميركي جديد أمام مجلس الأمن الدولي لوقف تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الخاص بوقف عمليته العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما يقول خبراء.
فقد سلَّمت إسرائيل -كما يقول موقع أكسيوس الإخباري- الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة مقترحا جديدا يتضمن إمكانية بحث التوصل لما تسميه "الهدوء المستدام"، وهي خطوة يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إنها جاءت بسبب حاجة نتنياهو لفيتو أميركي أمام مجلس الأمن خلال الفترة المقبلة من أجل التصدي لقرار محكمة العدل الدولية.
وإلى جانب ذلك، يؤكد جبارين -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن الظروف مختلفة هذه المرة ولا تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالتلاعب ووضع العراقيل أمام أي اتفاق؛ لأن الضغوط الدولية والداخلية والميدانية لا تقف في صف إسرائيل.
ويرى جبارين أن إسرائيل تريد إعادة الأسرى والإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرا إلى أنها ستحاول الإطاحة بنتنياهو بين هذين الهدفين لأن الهدنة المقترحة تصل مدتها إلى 140 يوما بينما الإطاحة برئيس الحكومة يحتاج 120 يوما في الكنيست وبعدها تعود إسرائيل للحرب بحثا عن النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو.
المقاومة أقوى مما كانتفي المقابل، يعتقد الباحث السياسي سعيد زياد أن المقاومة لن تعود إلى المفاوضات بنفس المرونة السابقة؛ "لأنها كانت ترغب في وقف عملية رفح وهو ما لم يحدث كما أنها لم تعد تضمن الجانب الأميركي"، حسب قوله.
كما أن الصمود الكبير الذي تبديه المقاومة في رفح والضربات القاصمة التي توجهها للجانب الإسرائيلي وخصوصا ما يتعلق بأسر جنود جدد، سيدفعها لعدم تقديم تنازلات قدمتها في المفاوضات السابقة، كما يقول زياد.
ويعتقد زياد أن المقاومة أصبحت محط إجماع شعبي أكثر مما كانت في أول الحرب، وأنها "تمتلك مخزونا بشريا هائلا يمكنه تعويض أي عدد من الشهداء"، وبالتالي فهي "قادرة على البقاء تحت الأرض أكثر من قدرة إسرائيل على البقاء فوق الأرض"، حسب تعبيره.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو -برأي زياد- "يتعامل مع التفاوض من أجل التفاوض وليس من أجل الحل لأنه يريد كسب الوقت أملا في كسر حماس من جهة، وكشف قوتها عسكريا وسياسيا في الداخل والخارج من جهة أخرى، وهو يريد من الوسطاء أن يعملوا لصالحه".
فيما يشكك أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب بوجود عرض إسرائيلي جاد بشأن التوصل لهدوء مستدام، مشيرا إلى أن غالبية هذه التسريبات تخرج من مكتب نتنياهو.
ويضيف أيوب أن "نتنياهو أدرك أن استعادة الأسرى ضرورة إستراتيجية، لكن هذا لا يعني أنه لن يعود للحرب مجددا، فضلا عن أن الخلاف السياسي الهائل بشأن ما سيكون عليه القطاع بعد الحرب يحول دون التوصل لتوافق على وقف القتال".
الوسطاء لا يثقون بنتنياهوويعتقد أيوب أيضا أن الوسطاء "لا يملكون فعل الكثير لأن التجارب أكدت قدرة نتنياهو على إفشال أي جهود مهما كانت بخطوة واحدة كاجتياح رفح التي أفشلت المقترح الذي قبلته حماس قبل أسابيع"، مضيفا "الوسطاء يعيشون أزمة ثقة لأنهم لا يضمنون التزام إسرائيل بأي اتفاق".
لذلك، فإن مهادنة أي طرف لنتنياهو ستقوي عزمه على المضي في عدوانه"، كما يقول أيوب، مضيفا "نتنياهو يعلم جيدا أن القضاء على حماس غير وارد وبالتالي فإن النصر المطلق لن يكون إلا بحرق القطاع كاملا وهو ما يجب على الجميع التصدي له".
وحتى الموقف الأميركي الرافض لتوسيع العملية في رفح فإنه لا يعدو كونه دموع تماسيح ومحاولة من إدارة جو بايدن للقول إن إسرائيل لا تتجاوز ما يتم التنسيق مع البيت الأبيض بشأنه، حسب المتحدث نفسه.
وقال أيوب إن الحديث الأميركي عن ضرورة وجود خطة لما بعد الحرب "محض أكاذيب؛ لأن إسرائيل لديها خطة تطهير عرقي يتم تنفيذها فعليا"، مؤكدا أن الحديث "لا بد وأن يكون عن وقف العدوان وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية وليس عمّا بعد ذلك".
وعن موقف المقاومة من كل هذه المعطيات، يقول زياد إن التوصل لصفقة أمر محتوم مهما طالت الحرب لأن المقاومة تعرف قيمة ما لديها من أسرى وتدرك أن إسرائيل لن تصبر أكثر مما صبرته في صفقة جلعاد شاليط (5 سنوات).
وخلص زياد إلى أن المقاومة متأنية وتعلم أن عدم القبول باتفاق مشروط يعني التوصل لوقف القتال بشكل دائم مستقبلا، وأن القبول بشروط إسرائيل يعني القبول بعودة الاحتلال لقطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أن المقاومة کما یقول
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".