لبنان ٢٤:
2025-07-05@12:57:01 GMT

الرئيس ميقاتي كان على حقّ

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

الرئيس ميقاتي كان على حقّ

يوم قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عدم ترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل، لامه كثيرون ممن يمكن وضعهم في خانة الذين يعانون من قصر في النظر. لم يدخل يومها في سجالات التبرير تاركًا الأمر للوقت، مع العلم أن الحملات التي طالته من أكثر من جهة زادته قناعة بالمضي قدمًا في تطبيق القوانين اللبنانية، التي ترعى شؤون جميع الذين يقيمون على كل حبة تراب من أرض الوطن، وهو الذي كرر في أكثر من مناسبة أن لبنان لن يكون وطنًا بديلًا.

فهو لأبنائه الذين سيحافظون عليه برموش العين كما حافظ عليه الأجداد والأباء من قبلهم على رغم ما تعرّضوا له من تجارب وتحديات ومصاعب.   ولكن بعد صدور توصيات مؤتمر بروكسل المخيبة للآمال تأكد للجميع من دون استثناء صوابية القرار الذي اتخذه الرئيس ميقاتي بعد سلسلة من الاتصالات التي أجراها مع الخارج والداخل، وبعدما لمس عدم جدّية المجتمع الدولي بما يطالب به لبنان الرسمي والشعبي، خصوصًا أن اللبنانيين لم يجمعوا على أمر واحد كما أجمعوا على مقاربة ملف النزوح السوري من بوابته الرئيسية، وهو حتمية عودتهم إلى بلادهم سالمين وآمنين. فكما جاءوا يجب أن يعودوا، مع العلم أن ثمة مناطق في سوريا واسعة قد أصبحت أكثر أمانًا من بعض المناطق، وبالأخص في الجنوب النازف والمهدّد في كل لحظة بالقصف الإسرائيلي المجرم والجبان.   فتوصيات مؤتمر بروكسل، وعلى رغم أن رئيس الوفد اللبناني، وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، رفع الصوت عاليًا، كانت متوقعة ولم تفاجئ اللبنانيين كثيرًا، خصوصًا أولئك الذين يعرفون حقيقة الموقف الأوروبي، الذي تمّ التعبير عنه في أكثر من مناسبة، وهو لن يتغيّر بين ليلة وضحاها. إلا أن ما في هذه التوصيات من خيبات أمل متوقعة يجب ألا تثني اللبنانيين عن المطالبة بأن يتحمّل المجتمع الدولي، وبالتحديد الأوروبي، مسؤوليته كاملة في ما يتعلق بمصير النازحين السوريين، وبما يمكن أن يؤول إليه الاحتكاك اليومي بينهم وبين اللبنانيين، الذين يعاينون بأم العين مدى خطورة هذا الوجود بهذه الكثافة المخيفة، حيث أن عدد السوريين قد وصل في بعض المناطق ضعفي عدد اللبنانيين، مع تفاقم الأزمة الاجتماعية الناتجة عن ممارسات تتعارض مع العادات اللبنانية، إن لم نقل مع السيادة اللبنانية. وهذا ما حذّر منه أكثر من مسؤول، مع دعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولية ما قد ينتج عن الاحتكاك اليومي اللبناني – السوري، الذي ستكون له مضاعفات كبيرة على مستوى الاستقرار اللبناني، الذي سينعكس حتمًا على الاستقرار في المنطقة، وبالتحديد في لبنان. فإذا لم يكن لبنان مستقرًّا فإن العالم كله سيشهد اضطرابات قد تكون مفاعيلها أخطر بكثير من الهجرة السورية إلى الدول الأوروبية.     فالاتحاد الاوروبي لا يزال يستسهل التعامل مع هذا الملف المتفجر من باب تقديم المساعدات المالية، رافضاً اي حديث عن عودة محتملة لهؤلاء إلى بلدهم، والسبب ان "ظروف العودة الطوعية والآمن ليست مهيأة"، وفق ما ورد في البيان الرسمي لمؤتمر بروكسل. وهذا ما أدهش اللبنانيين، الذين يؤكدون عكس ما يحاول الأوروبيون تسويقه من مغالطات عن الواقع الأمني السوري.
وقبل صدور هذه التوصيات، التي لا تعني اللبنانيين بشيء إطلاقًا، صدر موقف عن الحكومة اللبنانية التزمت فيه بالموقف الذي عبّر عنه الوزير بو حبيب في كلمته، وأعادت التأكيد بتطبيق التوصية الصادرة عن مجلس النواب قبل نحو أسبوعين، والتي تطالب بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزيرة السياحة اللبنانية: لطالما شكلت السياحة رئة للبلاد إبان الأزمات

بيروت – رغم تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية للبنان وتزايد المخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب جديدة، تصر وزيرة السياحة اللبنانية لورا لحود على التمسّك بالأمل، وتؤمن أن لبنان لا يزال قادرا على الحياة والنهوض، لا سيما من بوابة السياحة التي طالما شكّلت رئة اقتصادية واجتماعية في لحظات الأزمات.

في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، تؤكد لحود أن اللبنانيين "لا يريدون الحرب، بل الحياة"، وتقول "لم نختر هذه المواجهة، لبنان بلد خَبِر الحروب ويعرف تماما أن لا نتيجة لها سوى الخراب والدمار، ما نحتاجه اليوم هو الفرح، الثقافة، والمستقبل".

وتضيف لحود أن "ما يميّز هذه المرحلة هو ثقة الحكومة بنفسها، وبقدرتها على تجنيب البلاد السيناريوهات الكارثية، مشيرة إلى أن الإجماع الوطني على رفض الحرب هو أقوى سلاح تملكه البلاد في وجه التصعيد".

"استراتيجية صيفية متكاملة"

من الواضح أن وزارة السياحة لا تنتظر هدوء الجبهات كي تبدأ العمل، إذ بدأت تنفيذ خطة متكاملة تستهدف تنشيط السياحة في كل المناطق على مدار السنة، تقول لحود إن "الخطة لا تقتصر على فصل الصيف أو العاصمة، بل تشمل بلدات وقرى تحمل في طياتها كنوزا طبيعية وثقافية".

وتسرد الوزيرة لحود بعض المحطات التي شاركت فيها مؤخرا، من مهرجان الكرز في بلدة حمانا، إلى احتفالات تراثية في طرابلس، وزيارات إلى معاصر الشوف حيث تختلط الطبيعة بالتقاليد، في مشهد يشبه "القصص المصورة"، على حد وصفها.

وترى لحود أن تنوع المناخات والجغرافيا في لبنان يمنحه قدرة فريدة على استقطاب السياح من مختلف الأذواق، وتقول "بيروت لا تزال تنبض بالحياة رغم الجراح، مطاعمها مزدحمة، والمهرجانات الفنية مستمرة، والشواطئ مفتوحة من صور وصيدا جنوبا إلى جبيل والبترون شمالا، أما لعشاق الطبيعة والجبال فلبنان وجهة لا تعوض".

وزيرة السياحة: تنوع المناخات والجغرافيا في لبنان يمنحه قدرة فريدة على استقطاب السياح من مختلف الأذواق

الدين والطب والتراث

لا تتوقف رؤية وزارة السياحة عند المناظر الطبيعية، إذ تضع نصب عينيها تعزيز أنواع جديدة من السياحة مثل الدينية والطبية، وتوضح لحود أن "لبنان بلد التعدد، من المقدسات المسيحية والإسلامية إلى الأضرحة والأديرة والمقامات، الزائر يجد هنا عمقا روحانيا يندر وجوده في مكان آخر".

إعلان

وأما السياحة الطبية، فتشهد اهتماما متزايدا نظرا للكفاءات الطبية اللبنانية المعروفة إقليميا، والمستشفيات المتطورة التي تجمع بين الخدمة النوعية والأسعار التنافسية.

وفي السياق ذاته، لا تُخفي وزيرة السياحة فخرها بالمطبخ اللبناني، مؤكدة أن "الزوار يأتون خصيصا لتذوق مأكولاتنا، من الكبة إلى التبولة والمشاوي، لكل منطقة نكهتها، وهذا ما يميزنا".

جعيتا: من الأزمة للحل

من أبرز التحديات التي واجهت الوزارة مؤخرا كانت أزمة مغارة جعيتا، التي كادت أن تُغلق أبوابها أمام الزوار هذا الصيف بعد توقف الشركة المشغّلة عن العمل بُعيد وفاة مديرها العام، وتقول لحود إن الوزارة "تدخلت بسرعة لمنع الإغلاق، وتوصّلت إلى اتفاق مع بلدية جعيتا لتولي التشغيل مؤقتا، ريثما يتم إعداد دفتر شروط جديد وإطلاق مناقصة دولية لتلزيم (إلزام) الموقع بشفافية كاملة".

وتصف الوزيرة هذه الخطوة بأنها "انتصار وطني، لا لمكان واحد، بل لصورة لبنان السياحية"، مؤكدة أن المغارة ستُعاد فتحها أمام الزوار فور انتهاء المرحلة الانتقالية.

الجنوب في قلب الخطة

رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة، تؤكد لحود أن المناطق الجنوبية ليست غائبة عن خارطة الوزارة، وتكشف عن تخصيص "لجنة خاصة داخل الوزارة لمتابعة المؤسسات السياحية المتضررة في الجنوب، كما يُطرح الملف دوريا على طاولة الحكومة".

وتضيف أن مدينة صيدا الجنوبية تستعد لإطلاق مهرجان صيفي يشمل ثلاث إلى أربع حفلات على الميناء التاريخي، واصفة المكان بأنه "رائع والأجواء واعدة"، مؤكدة أن "عندما يتضرر الجنوب، يتضرر لبنان كله".

تشير لحود إلى أن الوضع الأمني أدى إلى تراجع في الحجوزات، خصوصًا الخليجية، إلا أنها تؤمن أن "التحدي الحقيقي هو عدم الاستسلام للظروف"، وتقول "نحن نواجه كل أزمة بالإبداع، بالدعم المباشر، وبفتح أبواب المبادرة للقطاع الخاص، فالاقتصاد لا يمكن أن يصمد من دون السياحة".

وتضيف بثقة "مصلحة لبنان أولًا، واللبنانيون في قلب كل خطة إنمائية، يجب أن نستثمر في طاقاتهم وأن نمنحهم الأمل والفرص".

تكامل حكومي لإنجاح الموسم

لا نجاح لأي موسم سياحي من دون الأمن، ولهذا تؤكد لحود على "الدور الأساسي الذي تلعبه وزارة الداخلية، سواء في تأمين المناطق، أو إدارة حركة المطار، أو حتى تنظيم الانتخابات البلدية التي أنجزت بأمان رغم التحديات".

وترى أن البلديات الجديدة تحمل مسؤولية كبيرة، وتشكل حافزا للتنمية والتنافس الإيجابي، وتختم بالقول "التعاون بين الدولة والمجتمع المدني والبلديات هو ما يبقي لبنان واقفًا رغم العواصف".

مقالات مشابهة

  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها
  • عن الليرة اللبنانية.. خبر جديد
  • نصار بحث مع مؤسسة أممية ملف اللبنانيين المفقودين في سوريا
  • وقفة اجتجاجية لـ اتحاد المودعين المغتربين اللبنانيين أمام مصرف لبنان
  • تدهور النشاط التجاري للشركات اللبنانية للشهر الرابع
  • شقير ناقش مع وفد لبناني–برازيلي إعفاءات جمركية للسلع اللبنانية
  • هذه الرتب التي قلدها الرئيس تبون
  • الصحة اللبنانية: الغارة الإسرائيلية على خلدة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 3
  • وزيرة السياحة اللبنانية: لطالما شكلت السياحة رئة للبلاد إبان الأزمات
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!