الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلنت رابطة صناعة النفط في كوردستان أن شركاتها لم تتقاض أجوراً تبلغ مليار دولار لإنتاجها النفط خلال الفترة بين تشرين الأول 2022 وآذار 2023، لكنها لا تطالب بالضرورة بتسديدها نقداً قبل استئناف التصدير.

المتحدث باسم الرابطة مايلز كاغينز، أكد، أن أي اتفاق ينبغي أن يأخذ بنظر الاعتبار كيفية تسديد هذا المبلغ وأن يضمن مستحقات الشركات في المستقبل.

ورحب كاغينز بدعوة وزارة النفط الاتحادية لاستئناف الاجتماعات حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، مشيرًا إلى أنها تنتظر تحديد موعد لها في غضون الأيام المقبلة.

وقال: "إحدى النقاط الإيجابية لإنتاج النفط في إقليم كوردستان هو توفير طريق ثانٍ لوصول النفط إلى الأسواق العالمية".

ولفت إلى أن "الأسواق اضطربت في الماضي بسبب تعقيدات حرب أوكرانيا، إلى جانب الوضع الأمني في البحر الأحمر، لذا سيكون العراق أقوى مع وجود منفذين للتصدير".

تصريحات كاغينز جاءت في وقت أعربت فيه وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان عن استعدادها لزيارة بغداد "الأسبوع المقبل" لحل الإشكالات المتعلقة باستئناف التصدير.

المتحدث باسم رابطة صناعة النفط في كوردستان اعتبر أن وزارة النفط الاتحادية اتخذت قرارها بدعوة وزارة الثروات الطبيعية والشركات إلى اجتماع في بغداد بسبب عدة عوامل.

وأوضح في هذا السياق، أن وزارة النفط والحكومة الاتحادية في بغداد تدركان أهمية إنتاج النفط في جميع أنحاء البلاد "لكي يتمكن العراق من تحقيق أقصى قدر من النمو".

ومضى قائلاً: "لا بد أن يكون هناك إنتاج للنفط في الجنوب بالبصرة، وكذلك في ميسان، وفي وسط العراق، وطبعاً في إقليم كوردستان".

كما أشار إلى "ضغوط" مارستها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والمسؤولين في وزارات الخارجية، الخزانة والطاقة على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والحكومة العراقية لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان.

و"سمعنا أن هناك ضغوطاً خارجية من الدول الأخرى المنتجة للنفط التي بعثت برسالة تشجيع إلى بغداد" تباع المتحدث باسم رابطة صناعة النفط في كوردستان.

ودعت وزارة النفط الاتحادية في 28 أيار، وزارة الثروات الطبيعية والشركات العالمية المشغلة للحقول الواقعة في إقليم كوردستان لعقد اجتماع في بغداد بـ "أسرع وقت".

وأوضحت في بيان، أن الغرض من الاجتماع هو "التباحث وتداول الموضوع والتوصل إلى اتفاق لتسريع إعادة الإنتاج واستئناف تصدير النفط المنتج عبر ميناء جيهان التركي وحسب الكميات المثبتة في قانون الموازنة".

"واضحون بشأن الشروط"

بشأن شروط الشركات، قال مايلز: "لقد كنا واضحين جداً بشأن شروطنا. أولاً، نريد التأكد من أن أي تغييرات وتعديلات على العقود تشمل الاتفاقات مع حكومة إقليم كوردستان وكذلك شركات النفط العالمية ووزارة النفط العراقية".

أما الشرط الثاني فهو "التأكد من تسديد الأموال، ومعرفة كيف ومتى سنتلقى أجورنا السابقة بالإضافة إلى أجورنا المستقبلية".

و"نريد أيضاً الحفاظ على نفس الشروط التجارية التي لدينا حالياً بموجب عقود الإنتاج المشترك مع حكومة إقليم كوردستان"، تابع المتحدث باسم رابطة صناعة النفط في كوردستان.

وأستطرد: "مع ذلك، وكما أعلنا في بياننا الأخير، فإن الشركات الأعضاء في إبيكور (الرابطة) منفتحة ومستعدة لإجراء تغييرات على عقودنا لتحقيق هدف تصدير النفط عبر خط الأنابيب".

حول النقاط التي لدى الشركات استعداد لتعديلها، قال: "لا أستطيع التحدث نيابة عن أي منها. لكن من حيث المبدأ، أود القول إن من المهم بالنسبة لشركاتنا أن يكون لديها ثلاثة شروط مسبقة".

بشأن طبيعة هذه الشروط أوضح: "أي تغييرات على العقود يجب أن تكون بموافقة حكومة إقليم كوردستان وبالاتفاق، وأن تضمن تسديد الأجور السابقة والمستقبلية، والتي نود الحفاظ عليها بنفس الشروط المالية، ولكنها قد تختلف في مبالغ الدفعات، سواء تم دفع الأموال من قبل أربيل أو بغداد".

وأشار مايلز كاغينز إلى أنه في بعض الحالات قد تكون هناك بعض الضرائب التي لبغداد مصلحة فيها. لا نعلم، لكننا سننظر في هذه المقترحات ونتفاوض بشأنها في الاجتماع المناسب".

بخصوص مدى تفاؤله بالتوصل إلى حل، قال: "أريد أن أكون متفائلاً بتحفظ بشأن التوصل إلى حل قريباً".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی إقلیم کوردستان المتحدث باسم وزارة النفط

إقرأ أيضاً:

الرابحون والخاسرون من إلغاء تركيا اتفاقية تصدير نفط العراق

بغداد – أعلنت تركيا الأسبوع الماضي، إلغاء العمل باتفاقية عام 1973 المبرمة مع العراق لتصدير النفط العراقي عبر خط أنابيب كركوك-جيهان، وفق مرسوم رئاسي يسري مفعوله في يوليو/تموز 2026.

كانت الاتفاقية قد وقعت بين الجانبين في أغسطس/آب 1973 وتقضي بنقل النفط العراقي من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي وتصديره عبر البحر الأبيض المتوسط مع إمكانية إلغاء أحد الطرفين للاتفاقية وإبلاغ الطرف الآخر بذلك قبل عام من بدء سريان الإلغاء.

يشير مراقبون إلى أن إلغاء تركيا للاتفاقية من جانب واحد، جاء بعد سلسلة من التطورات بين الجانبين وحسم العراق دعوى قضائية من محكمة التحكيم الدولية بباريس في 2023 وتغريم تركيا قرابة 1.5 مليار دولار نظرا لاستخدام أنقرة هذا الخط في تصدير نفط إقليم كردستان العراق من دون موافقة بغداد.

يثير القرار التركي جملة من التساؤلات عن تأثيره سياسيا واقتصاديا، فضلا عن معادلة الربح والخسارة، بالنسبة لغداد وأربيل وأنقرة.

معادلة الربح والخسارة

يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور علي أغوان، إن خط أنابيب كركوك-جيهان كان يصدر عبره النفط العراقي من كركوك بمعدل 75 إلى 100 ألف برميل يوميا، إلا أنه وفي عام 2013 اتفقت أنقرة مع إقليم كردستان العراق على تصدير قرابة 450 ألف برميل من حقول الإقليم دون موافقة بغداد، واستمر هذا الوضع حتى عام 2023 عندما تمكن العراق من الحصول على قرار من محكمة التحكيم الدولية بغرامة تركيا 1.5 مليار دولار وإيقاف تصدير نفط الإقليم عبر هذا الخط.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أغوان، أن تركيا كانت تحصل على قرابة 16 دولارا رسوم مرور على كل برميل من نفط إقليم كردستان عبر أراضيها، بينما تتقاضى ما بين 90 سنتا إلى 1.5 دولار عن كل برميل نفط عراقي تصدره شركة سومو النفطية العراقية، ما أدى إلى أن تتحرك تركيا نحو إلغاء الاتفاقية لتحقيق منافع اقتصادية أكبر.

تصدير النفط من بين قضايا أخرى في العلاقات التركية العراقية (رويترز)

وعن حسابات الربح والخسارة، يرى أغوان، أن بغداد ستتكبد خسائر بالغة، معللا ذلك بأن أنقرة تريد إعادة بناء علاقتها النفطية مع العراق خارج اتفاق عام 1973 وضمن معطيات تفاوضية مختلفة للبيئة الإقليمية والدولية الجديدة، وضمن أوراق ضغط كبيرة أصبحت تمتلكها، ومنها ورقة المياه، فضلاً عن تراجع ورقة حزب العمال الكردستاني في العراق، وفق قوله.

إعلان

وتابع إن تركيا ومن قرارها تطمح كذلك للتخلص من أي تبعات قانونية وقضائية لاحقة قد تفرض عليها لوجود اتفاقية عام 1973، كما تسعى لإقناع بغداد بإسقاط حكم التعويض البالغ 1.5 مليار دولار كجزء من صفقة شاملة، فضلا عن إدراك الأتراك، أن العراق لم ينجح، حتى الآن، في بناء مسار نفطي بديل عبر سوريا الجديدة نحو البحر المتوسط، الأمر الذي يمنحها ميزة جيوغرافية حصرية تعزز من قدرتها على فرض شروط تصدير جديدة للنفط العراقي.

تركيا توظف هذا الملف ضمن سيناريوهات إغلاق مضيق هرمز أو اضطراب خطوط تصدير النفط عبر الخليج العربي، كما حدث خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، ما يمنح ميناء جيهان التركي دوراً وظيفياً مضاعفاً في أمن الطاقة العراقية، وفق أغوان.

في السياق، يؤكد النائب في البرلمان العراقي زهير الفتلاوي، أن ثمة تداعيات كبيرة وخطِرة على العراق من القرار التركي، مبينا أن العراق يعتمد في 90% من موازنته على إيرادات النفط، وأن تصدير النفط العراقي ونفط إقليم كردستان سيتضرر بالقرار التركي.

وفي حديثه لوسائل إعلام محلية، قال الفتلاوي، إنه من غير المعقول أن تلتزم الحكومة العراقية الصمت بعد هذا القرار التركي الذي سيتضرر بسببه الاقتصاد العراقي من دون أن يكون لها أي موقف واضح أو رد فعل، وفق قوله.

وامتنع المتحدث باسم الحكومة العراقية عن الحديث عن مآلات القرار التركي رغم محاولات مراسل الجزيرة نت، الحصول على تصريح حكومي رسمي، في حين قالت وزارة النفط العراقية، إنها تفاوضت مع الجانب التركي منذ يوليو/تموز 2024 لتمديد الاتفاقية من دون جدوى.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مصدر رسمي في وزارة النفط العراقية، أن وزارة الطاقة التركية بعثت برسالة إلى وزارة النفط أبدت فيها رغبتها في تجديد الاتفاقية مع مسودة جديدة للتعاون في مجال النفط والغاز والصناعات البتروكيميائية والكهرباء بغية توسيع آفاق التعاون بين البلدين.

وحسب وكالة الأناضول التركية، فإن أنقرة بدأت فعليًا مفاوضات تقنية وسياسية مع بغداد لصياغة اتفاقية جديدة، تهدف إلى توسيع نطاق التعاون في نقل النفط الخام من العراق إلى تركيا، ومنها إلى الأسواق العالمية، مع التركيز على مشاريع إستراتيجية طويلة الأمد.

ميناء جيهان التركي (رويترز)

ولفتت الوكالة إلى أن التحولات الإقليمية وتغيرات سوق الطاقة فرضت تحديات جديدة على الاتفاقية الملغاة، مما استوجب تطوير إطار تعاقدي وتجاري وهيكلي جديد يلائم الواقع الراهن للطاقة في المنطقة.

في غضون ذلك، يقول الخبير النفطي والمتحدث السابق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، إنه كان يفترض على الحكومة العراقية التفاوض مع تركيا مبكرا لأجل تمديد الاتفاقية وتعديل بعض بنودها.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح جهاد أنه كان يمكن للعراق تمديد الاتفاقية 5 أو 10 سنوات أخرى وبعدها يمكن إلغاء الاتفاقية تزامنا مع اكتمال مشاريع طريق التنمية التي تضم خطوطا لتصدير النفط العراقي إلى أوروبا عبر تركيا، وفق قوله.

الخاسر الأكبر

على الجانب الآخر، يرى استاذ الاقتصاد بالجامعة العراقية ببغداد الدكتور عبد الرحمن المشهداني أنه لا يمكن الجزم، حتى الآن، بربح أو خسارة بغداد وأنقرة بعد إلغاء الاتفاقية، مبينا أن هناك كثيرا من التداخلات في الاتفاقية بين الجانبين، خاصة بعد الغرامة التي تكبدتها تركيا من قرار محكمة باريس.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار المشهداني إلى أن المتضرر الأكبر هو إقليم كردستان، إذ إن تركيا وبعد قرار محكمة باريس لم تصدر أي نفط من الإقليم عبر ميناء جيهان، وهو ما يعد ورقة ضغط على الإقليم، لا سيما بعد الخلافات الكبيرة بين بغداد وأربيل عن تصدير النفط من دون موافقة بغداد وامتناع الأخيرة عن صرف رواتب موظفي الإقليم ما لم تسلم أربيل واردات تصدير نفطه.

وحمّل المشهداني بغداد مسؤولية إلغاء الاتفاقية وعدم التحرك المسبق، موضحا أن رسوم مرور النفط العراقي تعد ضئيلة بالنسبة لتركيا مقارنة مع ما كانت تتقاضاه أنقرة من أجور لتصدير نفط إقليم كردستان العراق، وهو ما يعني أن الجانبين سيمضيان في اتفاقية جديدة تضمن لتركيا رفع رسوم مرور النفط عبر أراضيها.

وبالعودة إلى علي أغوان، فإنه يؤكد أن المستهدف الأول من إلغاء الاتفاقية هو إقليم كردستان العراق، لا سيما أن الإقليم كان يصدر ما بين 450 إلى 550 ألف برميل يومياً عبر تركيا قبل قرار محكمة باريس.

ويقول: "تريد تركيا اتفاقاً جديداً يمنحها خصوصية في التعامل المباشر مع الإقليم من دون العودة لبغداد، مستندة إلى استثمارات نفطية تركية واسعة تجاوزت 40 شركة بين إنتاج ونقل وتكرير وتسويق".

الوضع التركي

في خضم الحديث عن ميزان الربح والخسارة، يرى عبد الرحمن المشهداني، أن تركيا ستتضرر كذلك من إلغاء الاتفاقية، لا سيما أنها كانت مستفيدة من مرور النفط العراقي سواء من رسوم المرور أو من استخدام النفط العراقي محليا في المصافي التركية.

أما على الجانب التركي، فيرى الباحث السياسي التركي يوسف أوغلو، أن إلغاء الاتفاقية جاء لعدة أسباب، أهمها تغير الظروف الإقليمية والدولية وسعي أنقرة لتطوير التعاون المشترك مع بغداد وتذليل العقبات السابقة وإبرام اتفاق جديد بآليات مرنة لتجاوز أي خلافات مستقبلة بين البلدين.

وفي حديثه للجزيرة نت، بيّن أوغلو أن ثمة مباحثات جارية بين بغداد وأنقرة لإبرام اتفاقية جديدة خلال الأشهر القادمة مع استمرار تدفق النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي لمدة عام كامل من تاريخ إلغاء الاتفاقية القديمة، وأن كلا البلدين لديهما مصلحة في تجديد الاتفاق وفق رؤية جديدة.

ويرى أوغلو أن من أسباب إلغاء الاتفاقية كذلك عدم وجود تنسيق عراقي داخلي لتصدير النفط من إقليم كردستان ما تسبب في خلافات بين بغداد وأربيل عن آلية وقانونية تصدير نفط الإقليم بعيدا عن سيطرة بغداد وموافقتها.

وقال إن تركيا لديها مصلحة في إبرام اتفاقية جديدة تضمن تعاونا فعالا في مجال نقل النفط وفق معادلة اقتصادية جديدة بعد التطورات الدولية والجيوسياسية القائمة بغية حصول أنقرة على أعلى مكاسب اقتصادية ومصالح إستراتيجية تخدم كلا البلدين، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • «مبروك والزويتينة» تستعرضان استراتيجيات زيادة الإنتاج النفطية لعام 2025
  • النفط العراقي في مرمى العقوبات: عندما تتحول الشركات السيادية إلى أهداف جيوسياسية
  • مفوضية السليمانية: نسبة تمثيل النساء في برلمان كوردستان أعلى من الانتخابات الاتحادية
  • الرابحون والخاسرون من إلغاء تركيا اتفاقية تصدير نفط العراق
  • وزارة التعليم تتيح تدوير مقاعد طلبة كوردستان في الجامعات العراقية (وثيقة)
  • إقليم كوردستان يدعو بغداد لصرف رواتب شهر حزيران بعد تسليمها القائمة
  • وكيل وزارة الداخلية يجتمع مع القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية
  • العراق الخامس عربيا بالصادرات النفطية
  • مرض صيفي يرفع أسعار الدجاج في إقليم كوردستان
  • 81 مليار درهم تمويلات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات