«ناشونال أكواريوم أبوظبي» يُعِدّ جيلاً من حماة البيئة البحرية
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
يُعِدُّ ناشونال أكواريوم أبوظبي جيلاً جديداً من حماة البيئة البحرية لدى أجيال المستقبل، وذلك باستضافة نحو 60 ألف طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة سنوياً، في جميع أنحاء الإمارات، ليستمتعوا برحلات هادفة، بما يوفره من تجارب تعليمية ملهمة تتضمن جانباً عملياً مفيداً يمكّن الطلبة من إلقاء نظرة عن قرب على عجائب الحياة البحرية، مع تسليط الضوء على أهمية حماية محيطاتنا والأنواع المتنوعة التي تعيش فيها، ما يعكس الالتزام بتنمية حس المسؤولية المجتمعية.
قالت آن فالنتينا بوربون، مديرة البرامج التعليمية وبرامج الحفظ: «يقدم الأكواريوم أربعة برامج فريدة وهي: برامج استكشاف البحار، والطبيعة العربية، والنظام البيئي والتكيّف المذهل، والتي تم تصميم كل واحد منها حول موضوع مختلف يهدف لتحقيق نتائج تعليمية محددة، ومصممة خصيصاً لتتماشى مع المناهج المدرسية».
وأضافت: «يلعب الأكواريوم دوراً محورياً في جهود الحفاظ على البيئة، ويشارك بنشاط في مبادرات الإنقاذ وإعادة التأهيل وإعادة الحيوانات إلى بيئتها الطبيعية؛ حيث أطلق مؤخراً برنامجاً تعليمياً جديداً للمدارس، يركز على الأنواع المعرضة للانقراض مثل خراف البحر الإفريقية المصنفة حالياً بأنها كائنات معرضة للانقراض، وفق كل من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض CITES والاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها».
وأما فيما يتعلق بالبرامج الموجهة لطلاب المدارس من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، فإن الأكواريوم يقدم برنامج «بروفيسورز أكواديمي» والذي يصطحب من خلاله مجموعة من المرشدين الخبراء والذي يشار إليهم باسم «البروفيسورز»، الطلبة من مختلف المراحل التعليمية مقدمين لهم مجموعة شيقة من الحقائق العلمية والمعلومات الطريفة عن سلوك الكائنات الموجودة في الأكواريوم. كما تتم إتاحة الفرصة للطلبة بالتفاعل مع بعض الكائنات والمشاركة في مجموعة من الألعاب التفاعلية التعليمية، ما يزيد من اهتمامهم بالكائنات المائية ويزيد تقديرهم لجهود الحفاظ على البيئة كما يخلق لديهم فضولاً ذهنياً لفهم النظم البيئية البحرية.
ويهدف ناشونال أكواريوم أبوظبي إلى توجيه أجيال المستقبل نحو حياة مستدامة تحافظ على البيئة المائية، من خلال رفع الوعي البيئي وزيادة ارتباط الطلاب بالطبيعة وتعزيز تقديرهم لها.
ويلتزم الأكواريوم بتعزيز احترام الطبيعة والاحتفاء بكنوزها، ويشير شعاره «إتاحة الفرصة للناس لإعادة التواصل مع كنوز الطبيعة» إلى دور كل فرد في الحفاظ على جمال كوكبنا وكائناته وموارده لأجيال المستقبل.
المصدر: صحيفة الخليج
إقرأ أيضاً:
العقولُ الناشئة... مورد وطني يصنع المستقبل
في ساحة نابضة بالحياة والمناقشات والتوجيهات التقنية وحروف ورموز البرمجة وصرير حركة الروبوتات في زوايا الأولمبياد الوطني للابتكارات العلمية والروبوت والذكاء الاصطناعي للعام الدراسي 2025/2026 المقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
بدا المشهد كمختبر وطني مفتوح تُختبر فيه أفكار ورؤى الطلبة، وتصاغ فيه معادلة المستقبل بأيادي جيل ناشئ يمتلك الجرأة على التفكير خارج الإطار المعتاد.
وأقولها من زاوية الزائر لا المحكم أو المقيم، بمجرد الوصول إلى ساحة الأولمبياد فأنت لا تحتاج كثيرًا من الوقت لتتيقن أن أمامك جيل غير مكتفٍ بالاستهلاك، فهو ممحص للتقنية ومطلع وارتقى بتطلعاته للإبداع والاختبار وصنع مسارات جديدة.
-جيل يخطو بثقة في فضاءات التقنيات الناشئة:
ما يكشفه الأولمبياد كعادته السنوية وإن كان هذا العام بمستوى أكثر وضوح أن الطلبة وموجهيهم مدركين بأن الذكاء الاصطناعي ليس أوسع من التقنيات الناشئة من الروبوتات إلى الأنظمة الذكية، إلى الحلول الرقمية المتقدمة والجدران السيبرانية وما بين ذلك من مجالات تتنامى بسرعة في العالم.
في الحقيقة سبق أن أكدنا - والآن نراه ماثلًا - أن التقنية ليست عنوانًا واحدًا يُختزل في الذكاء الاصطناعي وحده؛ بل هي طيف واسع يطغى فيه الآن الذكاء الاصطناعي، ولكنه لا يلغي ولا يطفئ بريق التقنيات الأخرى التي تشكل النسيج العام للتكنولوجيا. لذلك فإن انخراط الطلبة في هذه الطيفية الواسعة يعني أن وعيهم التقني ناضج ومتشكل بواقعية أكبر غير منساق وراء الموضة التقنية، بل تتعامل مع التقنية كمنظومة مترابطة تحل المشكلات وتفتح مسارات.
-الإبداع يطلب مساحة... والحقوق تطلب حماية:
المبادرات الطلابية التي حضرت تفاوتت في مراحل نضجها بين الناضج كفكرة والسائر إلى النضج تقنيًا وبين الناضج تقنيًا وغابت عنه الفكرة، وهذا يضعنا أمام حقيقة لا نستطيع تجاوزها بالإنكار: "العقول موجودة وراغبة، ولكنّ البيئة المثيرة أو الحاضنة تحتاج إلى توسعة. لماذا؟ ببساطة لأن المبتكر الناشئ لا يحتاج إلى الإشادة وحدها، إنما إلى منصة للظهور وتوجيه وإيصال ابتكاره وعصارة أفكاره إلى المسار الذي يليق به مع حفظ حقه الكامل بدأ من الفكرة إلى المنتج. ببساطة نقول إن تسجيل الأفكار والابتكارات بملكية فكرية لأصحابها وخاصة الناشئين، وتبني الجهات المختصة لمسارات تطويرها هو استثمار في العقل العُماني.
-منصة التحديات... بوابة مفتوحة نحو حلول واقعية:
لا يخفى على الجميع أننا في فترة تتسارع فيها التكنولوجيا أسيًا، وهذا يفرض أن يكون لدينا مركز ننطلق منه ونعود إليها ونعاير من خلاله تقدمنا، وهو ما يمكن أن يكون منصة وطنية للتحديات والمشكلات الحقيقية والأفكار تمثل احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعرضها بلغة يقرؤها المبتكرون، فيستلهمون منها الحلول، ويبتكرون نماذج ذات مرجع واقعي يجد طريقة نحو التطبيق والتبني أو تصحيح المسار، لا مجرد تصورات مدرسية مؤقتة تختفي باختفاء الحدث الذي ظهرت فيه.
قيمة المنصة التي نتحدث عن إمكانية وجودها وربطها بالمؤسسات تتلخص في أنها ستكون مركز لكشف المواهب واستقطابها وتوجيهها، وكخزان وطني للمشكلات والتحديات وللطاقة الإبداعية، ومهد لتأسيس شركات تقنية ناشئة تنطلق من المدارس والجامعات والمجتمع الذي هو خارج المؤسسات التعليمية نحو السوق بأفكار ومنتجات مستندة لواقع واحتياج حقيقي وتحيط بها أطر وأغطية تحميها تتمثل في ملكية فكرية تتكفل بها المؤسسات والجهات المسؤولة أو المستفيدة.
إن الاحتفاء بالعقول لا يغني إطلاقًا عن رعاية ودعم الابتكارات؛ وذلك لأن الابتكار امتداد لوعي صاحبه ومرآة لطموحه وصوت لطاقته، وكل ذلك ليس مجزأ أو منفصل عن بعضه والحفاظ على الابتكار هو حفاظ على العقل الذي وآتى به، وسيطوره ويحوله لميزه تنافسيه عن توافر البيئة. وعليه فإن رعاية ابتكارات الطلبة وتطويرها وحمايتها ودفعها إلى مراحل التطبيق والسير بها لتكون منتجا ثم ناشئة في مجالات الاقتصاد وغيرها هو جزء أصيل من رعاية الموهبة ذاتها وتحويلها لمورد بشريّ مستدام، تتجدد فيه القيمة وتسمو كلما استثمر فيه، وتتضاعف آثاره كلما وضعت له بيئة ينمو فيها.
-ختامًا... حين يصبح الطالب صانعا للمستقبل:
وزارة التربية والتعليم فتحت الطريق ونقبت في الميدان وهذا دورها ونؤكد أنه ليس الوحيد، وتبقى على المؤسسات الأخرى أن تلتفت إلى الحراك -الظاهر في الأولمبياد وغير الظاهر - التقني لدى الطلبة وتتلقف ما ينتج ويلامس احتياجاتها ولن يحدث ذلك دون المشاركة بعيون تتبع الابتكارات والمبتكرين وأفكارهم.
وما قيل في المقال ليس تقليلًا من الجهود وإنما دعوة لرفع السقف لمواكبة التسارع والحراك العالمي الذي ينشط فيه البحث عن المواهب والمبتكرين واستقطابهم للسعي نحو المستقبل. وما نشهده اليوم من إثارة تقنية لدى الطلبة في مدارسنا نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى، هو دليل على أن مستقبلنا سيولد من داخل زوايا هذه القاعات ومن عقول اعتادت أن تسأل: كيف يمكن أن نُحسّن؟، قبل أن تسأل: ماذا سنحفظ؟ هؤلاء الطلبة ليسوا مشروع جيل قادم إنما الميزة التنافسية الحقيقية للدولة؛ وموردها الذي لا يمكن أن ينضب، وطاقتها المستدامة غير القابلة للاستنزاف عند الإيمان بها، واستثمار لا يعرف الخسارة.