باحث عن عمل: ادعو لي بالوظيفة
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
سالم بن نجيم البادي
باحث عن عمل يمر على المساجد ويضع صناديق قناني الماء في المساجد وقد كتب على ورقة وبخط عريض وأنيق "ادعو لي بالوظيفة"، وثبتها في صندوق قناني المياه.
وباحث عن عمل آخر يكتب في ورقة عن مشواره الطويل والشاق وهو يبحث عن عمل ثم يضعها في المسجد قريبًا من المحراب حتى يشاهدها النَّاس الذين يصلون في المسجد وفي نهاية الرسالة يطلب من المصلين الدعاء له من أجل الحصول على وظيفة مناسبة كما قال.
وللمرء أن يتصور الحالة النفسية التي وصل إليها هولاء الشباب الذين يبحثون عن عمل وقد أعيتهم الحيل وضاقت بهم السبل ولم يتركوا وسيلة إلا وجربوها وحتى أنهم تواصلوا مع الأشخاص الفاعلين في المجتمع من الشيوخ والرشداء وأعضاء مجلس الشورى وأصحاب المناصب العليا يأملون في شفاعتهم الحسنة للحصول على وظيفة. هذا عدا عن طرق أبواب الوزارات الحكومية والجهات المختلفة والقطاع الخاص واللهاث وراء إعلانات الوظائف.
لكن يظهر ألا أحد يهتم بأمر هؤلاء الشباب وأن قضيتهم صارت كبيرة ومستعصية عن الحل والجهود المبذولة لحلها غير مجدية وبطيئة وعشوائية وفيها تخبط واضح فوزارة العمل تصرح بأن التوظيف ليس من اختصاصها وأن أمر التوظيف سوف يسند إلى الوحدات المختلفة وأحد المسؤولين يصرح بأنّ مشكلة الباحثين عن عمل لا يتم حلها بين ليلة وضحاها.
ونقول له لابأس من حلها في ألف ليلة وليلة، ولكن مع وجود خطة واضحة وقابلة للتطبيق كأن يتم الالتزام بتوظيف عدد معلوم من الباحثين عن عمل في الشهر وفي السنة مع الإعلان عن أعداد الذين تم توظيفهم في القطاع الخاص والقطاع العام بشفافية تامة، وينبغي النظر في مسألة إحلال المواطن مكان الوافد وخاصة في الوظائف الحكومية مع تدريب وتأهيل الباحثين عن عمل التدريب الذي يفضي إلى التوظيف مباشرة بعد الانتهاء منه. وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد قال إنه سوف يتم تشكيل لجنة للنظر في مسألة الباحثين عن عمل، فهل تم تشكيل هذه اللجنة وماذا فعلت من أجل الباحثين عن عمل؟ ولقد قال أحد أعضاء مجلس الشورى إن مسألة إيجاد حلول للباحثين عن عمل لا تتعلق بمجلس الشورى، إذن من المسؤول عن حل قضية الباحثين عن عمل؟ وهل يدرك المسؤولون حجم هذه المشكلة وأثرها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وخطرها على أمن واستقرار وسكينة المجتمع؟ وهل يستطيعون النوم ملء جفونهم؟ ألا يشعرون بتأنيب الضمير؟
ولطالما اقترحنا تخصيص مبلغ مالي للباحثين عن عمل أسوة بمن فرضت لهم معونة مالية وذلك حتى حصولهم على الوظيفة.
إن الباحثين عن عمل يحتاجون إلى من ينصت لهم ويتفهم واقعهم الاجتماعي الصعب وهم بحاجة إلى الإرشاد النفسي بل أخشى أن بعضهم صار فعلا بحاجة إلى علاج نفسي.
وذلك الشاب الذي يوزع صناديق قناني الماء على المساجد وقد كتب عليها "ادعو لي بالوظيفة" قد أصابه اليأس من أهل الأرض وقد جاء يطلب العون من الله وفي المسجد، وقد يدعو على من خذله من البشر ولعله يردد حسبي الله ونعم الوكيل.
تعالوا بنا ندعو له ولكل من يبحث عن وظيفة أن يوفقهم الله ويسهل أمورهم ويحقق أمنياتهم بالحصول على الوظيفة اللهم أرزقهم الوظيفة المناسبة.. اللهم آمين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عُمان تشارك في "المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات" بجنيف.. الثلاثاء
مسقط- الرؤية
يشارك مجلس الشورى في أعمال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات، خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو الجاري بمدينة جنيف السويسرية، بوفد يترأسه سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس، يرافقه سعادة طارق بن محمد الخروصي وسعادة محمد بن عامر المشايخي عضوا المجلس.
ويُعقد المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة تحت عنوان "عالم في حالة اضطراب: التعاون البرلماني وتعددية الأطراف من أجل السلام والعدالة والازدهار للجميع"، مستعرضًا سُبل تعزيز الشراكة البرلمانية في مواجهة التحديات العالمية المتسارعة.
وتأتي مشاركة مجلس الشورى في هذا الحدث تأكيدًا على التزام سلطنة عمان بنهج التعددية، ودورها الفاعل في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب، ودعم المبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام المستدام والتنمية الشاملة، في ظل ما يشهده العالم من تحولات وتحديات تتطلب تكاتف الجهود التشريعية والدبلوماسية على حد سواء.
ويشارك وفد مجلس الشورى في الجلسات العامة للمؤتمر، إلى جانب خمس حلقات نقاشية تتناول موضوعات محورية، أبرزها: مشاركة المرأة والشباب في الحياة البرلمانية وسط أجواء الاستقطاب والأزمات، والابتكار كمدخل لتحقيق السلم وصياغة حلول مبتكرة لعالم مضطرب، بالإضافة إلى مناقشة فرص التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030م، ودور البرلمانات في صياغة مستقبل رقمي عادل، إلى جانب تسليط الضوء على الجهود البرلمانية لحماية حقوق الفئات الهشة ومكافحة كافة أشكال التمييز.
كما يشارك الوفد في مناقشات متقدمة حول الحوكمة العالمية "الشبكية"، بوصفها نموذجًا جديدًا لتعزيز تعددية الأطراف ورفع كفاءة التعاون الدولي في ظل النظام العالمي المتغيّر، وهو أحد المحاور التي يسعى المؤتمر إلى تقييم فاعليتها ومدى قدرتها على معالجة التحديات المعقدة التي تواجه النظام الدولي.
ويعد المؤتمر أكبر تجمع برلماني عالمي على مستوى رؤساء البرلمانات، إذ يجمع أكثر من 300 رئيس برلمان من 170 دولة، إلى جانب مشاركات رفيعة من منظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني وأكاديميين وإعلاميين. كما يكتسب المؤتمر أهميته كمنصة برلمانية دولية انطلقت أولى دوراته عام 2000م عشية قمة الألفية في نيويورك، بهدف إدماج صوت البرلمانات الوطنية ضمن منظومة الحوكمة العالمية، وسد الفجوة الديمقراطية على المستوى الدولي، من خلال تفعيل دور المؤسسات التشريعية في صياغة القرار العالمي.