عن التجول بشواع الرياض وصفقة لن تتوقف.. شهادة أكاديمية إسرائيلية بارزة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
تعتقد الأكاديمية والناشطة وخبيرة شؤون الشرق الأوسط، نيريت أوفير، التي كانت من أوائل الإسرائيليين الوافدين إلى السعودية أن صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية سوف تتم.
وقالت أوفير، التي قدمت براءات اختراع في السعودية، وأمضت نحو 15 عاما في العمل مع دول الخليج: "لا شيء سيوقف الصفقة مع السعودية"، وذلك في تصريحات ضمن مقابلة أجرتها معها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
وأوفير أكاديمية حاصلة على درجة الدكتوراة في دراسات الشرق الأوسط من جامعة بار إيلان في تل أبيب، وهي أيضا محاضرة في جامعة رايخمان الإسرائيلية. وتمحورت رسالة الدكتوراة حول عمليات التحرير والتحول الديمقراطي في العالم العربي.
وهي متحدثة بارزة في المؤتمرات عن الخليج، وقد عادت لتوها من مؤتمر عن الأمن في السعودية، حيث عرضت براءات اختراع وشركات إسرائيلية.
وتقول عنها الصحيفة إنها "كرست حياتها لبناء الجسور وكسر الجليد مع جيران إسرائيل".
وتقول الأكاديمية في المقابلة إنها في السنوات الـ15 الماضية، "دخلت منازل عائلات مسلمة في سوريا والمغرب والأردن، وأجريت مقابلات شخصية"، وهو ما قادها إلى فهم المنطقة والتعرف على أهلها أكثر مما كان سيمكنها تحقيقه بأي طريقة أخرى.
وفي سبتمبر من العام الماضي، كانت ضمن أول وفد تجاري إسرائيلي إلى السعودية، وقالت حينها إن الوفد الذي ضم 12 رجل أعمال للمشاركة في مؤتمر تكنولوجي حظي بحفاوة واهتمام بالغ من السعوديين، وتحدث عن علاقات "هادئة" بين البلدين.
وعن تلك الزيارة التي قامت بها قبل نحو شهر من هجوم حماس الدامي على إسرائيل في أكتوبر 2023، قالت: "كل هذه الشركات قدمت شعاراتها بشكل علني، وأنا مثلتها على المسرح. كان هناك 12 إسرائيليا في المجمل، وهو وفد جميل، وتصدر العديد من العناوين الرئيسية".
وقبل ذلك، كانت ضمن المشاركين في سباق رالي داكار، الذي نظمته السعودية في يناير 2021. ونشرت حينها صورة على حسابها في "إكس" مرفقة بتعليق: "أنا فخورة بتمثيل بلدي في رالي داكار السعودي":
أنا فخورة بتمثيل بلدي في رالي داكار السعودي، الذي انتهى منذ بضعة دقائق. انني أنتمي إلى فريق "Pearl -my heritage"، الذي أنهى بنجاح هذه المنافسة الصعبة والمعقدة. لقد صنعنا التاريخ اليوم: نحن فريق مدني يسعى لتحقيق السلام بين الدول والشعوب. pic.twitter.com/LjyKebGtsS
— Dr. Nirit Ofir (@OfirDr) January 15, 2021والأسبوع الماضي، شاركت أوفير أيضا في مؤتمر أمن الشرق الأوسط في الرياض.
وقالت: "أنا أمثل شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال الأنظمة وبراءات الاختراع... وغالبا ما أعمل مع ممثلي البلدان التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. لا توجد لحظة مملة أبدا. هناك الكثير من العمل عندما يتعلق الأمر باللوائح وحتى بمسائل مثل الاختصاص القضائي وتوقيع العقود وكيفية تحويل الأموال بين الشركات من الدول التي ليس لديها أي علاقات".
وعما إذا كان الأشخاص الذين يعملون معها يعلمون أنها إسرائيلية، قالت "إنهم يعرفون بالتأكيد أنني إسرائيلية، وأحيانا أسافر بجواز سفري الإسرائيلي".
لكنها لفتت إلى أنه "في البداية لم يكن من المفترض أن أتحدث عن المكان الذي أتيت منه، واليوم أنا إسرائيلية بشكل علني".
وفي يناير 2021، تقول إنها "أحضرت وفدين رياضيين من إسرائيل إلى السعودية، وكان ذلك أول كسر للجليد بالنسبة للإسرائيليين في البلاد".
وكان هذا هو الحال مع رالي أبوظبي، الذي انعقد حتى قبل اتفاقات إبراهيم، "ومنذ ذلك الحين أصبح من الطبيعي جلب وفود رياضية إسرائيلية إلى الإمارات بجوازات سفر إسرائيلية".
pic.twitter.com/I7TZFEUFba
— Dr. Nirit Ofir (@OfirDr) December 20, 2021وتقول أوفير: "اتضح أن الرياضة مهمة في عمليات التطبيع".
واعتبرت أن السعودية مرت بتجربة فريدة من "التعددية الاجتماعية"، وهذا يشمل التحول في العلاقة مع وسائل الإعلام، فـ"حتى عام 2013 تقريبا، حاولت المملكة تجنب ( أن تتصدر) العناوين الرئيسية (بالنسبة لملف التطبيع)، لكن ذلك تغير. أعتقد أنهم فهموا أن وسائل الإعلام يمكن أن تصبح أداة لرواية قصتهم، وحتى للترويج للبلاد".
وأوضحت أوفير أيضا أنه بينما كان يطُلب منها في البداية عدم نشر أي شيء عن زياراتها إلى السعودية، إلا أنها في الوقت الحاضر يتم تشجيعها والترويج لها، "على الرغم من أن ذلك لا يحدث إلا بعد عودتها إلى إسرائيل".
وتعتبر أن التطبيع عملية طويلة تحدث منذ 20 عاما، والتفاعلات والتعاون التجاري بين إسرائيل والمملكة "يرتفع ببطء فوق الرادار. هناك جالية يهودية ناشئة في الرياض، ويمكن العثور على طعام الكوشر هناك".
وتتابع: "على أي حال، إنها عملية تحدث هنا والآن. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني لا أرى أنه سيتوقف. أرى دفئا في العلاقات، وحذرا كبيرا، تحت ضغوط كبيرة جدا، لكن الاتجاه هو نحو التطبيع ولن يوقفه شيء".
وخلصت أوفير إلى القول: "الأمر الأكثر أهمية أن نعرف أن عملية التطبيع لا تبدأ بمصافحة القادة، بل يتم بناؤها ببطء وأمان، طبقة فوق طبقة".
وقالت إنه بعد هجمات أكتوبر، "تلقيت قدرا كبيرا من التعاطف من الأصدقاء في الخليج، وعشرات الرسائل والمكالمات الهاتفية عبر الواتساب، واهتماما حقيقيا بعائلتي".
وتقول إنها "تشعر براحة أكبر أثناء التجول في الرياض مقارنة ببروكسل على سبيل المثال. هناك الكثير من معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الغرب".
وترى أنه: "إذا كان (شيمون) بيريز قد دعا قبل 20 أو 30 عاما إلى "التجرؤ على الحلم"، فلم تعد اليوم الجرأة كافية. يجب علينا الآن أن نجرؤ على تحقيق هذا الحلم، وكسر الجليد مع جيراننا، لأنه لن يقوم أحد بذلك نيابة عنا".
وحذر مقال في صحيفة "هآرتس" إسرائيل، نشر قبل أيام من تفويت فرصة التطبيع مع السعودية، لاسيما أنها دولة ذلت ثقل سياسي كبير في المنطقة، لأن ذلك سيعني رفض الخروج من العزلة وتفويت فرصة الدخول إلى المنطقة كشريك وحليف.
وهذا الطرح تباينت بشأنه آراء عدد من المحللين السياسيين السعوديين والإسرائيليين الذين تحدثوا إلى موقع "الحرة"، إذ اعتبر البعض أن إقامة علاقات مع السعودية فرصة كبيرة لإسرائيل لا يمكنها تفويتها، بينما يرى آخرون أنها ليست ذات أهمية كبرى، فيما اتفق الجميع على أن المملكة لن تتنازل عن شروطها للتطبيع بإنهاء حرب غزة وإقامة دولة فلسطينية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى السعودیة مع السعودیة
إقرأ أيضاً:
هجوم سيبراني من موالين لأوكرانيا يعطّل رحلات أيروفلوت..والكرملين يصف الوضع بالمقلق
تعرضت شركة الطيران الروسية "أيروفلوت" لهجوم سيبراني واسع تبنّته مجموعة موالية لأوكرانيا، ما أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات وتعطيل أنظمتها الداخلية. اعلان
تعرّضت شركة الطيران الوطنية الروسية "أيروفلوت" لهجوم سيبراني واسع اليوم الإثنين 28 تموز/يوليو، ما أدى إلى إلغاء أكثر من 40 رحلة جوية، غالبيتها داخل روسيا، إضافة إلى رحلات متجهة إلى مينسك ويريفان. ووقع الحادث في ذروة موسم العطلات، وتسبب باضطرابات في مطار شيريميتيفو بموسكو، حيث تحولت شاشات المغادرة إلى اللون الأحمر مع إلغاء متتالٍ للرحلات.
شركة "أيروفلوت" أعلنت أن الخلل ناجم عن فشل في أنظمتها المعلوماتية، دون تحديد المدة التي ستستغرقها لإصلاح العطل، فيما لم يصدر أي تعليق فوري من وزارة النقل أو هيئة الطيران الروسية.
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المعلومات الأولية "مقلقة للغاية"، وأن خطر الهجمات السيبرانية لا يزال قائمًا بالنسبة لجميع الشركات الكبرى التي تقدم خدمات للسكان. وأضاف: "نحن نتابع المعلومات التي ترد في الفضاء العام، وسننتظر التوضيحات اللازمة". وفي وقت لاحق، أعلنت النيابة العامة الروسية فتح تحقيق جنائي في الحادثة، مؤكدين أنه ناجم عن اختراق معلوماتي.
"هاكرز" موالون لأوكرانياتبنّت مجموعة تطلق على نفسها اسم "سايلنت كرو" الهجوم، وأعلنت أنها نفذته بالتعاون مع مجموعة "Cyberpartisans BY" البيلاروسية، في عملية قالت إنها استغرقت عامًا كاملًا، وربطتها بالحرب في أوكرانيا. وورد في بيانهم: "المجد لأوكرانيا! تحيا بيلاروس!"، دون أن يتم التحقق من صحته بشكل مستقل. ولم يصدر أي تعليق فوري من السلطات الأوكرانية.
النائب الروسي أنطون غوريلكين، العضو البارز في لجنة الإعلام بالبرلمان، وصف ما جرى بأنه جرس إنذار رقمي جديد، معتبرًا أن روسيا تتعرض لهجوم إلكتروني واسع. وقال: "لا يجب أن ننسى أن الحرب تُخاض على جميع الجبهات، بما في ذلك الرقمية. ولا أستبعد أن يكون من نفذوا هذا الهجوم في خدمة دول غير صديقة".
Related فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ 2015الروس يشتكون من انقطاع الإنترنت والكرملين يبرر: إجراء احترازي ضد المسيرات الأوكرانية الكرملين يعلن إلغاء عرض كبير للبحرية الروسية "لأسباب أمنية" اختراق واسع وتهديد بنشر بيانات الركابوأوضح القراصنة في بيانهم أنهم اخترقوا شبكة "أيروفلوت" بعمق، ودمروا نحو 7000 خادم، واستولوا على الحواسيب الخاصة بعدد من كبار الموظفين. كما نشروا لقطات شاشة لما قالوا إنها من داخل بنية أنظمة الشركة، وهددوا بنشر "البيانات الشخصية لجميع الروس الذين سبق لهم السفر عبر الشركة".
وقالوا إن العملية استغرقت عامًا من التخطيط والتنفيذ، وقد منحتهم سيطرة كاملة على البنية الرقمية لـ"أيروفلوت".
وفي السياق نفسه، عبر مسافرون غاضبون عن استيائهم على موقع VK بسبب انعدام التواصل مع الشركة.
وكتبت إحدى الراكبات، مالينا آشي، أنها كانت عالقة في مطار فولغوغراد منذ الساعة 3:30 فجرًا، مشيرة إلى أن الرحلة أُعيد جدولتها لثلاث مرات متتالية، وكان من المقرر أن تغادر في الخامسة صباحًا، قبل أن تؤجل إلى ما بعد الثانية ظهرًا.
شركة الطيران تتعهد بإعادة الأموالقالت شركة "أيروفلوت" إنها تعمل على تقليص أثر الهجوم على جدول الرحلات، واستعادة العمليات الطبيعية في أسرع وقت. كما أعلنت أن المسافرين المتأثرين بالاضطرابات يمكنهم استرداد ثمن التذاكر أو إعادة الحجز بمجرد استعادة الأنظمة، وأنها تحاول تأمين مقاعد لهم لدى شركات طيران أخرى.
ورغم العقوبات الغربية والقيود المفروضة على السفر، لا تزال "أيروفلوت" من بين أكبر 20 شركة طيران في العالم من حيث عدد الركاب، إذ نقلت العام الماضي 55.3 مليون مسافر، وفق بياناتها الرسمية.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الهجمات الإلكترونية باتت تشكل تهديدًا متصاعدًا للبنى التحتية الرقمية، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد الضغوط الغربية على موسكو.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة