الاقتصاد نيوز - متابعة

 في الآونة الأخيرة أعلنت الحكومة السعودية أن الإصلاحات في قطاع الطيران الخاص بها يمكن أن تجتذب نحو 100 مليار دولار من الاستثمارات بحلول نهاية عام 2030، وهي خطوة تتماشى مع التنويع الاقتصادي والابتعاد عن اقتصاد المنتج الواحد لزيادة حصة بلادها في النقل الجوي للبضائع والركاب.

وقال علي رضا منظري، ممثل إيران السابق في منظمة الطيران المدني الدولي، لوكالة إيلنا العمالية، في إشارة إلى استثمارات السعودية الكبيرة لتصبح مركزًا جويًا في الشرق الأوسط: إن التحول إلى مركز جوي يعتمد على عوامل كثيرة أهمها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية لتحقيق هذا الهدف.

وكانت الدولة الأولى في المنطقة التي أحدثت هذا التغيير السياسي والثقافي والاقتصادي هي الإمارات، إذ هيأت الأرضية لجذب شركات الطيران العالمية إلى هذه النقطة في المنطقة بعد أن وفرت البنية التحتية التقنية وغير التقنية، ونحن نرى اليوم أن جميع شركات الطيران تعترف بدولة الإمارات كمركز جوي للشرق الأوسط.

وذكر أنه في المستقبل القريب سيكون لدينا ثلاثة محاور جوية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية والإمارات وقطر، وستزداد المنافسة بين هذه الدول الثلاث، مما سيعود بالنفع على المسافر وصاحب البضائع في نهاية المطاف، وقال: في المنافسة بين هذه المحاور الثلاثة، تستخدم شركات الطيران الخدمات الجوية للبلدان التي تخفض السعر الإجمالي من أجل تقديم تذاكر أرخص للركاب.

وأضاف: لكي تصبح مركزًا لدولة ما في مجال الطيران، فإن عدد مرات الهبوط والإقلاع ليس مهمًا، المهم هو أن تمكن تلك البلاد من إنشاء مسارات طيران مختلفة لشركات مختلفة، والأهم من ذلك كله هو وصول ذلك المطار إلى العديد من نقاط الطيران في العالم، ليتمكن المسافر من اتخاذ قرار بشأن الرحلة في أي وقت والتأكد من ذلك المركز للاتصال بالوجهة النهائية. ولذلك، فإن التحول إلى مركز ليس له مواصفات فنية محددة بل المسألة المهمة هي مقدار الوصول والاتصالات.

وأكد ممثل إيران السابق في منظمة الطيران المدني الدولي: بلا شك كل من البنية التحتية والأسطول الجوي مهمان للغاية. فأسطول شركة طيران واحدة فقط من هذه الدول الثلاث أو بالأحرى الإمارات يضم أكثر من 200 طائرة كبيرة وجديدة، ويبلغ إجمالي عدد طائرات شركات الطيران الإماراتية أكثر من 500 طائرة، وجميع هذه الأساطيل متواجدة ونشيطة. فالمطارات في الإمارات تستقبل وترسل رحلة كل دقيقتين.

وأشار إلى الهدف المحدد لإيران فيما سلف ورؤى 2025، والتي بموجبها يجب أن تصبح إيران المحور الجوي للمنطقة: تواجه صناعة الطيران في إيران اليوم العديد من المشاكل ويكفي أن تكون قادرة على تلبية احتياجات الركاب المحليين. وفي الوقت الحالي، يضم الأسطول الجوي الإيراني 300 طائرة، أكثر من نصفها متوقفة عن الطيران، كما يقوم مطار مهر آباد، الذي ينفذ معظم عمليات الطيران بين مطارات البلاد، بحوالي 200 رحلة جوية يوميا. فهل استطاعت إيران أن تفعل ما فعلته السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية؟ أرقام الاستثمار السعودية في هذا القطاع ليست مزحة مقارنة بالمنافسين الآخرين، وهدف السعودية لتولي هذا المركز في المنطقة جاد للغاية.

قيود على أسطول إيران لتسيير برحلات الحج

وأردف: الميزة التي تتمتع بها السعودية على الإمارات وقطر هي استقرار رحلات الحج وأصبحت البنية التحتية الجوية لهذه الدولة قوية بما يكفي لتتمكن من أداء رحلات أخرى في وقت واحد مع رحلات الحج المتتالية، أما في إيران، فإن الخطوط الجوية الإيرانية تواجه قيودًا على أسطولها أثناء رحلات الحج بسبب قيود الأسطول والطائرات على الرحلات الأخرى، وبالتأكيد لا يمكن أن تصبح مركزًا في ظل هذا الوضع.

وواصل: في هذا الوضع التنافسي، لا يتم تسيير أي رحلات ترانزيت للركاب في مطار الإمام لأنه لم يتم إنشاء البنية التحتية والمنصة الثقافية لهذه القدرة، لكن السعودية قامت بإنشاء منصة لهذه الأمور على مدى السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك التطورات الثقافية في بلدها. ونحن نرى تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية في السعودية اليوم خلقت ثقافة قبول جميع أنواع المسافرين من مختلف البلدان وتمكنت من تطوير الاستثمارات مع هذه الظروف الثقافية الجديدة.

وتابع رضا منظري: الحقيقة أنه ربما تتمتع إيران بميزة كونها نقطة جيدة لبعض طرق العبور، ولكن بشكل عام، يجب أن تكون جميع المنصات السياسية والاقتصادية والثقافية جاهزة، وإذا كانت كل هذه المنصات جاهزة، فيمكننا منافسة الإمارات وتركيا. وبالمناسبة، من الممكن أيضًا الاستثمار في قطاع البنية التحتية للطيران دون تمويل حكومي. تجدر الإشارة إلى أنه في دولة مثل السعودية، التي تتمتع بقوة مالية قوية، فإن بعض هذه الاستثمارات تكون غير حكومية وتجذب المستثمرين الأجانب إلى هذا السوق. وهذه القدرة موجودة أيضاً في إيران، لكن شرطها هو خلق أسس سياسية وثقافية.

وقال: يتمتع مطار مشهد هاشمي نجاد بالقدرة على أن يكون نقطة نقل لمسلمي العالم، وخاصة الشيعة، لكن بينما كان لدى العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلات مستمرة إلى مطار مشهد، أوقفت 6 شركات طيران أجنبية على الأقل، بما في ذلك فلاي دبي والتركية والكويتية، رحلاتها إلى مطار هاشمي نجاد في الأشهر القليلة الماضية.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار البنیة التحتیة شرکات الطیران فی المنطقة رحلات الحج

إقرأ أيضاً:

النقل الدولي: السعودية تقدم تجربة عالمية رائدة في إدارة لوجستيات الحج

أشاد المهندس مدحت القاضي، نائب رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية ورئيس شعبة خدمات النقل الدولي واللوجستيات، بتجربة المملكة العربية السعودية في إدارة موسم الحج، واصفًا إياها بأنها "تجربة ملهمة في الإدارة المتكاملة ‏واللوجستيات الذكية"، مؤكدًا أنها أصبحت نموذجًا عالميًا في التعامل مع أكبر تجمع بشري سنوي في العالم‎.‎
وقال القاضي إن المملكة استطاعت، رغم التحديات الجغرافية والزمنية وكثافة الأعداد التي تجاوزت 1.8 مليون حاج من ‏أكثر من 150 دولة، أن تحقق نجاحًا مبهرًا عبر منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية، إدارة الحشود، النقل، الإسكان، ‏والرعاية الصحية‎.‎

ندوة بعنوان "التخطيط الاستراتيجي" لطلاب كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويفالحكومة تدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل النهري.. تفاصيل


وأشار إلى أن المطارات السعودية وعلى رأسها مطاري الملك عبدالعزيز بجدة والأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، ‏مثّلت بوابات عصرية بتقنيات متقدمة لتسهيل دخول الحجاج، بالتوازي مع منظومة نقل حديثة تضم 30 ألف حافلة ‏وقطارات المشاعر، التي ساهمت في تقليص الزحام وتحسين تجربة الحاج‎.‎


ولفت القاضي إلى أن منظومة الإسكان نجحت في توفير أكثر من 270 ألف غرفة فندقية، إلى جانب آلاف المخيمات ‏المجهزة، بينما عملت المستشفيات الميدانية والطواقم الطبية على مدار الساعة لتأمين الرعاية الصحية، رغم ارتفاع درجات ‏الحرارة‎.‎


وأكد أن التكنولوجيا لعبت دورًا جوهريًا، من خلال التطبيقات الذكية، والسوار الإلكتروني، ونظام الألوان لتوجيه الحجاج ‏داخل المشاعر، ما ساعد في تقليل حالات الفقدان والتوهان‎.‎


وأضاف أن المملكة أدارت الأمن الغذائي بكفاءة عبر مطابخ مركزية ضخمة وفرت أكثر من 11 ألف طن يوميًا من الأغذية ‏والمياه، مع جمع أكثر من 5 آلاف طن نفايات يوميًا في بيئة نظيفة رغم الضغط الهائل‎.‎


واختتم القاضي بأن المملكة أثبتت أن إدارة الحج ليست مجرد مهمة تنظيمية، بل هي رسالة إنسانية تتطلب الابتكار والتكامل ‏بين التكنولوجيا والبشر، مقدمًا التحية لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد ولكل العاملين والمتطوعين على هذه التجربة ‏العالمية الرائدة‎.‎

طباعة شارك جمعية رجال أعمال الإسكندرية شعبة خدمات النقل الدولي واللوجستيات السعودية التحديات الجغرافية

مقالات مشابهة

  • “المصرف المركزي” يفرض عقوبات مالية على 6 شركات صرافة بقيمة 12.3 مليون درهم
  • المصرف المركزي يفرض عقوبات مالية على 6 شركات صرافة بقيمة 12.3 مليون درهم
  • المملكة تسرّع خطواتها نحو النقل الكهربائي ضمن مبادرة "السعودية الخضراء"
  • استراتيجيات فعالة لتمكين شركات السياحة من استهداف المسافرين في المنطقة
  • وعن الطيران نحكي تاركو اتاريها كده.. تاركو أصلها كده
  • متحدث الخطوط الحديدية السعودية «سار»: نسبة الالتزام بمواعيد رحلات قطار الحرمين السريع في موسم الحج تتجاوز 98٪
  • العرضة السعودية تُحيي ثالث أيام عيد الأضحى في المنطقة الشرقية
  • النقل الدولي: السعودية تقدم تجربة عالمية رائدة في إدارة لوجستيات الحج
  • الحكومة تدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل النهري.. تفاصيل
  • لأول مرة..عودة شركات الطيران إلى الكيان مرهون بقرار من اليمن