«BBC»: هل تستطيع أستراليا أن تحقق حلمها بأن تصبح قوة عظمى فى مجال الطاقة المتجددة؟
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
النحاس معدن يتميز بخصائص فريدة تجعله خيارًا جذابًا للاستخدام فى العديد من التطبيقات الصناعية والتكنولوجية، ومقاومته للتآكل.
فى السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث والتطورات التكنولوجية تركز على استخدام النحاس فى الألواح الشمسية كبديل للفضة المكلفة. تُستخدم الفضة فى الألواح الشمسية نظرًا لقدرتها الفائقة على نقل الكهرباء بكفاءة عالية، ولكن ندرتها وارتفاع تكلفتها، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية السلبية لاستخراجها، دفعت الباحثين إلى البحث عن بدائل أكثر استدامة.
وفى تقرير نشرته BBC الإنجليزية أن فى أستراليا، تُعد شركة SunDrive من الشركات الرائدة التى تعمل على تطوير تقنيات جديدة لاستخدام النحاس فى الألواح الشمسية.
من خلال هذا الابتكار، تهدف الشركة إلى تعزيز دور أستراليا كمركز لصناعة الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على المواد النادرة والمكلفة مثل الفضة، وتحقيق مزيد من الاستدامة البيئية فى عملية إنتاج الطاقة الشمسية.
توضح مايا شفايتسر، الرئيسة التجارية للشركة: "الفضة مكلفة، نادرة وضارة بالبيئة، وتحد من مدى انتشار الطاقة الشمسية حول العالم". "النحاس أيضًا مطلوب بشدة، لكنه أكثر وفرة بألف مرة، وأقل تكلفة بمئة مرة".
تعد الشركة الناشئة واحدة من المستفيدين من خطة "مستقبل صنع فى أستراليا" الحكومية - وهى مجموعة من السياسات التى تهدف إلى تحويل البلاد إلى "قوة عظمى فى مجال الطاقة المتجددة" من خلال الاستثمار فى الصناعات الخضراء المحلية.
لكن بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كانت الحزمة التى تبلغ قيمتها ٢٢.٧ مليار دولار أسترالى (١٥ مليار دولار أمريكي؛ ١١.٨ مليار جنيه إسترليني) - والتى تشمل حوافز ضريبية، قروض، ومنح تمويلية - كافية لتحقيق تلك الطموحات الكبيرة.
ويقول علماء المناخ إنه إذا كانت أستراليا ترغب فى أن تكون لاعبًا رئيسيًا فى الانتقال إلى صافى انبعاثات صفري، فعليها التوقف عن الترويج للوقود الأحفوري.
لطالما كانت اقتصاد أستراليا معتمدًا على مواردها الطبيعية، مثل الفحم، الغاز وخام الحديد. لكن المعادن الحرجة لديها - التى تعتمد عليها تكنولوجيا الانبعاثات المنخفضة - تُصدَّر خامًا وتُكرر فى الخارج، وخاصة فى الصين. إنها نموذج تجارة "الحفر والشحن" الذى أكسب أستراليا سمعة كـ "محجر العالم"، ورأتها تفقد جزءًا كبيرًا من القيمة فى مراحل التصنيع اللاحقة.
الليثيوم - الذى يستخدم فى البطاريات التى تخزن الطاقة المتجددة وتشغل المركبات الكهربائية - هو مثال على ذلك. رغم أن أستراليا مسئولة عن أكثر من نصف إمدادات الليثيوم فى العالم، فإنها تستحوذ فقط على ٠.٥٪ من السوق العالمية للبطاريات الليثيوم التى تقدر قيمتها بـ ٥٧ مليار دولار، وفقًا لوكالة العلوم الوطنية فى البلاد.
سياسة "مستقبل صنع فى أستراليا" - التى تم الإعلان عنها رسميًا فى أبريل - تسعى لتغيير ذلك، من خلال تقديم إعفاءات ضريبية وقروض للشركات التى تسعى إلى معالجة المعادن الحرجة فى الداخل.
تجادل الحكومة بأن القيام بذلك هو أولوية للأمن القومي، حيث تقوم الدول بفحص اعتمادها التجارى على بكين، وتسعى لحماية نفسها من صدمات سلاسل التوريد. قال رئيس الوزراء أنطونى ألبانيزى عند الإعلان عن الخطة: "هذه ليست حماية قديمة الطراز أو انعزالية - إنها المنافسة الجديدة". "علينا أن نطمح عاليًا، أن نكون جريئين، وأن نبنى بشكل كبير، لمطابقة حجم الفرصة أمامنا".
وتعد شركة Alpha HPA، التى تتخذ من كوينزلاند مقرًا لها، واحدة من الشركات التى اعتمدت عليها الحكومة لتحقيق رؤيتها. مثل SunDrive، ترى نفسها كمغير لقواعد اللعبة بسبب قدرتها على إنتاج منتجات الألومنيوم عالية النقاء للغاية - المستخدمة فى أشياء مثل أشباه المواصلات وهواتف iPhone - ببصمة كربونية أقل من المنافسين فى الخارج. بفضل قرض فيدرالى بقيمة ٤٠٠ مليون دولار أسترالي، تقوم ببناء واحدة من أكبر مصافى الألومينا فى العالم بالقرب من مدينة جلادستون الساحلية، والتى تقول إنها ستوفر مئات الوظائف المحلية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النحاس أستراليا الليثيوم الطاقة الشمسية الطاقة المتجددة
إقرأ أيضاً:
رحلة النغم والألم ( 2 )
يستمر "عبد الحليم حافظ" في الحديث معى فيعرض إلى سرد المعالم الرئيسية في مشواره الفني وتعامله مع الجمهور، فيقول لى بثقة الفنان الأصيل المترع بالذوق الرفيع والإحساس الصادق: "أنا أحمل على أكتافي مهمة تبسيط الأداء، وهذا ما دفع بالجيل الغنائى الجديد أن يتجه صوب هذا الطريق". عندما يعرج على بداية حياته يقول في أسى المكلوم: " تحملت الصدمات منذ البداية لا سيما عندما عزف الجمهور عن الاستماع إلىّ، وطالبنى بالنزول عن المسرح وصاح البعض: "إيه ده اللى انت بتعمله؟". بيد أنى لم أحبط وتمسكت بالبقاء على المسرح حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله. تعاملت يومها مع السهل الممتنع، وهي مسألة في غاية الصعوبة".
وأسأله: هل توقعت هذه البداية من الجمهور؟ وكيف رسم لنفسه طريق الخروج من أزمة الموقف؟ فقال: "كل وسيلتي يومها كانت الاستمرار في البقاء وعدم مغادرة المسرح". ويردف قائلا: " أنا لا أعيش في أفكار مسبقة قبل مواجهتي للجمهور باستثناء العمل الغنائي. عندما أتجه إلى المسرح أتصرف بالبساطة. ما يأتى وأنا على المسرح يكون رد فعل للحظة ذاتها. فما كان من الممكن أن أرسم صورة مسبقة لمواجهة الجمهور، لأنني لو فعلت ذلك سأفشل، وأنعزل عن أحاسيس الناس. وأنا في ذلك أسير وفق ما قاله " هيتشكوك" ذاته:" كل واحد منا في إمكانه أن يمثل شرط أن يعطى للدور ما هو مطلوب".
ويحدثني عما كان يشغله في تعامله مع الأحداث والتطورات، فيقول: "تشغلنى المشاكل الاجتماعية بكل أشكالها. ولقد أدركت أن ما نعانى منه من فقر ومرض سببه الأول والأخير هو الجهل، ولهذا كان يتعين على التعليم أن يسلك الطريق الصحيح. ومن الطبيعى أن التعليم لا يتم إلا عن طريق إنشاء الجامعات، والإسهام في بناء الكليات، ولا بد من تعاون الحكومة والشعب لمحو الجهل والأمية. أمر آخر يشغلنى هو مسألة الحروب، فهي إذا انتهت في مكان اندلعت في مكان آخر. والمثال واضح أمامنا، فالحرب قد تتوقف في فيتنام لتندلع في الشرق الأوسط. وهناك مشكلة عدم استقرار في العالم، مع مشكلة تضخم السكن وغلاء المعيشة، وهذا ليس في مصر فقط وإنما في كل مكان في العالم".
ويتحدث "عبد الحليم حافظ" عن المشاكل التى قد تعرض للشباب فيقول:" مشكلة الشباب ذاتها هى التى تدفعهم إلى تدمير أنفسهم كى يشعر العالم بوجودهم، وانسياقهم في تيارات اللامبالاة، ونبذهم لوجوه الحياة، وهو ما يؤدى بهم إلى العيش في قلق دائم وتوجس، ويزداد الأمر وطأة بأن يجابه الشباب الطرق المسدودة في مختلف المجالات".
ويحدثنى "عبد الحليم" عما يفعله في أوقات الفراغ فيقول:" أعيش مع الموسيقى معشوقتى، فأستمع إليها، وأشاهد الأفلام السينمائية بكل ألوانها، وأمارس رياضة "البنغ بونغ"، وأقرأ في الأدب والسياسة". أما الأمور التى تتكرر كثيرا معه فتتعلق بالمشاعر مع المعجبين، وكلمات التقدير التي يخطها لهم سواء على صورة من صوره، أو على ورقة في " الأوتوجراف" فيقول: " كل تمنياتى بالسعادة والحب"، ويردف " عبد الحليم" قائلا: لقد اكتشفت قبل عامين أنها كلماتى الدائمة التى أكتبها للناس في معرض تقديرى لمشاعرهم تجاه أعمالى الفنية".
لقد بدا لى "عبد الحليم حافظ" ــ الذى يحمل بين أضلاعه كميات مكثفة من المشاعر والألم ــ أنه لم يصب بردود فعل سلبية من جراء ذلك، بل على العكس فإن كل الألم الذى اختصه والتصق به زاد من رهافة حسه، وزاد من نظرته الصافية تجاه الناس والأشياء، ولهذا غدا المألوف منه هو العبارة التي يعلق بها على كل ما يكتبه المعجبون به والتي اختصرها في قوله: "كل تمنياتي لكم بالسعادة والحب".