شعبان بلال (غزة)
قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، إن الوضع الإنساني في القطاع يتدهور نحو الأسوأ نتيجة استمرار الأعمال العدائية في شمال القطاع خصوصاً في المناطق المحيطة بمخيم جباليا وحيي الزيتون وصبرا، بالإضافة إلى انهيار الوضع في مدينة رفح نتيجة النزوح.
وأوضح مهنا في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن بعض المستشفيات في شمال غزة تأثرت بشدة بالأعمال القتالية، مثل مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، وهناك أعداد هائلة من المصابين الذين لا يتلقون رعاية طبية نتيجة انحسار قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات وعدم توافر مستلزمات طبية أو إجراء عمليات جراحية أو كوادر طبية.

أخبار ذات صلة إسبانيا تعلن انضمامها لجنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل عشرات القتلى بقصف إسرائيلي على مدرسة وسط غزة

وحول الوضع في مدينة رفح، أشار مهنا إلى أن نسبة النزوح من رفح تجاوزت 900 ألف شخص من مختلف أنحاء المدينة نحو الغرب على الشريط الساحلي للمدينة ونحو مدينة خان يونس بما يعرف منطقة «المواصي» وأغلبها كثبان رملية وتخلو من البنية التحتية الأساسية ولا يوجد ماء كاف للشرب ولا خدمات طبية أو غذاء يكفي هذه الأعداد الكبيرة.
وأشار المتحدث الإقليمي باسم الصليب الأحمر إلى أن معبر رفح هو البوابة الرئيسية التي كان يدخل من خلالها الدعم الإنساني والفرق الإغاثية التي تباشر عملها من المستشفيات الميدانية والتابعة لوزارة الصحة، لافتاً إلى تدهور الحالة الصحية لعدد كبير من المرضى والجرحى كان من المفترض أن يغادروا غزة عبر معبر رفح، والآن تبدد الأمل حول موعد فتح المعبر مرة أخرى للمغادرة.
وشدد على أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتأزم يوماً بعد يوم، مع تزايد التكدس البشري الهائل لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف إنسانية أسوأ مما كانوا عليه قبل نزوحهم من رفح، ولفت إلى أن بعض الأسر نزحت من رفح سيراً على الأقدام لعدم توافر نفقة الانتقالات، مع الارتفاع الحاد في أسعار السلع والخدمات إن وجدت.
وذكر مهنا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر افتتحت مستشفى ميدانياً يضم 60 سريراً لدعم عمل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الوقت الذي تحاول فيه الجهات الطبية والإنسانية تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة في غزة.
ويواجه سكان رفح ومختلف مناطق غزة أوضاعاً صحية مأساوية، حيث أوضح مهنا أن هناك زيادةٍ في انتشار الأمراض المعدية التي من المحتمل أن تؤدي إلى تفشي الأوبئة، ومضاعفات مرتبطة بأمراض مزمنة، بالإضافة إلى عمليات بتر أطراف، والتهابات الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز الهضمي الجلدية التي تنتشر بين النازحين بسبب عدم توفر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصليب الأحمر غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذّر من الأسوأ.. تقارير وشهادات: المساعدات في قطاع غزة لم تنجح في وقف المأساة

الصور الصادمة لأطفال يعانون من الهزال الحاد، والتقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع، أثارت موجة غضب دولية دفعت إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في مناطق معينة والسماح بإدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات. اعلان

على الرغم من إدخال المزيد من شاحنات المساعدات وإسقاط الغذاء جواً في قطاع غزة، إلا أن المجاعة تتفاقم، والحاجة الإنسانية ما زالت بعيدة عن التغطية. وبينما تتحدث السلطات الإسرائيلية عن تسهيلات في دخول المساعدات، تؤكد منظمات الأمم المتحدة والجهات الإغاثية أن ما يحدث "تحسينات شكلية" لا ترتقي لمستوى الكارثة الإنسانية القائمة.

الصور الصادمة لأطفال يعانون من الهزال الحاد، والتقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع، أثارت موجة غضب دولية دفعت إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في مناطق معينة والسماح بإدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات. كما استؤنفت عمليات الإسقاط الجوي الدولية للغذاء، بحسب تقارير وكالة أسوشيتد برس.

الشاحنات تُنهب على الطرقات

في ظل الانهيار الأمني داخل القطاع، تفيد التقارير بأن معظم شاحنات المساعدات التي تدخل غزة لا تصل إلى مستودعات الأمم المتحدة المخصصة للتوزيع، بل تُهاجم على الطرقات من قبل حشود تتراوح بين جوعى يائسين وعصابات مسلحة بالأسلحة البيضاء والأسلحة النارية.

ووفقاً لشهود عيان وتقارير طبية محلية نقلتها رويترز وأسوشيتد برس، قُتل وأُصيب المئات أثناء محاولتهم الوصول إلى هذه المساعدات، وسط إطلاق نار من القوات الإسرائيلية.

تصور جوية لشركة Planet Labs PBC تظهر حشودًا من الناس في غزة يحيطون بقافلة مساعدات في خان يونس، قطاع غزة، في 26 يوليو/تموز 2025 AP Photo

تقول القوات الإسرائيلية إنها تطلق طلقات تحذيرية فقط لتفريق الحشود، لكن الأمم المتحدة توضح أن استمرار هذه البيئة الفوضوية يجعل من المستحيل تنفيذ توزيع منتظم وآمن.

وفي تصريحات لـوكالة أسوشيتد برس، قالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA): "أدى هذا الوضع إلى تفريغ العديد من قوافلنا مباشرة من قبل أشخاص جائعين ويائسين، ما زالوا يواجهون مستويات عميقة من الجوع ويكافحون لإطعام أسرهم".

إسقاط المساعدات جواً.. حلول رمزية لا تسد الفجوة

عمليات الإسقاط الجوي، رغم استئنافها، لا توفر سوى نسبة ضئيلة جداً من حجم المساعدات المطلوبة، بحسب تقييمات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP). بل إن كثيراً من الطرود تسقط في مناطق مدمرة أو محظورة، وبعضها يغرق في البحر، ما يدفع سكاناً إلى المجازفة بحياتهم سباحة لاستعادتها.

يقول مؤمن أبو عطية، وهو أب فلسطيني قابلته أسوشيتد برس، إنه كاد أن يغرق أثناء محاولته انتشال كيس مساعدات من البحر بناء على طلب ابنه: "ألقيت بنفسي في البحر حتى الموت فقط لأجلب له شيئاً، وكل ما حصلت عليه كان ثلاث علب بسكويت".

Related "بسبب تجويع غزة"..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيبأنهكه الجوع وقلة الحيلة.. أب من غزة ينهار أمام أسرته بعد عودته إلى البيت بكيس دقيقليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة

وفرضت إسرائيل حظراً كاملاً على دخول الغذاء إلى غزة لمدة شهرين ونصف، بدءًا من مارس وحتى أواخر مايو، ثم بدأت بالسماح بدخول عدد محدود من الشاحنات يومياً، بلغ وفق هيئة COGAT التابعة للجيش الإسرائيلي بين 220 و270 شاحنة خلال بعض أيام هذا الأسبوع.

غير أن هذا الرقم ما زال بعيداً عن الحد الأدنى المطلوب وهو 500 إلى 600 شاحنة يومياً، بحسب الأمم المتحدة، وهو المعدل الذي تم الوصول إليه خلال الهدنة التي استمرت ستة أسابيع في وقت سابق من هذا العام.

وأكدت تشيريفكو، أن شاحنات الأمم المتحدة لا تزال تواجه تأخيرات بسبب القيود العسكرية، إضافة إلى السماح باستخدام مسار واحد فقط، مما يسهل استهدافها من قبل مجموعات مسلحة ومدنيين يائسين.

وأضافت: "السبيل الوحيد للوصول إلى مستوى من الثقة هو تدفق المساعدات بشكل مستدام على مدى فترة زمنية طويلة".

الأمم المتحدة ترفض الحماية العسكرية الإسرائيلية

عرضت إسرائيل على الأمم المتحدة توفير مرافقة مسلحة لتأمين شاحنات المساعدات، لكن المنظمة الأممية رفضت، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تُظهر نفسها كطرف متعاون مع أحد أطراف النزاع، وأشارت إلى حوادث سابقة أُطلقت فيها النيران على المدنيين أثناء وجود القوات الإسرائيلية في مواقع التوزيع، وفق تقارير أسوشيتد برس.

بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات لدى منظمة أوكسفام، وصفت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بأنها لا تتعدى كونها "عروضاً شكلية"، وقالت: "عدد قليل من الشاحنات، توقفات تكتيكية لساعات، وإسقاط ألواح طاقة من السماء — هذا لا يعوض الأذى الذي لا رجعة فيه لجيل بأكمله من الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية منذ شهور".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مصر تبذل جهودا حثيثة فيما يخص غزة ولا يجب التظاهر ضدها
  • الصليب الأحمر يسلّم معدات بحث وإنقاذ لاتحاد بلديات قضاء صور
  • المتحدث باسم «الأونروا» لـ«الاتحاد»: العدوان الإسرائيلي حوّل غزة إلى «مقبرة جماعية» للأطفال
  • مصر تشدد على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار غزة
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: ننفي بشكل قاطع ما يُتداول على مواقع التواصل حول تعرّض مطرب شعبي للاعتداء من قبل عناصر الأمن في مدينة الباب بريف حلب، ولا علاقة لأي جهة أمنية بالحادثة المذكورة.
  • الأمم المتحدة تحذّر من الأسوأ.. تقارير وشهادات: المساعدات في قطاع غزة لم تنجح في وقف المأساة
  • فتح: المظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب مؤسفة
  • الفلسطينيون يتضورون جوعا.. نائبة بالبرلمان الأوروبي: مؤسسة غزة الإنسانية فخ للموت
  • تحذيرات أممية من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة.. ودعوات لإدخال المساعدات
  • المتحدث العسكري: مصر تسقط أطنانا من المساعدات جوًا على قطاع غزة