الثورة نت:
2025-05-11@18:51:28 GMT

الوحدة الإنسانية المشتركة

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

يحدث اليوم في عموم الجغرافيا اليمنية عملية ثقافية تحفيزية تهدف على إكساب المجتمع هوية إيمانية وثقافية وحضارية مضافة وهي تعتمد اعتمادا متزايدا على مختلف الجماعات بهدف الوصول للوحدة المشتركة أو الإحساس بها في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجوم ومن تشويه متعمد ويفترض أن يحمل شلال الإيحاء المتدفق من بين حروفها مشروعا نهضويا كبيرا يصنع من الفكرة الدينية مشروعا سياسيا واعيا وقادرا على إحداث التحولات وتحريك عجلتها، وهذا ما يفترض أن تدل عليه رموز وإشارات خطاب السيد العلم قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي .


قضيتنا الكبرى اليوم هي الوصول إلى وحدة إنسانية مشتركة، ولا نستطيع ذلك إلا من خلال الفنون، وقد يشكل النشاط الثقافي ركيزة أساسية للوصول إلى ذلك، فالمولد مثلا لا يعني تظاهرات شكلية ولكنه يعني مسارا ونسقا ثقافيا يعيد ترتيب النظام العام والطبيعي ويعيد البناء لمواجهة العدو الذي يتربص بنا الدوائر وغاية مقاصده تفكيك البنى الثقافية وفصل الأمة عن رموزها ومرجعياتها الفكرية والثقافية والإيمانية حتى يسهل عليه فرض ثنائية الهيمنة والخضوع عليها، وقد فعل ذلك بالقياس إلى حركة التطبيع التي تجري مع الكثير من الأنظمة العربية اليوم في عموم الوطن العربي .
وعلينا أن ندرك أنه في اليمن ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي بدأت حركة الانفتاح السياسي الذي تظافرت في تعزيز حركته ووجوده عدة عوامل دولية كانهيار المنظومة الاشتراكية، وإقليمية كحرب الخليج، ووطنية وتتمثل في تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية بين شطري اليمن، ومن خلال هذه المتغيرات دخلت عدة مفاهيم جديدة في القاموس السياسي اليمني كالوحدة، والتوافق، والتناوب، والشراكة الوطنية، والعدالة الانتقالية، كما لوحظ الإقبال المكثف على توظيف بعض المفاهيم الجديدة كالحداثة، والتحديث، والديمقراطية، المجتمع، المواطنة، الحريات، حقوق الإنسان …إلخ، ومن اللافت للنظر أن توظيف تلك المصطلحات كان يتم دون نظر أو تدقيق أو حرص من أرباب السياسة أو جماعة صناعة الخطاب السياسي أو المؤسسات ومراكز الدراسات التابعة للمنظومة السياسية وقد ترك ذلك الإهمال ظلالا قاتمة على المفاهيم بعد الصراع الذي عاشته وتعيشه اليمن منذ عام 2007م إلى اليوم الذي تشهد فيه شيوع المفاهيم الملتبسة مثل الاستقلال والحرية والسيادة والتحرير …الخ، فالصراع يترك ظلالا قاتمة على المصطلح وقد يحدث التباسا بغية الوصول إلى انهيار النظام العام والطبيعي وقد حدث ذلك من حيث يدري أرباب السياسة ومن حيث لا يدرون، إذ أن الفجور في الخصومة السياسية يحدث انهيارا قيميا وبالتالي تهديدا واضحا للنظام العام والطبيعي دون مراعاة لأي اعتبارات، إما عن جهل أو غباء سياسي مفرط، أو التباس في مفهوم المواطنة .
لقد وصلنا إلى مرحلة تاريخية فاصلة في اليمن لا بد لنا من الوقوف أمامها بقدر واعٍ من المسؤولية الأخلاقية والمعرفية، فالصراع اليوم لم يعد صراعا عاديا بل يستخدم سيل المعلومات للوصول إلى أهدافه، وقد تكون أهدافه هدم المفاهيم وتغيير المصطلحات وتفكيك النظم المعرفية حتى يصل الخصم إلى حالة التيه، ولذلك فالانتصار في مثل معارك اليوم يبدأ من خلال ضبط المفاهيم وتحديد أبعادها النفسية والأخلاقية والمعرفية فهي محك القيمة الفردية والمجتمعية، ومحك المواطنة الحقة من غيرها، كما أن السلاح التقليدي لم يعد كافيا وحده في إدارة المعارك، فالفنون كما في الحالة التركية تدير مشروعا استعماريا توسعيا ناعما تستخدم الدراما فيه والسياسة والاقتصاد وها هي تتمكن من تثبيت قدمها في العمق العربي بطرق ناعمة، فهي تتواجد في جزيرة سواكن بالسودان دون أن تثير ضجيجا وتتواجد بقطر بغباء قادة الصحراء العربية، وتتواجد بالبحر الأحمر والعربي برضا المجتمع الدولي، فالصراع اليوم ليس كما في أمسه فهو مختلف جدا، فالصراع والانتصار فيه يعتمد على قدرة الدول في توظيف الانفجار المعرفي بما يخدم مصالحها، ولذلك فبناء الفرد وتفجير قدراته وطاقاته من أهم الاستثمارات في هذا الزمن، وذلك من خلال تحديد مفهوم الوطنية والمواطنة وفق قيم وأسس التطورات الحضارية الحديثة وبما يكفل مواطنا واعيا مستقرا نفسيا واجتماعيا من خلال توفر حاجاته البولوجية الأساسية، ومن خلال شعوره بالعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وهي عوامل تعزز من الانتماء وتشد من العزائم لتفجير الطاقات بصورة إيجابية وليس سلبية .
لكل مرحلة من تاريخ المجتمعات مفاهيمها الخاصة التي تؤطر طريقة تفكير الأفراد والجماعات، وتحدد هوية وطبيعة العلاقات بينهم، ولا تكاد تقتصر جدلية الفكر واللغة على إنتاج مفاهيم جديدة تستجيب للتحولات التي تطرأ على علاقة الفكر بالأشياء وبالعالم بل تعمل على تحسين المحتوى العام للمفردات وتحسين المفاهيم في اتجاه توسيع المحتوى الدلالي أو تضييقه أو تعديله بشكل من الأشكال.
ولذلك نقول: إن المعركة الثقافية اليوم لا تقل شأنا عن المعركة العسكرية ولا بد لنا من خوض غمارها بقدرة كبيرة حتى نحقق الانتصار الذي نرغب ما لم فنحن ندور في دوائر مفرغة لا قيمة لها في الواقع ولا أثر لها في المستقبل، فدوائر التطور متعددة وتشمل إلى جانب الدين العقل والفن ولا بد من التوازن بين الدوائر حتى لا تطغى دائرة على أخرى فيكون الصراع تعبيرا عن النقص لا استقرارا من توازن الكمال بينهم.
فالإسلام رسالة متجددة وليس قالبا جامدا، وهو فكرة ثورية، والفكرة الثورية التي قادها الرسول الأكرم أحدثت تحولا وتبدلا ما زال يذهل المفكرين إلى اليوم والذين جعلوا الإسلام كهنوتا وحالة تسلط جماعات على أخرى تأثرا بما دخل على الإسلام من ثقافات لم يفلحوا بل ساهموا في تراجع فكرة الثورة وأثرها في واقع البشر بل كانوا سببا جوهريا ومباشرا في حالة التخلف والتراجع الحضاري للعرب والمسلمين وهو حال من الذل والهوان يعانونه اليوم كما هو مقروء في الواقع، وعلينا أن نقف عند هذه الفكرة حتى نعيد ترتيب نسقها بما يتوافق مع القيم الثورية الحقة فنحن في سياق مفهوم ثوري يستمد طاقته من الدين الحنيف ولا بد لنا من فهمه والتفاعل مع المعرفة في مستوياتها المتعددة الحديثة حتى نترك أثرا في الحضارة المعاصرة .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل وزير الدفاع الإندونيسي

صراحة نيوز ـ استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف احمد الحنيطي، اليوم السبت في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وزير الدفاع الاندونيسي شافري شمس الدين، والوفد المرافق.

وجرى للضيف مراسم استقبال عسكرية، حيث استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.

وبحث اللواء الركن الحنيطي مع الوفد الضيف بحضور السفير الاندونيسي وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية والإندونيسية، أوجه التعاون والتنسيق في مجالات التدريب العسكري والصناعات الدفاعية وتبادل الخبرات والتمارين العسكرية المشتركة، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة القوات المسلحة في كلا البلدين.

كما استمع الوفد الضيف إلى إيجازاتٍ عن الخطط التدريبية والعملياتية والمهام والواجبات التي تقوم بها القوات المسلحة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية.

ودوّن وزير الدفاع الإندونيسي كلمة في سجل كبار الزوار.

وفي سياق متصل، تابع رئيس هيئة الأركان المشتركة مع الوفد الضيف تمريناً تعبوياً في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (KASOTC)، بحضور رئيس مجلس إدارة المركز، إذ استمعوا إلى إيجاز عن التمرين الذي يهدف إلى رفع الكفاءة القتالية والخبرات العسكرية للمشاركين على مختلف المجالات العملياتية والتدريبية، إضافة إلى التدريب النوعي والاحترافي لمرتبات القوات المسلحة الأردنية.

واشتمل التمرين الذي نفذته قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية، على عمليات القتال في المناطق المبنية والاقتحام، والتدريب على إجراءات العزل والتطويق في المناطق المبنية، وعمليات الإنزال بالحبل السريع بواسطة الطائرات العامودية، ورمايات مختلفة بالذخيرة الحية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ورماية القناصين.

وفي نهاية التمرين أشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة والوفد الضيف بالمهارة والمعنويات العالية التي أظهرها المشاركون في التمرين والتي عكست مستوى الكفاءة والجاهزية القتالية لديهم

مقالات مشابهة

  • التحضير لإجتماع لجنة التعاون المشتركة الجزائرية-الفنزويلية
  • وزير التعليم يلتقي نظيره البحريني ويبحثان عددًا من المبادرات والمشاريع المشتركة
  • رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا يستقبل وزير الدولة بوزارة الخارجية
  • مناوي: أبطالنا في القوات المسلحة والقوة المشتركة بذلوا تضحيات عظيمة خلال معارك مدينتي الخوي و أم صميمة
  • بمجموعة من اللاعبين الشباب… نادي الجيش يخوض غمار بطولة دوري كرة السلة
  • مدربا فريقي الوحدة والفتح يؤكدان صعوبة مواجهتهما في الجولة 31 من دوري روشن
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل وزير الدفاع الإندونيسي
  • الحملات الميدانية المشتركة تضبط 15928 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع
  • عقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة المصرية السويسرية
  • خلال لقائه ببوتين.. الرئيس السيسي يُشيد بوتيرة الانعقاد لآلية التشاور السياسي واللجان المشتركة