رئيس «الرقابة والاعتماد»: معايير الجودة تؤسس لنظام صحي تقل فيه الأخطاء الطبية
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن ضمان سلامة المرضى داخل المنشآت الصحية هو أحد أهم المبادئ الأساسية في الطب، لذلك حرص قانون مشروع التغطية الصحية الشاملة في مصر على أن تكون جودة الرعاية الصحية شرطاً أساسياً للانضمام هذا المشروع.
وأوضح رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن شعوب البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تتأثر بشكل أكبر نسبيا بمخاطر غياب جودة الرعاية الصحية وهو ما تعكسه الإحصائيات التي تشير إلى رصد 134 مليون حدث سلبي بقطاع الصحة بهذه البلدان كل عام، الأمر الذي يتسبب في وفاة 2.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية بالجلسة العلمية الثالثة التي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بعنوان: "خارطة طريق نحو تطبيق جودة الرعاية الصحية في افريقيا" ضمن مشاركتها بفعاليات المؤتمر الدولي الثالث والمعرض الطبي الإفريقي "صحة" أفريقيا" Africa Health ExCon 2024 والتي أدارها الدكتور منذر لطيف، المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للجودة والسلامة.
وتابع طه أن هذه الإحصائيات الصادمة بمثابة دعوة للعمل من أجل التغيير المنهجي في التعامل مع اعتماد المنشآت الصحية بأفريقيا، لافتا إلى أن الهدف الأسمى للطب الحديث هو التأكد من جدوى تلقي المرضى للعلاج دون التسبب في ضرر أو إيذاء ، ونوّه إلى إطلاق منظمة الصحة العالمية لمبادرة رائدة بعنوان "عقد من سلامة المرضى 2020-2030 " لدعم الإجراءات الاستراتيجية في مجال سلامة المرضى على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والتي جعلت هدفها الاستراتيجي الأول هو سياسات القضاء على الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الصحية.
فيما استعرض رون جوسياس، رئيس منظمة التعاون الإفريقي للاعتماد AFRAC،، نطاق عمل المنظمة، التي عقدت جمعيتها السنوية الأولى في سبتمبر 2010 بالقاهرة، حيث تتعاون مع هيئات الاعتماد (الوطنية والمتعددة الاقتصادات)، ونقاط الاتصال الوطنية للاعتماد (NAFP)، وتعاونيات الاعتماد دون الإقليمية وأصحاب المصلحة بهدف دعم الاعتماد المعترف به والمقبول دوليًا للمساهمة في حماية صحة وسلامة المرضى وحماية البيئة، وبالتالي تسهيل التجارة والمساهمة في تحسين القدرة التنافسية لأفريقيا في السوق العالمية.
وأوضحت د. ولاء عبد اللطيف، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن الجانب الرقابي للهيئة، والذي يشكل أحد جناحي شعار هيئة GAHAR، هو بمثابة خدمة هامة تقدمها الهيئة بعد منحها الاعتماد للمنشأة الصحية لضمان استدامة نظم الجودة بها، وهي ميزة تنفرد بيها هيئة الاعتماد والرقابة الصحية كجهة اعتماد متخصصة في الرعاية الصحية.
وأشارت د. ريهام الأسدي، مستشار سلامة المرضى والحوكمة الإكلينيكية بمنظمة الصحة العالمية، إلى أهمية مشروع "مؤشر مصر الصحي" الذي تتبناه الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في إيجاد الأدلة الكافية على أهمية تطبيق معايير الاعتماد في تحسين مستويات الأداء واستدامة الجودة.
وأشارت إلى أهمية التكامل مع مختلف أطراف المنظومة الصحية مع ربط "الاعتماد" بسلامة المرضى والفرق الطبية المختلفة بنفس المستوى، مؤكدة أن الاعتماد ليس هدفا بل هو غاية لتحقيق تغيير شامل في ثقافة المؤسسات الصحية.
من جانبها، أشادت د. مابيل تشارلز، رئيسة الاتحاد الأفريقي للكيمياء السريرية، بتنظيم المؤتمر الأهم على مستوى أفريقيا وحفاوة الاستقبال، وأكدت أهمية تشكيل فريق دعم أفريقي نحو وضع معايير موحدة للمعامل الطبية بما يتناسب مع الخصائص السكانية للشعوب الأفريقية بما يضمن دقة النتائج المعملية كأساس للعلاج السليم.
وتناول موفو فالوان، الرئيس التنفيذي للنظام الوطني الجنوب أفريقي للاعتماد (SANAS)، المعايير الخاصة بالأجهزة الطبية، وأشار إلى أن المنظمة هي الهيئة الوطنية الوحيدة المسؤولة عن تنفيذ اعتماد مختبرات المعايرة وهيئات التصديق للمختبرات الكيميائية والميكروبيولوجية.
شهدت الجلسة حضوراً كثيفاً من القيادات الصحية ومن كل المهتمين بتطبيق معايير الجودة والاعتماد من مصر والدول الإفريقية.
IMG-20240607-WA0006 IMG-20240607-WA0005 IMG-20240607-WA0004 IMG-20240607-WA0003 IMG-20240607-WA0002 IMG-20240607-WA0001المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاعتماد والرقابة الصحية الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية التغطية الصحية الشاملة الرقابة الصحية والرقابة الصحیة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة سلامة المرضى
إقرأ أيضاً:
الحديدة.. مشاريع خدمية تؤسس لتحوّل تنموي شامل في المديريات الشمالية
تقرير/ جميل القشم
تشهد المديريات الشمالية في محافظة الحديدة حراكاً تنموياً يشمل قطاعات حيوية، في إطار جهود السلطة المحلية لتنفيذ مشاريع وتدخلات مباشرة تستهدف تحسين واقع الطرق والصحة والتعليم، وتوسيع نطاق الخدمات في الأحياء والمناطق الساحلية.
أكثر من مليار و713 مليون ريال خُصصت لتمويل حزمة من المشاريع التي تم افتتاحها ووضع حجر أساسها أمس، تنوّعت بين استكمال مراحل طرق إستراتيجية، وأعمال حماية من السيول، وتدشين مبانٍ صحية، وترميم مرافق تعليمية، إلى جانب مشاريع التخطيط الحضري وشق الشوارع.
الطريق الرابط بين القناوص والمغلاف والكدن تحوّل إلى عنوان بارز لهذا الحراك، حيث اكتملت المرحلة الأولى من الزفلتة، ودُشّن العمل في المرحلة الثانية، ضمن مشروع يعيد وصل المناطق ببعضها ويختصر المسافات نحو الخدمات، ويقلل من كلفة النقل ويعزز حركة السوق المحلي، خصوصاً في المناطق الزراعية.
وإلى جانب هذا المشروع، تظهر عبارة الجيلانية التي وُسعت في القناوص، والجسر السطحي الجاري تنفيذه في الضحي، كاستجابة فعلية لتحدِّيات السيول المتكررة في موسم الأمطار، وهي مشاريع توفّر حماية مستدامة وتؤمّن خطوط السير الحيوية، وتمنع تقطع الطرق بين المديريات.
وفي الزيدية، تستعيد الخدمات الصحية حضورها مع وضع حجر الأساس لمبنى الأشعة المقطعية داخل مستشفى المديرية، بينما يخضع مجمّع حفصة التعليمي لأعمال تأهيل تُعيد له وظيفته التربوية في بيئة أكثر ملاءمة، وبمعايير تستجيب لحاجات الطالبات، وتدعم التحصيل العلمي وتحفّز انتظام الدراسة.
المشاريع لم تقتصر على النطاق المركزي للمديريات، بل امتدت نحو وحدات الجوار عبر عمليات شق شوارع وتوسعة الأحياء، بما يُسهم في تنظيم الامتداد العمراني وتسهيل تقديم الخدمات، إلى جانب رفع كفاءة البنية التحتية لمناطق سكنية متنامية تشهد زيادة في عدد السكان.
محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، اعتبر ما تشهده المديريات الشمالية من تدخلات خدمية تتويجاً لجهود متواصلة تبذلها السلطة المحلية في سبيل كسر الفجوة الخدمية التي ظلت تؤثر على واقع هذه المناطق لسنوات.. مؤكداً أن هذه المشاريع بدأت تُحدِث فرقاً ملموساً في حياة المواطنين وتُعيد الثقة بالمسار التنموي.
وأوضح عطيفي أن ما تحقق على الأرض لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط مسبق، واستناداً إلى قاعدة بيانات حقيقية لاحتياجات المديريات الأكثر عجزاً.. مثمناً دور صندوق صيانة الطرق في تمويل عدد من المشاريع، والجهود المجتمعية التي أسهمت في تسريع وتيرة الإنجاز.
وأكد أن المشاريع الجاري تنفيذها تمثل تحولاً حقيقياً من الاستجابة الظرفية إلى الإنفاق المؤسسي المستقر، ومن الحلول المؤقتة إلى المعالجات الجذرية، وهي تؤسس لمنظومة خدمية أكثر تماسكاً واستدامة، تُسهم في رفع كفاءة الأداء العام للمرافق الحيوية وتحُدّ من التكاليف طويلة الأمد.
ولفت إلى أن هذه المرحلة تُمثل مدخلاً لإعادة بناء العلاقة بين المواطن والدولة على قاعدة الخدمة، والمشاركة المجتمعية، والتخطيط المستند إلى الواقع.. مؤكداً أن السلطة المحلية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستستكمل ما بدأته لتشمل بقية المديريات والمناطق التي تنتظر نصيبها من الإنماء.
وأشار عطيفي إلى أن الرؤية التنموية التي تتبناها المحافظة تقوم على استيعاب التحدِّيات، ومراكمة المنجز، وتوسيع رقعة المشاريع باتجاه المناطق ذات الأولوية القصوى.. موضحاً أن فِرق العمل الميدانية، والجهات المنفذة، تعمل ضمن منظومة رقابة وتقييم تضمن جودة التنفيذ، وتحقيق الأثر المباشر على حياة الناس، وتلافي أية اختلالات قد تعيق الاستدامة أو العدالة في توزيع المشاريع.
ودعا المحافظ إلى تعزيز الشراكة بين مختلف الجهات الداعمة والمجالس المحلية والمؤسسات المجتمعية، بما يُحقق تكامل الجهود ويحمي المنجزات.. مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد توسعاً في التدخلات، وفق خطة تأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني، والضغط على المرافق، والتغيّرات المناخية التي باتت تؤثِّر على البنية التحتية بشكل مباشر، خاصة في المناطق الساحلية المعرّضة للمخاطر البيئية.
مسؤول قطاع الأشغال في محافظة الحديدة، المهندس محمد مثنى، أوضح أن المشاريع الجاري تنفيذها في المديريات الشمالية تمثل خلاصة خطة عمل مدروسة استندت إلى مسح ميداني دقيق، ورؤية متكاملة لتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق الطرفية بما يواكب احتياجات السكان ويعالج التحديات المتراكمة.
وأشار إلى أن قطاع الأشغال يتولَّى الإشراف الهندسي المباشر على تنفيذ المشاريع لضمان جودة الأعمال ومطابقتها للمواصفات، بالتنسيق مع الجهات المنفذة وصندوق صيانة الطرق.. موضحاً أن هناك آليات متابعة ميدانية للمشاريع بما يُعزز من كفاءة الأداء، ويُحقق الأثر المطلوب في تنفيذها.
مدير مديرية الزيدية، حسن الأهدل، أوضح أن التدخلات الجارية تمثل استجابة حقيقية لاحتياجات ملموسة ظل أبناء المديرية يرفعونها لسنوات.. مؤكداً أن مشروع مبنى الأشعة المقطعية في مستشفى الزيدية سيشكل فَارقاً كبيراً في تحسين الخدمة الصحية، وتوفير تشخيص دقيق للحالات المرضية، دون حاجة إلى الانتقال إلى مراكز بعيدة، ما يخفف العبء عن المرضى ويقلل من كلفة العلاج والنقل.
واعتبر أن أعمال ترميم مجمع حفصة للبنات تُعيد الاعتبار للمؤسسة التعليمية، وتوفّر بيئة أكثر تحفيزاً لطالبات المنطقة.. مشيراً إلى أن إعادة تأهيل هذا الصرح التربوي تمثل خطوة في مسار تحسين مستوى التعليم، وتوسيع فرص التحصيل الأكاديمي للفتيات، في إطار الاهتمام بالتعليم كركيزة للتنمية.
أما مدير مديرية القناوص، محمد القوزي، فأشار إلى أن مشروع الطريق الرابط بين القناوص والمغلاف والكَدَن يُعد من أبرز المشاريع الإستراتيجية التي تطالب بها المديرية منذ وقت طويل.. لافتاً إلى أن تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية سيُسهم في فك العزلة عن مناطق واسعة، ويعزز من حركة النقل والخدمات بين المديرية ومحيطها، ما يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة، ويُحسّن من فرص الوصول للخدمات التعليمية والصحية.
وأكد أن توسعة عبَّارة الجيلانية تمثل حلاً عملياً لمشكلة السيول التي كانت تُعيق التنقل، وتتسبب بأضرار موسمية متكررة.. موضحاً أن المشروع يحد من المخاطر البيئية، ويُؤمّن عبور المواطنين والطلاب والمنتجات الزراعية، حتى في مواسم الأمطار الغزيرة.
في سياق هذا التحوّل، تبدو المشاريع، التي يجري تنفيذها في المديريات الشمالية، أكثر من مجرد تدخلات خدمية، فهي تمثل نقطة انطلاق لمسار تنموي أوسع يعيد رسم العلاقة بين التنمية والمكان، ويؤسس لفهم جديد لمفهوم الخدمة العامة باعتبارها أداة لتعزيز الاستقرار، وتحقيق التوازن، وتجسيد حضور الدولة في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن.
سبأ