تزامنًا مع انتخابات البرلمان الأوربي.. مرصد الأزهر يحذر من تنامي اليمين المتطرف
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر مرصد الأزهر في دراسة له أصدرتها وحدة رصد اللغة الإنجليزية، من تنامي اليمين المتطرف وتأثيره في الواقع العالمي، لا سيما الأوروبي منه، وذلك تزامنًا مع انتخابات البرلمان الأوروبي لعام ٢٠٢٤ والتي تمثل تحديًا كبيرًا للأحزاب المعتدلة في أوروبا؛ لأنه سيكون لصعود اليمين آثار في عملية صنع القرار في بروكسل لأن الاتحاد الأوروبي يعمل من خلال آلية التوافق.
تعقيد مواقف الاتحاد
قال المرصد، إنه من المؤكد أن الشخصيات اليمينية المتطرفة ستعمل على تعقيد مواقف الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل الهجرة، والحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقات مع الصين، والتحول الأخضر. كما أن اليمين المتطرف يكتسب أرضًا جديدة وتتزايد شعبيته باطراد، وهو ما يهدد أوروبا و"القيم" التي تتبناها وأجندتها السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي على السواء؛ إذ تطالب الكثير من الأحزاب اليمينية المتطرفة بوضع قيود على حقوق المقيمين من غير المواطنين، كما تستهدف أيضًا تقييد الحقوق المدنية وحقوق الأقليات.
مواءمات سياسية
تابع المرصد أنه رغم أن جميع الدلائل والتوقعات تشير إلى فوز اليمين المتطرف في الانتخابات وتوليه مقاليد الحكم في بعض الدول، فإن هذا لا يعني -بصفة مطلقة- أن هذه الأحزاب ستسعى إلى تنفيذ أجندتها بالكامل؛ ذلك بأن المسئولية السياسية وتولي السلطة الفعلية قد يفرضان عليها التنازل عن بعض السياسات أو عدم تنفيذها بحذافيرها بغرض تحقيق مواءمات سياسية، أو الحصول على دعم فئات إضافية من الجمهور، أو غير ذلك من الأسباب.
كما دعا المرصد إلى أهمية تعزيز التعاون والشراكة التي يمكن إقامتها مع الدول الغربية بما من شأنه المساعدة في حملها على التخلي عن سياساتها شديدة التطرف تجاه المهاجرين، لا سيما المسلمين منهم. ويمكن أن يحدث هذا في صورة اتفاقيات بشأن الحد من الهجرة أو تقنين الهجرة المؤقتة بما يراعي المصلحة المشتركة للأطراف كافة.
وأردف: أنه من ذلك النظر في تمويل الدول المتقدمة برامج تساعد الشباب في الدول المصدرة للمهاجرين على الحصول على فرص تدريب وعمل، وتحقق التنمية الاقتصادية الجاذبة، وتقضي على شبكات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، وتنصف دول العالم النامي التي تتكبد أشر أضرار تغير المناخ والاضطرابات الدولية على الرغم من كونها أقلها إسهامًا في إحداث تلك الأضرار.
ولفت إلى أنه يواكب ذلك ضرورة ارتقاء حكومات الدول المصدرة للمهاجرين بتعزيز مهارات المهاجرين، وتنظيم هجرتهم المؤقتة إلى الدول المستقبلة للهجرة، والمساعدة في التوعية بصحيح الدين الإسلامي في الأوساط الغربية، وتقديم النموذج الصحيح للتعايش الذي لطالما اتسمت به دول الشرق على مر التاريخ والأزمان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مرصد الأزهر اليمين المتطرف أوروبا الاتحاد الأوروبي الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
الأزهر يحذر: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات خطر شرعي ومفتاح لكل المفاسد
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن تغييب العقل يعد من أخطر الأمور التي تهدد مقصد حفظ العقل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية، سواء تم هذا التغيب عبر الفكر المنحرف أو بتعاطي المواد المخدرة والمسكرات، مشددًا على أن هذا السلوك يمثل جريمة شرعية وقانونية، وله آثار مدمرة على الفرد والمجتمع معًا.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيوينة، أن الإسلام حين حرم الخمر والمسكرات كان الهدف من ذلك حماية الإنسان من الانهيار العقلي والسلوكي، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"، مؤكدًا أن تغييب العقل يفتح أبوابًا كثيرة للشر، وقد يرتكب الشخص أفعالًا منكرة لا يدرك وقوعه فيها إلا بعد فوات الأوان.
وأشار الدكتور الرخ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر"، موضحًا أن الحديث يبيّن أن كل الشرور قد تنشأ عن شرب الخمر؛ لأن العقل هو أداة التمييز والتكليف، وإذا تعطلت، تلاشت قدرة الإنسان على الفهم والتمييز.
وأوضح أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، والله لا يجتمع إيمان بالله مع إدمان إلا وأوشك أحدهما أن يُخرج صاحبه"، مشيرًا إلى أن المدمن مع الوقت قد يفقد إيمانه، لأن الإدمان يُبعد الإنسان عن الطاعة ويدفعه لارتكاب ما لا يرضي الله.
وتابع: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالتحذير من المسكرات، بل شمل أيضًا كل ما يُسبب الخمول ويفقد الإنسان نشاطه ويضعف إدراكه، مستشهدًا بالحديث: "كل مسكر حرام، وكل مفتّر حرام"، موضحًا أن المفتّر هو ما يُضعف الجسد ويورث الكسل، وقد ذكر الإمام الزركشي أن من أعراض تعاطي هذه المواد الميل الدائم للنوم، وضعف الانتباه والحيوية.
وسرد الدكتور الرخ موقفًا نبويًا عمليًا حين جاء وفد من قبيلة جيشان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن شراب يصنع من الذرة ويُدعى "المزر"، فقال لهم النبي: "أومسكر هو؟"، فأجابوه بنعم، فقال صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام، إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة"، وحين سُئل عن طينة الخبال، قال: "عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار".
واختتم الدكتور أحمد الرخ حديثه بالتأكيد على أن الخطر لا يكمن في اسم المادة أو مظهرها أو مصدرها، وإنما في أثرها، فكل ما يؤدي إلى تعطيل العقل وغياب الوعي يعد حرامًا شرعًا، مشددًا على أن العقل هو أعظم ما منحه الله للإنسان، وبه يتميز عن غيره من المخلوقات، وبه يعبد ربه ويعرف طريق الهداية والحق.