تُعد فحوصات الرعاية الطبية ومواعيد المستشفيات والتحاليل الصحية جزءا شائعا من الحياة، خاصة مع التقدم في السن والمعاناة من الوعكات والأمراض أو أية أعراض أخرى.

لكن بالرغم من أهميتها، قد يبذل الكثيرون جهودا مضنيةً لتجنب مثل هذه الالتزامات لشدة معاناتهم من التوتر والقلق من زيارة عيادات الكشوفات الصحية، والخوف الذي يلازمهم أثناء انتظار نتائج التحليلات.

فإذا كنت شخصًا يجد انتظار نتائج الفحوصات والتحليلات الطبية أمرا صعبا يدفعك للمعاناة نفسيا وعقليا، فقد تكون مصابا بـ"القلق من نتائج الكشوفات الطبية" أو (ScanXiety).

هل أنت قلق بشأن نتائج الفحوصات الطبية؟

سواء كنت قلقا بشأن نتائج فحص الدم، أو تحليلات الكشف عن مرض خطير، أو أي نوع آخر من الفحوصات، فقد تبدأ في تخيُّل أن نتيجة الفحص ستكون سيئة، بل وقد يبالغ البعض في الاعتقاد أن مجرد معرفتهم بما يعانون منه قد يزيد حالتهم سوءا.

يمر الكثير من الناس بهذا الشعور الشديد بالقلق عند انتظار نتائج الفحوصات الطبية، وهو شائع لدرجة أنه بات يحمل اسم "القلق من نتائج التحاليل والكشوفات الطبية".

أعراض القلق من نتائج الفحوصات الطبية

يمكن أن يتداخل إحساس القلق مع أنشطتك اليومية ويؤدي إلى تفاقم إحساسك بالعجز. ومع ذلك، يمكن اتخاذ خطوات للسيطرة على المشكلة والحد من تأثيرها على حياتك من خلال تحديد الأعراض، والتي تشمل:

صعوبة في التركيز. صعوبة في النوم. المعاناة من معدل ضربات القلب أسرع من المعتاد. ارتفاع ضغط الدم عن المعتاد. المعاناة من أفكار مخيفة أو وسواسية مُلِحّة. الخوف من المرض أو عودته. قلة الشهية. تقلب المزاج. الإحساس بالغثيان. إظهار اهتمام أقل بالهوايات والأنشطة المحببة المعتادة. المعاناة من التعرق المفرط.

بعد ملاحظة تصرفاتك والتأكد من أنك تعاني من بعض أو معظم الأعراض السابقة، لا بد أن تعرف أن هناك طرقا من شأنها مساعدتك في الاسترخاء والوعي والتحكم بمشاعرك أثناء الانتظار.

 

في كثير من الأحيان يطلب مقدم الرعاية الطبية إجراء الفحوصات لاستبعاد أمراض أو حالات معينة أو من باب الحذر والوقاية (غيتي)

فيما يلي أهم النصائح لتقليل القلق أثناء انتظار نتائج أي نوع من الفحوصات الطبية، سواء كان ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي، أو الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو الخزعة، أو أي اختبار آخر:

1- تذكر أن مشاعرك طبيعية

يمكن أن يكون انتظار نتائج الفحوصات والتحاليل تجربة مهمة ومرهقة. إذا كنت تشعر بالقلق أو التوتر والاكتئاب، فاطمئن، واحرص على معرفة أن مشاعرك طبيعية ويشعر بها الكثير من الأشخاص مهما كانت أعمارهم أو حالتهم الصحية.

وفي كثير من الأحيان، قد يكون انزعاجك من إحساسك بالقلق سببا في زيادة مشاعرك سوءا.

وبالرغم من أن تجاهل القلق قد يكون أمرا مغريا، لكن توضيح مشاعرك لنفسك وقبولها يمكن أن يساعدك في التغلب على المشكلة. لذلك فكر في تدوين أفكارك أو مشاركة مشاعرك مع أحد أفراد أسرتك الداعمين والأشخاص المقربين منك.

2- لا تفترض الأسوأ

من السهل أن تفترض أنه نظرا لأن طبيبك قد طالبك بإجراء فحص طبي معين، فهذا يعني بالضرورة أنك مصاب بمرض أو حالة صحية معينة. لكن هذا النوع من التفكير السلبي ليس صحيحًا أبدا.

ففي كثير من الأحيان، قد يطلب مقدم الرعاية الطبية إجراء اختبارات لاستبعاد أمراض أو حالات معينة، أو من باب الحذر والوقاية لا أكثر. وبالتالي من المهم تذكر أن إجراء فحص طبي أو تحليل لا يعني تلقائيًا أن هناك خطبا ما.

3- اتخذ خطوات تشعرك بالسيطرة والتحكم

أثناء انتظار نتائج الفحوصات الطبية، من الوارد أن تشعر بالعجز. هذا العجز، أو الشعور بعدم السيطرة على مجريات الأمور، يمكن أن يجعلك تشعر بالقلق الحاد.

ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للشعور بمزيد من السيطرة. على سبيل المثال، عند مقابلة طبيبك، قم بتدوين الملاحظات لمساعدتك على تذكُّر ما تريد مناقشته.

اطرح أسئلة حول الاختبار ومتى ستحصل على النتائج، واسأل بالضبط كيف ستتلقى النتائج، سواء عبر مكالمة هاتفية أو شخصيًا أو عبر البريد الإلكتروني.

مجرد معرفة متى وكيف تتوقع النتائج يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من الهدوء والتحكم في مشاعرك.

4- لا تبالغ في البحث عبر الإنترنت

الإنترنت مليء بالمعلومات حول الأمراض والحالات الصحية ونتائج الفحوصات الطبية المختلفة، وهذا لا يعني أن كل حالة تنطبق عليك، فالكثير من المعلومات التي تجدها قد تكون خاطئة أو مضللة.

علاوة على ذلك، فإن قراءة المعلومات عبر الإنترنت حول الأمراض قد تزيد من التوتر والقلق غير الضروري أثناء انتظار النتائج. لذلك ينصح الخبراء دائمًا بالتحدث أولا مع الطبيب بدل البحث عن المعلومات عبر الإنترنت.

5- الموازنة بين الانشغال والهدوء

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يشعرون بالقلق أثناء الانتظار، فإن الإلهاء وملء وقتهم بالأنشطة هو أفضل طريقة للتعامل مع الأمر والإحساس بقليل من الهدوء.

بالنسبة لآخرين، قد تكون فرصة تهدئة العقل ومتابعة الأنشطة التأملية، مثل الصلاة أو التأمل أو تمارين التنفس، هي الأفضل. جرب كليهما واعثر على ما يناسبك.

وبصورة عامة من المهم أثناء انتظار نتائج التحاليل والفحوصات الطبية، القيام بالأشياء التي تستمتع بها عادة ومواصلة روتين حياتك بالصورة الطبيعية. مثلا، اقضِ بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، ومارس هواياتك المفضلة، وحافظ على جدول نومك الطبيعي.

وفي حال كنت تعاني من مشاعر القلق بشكل حاد، من الضروري استشارة طبيب الرعاية النفسية المتخصص لمحاولة البحث في أسباب المشكلة والتوصل للخطوات السلوكية اللازمة التي من شأنها تعزيز سلامتك العقلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القلق من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة

توصل باحثون سعوديون إلى أن اضطرابات القلق والأرق تؤثر سلبًا على كفاءة جهاز المناعة، حيث تؤدي إلى انخفاض عدد الخلايا القاتلة الطبيعية (NK) وفروعها في الدم.

تُعَد خلايا NK الخط الدفاعي الأول في الجسم، إذ تقوم بتدمير مسببات الأمراض والخلايا المصابة في مراحلها الأولية، مما يحد من انتشار العدوى والأمراض وتنتشر هذه الخلايا في مجرى الدم وتتمركز في الأنسجة والأعضاء، وعندما تقل نسبتها، يضعف الجهاز المناعي ويصبح الجسم أكثر عرضة للأمراض.

 

شملت الدراسة 60 طالبة سعودية تتراوح أعمارهن بين 17 و23 عامًا، حيث قمن بالإجابة على استبيانات تضمنت بيانات اجتماعية وديموغرافية إلى جانب أسئلة حول أعراض القلق والأرق. كما تم جمع عينات دم منهن لتحليل نسب خلايا NK وأنواعها الفرعية.

 

تنقسم خلايا NK إلى نوعين فرعيين أساسيين: 

الأول CD16+CD56dim، وهو الأكثر شيوعًا ويقوم بربط الجهاز العصبي المركزي بأجزاء الجسم الأخرى ويتميز بقدرته العالية على قتل الخلايا الغازية. 

الثاني CD16+CD56high، الأقل شيوعًا، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط بروتينات جهاز المناعة وتنظيمها.

 

أظهرت نتائج الاستبيان أن حوالي 53% من المشاركات يعانين من اضطرابات تتعلق بالأرق، بينما 75% أبلغن عن أعراض القلق، من ضمنهن 17% يعانين من أعراض متوسطة و13% من أعراض شديدة. كشفت الدراسة أن الطالبات اللواتي يعانين من القلق أو الأرق لديهن نسب أقل بشكل ملحوظ من خلايا NK وأنواعها الفرعية مقارنة بالطالبات الأخريات. كما أظهرت البيانات أن زيادة شدة الأعراض تؤدي إلى انخفاض أكبر في أعداد هذه الخلايا؛ حيث لوحظ أن الطالبات اللواتي يعانين من أعراض متوسطة أو شديدة كان لديهن انخفاض واضح، بينما لم يظهر هذا التأثير الإحصائي بين من يعانين من أعراض طفيفة.

 

أوضحت الدكتورة ريناد الحموي، الأستاذة المساعدة في علم المناعة والعلاج المناعي بجامعة طيبة والمعدة الرئيسية للدراسة، أن فهم تأثير الضغوط النفسية على نشاط الخلايا المناعية، وخصوصًا الخلايا القاتلة الطبيعية، قد يساعد في تسليط الضوء على آليات الالتهاب ونشوء الأورام.

 

وأشار الباحثون إلى أن انخفاض خلايا NK قد يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات، فضلًا عن المشاكل النفسية مثل الاكتئاب. وعلى الرغم من النتائج المهمة، أكدوا محدودية الدراسة بسبب اقتصارها على عينة من الشابات السعوديات، مما يستدعي إجراء أبحاث إضافية تشمل فئات عمرية وجنسية وجغرافية مختلفة لتحقيق فهم أعمق للموضوع.

 

وقد لفتت دراسات سابقة إلى أن اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، إدارة التوتر، واعتماد نظام غذائي متوازن يُسهم في تحسين عدد ووظيفة خلايا NK وتعزيز المناعة بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • لقاء ارسلان-وهاب يثير القلق
  • كيفية التعامل مع القلق النفسي
  • الاتحاد الأردني يعلن إصابة يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي
  • الفحوصات تظهر إصابة النعيمات بقطع في الرباط الصليبي الأمامي
  • لتخفيف الأعباء الاقتصادية.. مصطفى بكري: الحكومة ستتغير بعد الانتخابات (فيديو)
  • مدير صحة أسيوط: القضاء على قوائم انتظار الغسيل الكلوي
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة
  • قوافل طبية مجانية لقرى مركزي الخارجة وباريس في الوادي الجديد
  • 3 طرق تجعل الامتنان ركيزة لصحتك المالية في 2026