صدرت عن الرئيس الأمريكي جو بايدن زلة لسان جديدة، حيث اشتكى من أن العراق اضطر للانتظار طويلا للحصول على المساعدة الأمريكية، في إشارة إلى أوكرانيا. وقال بايدن للصحافيين في ختام زيارته لفرنسا: "ما يقوله البعض هو أننا أصبحنا في شبه عزلة. أعني، أنه كان علينا أن ننتظر كل هذه الشهور فقط للحصول على المال لدعم العراق، هذا لا يشبهنا.

هذه ليست أمريكا".

في النص الذي أرسله البيت الأبيض، تم شطب كلمة العراق وإضافة أوكرانيا بين قوسين.

واستغرق الكونغرس ستة أشهر ليستطيع تخصيص 61 مليار دولار للبيت الأبيض بغية مواصلة تقديم المساعدة لأوكرانيا، بما في ذلك توريد الأسلحة والذخيرة.

وقد أعطت زلات بايدن المتكررة، البالغ من العمر 81 عامًا، وحركاته المحرجة، مبررا لخصومه السياسيين للتشكيك في مدى صلاحيته لولاية رئاسية ثانية.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

موفق محمد .. لسان حال الناس

فـي أحاديثه الشخصية، وفـي تصريحاته لوسائل الإعلام، اعتاد الشاعر موفق محمد الذي غادر عالمنا عن (77) عاما، أن يطلق الطرائف، راويا الكثير من المفارقات التي تصادفه فـي الحياة بروح ساخرة، هذه الروح كانت طابعا ملازما له، وقد زحفت على شعره، حتّى غطّته، وفـي كل تلك الأحاديث تراه، رغم آلامه وأحزانه، يشيع جوّا من المرح، حين يذكر مفارقات تحمل طابع الكوميديا السوداء، فـيصدق به قول الشاعر:

كالطير يرقص مذبوحا من الألم

وفـي واحد من أحاديثه قال إنه ذهب ذات صباح باكر إلى تمثاله الذي يتوسّط واحدة من ساحات مدينته الحلّة، فوجد عمّال النظافة قد بكّروا قبله لتنظيف الساحة، وحين شاهده أحدهم مستغرقا، فسأله، من دون أن يعرف أن التمثال له، عن صاحب التمثال: هل هو سياسي أم مخترع أم قائد عسكري؟ فأجابه: إنه شاعر، فأصيب عامل النظافة بخيبة أمل، وقال: الله يرحمه!

كان موفق يروي الواقعة وهو يضحك، (هل سيضحك وهو فـي قبره حين يسمع أن هناك من يقف اليوم أمام تمثاله ويترحم له ؟) وجه المفارقة فـي الحكاية أن الناس اعتادوا على تكريم المخترعين، والشهداء، والقادة، بوضع التماثيل لهم، أما الشعراء، فحظهم هو الأقل فـي ذلك، ومن هذا القليل تمثال الشاعر بدر شاكر السياب المتوفى عام 1964 الذي أزيح عنه الستار عام 1971م فـي مدينته البصرة، وكذلك الرصافـي، وعبد المحسن الكاظمي، ومحمد سعيد الحبوبي، وكلهم، جرى تكريمهم، بعد وفاتهم، أما الشاعر موفق محمد، فقد كان استثناء، فقد نصبوا له تمثالا فـي حياته، وكان على نفقة أحد تلامذته الذين أصبحوا من رجال الأعمال، وقد افتتح بحضوره، وهذا دليل على احتفاء المحيط به، وتقديره له، فقد عاش علما من أعلام مدينته الحلة ونجما ساطعا من نجومها، وهذا نادرا ما يحدث فـي زمننا، الذي نشهد به تراجعا ملحوظا لمكانة الشعر ومع تراجعها، تراجعت مكانة الشاعر، إلّا موفق محمد فقد بقيت مكانته عالية، ولكن كيف اكتسب هذه المكانة؟ هذا ما سنحاول أن نجيب عنه، وأوّلها أنه كان قريبا من آلام البسطاء، فكان صوت الناس، المعبّر عن آلامهم، وآمالهم، لذا أحبّوه، فحين سئل القاضي الفاضل عن سبب إقبال الناس على شعر المتنبي، أجاب: «إن أبا الطيب ينطق عن خواطر الناس» فموفق محمد نطق عن خواطر الناس، فكان لسان حالهم، فأحبّوه:

«طفلةً حافـيةً ترقص تحت وابل من الرصاص

فـي الطريق إلى المدرسة وهي تجر خلفها حقائب من الأسى،

وكان اسمها زيتونةً وقلبها ينبض كالغصن يميل مع الرصاص يمينا وشمالا

ولا يسمع جرس الدرس الأول فـيعود منكسرا إلى قفصه ..

لقد أحدودبت ظهور أطفالنا

وأعشوشب الضيم فـي صدورهم»

وتنطوي قصيدته على مفارقة، ففـي قصيدة يصور فـيها قسوة الحصار الذي فرضته أمريكا على العراق فـي التسعينيات، فـيقول:

رسم المدرس برتقالة

فوجد الطلاب يقشّرون السبورة

رسم المدرس دجاجة

فوجد الطلاب يلوّحون لها بالسكاكين

ترك المدرس قبره

وأصرّ أن يعطي الذين أحبهم

بعض الدروس

وجد الجميع بلا رؤوس

تميّزت قصيدة بالعفوية، والتلقائيّة، وحرصه على موسيقى الشعر:

شلوا يمينك واستعانوا بالذئاب على يسارك

هذا جزاؤك أن تموت فدى لصوتك واختيارك

وقد اعتاد أن يرسم مشاهد بصريّة يلتقطها من الواقع بعين الشاعر الذي يرى ما لا يراه الآخرون، ويعبّر عن تلك المشاهد القاسية بعذوبة آسرة تجعل القارئ يعيد قراءة النص عدّة مرّات:

فـي براد الموتى

وبعين مرعوبة ميّز وجه أخيه

حدق فـي جبهته المثقوبة

فرأى أما معطوبة وغرابا ينقر فـي عين أبيه

وهو غزير النتاج الشعري، كثير التنوّع، كتب قصيدة الشطرين، والتفعيلة، وقصيدة النثر والشعر الشعبي وزاوج ما بين الفصيح والشعبي فـي قصائده الساخرة المريرة، جاعلا من اللغة أبرز أدواته التعبيرية، معتمدا على اللغة المركزة:

عشرة أيتام

كنا حين ينام النهر ننام

ويعتمد فـي شعره على المفارقة:

أحياء ما زلنا أحياء

نحيا فـي حي الأسرى والمفقودين

وحي الشهداء.

جمعني به مهرجان المربد الشعري الذي أقيم فـي البصرة عام 2010، وتكررت لقاءاتنا فـي مهرجان بابل 2022 م ورأيته كما هو فـي شعره، عفويا، متوحّدا مع كلماته، فهو لا ينفصل عنها، بسيطا، حاملا أوجاعه التي يغطي عليها بسخرية مريرة، وخصوصا وجعه الكبير بتغييب ولده عام 1991 الذي خلّف جرحا لا يندمل عبّر عنه بالكثير من القصائد.

مقالات مشابهة

  • الأبيض يكشف: قانون أمريكي يدرج المالكي والعامري وزيدان على قوائم الإرهاب!
  • طبيب البيت الأبيض السابق .. الوقت المتبقي لبايدن قد لا يكون طويلا
  • «ريموت كونترول» وأوراق ملاحظات.. كتاب يفضح كواليس إدارة بايدن داخل البيت الأبيض
  • موفق محمد .. لسان حال الناس
  • روسيا: لن نذهب إلى هدنة جديدة في أوكرانيا
  • إجراءات جديدة في السويد للحصول على الجنسية.. هل يزداد التشديد في 2025؟
  • الحرب في أوكرانيا.. بريطانيا تعلن عقوبات جديدة على روسيا
  • عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول المساعدة
  • المجلس الأوروبي: عقوبات جديدة ضد روسيا إذا لم توقف العدوان على أوكرانيا
  • البيت الأبيض يكشف عن تشخيص بايدن بالسرطان