عيسى الغساني
86 مليار خلية عصبية تسمى نيورون، هي خلايا الدماغ البشري تتواصل مع بعضها البعض من خلال تريليونات من نقاط الاشتباك العصبي لكي يتمكن الدماغ من مُعالجة المعلومات وإدارة الوظائف الحيوية.
وعلاج المعلومات يمضي عبر نظام استقبال (الحواس الخمس)؛ فمثلاً الصورة تنتقل كإشارات كهربائية إلى الحبل الشوكي ثم إلى مناطق في الدماغ للمُعالجة والتفسير وبعد ذلك تتكامل هذه المعلومات مع التصور السابق أو المعلومة السابقة أو النموذج لتتكون الصورة النهائية الشاملة ومن خلال هذه التصورات الشاملة نفسر ونتفاعل مع ما يجري حولنا.
فالقراءة عمل فكري ونشاط ذهني عضوي مركب من عدة أنشطة بيولوجية وكيمائية وفيزيائية، عبرها وخلال هذه السلسة من التفاعلات يعالج الدماغ المعلومات بطرق مختلفة تختلف من شخص إلى آخر وهذا ما يسمي الإدراك المعرفي الشخصي. إذ الإدراك نسبي يختلف من شخص إلى آخر، حيث التجربة والبيئة والمؤثرات الخارجية تشكل عاملا مهما في إدراكنا لما يجري حولنا.
لكن هل يُمكن تحسن وتطوير العمليات الإدراكية لما يجري حولنا أي فهمنا للأحداث والمؤثرات في محيطنا الخارجي، وتكوين تقديرات أقرب إلى التجريد منها إلى التأثر والفرض؟ الجواب نعم بالقراءة وهنا تظهر أهمية وضرورة القراءة، فالقراءة ليست رفاهية بل ضرورة للصحة العقلية والنفسية والتوازن المعرفي.
وفوائد القراءة جمَّة منها:
1. تحفيز وتنشيط الذاكرة القصيرة والطويلة التي تساعد على استعادة المعلومات وتذكر التفاصيل.
2. وبالمقابل فإن نقص القراءة قد يؤدي إلى وهن الذاكرة وعدم القدرة على تذكر المعلومات.
3. التركيز والانتباه فالقراءة تحسن الانتباه والتركيز للدماغ وهذا يؤدي إلى تعلم الدماغ مهارة تحليل المعلومات.
إنَّ عدم القراءة ينتج صعوبة وعدم قدرة على فهم المعلومات المركبة والمفاهيم المجردة وكنتيجة عدم توسع المفردات اللغوية وهذا يُؤثر على الفهم السريع لتطور العلوم والمعارف؛ فاللغة وعاء المعرفة، وتقلُّص مفردات اللغة له تأثير على التفكير النقدي والتحليل الموضوعي لشتي المعارف فكل حقل معرفي زادة مفردات اللغة والتي تتطور وتتجدد بمرور الزمن.فالتراجع في المفردات هو تراجع في الأفكار والتراجع في الأفكار تراجع في الإبداع والابتكار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مستشفى سعودي يزرع أول جهاز ذكي داخل الدماغ
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث السعودي في إجراء أول عملية من نوعها في الشرق الأوسط لزرع جهاز ذكي داخل الدماغ، يعمل على تحسين التحكم بالأمراض العصبية المزمنة.
ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، يعتمد هذا الابتكار على رصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي وإرسال نبضات كهربائية دقيقة إلى المناطق المصابة، مما يسهم في تخفيف الأعراض وتقليل الاعتماد على الأدوية، ويُعزز جودة حياة المرضى، ويمنحهم مزيدا من الاستقلالية والاستقرار الصحي.
ويمكّن هذا الابتكار المتقدم المرضى من تحسين السيطرة على الأعراض العصبية، مع إمكانية تقليل جرعات الأدوية بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، مما يخفف آثارها الجانبية، ويعزز جودة الحياة اليومية، خصوصا لدى المصابين بمرض باركنسون والصرع واضطرابات الحركة.
ويسهم الذكاء الاصطناعي داخل الجهاز في تحليل الإشارات الدماغية بشكل فوري، ليتعرف على الأنماط غير الطبيعية في نشاط الدماغ، ويستجيب تلقائيًا بإرسال نبضات كهربائية دقيقة تُعيد التوازن للنشاط العصبي، ما يُمكّن من علاج أكثر دقة ومرونة يتكيف مع حالة كل مريض لحظة بلحظة، دون الحاجة إلى تدخل يدوي مستمر من الفريق الطبي.
ويبدأ أثر الجهاز في الظهور خلال الأسابيع الأولى من الزرع، إلا أن تحقيق الفائدة القصوى يتطلب معايرة دقيقة خلال فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر، تُضبط خلالها الاستجابة الكهربائية بناءً على الإشارات الدماغية الفعلية التي يسجلها الجهاز.
ويتميز الإجراء باستخدام تقنيات طفيفة التوغل تستغرق بين 3 إلى 5 ساعات فقط، دون الحاجة إلى شقوق جراحية واسعة، مما يقلل من فترة التعافي والمضاعفات المحتملة، ويعزز سرعة عودة المريض إلى حياته اليومية.