الجديد برس:

عادت الأزمة السياسية والاقتصادية بين الأطراف الموالية للسعودية والإمارات في مدينة عدن لتشتعل خلال الساعات الماضية. وأفادت مصادر سياسية في المدينة، «الأخبار »، بأن عودة رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، مساء الإثنين إلى المدينة، بحماية سعودية، جدّدت الخلاف بين «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات وحكومة أحمد بن مبارك التابعة لـ«الرئاسي»، موضحةً أن «الانتقالي» يحاول فرض قيادات تابعة له في عدد من الوزارات في مناصب عليا، وسط تهرّب العليمي، واعتراض الأطراف الأخرى المنافسة، وخاصة «حزب الإصلاح».

وأضافت المصادر أن «الانتقالي» يمارس ضغوطاً على الحكومة التابعة لـ«الرئاسي» بشأن تدهور الخدمات وانهيار سعر صرف العملة المتداولة في المحافظات الجنوبية، ويلوّح بالعودة إلى «الإدارة الذاتية» التي بموجبها يتولى مهمة الإدارة العامة كسلطة أمر واقع.وكانت وسائل إعلام «الانتقالي» كشفت أن المجلس الذي عقد اجتماعاً لهيئة رئاسته برئاسة رئيسه، عيدروس الزبيدي، يضع على الحكومة في عدن والعليمي، 4 شروط للبقاء في المدينة، هي توفير الخدمات، واستكمال نقل المؤسسات من صنعاء، ووقف عملية فتح الطرق، ووضع إطار خاص بالقضية الجنوبية في أي مفاوضات مقبلة.

وجاء هذا البيان بعد ساعات على عودة العليمي وحكومة أحمد بن مبارك إلى عدن، التي كانوا خرجوا منها منذ أسابيع على وقع انهيار العملة وخدمات الكهرباء. وفي هذا الإطار، أدلى رئيس وحدة المفاوضات في «الانتقالي»، ناصر الخبجي، بتفاصيل جديدة عن عودة العليمي، وقال، في تصريح إلى قناة المجلس الرسمية، إن «الانتقالي منح العليمي فرصة جديدة لتنفيذ الالتزامات وعلى رأسها تحسين الخدمات العامة»، مشيراً إلى أنه «قد ينسحب من الحكومة الجديدة في حال لم يتم تنفيذ مطالبه».

ويحاول «الانتقالي» استغلال وجود العليمي في عدن لتعزيز فرص إفراغ الشمال من المؤسسات الحيوية، من خلال تنفيذ القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة ابن مبارك، قبل أن تطالبها السعودية بتجميدها، وشملت وقف التعامل مع بنوك تجارية وإسلامية تتّخذ مقرات بها في مناطق سيطرة صنعاء، ومنع التداول بالعملة القديمة المتداولة في تلك المناطق، ووقف شركات الاتصالات في العاصمة، ومنع حجوزات الطيران من مكاتب شركة «اليمنية» في صنعاء ونقلها إلى عدن.

ويرى مراقبون أن «الانتقالي» يحاول إكمال الصفقة مع شركة “NX” الإماراتية – الإسرائيلية التي اشترت قطاع الاتصالات في المحافظات الجنوبية أواخر العام الماضي، مع حق التحكم بالنطاق الترددي في هذه المحافظات، وسط انتقادات حادة، كون هذا القطاع سيادياً ومهماً.

«الانتقالي» يفرض شروطاً على العليمي للسماح ببقائه في عدن

والشروط التي فرضها «الانتقالي» على حكومة «الرئاسي»، جاءت في أعقاب كشف مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، عبدالله آل هتيلة، في منشور على «إكس»، عن مهمة جديدة كُلّف بها العليمي في عدن، وهي «كبح جماح الانتقالي».

وجاءت إعادة العليمي على وقع تطوّرات في ملف السلام، أبرزها فتح الطرق بين مناطق سيطرة صنعاء والقوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، وهي خطوة يحاول «الانتقالي» عرقلتها من خلال رفض فتح طرق حيوية أبرزها طريق عقبة ثرة الرابط بين محافظتي البيضاء وأبين، وكذلك طريق دمت – الضالع.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر مسؤول في مكتب محافظ أبين التابع لصنعاء، اللواء صالح الجنيدي، لـ«الأخبار»، أن السلطتين المحليتين التابعتين لصنعاء في البيضاء وأبين، اتفقتا على فتح الطريق الاستراتيجي الذي يربط محافظات الجنوب بالشمال من طرف واحد، ورمي الكرة في ملعب الأطراف الأخرى.

إلا أن مصادر محلية في مديرية لودر في أبين قالت، لـ«الأخبار»، إن القوى الموالية للتحالف ترفض أي تجاوب مع مبادرة فتح طريق البيضاء – أبين، وأشارت إلى أن محور أبين العسكري التابع لـ«الانتقالي» وجّه بمنع العبور عبر الطريق الدولي في عقبة ثرة، التي تُعدّ منطقة تماس عسكري بين قوات صنعاء وفصائل «الانتقالي».

من جهتها، دفعت الإمارات، أمس، بتعزيزات عسكرية إلى حلفائها إلى الضالع، لإفشال أي محاولات لفتح الطرق. وجاء هذا التحرّك بعد انتشار فصائل «دراع الوطن» الموالية للسعودية في عدد من مناطق التماس في جبهات الضالع.

ووفقاً لناشطين، فإن التعزيزات العسكرية الجديدة لـ«الانتقالي» في مناطق التماس في الفاخر ومريس التابعتين لمحافظة الضالع، تؤكد إصراره على رفض كل المساعي الهادفة إلى فتح الطرق، وتوجّسه من فرض فتحها من قبل القوات الموالية للسعودية.

وتتزامن خطوات فتح الطرق التي تجري في تعز ومحافظات أخرى، مع عودة الحراك الدبلوماسي للمبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي عاد أمس إلى مسقط، والتقى وكيل وزارة الخارجية العمانية، خليفة الحارثي.

*نقلاً عن “جريدة الأخبار اللبنانية”

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فتح الطرق فی عدن

إقرأ أيضاً:

عودة العليمي وبن بريك لعدن تثير التساؤلات على وقع ثورة النساء (رصد)

على وقع الغضب الشعبي المطالب بالخدمات، عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة المؤقتة عدن أمس الأحد، ويرافقه رئيس الحكومة الجديد، سالم بن بريك، قادمين من العاصمة السعودية الرياض.

 

وتأتي عودة العليمي وبن بريك تزامناً مع احتقان شعبي واحتجاجات شعبية وتظاهرات نسوية تشهدها عدن وبعض المحافظات المحررة منذ قرابة شهر تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الخدمات الأساسية على رأسها الكهرباء، مع انعدام الحلول الفاعلة.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية أن العليمي الذي عاد إلى عدن بعد شهرين من مغادرتها، سيواصل وأعضاء المجلس جهود تعزيز دور الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي صنعتها جماعة الحوثي.

 

وقال بن بريك، في أول تعليق له عقب وصوله عدن إن أولوياته العاجلة تتمثل في الاستماع إلى أصوات المواطنين وتلبية احتياجاتهم الملحّة، والعمل على تخفيف معاناة المواطنين في مختلف المجالات بدعم من شركاء اليمن، حد قوله.

 

وأضاف "عدت إلى عدن برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في "ظرف استثنائي وصعب"، مؤكدا إدراكه لحجم التحديات التي تواجه الشعب اليمني.

 

 

ورغم التطمينات التي حملها بيان رئيس الوزراء، إلا أن إعلان عودته لعدن لم يتضمن أي إشارة إلى الدعم المالي أو الاقتصادي الذي كان يُفترض حشده خلال فترة تأجيل العودة، في ظل الاحتجاجات التي تشهده عدن منذ أيام تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الخدمات الأساسية على رأسها الكهرباء.

 

وأثارت عودة العليمي وبن بريك إلى عدن تساؤلات اليمنيين، خاصة الأخير، بعد زهاء شهر من تعيينه رئيسًا للوزراء، والذي أعلن صراحة أنه لن يعود إلا بنتائج تحدث فرقًا في الوضع الاقتصادي والمعيشي المنهار، لكن عودته جاءت خالية من أي دعم أو حتى وعود، بينما تؤكد مصادر أن الزيارة مؤقتة لأداء صلاة العيد، قبل العودة مجددًا إلى المنفى الاختياري في الرياض.

 

عودة لأداء صلاة العيد

 

وفي سياق ذلك قال الإعلامي بشير الحارثي، عودة رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة إلى عدن: هل من أجل حل مشاكل الشعب وإعادة الخدمات وإيقاف تدهور الاقتصاد وانهيار العملة، أم من أجل صلاة العيد أمام عدسات الكاميرا ثم المغادرة والعودة لحياة الفنادق؟

 

 

وأضاف "يفترض أن الكهرباء تكون تطفي بقصر معاشيق مثل بقية الأحياء في عدن، يمكن يشعروا  ولو بواحد بالمائة من معاناة المواطنين".

 

عودة بخفي حنين

 

من جانبه قال الصحفي طلال الشبيبي، "سيكون أطول أسبوعاً يمر على رشاد العليمي وسالم بن بريك، بعد عودتهما إلى عدن، بخفي حنين وخاويي الوفاض، في ظل الاحتجاجات والاحتقان الشعبي التي تشهدها عدن، تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية".

 

وأضاف "زيارة عدن لأداء صلاة العيد فقط وسيعودان إلى الرياض، ولأنهما يدركان مدى العجز والفشل فليس بجعبتهما أي حل ولا بمقدورهما توفير أبسط الخدمات".


 

 

وتابع الشبيبي بالقول: ما الذي سيقولانه للشارع والاحتجاجات في عدن؟ غير اليد قصيرة والعين بصيرة"، لافتا إلى أن تلك الزيارة ستزيد من تأجيج الأوضاع.

 

من جهته الناشط فاروق الشعراني، علق بالقول "المغتربون وصلوا لأداء صلاة العيد وعمل صورتين في عدن. والتفحيط بنفس اليوم لقضاء إجازة العيد في دول أخرى". متابعا بالقول "أي دعوة أصابتنا".


 

 

الإعلامي سمير الصلاحي، هو أيضا سخر من عودة العليمي ورئيس الوزراء وقال "بعد نجاحه الكبير في تجربة صلاة عيد رمضان، فخامة الرئيس يصل عدن لتكرار التجربة مع صلاة عيد الأضحى".

 

في حين اكتفي الصحفي رضوان الهمداني بالقول "العليمي يصل الى عدن لأداء صلاة العيد".

 

 

بدوره الكاتب الصحفي أحمد غراب، غرد بالقول "الشرع جالس يجمع للسوريين معاشات وكهرباء ومشاريع وعندنا العليمي بعد غربة سنين جاي يصلي العيد وما في جيبه حتى شوية زبيب".

 

https://www.facebook.com/share/1A21sT86Go/

 

الصحافية والحقوقية سامية الأغبري علقت على صورة رئيس الوزراء اثناء وصوله عدن برفقة العليمي وتظهر تعابير وجهه مدى الفشل والعجز، وقالت "بن بريك.. حين سافرت، سافرت مغصوب".

 

 

وعود فارغة

 

أما الصحفي توفيق أحمد فقال "عاد العليمي ومعه رئيس وزرائه سالم بن بريك من جولة سياحية بين موسكو وبغداد والرياض، عادوا ومعهم الوعود الفارغة كالعادة".

 

وأضاف "بينما عدن وتعز تغليان على صفيح الانهيار: لا كهرباء، لا ماء، لا رواتب، لا كرامة، ولا حتى بقايا دولة، أي خيانة أبشع من أن يشهد الرئيس معاناة شعبه ثم يعود ليتجاهلها؟


 

 

وأردف "حكومة فاشلة تعيش في الفنادق وتترك الشعب يغرق في الظلام والعطش والقهر، لكن هذا الشعب لن يصمت إلى الأبد".

 

وقال "عاد سالم بن بريك إلى عدن دون دعم ولا وعود، بعد أن تبخّرت شروطه عند أول تجاهل سعودي، وابتلع تصريحاته عن "الإنعاش الاقتصادي" و"تحسين الخدمات" أمام واقع غارق في الظلام والغضب الشعبي."

 

 

فيما احمد المصعبي قال "العليمي وبن بريك وصلا عدن، وعدن بدون كهرباء ولا ماء، فقط ارسلوا فلوس إلى محافظ عدن يشتري ثمان قاطرات مازوت وطلبوا من التاجر البسيري يسلفهم 10 طن ديزل للكهرباء تشتغل في فترة وجودهم في عدن"، مستدركا بالقول "حل البلاد غير أهلها".


مقالات مشابهة

  • اشتباكات دامية بين قوات “الانتقالي” في أبين بسبب تأخر المستحقات المالية
  • 16 شركة سعودية ناشئة تعيد رسم ملامح القطاعات الحيوية بدعم من برنامج “نكست إيرا”
  • “على طاولة مكتبه العديد من الملفات” .. ارتياح وتفاؤل بخطاب رئيس الوزراء الانتقالي د. كامل إدريس
  • عودة العليمي وبن بريك لعدن تثير التساؤلات على وقع ثورة النساء (رصد)
  • ناطق لجنة اعتصام المهرة: العليمي وبن بريك.. عودة “بلا أمل” وميليشيات تُفَرِّخ الفوضى 
  • الانتقالي يبدأ “تهدئة” إعلامية واحتواءً للاحتجاجات مع عودة العليمي إلى عدن
  • الانتقالي يوافق على خطة سعودية قبيل اتفاق سلام بين الرياض وصنعاء
  • حفل موسيقي لكورال “المحبة – سوريا” في طرطوس
  • “العليمي” و”بن بريك” يعودان إلى عدن بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية
  • انسحاب مفاجئ لـ”العمالقة” من شبوة وسط ترتيبات سعودية لنشر “درع الوطن” على الهلال النفطي